لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
عليكي
تلاشى الإسترخاء عن ملامحه يلتقط كل كلمه تخبره بها لقد غادرت في الصباح الباكر والأمر لا يفسر إلا بشئ واحد
هروح اعملك قهوتك يا بني وأرن عليها تاني يمكن ترد عليا أخص عليكي يا بسمه
عادت تتمتم السيدة سعاد عبارتها التي تحمل العتاب واتجهت نحو المطبخ تحت نظرات جسار الجامدة
اخرج هاتفه يبحث عن رقمها فما دام لم ترغب بتلك العلاقة بينهم لما صمتت هل كان سيجبرها على شئ
اتجه بخطوات غاضبه نحو الخارج حتى يستقل سيارته لتقف السيدة سعاد وسط البهو بفنجان القهوة
يا بني أنت مش هتفطر ولا حتى هتشرب قهوتك
الټفت حولها قبل أن تتقدم بخطوات مرتبكة نحو تلك الغرفة الصغيرة التي تعد محزن للأجهزة المعطلة حتى يتم تصليحها
پخوف اقتربت من الغرفة ولم يكن الفاصل بينهم إلا مقبض الباب الذي تحرك معها بيسر وانفتح
أسرعت في الدلوف لا تصدق أن الباب فتح معها زافرة أنفاسها
استندت بظهرها على الباب وقد سقطت الحقيبة الصغيرة التي تحتوي على ثيابها القديمة التي أتت بها منزله
جلس يستمع لتلك المناقشات التي تدور في غرفة الأجتماعات فالكل يتحاور ويتجاذب الحديث وهو يجلس معهم شارد الذهن ينظر نحو هاتفه لعلها تتصل
أنت إيه رأيك يا جسار في الفكرة
تمتم بها السيد شريف شريكة فارتكزت عينين سيرين عليه تنتظر أن تسمع جوابه عن فكرتها التي عرضتها لزيادة نسبة المبيعات هي وفريقها
علقت عيناه بها يراها وهي تنهض عن مقعدها تقف في ثقة اعتادها منها تجذب جميع الأنظار نحوها بلطافتها وذكائها
انتهى الأجتماع أخيرا يدلف غرفة مكتبه بضيق فحتى بعدما أخذ غايته مازالت تحتل تفكيره يتسأل داخله ما هذا الجنون الذي أصابه فجأة لقد اصابته اللعڼة
جسار بيه أنت كويس شكلك مش كويس وكنت شارد طول الأجتماعلو تعبان نقدر نأجل السفر لتركيا رغم إن هيكون في خساره علينا
تركيا التقطت أذنيه الرحلة التي عليه أن يذهبها حتى يوقع تلك العقود غير مصدقا إنه تناسى هذه الرحلة
دلفت جنات بحرج غرفة خديجة تتبع فتون التي أسرعت إليها
التقطت عينين جنات تلك الابتسامة الودودة التي منحتها خديجة لفتون
مش عارفه سليم عمل إيه في حياته عشان يكون محظوظ بيك يا فتون
همست بها خديجة بضعف يحمل الصدق في كلماتها تلاقت عينين خديجة بجنات تبتسم إليها بود
حمدلله على سلامتك إن شاء الله تقومي بالسلامة
اقتربت جنات من فراش خديجة التي انحدرت عيناها نحو بطنها وقد أصبح حملها واضح رغم صغر بطنها
وقبل ما تقلقي من زيارتي أنا جايه أزور صديقه غاليه وانسي تماما إن في صلة بيني وبين عيلة جودة النعماني يعني هحترم رغبتك لو زيارتي مزعجة
انفلتت ضحكة خافته من شفتي خديجة تنظر إليها
تعرفي إن عجباني شخصيتك يا جنات مټخافيش أنا عارفه كويس إنك مش النوع ده
أسرعت جنات في تقليص المسافة
بينهم وجاورتها فوق الفراش تنظر نحو فتون التي تمتمت قبل أن تغادر
هنزل أجيب حاجة نشربها واسيبكم تتكلموا براحتكم
غادرت فتون منسحبة قليلا فعلقت عينين جنات لثواني بالباب الذي اغلقته فتون خلفها
إحساس حلو
مش كده
انتبهت جنات على سؤال خديجه تقطب حاجبيها في حيرة ولكن الحيرة تلاشت عن عينيها وهي ترى نظرات خديجة نحو بطنها
التمعت عينين خديجة تستمع لجنات وهي تصف لها ذلك الشعور الذي يكبر داخلها يوميا وعن حالتها المزاجية المتقلبه
كاظم بيقولي إني بقيت مجنونه بصراحه عنده حق أنا بيعيط وبضحك في نفس الوقتوعندي طاقه فظيعه لولا بطني اللي بتكبر كنت قولت ده حمل كاذب
ضحكت خديجة بوهن فجنات ليست فقط كما تخيلتها أمرأة قوية بل هي مزيج مختلط من الصفات
وكاظم يا جنات متقبل كل ده
كاظم ده بس لو يقولي كلمتين حب حلوين من غير ما نكون
بترت كلماتها سريعا فما الذي ستتحدث عنه مع المرأة
تعرفي أمير مختلف عن كاظم
تمتمت بها خديجة وقد عاد الحزن يرتسم فوق ملامحها
مشاعره ديما واضحه مستعد يغرق الست اللي معاه حب طول اليوم تتنفس بس حب واحساس عمري ما عيشته
التمعت عينين جنات بتأثر هذه المرأة عاشقة ولكنها
تقاوم مشاعرها
إنها تشعر بها تشعر بذلك الشعور الذي يعجزها عن تقبل تلك العلاقة
أمير بيحبك يا خديجة العمر عمره ما كان عقبه
أنا مش أنانيه عشان اسړق منه عمره يا جنات وكفايه بقى جوايا حته منه ليه أخد منه شبابه
ليه بتحكمي على علاقتكم بالفشل من قبل ما تحاولوا
اغمضت خديجه عيناها بأرهاق لقد اتخذت قرارها وانتهى الأمر
قوليله ينساني ويشوف حياته
والطفل هتحرمي منه لازم تتكلموا سوا
انفتح الباب فتلاقت عينين سليم بالجالسة جوار عمته وقد أستمع لحديثهم الأخير
ارتبكت جنات وهي ترى سليم أمامها ثم دلوف فتون خلفه بأنفاس لاهثة وقد ارتسمت فوق ملامحها الصدمة من عودته باكرا
بملامح مرتبكة نهضت جنات وغادرت في صمت تتبعها فتون
جوزك نظراته فيها كره ليا فتون فكرني مرسال
أنا مش عارفه ليه سليم بقى كده ده رافض تماما تقبل فكرة جوازهم اللي مستغرباه إنه كان متجوز شهيرة وعمره ما اهتم بكلام الناس
تمتمت بها فتون في حيرة وحنق تقف جوار جنات حتى تأتي سيارة الأجرة التي طلبتها لها
أنا قلقانه ليخرج غضبه من وجودي عليكي يا فتون
اتبعته السيدة سعاد وقد اطمئن قلبها بعدما استمعت لصوتها وطمئنتها عليها
قالتلي طلعت بدري من البيت عشان محتاجه تتمشى شويه وتشتري كتاب محتاجاه وهتتأخر النهاردة لأن عندها دورة اللغة بعد الشغل
اتجه جسار نحو درج مكتبه يخرج منه أحد الملفات في عجالة يقاوم غضبه المتأجج داخله منها فلما لا تجيب على هاتفها وتحادثه
أول ما توصل تكلميني يا داده وحسابي معاها لما أرجع
كست الدهشة ملامح السيدة سعاد وقد باتت تنتبه على بعض الأشياء التي تغافلت عنها
حاضر يا بني بس أنت هتطول في سفرك
يومين وراجع
توارت عن الأنظار تنظر حولها في المكان وقد بدء الجميع يغادر بعدما انتهى دوام العمل
لطمت صدرها لعلها تتمكن من إخماد تلك النيران المندلعة داخلها
توقفت السيارة أخيرا أمام المطار يدلك جبينه بأرهاق ولم يعد يستطيع تحمل ثرثرة تلك الجالسة جواره
ترجل من السيارة تتبعه سيرين وقد ترجل السائق قبلهم ليخرج أمتعتهم القليلة
داعبت سيرين خصلات شعرها بحرج تنظر له و تبتلع بقية حديثها فهو لم يتحدث بكلمة وهي طيلة الطريق تثرثر دون توقف
تعالا رنين هاتفه قبل أن يتحرك بخطوات أخرى نحو بوابة الدخول
بسمة بعتتلي رساله إنها سافرت عند ملك يا بني مع ميادة هانم
اشتعلت النيران داخله هل تتلاعب معه تلك
الفتاة ولولا تلك الرحلة التي عليه الذهاب إليها من أجل العمل لذهب لإحضارها بنفسه وصب عليها جام غضبه
جسار بيه الوقت بيضيع مننا والطيارة
هتفت بها سيرين بعدما طالت وقفته وتحديقه بهاتفه فحدق بها بنظرات جامده وسرعان ماكنت تلين ملامحه قليلا وهو يراها تزدرد لعابها وتنظر إليه
علقت عيناه بها وهي تحمل صنية الطعام وقد انتهت من إطعام عمته تسألها بملامح مسترخية إذا كانت تريد منها شئ قبل مغادرتها
ابتسمت خديجة وهي تومئ لها برأسها تنظر لأثرها وهي تغادر الغرفة
ضاقت عينين سليم وهو يراها تتجاهله يلتف برأسه صوبها حانقا
كلامك بقى سم معاها يا سليم مبقتش بتحس بكلامك بقيت صعب يا ابن صفوان ولا شكلك زهقت وعايز تغير
تجهمت ملامحه يصوب نظراته نحو خديجة
وهي بقت تتقمص من أي حاجه ليه متستحملنيش وهي عارفه إني مضغوط
التوت شفتي خديجة في تهكم فهو من يجعل نساءه يعتادوا على حنانه ودلاله وفجأه يخبرهم بأنهم عليهم تحمله السابقات كان الطلاق ونهاية الزواج نصيبهن بعدما تنتهي متعته بهم ولكن فتون زيجته بها مختلفه أخذها عنوة وتحدى بها كل ما وقف في طريقه عائقا
سليم فتون صغيره متخلهاش تكره عيشتها معاك بسبب المشاكل اللي محاوطاك مع شهيرة ومتنساش إنك أجبرتها على الجواز منك
قصدك إيه يا خديجة
اعتدلت في رقدتها ترخي أهدابها تتحاشا النظر إليه
روح شوف مراتك يا سليم وراضيها ومتخلطش الصراعات اللي في حياتك مع حبك ليها لأن الإنسان مهما وصل حبه لشخص بيزهق
غادر سليم الغرفة بعدما وجدها اختارت النوم وانهت الحديث بينهم ولكن النوم كان أبعد عنها وعن قلبها وعن ذلك الصراع الذي تعيشه خاصة بعدما علمت السبب الخفي من رفض سليم بشدة لزواجها من أمير وعدم تقبله
وقد عاد صدى كلماته يتردد داخل أذنيها
كان متهم في قضية نسبعارفه يعني إيه
طالعها وهي تتجه نحو الفراش تتجاهل النظر إليه تسحب الغطاء نحوها وتبتعد بجسدها إلى الطرف الأخر من الفراش
اقترب منها يجتذب الغطاء من فوق جسدها
أنت عارفه أي كلام بقوله مقصدهوش ولازم تتعودي يا فتون لأني مش هغيرك ولا هتغيرني خلاص
تجاهلت حديثه وكأنها لم تسمعه تجتذب الغطاء ثانية
زعلانه عشان بسألك عن سبب وجود جنات
عاد يجتذب الغطاء من فوقها ينظر إليها بعدما انتفضت من فوق الفراش غاضبه
بلاش يا سليم تسأل أنا زعلانه من إيه لأني لو اتكلمت هتزعل أوي
حدقها بنظرات متلاعبه يدقق النظر فيما ترتديه
فتون مش واخده بالك من حاجه الاسبوع خلاص مبقاش فيه غير يومين
لم ينتظر أن تفهم ما يرمي إليها من كلمات فالتفسير صار واضحا في عينيه
وقف مدهوشا وهو يراها تبتعد عنه نافرة
أنا خلاص زهقت يا سليمعايز ترجعلها ارجعلهاوربوا بنتكم سوا لكن متحملنيش فوق طاقتي
تجمدت ملامحه ينظر إليه في دهشة وقد وضحت الصوره له
من ساعه ما شهيرة اخدت خديجة وأنت بتحملني سبب بعدها عنك حتى لو مقولتهاش يا سليم أنا مش غبيه عشان محسش بكل ده
بعد ما اطمن على خديجة هروح لأهلي يمكن لما أبعد عنك تقرر أنت عايز إيه
غادرت الغرفة وتركته يقف مكانه في جمود يحدق بالصورة المعلقة فوق الجدار
رفع عيناه عن
الأوراق التي أمامه وقد ضاقت حدقتاه وهو يراها تقترب منه
كاظم أنا نفسي في الفطير
ارتفع حاجبه الأيسر في دهشة وقد ازداد ضيق حدقتاه فعن أي طعام تتحدث هذه الساعه
فطير إيه دلوقتي
متابعة القراءة