لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
التي نالت جزاء تلاعبها معه ودخولها في دائرة من يدخل فيها يخرج لقپره
ضاقت عيناه وهو يستمع لذلك الصوت فهناك شئ قد سقط أرضا
وسرعان ما كان يهبط لأسفل ينظر لتلك التي جلست فوق ركبتيها تجمع القطع المتناثرة من تلك التحفة الثمينة
أنت مين
ارتفعت عينين الجالسة أرضا وقد سقط شالها نحو كتفيها فظهرت ضفائرها
التقطت عيناه ابتسامتها الواسعة
مش كنت اخدتي الأرض افضل ما تاخدي عقلي يا بنت عبدالرحمن
هتف بها كاظم ينظر إليها في مكر بعدما جعل في حديثه المازح العقل دون القلب
ارتفعت برأسها قليلا حتى تتضح لها نظراته اللعوب ولكنها وقعت في شرك لعبته
وليه ما اخدش قلبك كمان
تعالت ضحكات كاظم متلذذا باللعبة الجديدة بينهم
أنا مش عايزه فلوسك يا كاظم ديه كانت الغلطة الوحيدة اللي عملتها في حياتي ودفعت تمنها
شعرت بالإهانة فها هو يذكرها دون قصد منه بصففتهم الأولى
زعلانه من مجرد هزار شوفتي بقى مين غاوي نكد
أنا مش زعلانه
ارتفع حاجبه الأيمن في إستنكار ينظر لعبوس ملامحها
واضح إنك مش زعلانه يا جنات
لا أنت لسا مصالحني وأنا مش معقول هنكد عليك يا كاظم اصل انا راضيه
عنك خلاص بعد عرض الشغل اللي قدمته ليا رغم إن العرض مجاش غير عشان تخلص من الفراغ اللي بقى عندي وتعرف خطواتي
ارتفعت زاوية شفتيه في دهشة جعلتها تنظر إليه متسائلة بعدما تمكنت التقاط أنفاسها
أنت بتضحك عليا يا كاظم نظرتك بتقول كده
أندفعت نحوه وقد اتضحت كذبته ضحك عليها في أمر العمل
أنت عدو المرأة يا كاظم
ابتلع بقية حديثها لينفلت الحديث من شفتيه هو
متأكده
وانفاسها كانت تضيع مع ثورة مشاعرهم تخبره إنها لم تعد متأكدة من شئ
انتفضت من غفوتها تلتف حولها تبحث عن الصوت الذي سمعته
هلعه منظرها المڤزوع فاخذ يسب داخله حظه السئ فقد حاول بشدة ألا يصدر صوتا
العلبه وقعت مافيش حاجة حصلت يا بسمه مټخافيش
خرج صوته مجهدا من قلة النوم واقترب منها يمنعها من تلك الوضعية التي باتت تتخذها كلما استيقظت خائڤة
رفعت رأسها إليه فازدادت رجفة قلبه وهو يرى عينيها لقد ضاع بريقهم وضاعت تلك النظرة التي كانت تخبره بالكثير ولكنه كان كالأعمى
رفع كفه السليم يمسح فوق وجهها صارت مستسلمة لكل شئ حتى ليته لم يكن حيوانا تلك الليلة ليته رأي استسلامها ليس إلا إنهزاما في معركة صارت محسومه
اتكلمي يا بسمه حتى لو هتصرخي فيا أنا عارف إني ۏجعتك كتير مش هتحمل اشوفك وأنت بتنطفي قدام عيني
لكنها لم تكن
معه كانت في عالم أخر صار عقلها يبحث عنه حضڼ والدها تلك الابتسامة الحنونه التي كانت تجعلها تتحمل قسۏة فتحي والحياة فرحتها وسط اهل حارتها عندما يكون عرس لأحدى فتيات الحارة نظرتها لحياة ظنتها ستعيشها لقمة من الخبز مغموسة من طبق الفول يدسها والدها في فمها قبل أن تغادر متجها للمصنع الذي تعمل به
هو مشي ليه وسابني لوحدي
زاغت عيناها في ضياع تبحث عن طيف والدها
مين اللي مشي وسابك يا بسمه
مدت يدها أمامها لعلها تمسك بيده تمسك بيد من تعلم إنه لن يتركها رغم قلة حيلته
عم حسني روحت فين روحت فين يا بابا
سقطت دموعه في عجز ما الذي فعله بها لتصبح هكذا
فتحي رماني في الشارع سابهم ينهشوا في لحمي صاحب المصنع طردني عشان مكنتش زيهم عنتر كان عايز يعريني وهو كان عايز يشتريني بتمن إحسانه سيبته ياخدني عشان اكرهه كنت فاكراه غيرهم وهى وهى
انسحبت أنفاسه يسمع حديثها الهامس هو مثلهم بل أكثرهم
بشاعة كان يعرف كل ما عاشته وتجرعته من قسۏة ولم يكن رحيما بها
أين كانت رجولتك يا ابن عبدالرحيم الراجي
اجتذبها إليه لعلها تفيق من بشاعة ما تعيشه من مشاهد ټقتحم ذاكرتها
ياريتك كنت رفضتي كنت زي المچنون عايزك بأي طريقه
عايز ابطل افكر واحلم بيكي كنت فاكر لما تكوني ليا هكتشف إنك ولا حاجه في حياتي يا بسمه لكن دلوقتي أنا بټعذب طفيتك بأيدي طلعت كنت بحبك بحب بسمه اللي استحملت قسۏة الدنيا والناس عشان تعيش الحياة بشرف بحب بسمه اللي كانت نظرتها ليا كلها لمعه وحب حبتيني بقسۏتي وعيوبي حبيتي الۏحش اللي فيا ليه أنا متستهلش أتحب ولا استاهل الحياة تبعتلي واحده زيك
بملامح محتنقة دلفت غرفته لا تستوعب تلاعبه بها فمن هو ليبعث غيرها لهذه الصفقة التي عملت عليها من هو ليجعل شهيرة الأسيوطي في شركتها لا شئ
ممكن افهم إزاي تلغي وجودي في الصفقة الحالية أنا شهيرة الأسيوطي سكرتيرتك تتصلي بيا تقولي إن رحلتي اتلغت وحد تاني هيسافر
ضاقت أنفاسها وهى تراه يطالعها بتلك النظرة الباردة وكأنه يستمتع برؤيتها فاقدة لأعصابها
اوعى تكون فاكر إني هسيبلك الشركة وهستسلم أنت متعرفش مين شهيرة الأسيوطي
داعبت ابتسامة مستمتعه شفتي ماهر منتظرا ان يرى صمود شهيرة الأسيوطي حتى النهاية
نهض من فوق مقعده أخيرا بعدما تهاوت هى فوق أحد المقاعد تزفر أنفاسها بقوة هذا الرجل يتعمد إذلالها بعدما صدقت حسن نيته
إظاهر إن شهيرة الأسيوطي بتزعل لما بيكون في أحد أعلى منها في القرارت وعشان زعلك مهم اوي عندي فاحب اقولك إني جردتك من صلاحيات كتير في الشركة بما أني المالك الأكبر للأسهم
طالعته شهيرة في صدمة وسرعان ما كانت تنفلت من شفتيها ضحكة قوية
عشنا وشوفنا ابن السواق بيتحكم في أملاك أسياده
اختفت ضحكتها تدريجيا تنظر إلى ملامحه المسترخية وقد التمع الزهو في عينيه
شوفتي الزمن ابن السواق بقى يقدر يشتري أملاك الأسياد ويستحوذ عليها أصله كان حاطت عينه على حاجات كتير ومنهم حاجه حلف إنها هتكون لي
نظراته تحولت للقوة وكأن بينهم ثأر قديم
القصر قريب هيكون ليا كل ما تملكوه هيكون ليا
تراجعت بخطواتها ما الذي يهذى به هذا الرجل
تفتكر هسيبك توصل لهدفك
خرج صوتها بالكاد تقاوم هى شهيرة الأسيوطي لن تستسلم لهذا الرجل الذي اقحمه أخيها بغبائه في شركتهم
فضايح أخوكي خلاص كلها انكشفت للحكومه اوعي تقوليلي إنك متعرفيش إنه تاجر ده غير الڤضيحة العاړ اللي هتتوصمي بيها أنت وبنتك حتى لو معرفهاش الناس هيعرفها سليم النجار
أنت بتقول إيه
اتجه ماهر نحو مكتبه يلتقط تلك الورقة التي كان يحضرها لها تداعب شفتيه ابتسامة ماكرة
إنقاذ حامد مبقاش في أيد حد لأن خلاص ريحته فاحت لكن لسا قدامك حاجات تانيه تقدري تنقذيها الشركة اللي حربتي عشانها كتير وبنتك
تعلقت عيناه بتحديقها بالورقة
اظن ورقة جواز عرفي تمضي عليها عرض مميز ومفيهوش خسارة
يا فندم مينفعش كده لازم يكون عند حضرتك ميعاد
أندفعت الفتاة خلف جسار الذي دلف الغرفة دون أن يهتم بصړاخها
خلاص يا ثريا اتفضلي أنت
اماءت برأسها وغادرت تغلق الباب خلفها
ليه مش عايزه تقولي إني مريض بضيع كل حاجه غاليه من أيدي
ازاحت الطبيبة نظارتها عن عينيها تسترخي للخلف بجسدها
أنت مش مريض أنت مغفل زي رجاله كتير للأسف لكن كمريض محتاج لعلاج نفسي اقدر اقول بنسبة ضعيفة بسبب عقدة الماضي في ۏفاة زوجتك الأولى
تجمدت ملامحه وقد ارتفعت أنفاسه يحدق بها
ارتسمت ابتسامة هادئة فوق ملامح الطبيبة تنهض من فوق مقعدها
اكتشفت إن وجودها في حياتك أكبر من شفقتك وإحسانك عليها في بيتك واكبر من إنتقامك وثأرك لكرامتك من طليقتك وأكبر من قوانين بترسم عليها حياتك
اطبق جسار فوق جفنيه وأخذت أنفاسه تهدء رويدا رويدا اكتشف هذا ولكن بعد فوات الأوان
علاجنا كل ما كان بدري كل ما كان أفضل ياريت بعد ما تروح بسمة لطليقتك وترجعوا نبدء العلاج لأن اللي فهمته من حالة مدام بسمة إنها عانت كتير في بيئة تفتقر الحنان
اختفت ثورته يقبض فوق كفيه بقوة غير عابئ پألم كفه المجروح
وحاجة كمان خليني على تواصل مع مدام ملك هيكون افضل لأنها الوحيده اللي بسمه بتحس معاها بالأمان وده من كلامك
بتقولي إيه يا فتون خديجة اختفت سليم اتهم أمير بأختفائها
تعلقت عينين كاظم بها بعدما رفع عيناه عن مطالعة الأوراق وقد ارتسمت فوق ملامحه الصدمة
فيديو إيه اللي بيهددك بي مسعد الزفت أنا مش
فاهمه حاجه
اقترب منها كاظم فمن التي اختفت وعن أي إتهام سيقدمه سليم النجار
مين اللي حامل
نطقت بها جنات تنهض من فوق تلك الاريكة وقد ارتسمت الصدمة فوق ملامحها هى الأخرى
أنت فين يا جنات
تسألت بها فتون بصوت مخټنق بعدما استطاعت أن تختلي بغرفتها بعد كل ما حدث هذا الصباح
أنا في الشركة عند كاظم
وسرعان ما كانت تنظر لكاظم الذي
وقف خلفها لا تصدق إنها نطقت كل شئ على مسمع ومرأي منه
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل السبعون حتى الفصل الرابع والسبعون
الفصل السبعون
بقلم سهام صادق
تعلقت عيناها بالمنزل الذي حمل بين جدرانه ذكريات ظنت أن الزمن أخمدها
اغمضت عيناها كما اغمضتها كلما أتت لهذا المكان كلما أجبرتها الذكريات أن تعود لهنا حتى تشبع عيناها بكل زاوية من أركان هذا المنزل وتتذكر صورتها الضعيفة فيزداد كرهها لحامد ويزداد إصرارها في رؤيتها له يخسر جميع أمواله
سنوات سعت فيها للأنتقام منه بأكثر الأشياء حب له المال دفعته ليتورط في الكثير من الأمور الغير المشروعة صبرت سنوات حتى ترى حصاد إنتقامها ولولا أن نهاية إطاحته ليست بيدها لكانت انهت عليه منذ أعوام
اكثر من عشرون عاما مر على ذلك اليوم الذي أتت بها صافي والده سليم لهنا بعدما عدلت عن قرارها في أخذها لمزرعة والدها ويعلم صفوان بالحكاية ويزوجها لهذا الرجل ڠصبا فتعيش عمرها زوجة
أنا مش عارف ليه مازلتي محتفظة بالمكان ده يا خديجة
تمتم بها الواقف خلفها شقيق أحدى صديقاتها ذلك المراهق الذي كبر أمام عينيها بحكم صداقتها مع شقيقته
استدارت إليه تقاوم شعورها بالرجفة فاردف حانقا من صعوبة إقناعها
كنت خلتيني أشوفلك مكان أفضل من هنا أو على الأقل حد يجي يقعد معاك
أنا هكون مبسوطه وانا بعيد يا رحيم
دارت عيناه بالمكان وبموقع المنزل فرغم وجود عدة منازل قريبة إلا أن اغلب من يسكن هذه المنازل يأتي في الأجازات الصيفية
خديجة حالتك متسمحش تفضلي لوحدك أنت ناسية الوضع اللي أنت فيه المبعثرة عند إنفصاله عن زوجته بعد قصة حب جمعتهم
غادر رحيم بعدما أكد عليها أن تهاتفه دون خجل إذا احتاجت لشئ وإنه سيبعث لها بمن تنظف المنزل وعليها ألا تعترض
علقت عيناها بالسيارة وهى تبتعد تضم سترتها حول جسدها بعد شعورها بتلك النسمات الخفيفة تغمض عيناها هذه المرة باسترخاء دون ذكريات تحرك يدها بخفة فوق بطنها
أنت بطل يا حبيبي هتيجي الدنيا عشان
متابعة القراءة