لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أن تثبت وجودها كزوجة
كنت جاية عشان الحضن ده إظاهر إننا المرادي بدأنا نتغير فعلا
داعبها بحديثه الذي أشتاقت إليه فحاولت التحرر من أسر ذراعيه والابتعاد عنه حتى تتمكن من ترتيب سترتها الأنيقة وبلوزتها
فعلا كنت محتاجة لحضنك يا سليم
تعالت ابتسامته وهو يستمع لتصريحها دون خجل عن توقها إليه
لكن في سبب تاني سبب وراه إستغلال بس إستغلال جميل وعارفه

إنك مش هترفضه
ارتفع حاجبه الأيمن لأعلى في دهشة فمن التي تتحدث معه اليوم 
عادت تقترب منه تخبره بحديث سريع عما تريد إستغلالها فيه
لكن الموضوع هيكون صعب شويه لو وفرت فرصه اكيد هتكون إلا لناس تستحق ده
أنت هتوفر فرصه او فرصتين شريك ليك هكذا وشريك لشريك ليك هيعمل كده هتلاقينا عملنا حاجة مؤثرة وساعدنا ستات وبنات محتاجه شغل ارملة مطلقة بنت بتعول أسرتها او بتعول نفسها لأنها ملقتش اللي يساعدها
داعبت ابتسامة واسعة شفتيه وهو يراها ملتصقة به تتلاعب بأزرار قميصه دون شعور منها أن حركتها صارت مغرية
إيه كمية كلمة شريك اللي اتقالت في كلامك أنت فرعتي أوي الموضوع يا حببتي ديه مجرد حفلة سنوية للشركة والشركاء بيكونوا ضيوف مش أكتر مقدرش أجبر حد فيهم يقدم مساعده
طالعته في عبوس فهل ضاع ما تحمست إليه
أنت مش هتجبر حد يا سليم لكن هتكون أنت البداية لينا لما تعلن تقديمك فرصة زي ديه لفردين مثلا هتلاقي غيرك بيعمل كده هو أنا برضوه اللي هقولك
ارتفع هذه المرة كلا حاجبيه فهل اختلاطها مع أعضاء الجمعية وطلبه من السيدة سحر أن تدمجها في الكثير من الانشطة والاجتماعات أثمر بهذه السرعة 
فتون يا حببتي أنت فتحتي نص ازرار القميص وأنت مش حاسه والموضوع كده هيروح في ناحية تانية
طالعته دون فهم تنظر إليه ثم إلى موضع يديها انتفضت عنه لا تستوعب أين كان عقلها
ومنذ مدة لم يضحك هكذا ألمته معدته من شدة الضحك ينظر إليها وهي تمسح فوق خديها
يا حببتي أنا بوضحلك الموضوع لكن أنا مرحب والله
سليم
هتفتها وهي تشيح عيناها عنه ولكنها كانت سعيدة لأنه عاد يهتم بها ويتجاذب معها الحديث
عموما موافق يا فتون رتبي الموضوع مع سكرتيرتي ورشحي ليا العدد بس متوعديش حد بحاجة لسا مش مضمونه وانسي إنك مراتي في الحاجات ديه لأن الشغل محتاج حد جدير ويستحق 
ركضت الصغيرة نحو والدتها بعدما فتحت لها الخادمة ورحبت بها
أنت كذبتي عليا كمان النهاردة يا مامي وقولتيلي هترجعي بدري
ارتسم الندم فوق ملامح شهيرة فالأعمال متراكمة والشركة تحتاج لوجودها فلن تنهزم أمام شقيقها ولا أمام ذلك الشريك الذي اجبرها شقيقها على تحمله وبالطبع لم يكن إلا ماهر الذي بات يعاملها كند له بعدما فشلت محاولته معها بالزواج
أسفه يا حببتي! مامي ڠصب عنها اوعدك بكرة اخدك ونروح النادي ونتغدا كمان هناك
ابتعدت عنها الصغيرة فذلك الوعد صارت توعده به دوما ولكنها في النهاية تقضي يومها مع مربيتها
كل مره تقوليلي كده بابي مكنش بېكذب عليا
أسرعت الصغيرة نحو غرفتها تجر خلفها دميتها هي باتت تصدق أن سليم كان أجدر منها في رعاية الصغيرة ولكنها ستحاول حتى تفهم صغيرتها أن كل ما تفعله من أجلها
زفرت أنفاسها بأرهاق ليت كانت حياتها سهلة ليتها كانت مجرد أمراة بسيطة لا يثقلها الأعمال والصراعات
أحضر العشا يا هانم
اماءت برأسها للخادمة وعادت تلتقط أنفاسها ترسم فوق شفتيها ابتسامة واسعة تتجه نحو غرفة صغيرتها
ديدا
اشاحت الصغيرة عيناها عنها فاقتربت منها وقد اورثها سليم من طباعه العناد والتذمر السريع
مامي تعبانه ومش هتخف غير لما تاخد منك حضڼ كبير
اخذت شهيرة تقص لها عن يومها المشحون حتى بدأت الصغيرة تستمع إليها
أنت بتعملي ده كله يا مامي لوحدك
حركت شهيرة لها رأسها ولم تكن تنتظر من صغيرتها إلا النظر إليها وتفهمها
ورغما عنها كانت دموعها تنساب فوق خديها وهي ترى أبنتها 
خلاص يا مامي أنا مش زعلانه مټخافيش بكره لما اكبر هساعدك ومش هتتعبي تاني
ودع كاظم ذلك الصديق الذي لم يراه منذ زمن
وكان من حظه أن يراه هنا في إيطاليا 
صديقه غادر بعجالة بعدما تلقى إتصالا هاما معتذرا منه فقد أراد الجلوس معه لفترة أطول 
طالع هاتفه بتوجس بعدما رأي رسالتها وقد ضاقت عيناه مدهوشا من طلبها
عايزة برقوق يا كاظم
ركز بالرسالة لمرات هي تصف له حجم ولون وطعم البرقوق الذي تريده
ورغما عنه كان يبتسم مجيب على رسالتها
برقوق لونه أخضر وطعمه مزز اجيبهولك منين ده يا جنات
اصطدم دون قصد منه بأحد الأشخاص فالتف معتذرا منه 
تقبل العامل اعتذاره فتوقف مكانه للحظات يحملق في

جسد المرأة التي أخذت خطواتها تقترب من المصعد هي لم تراه لانشغاله بمطالعة الهاتف 
وعبارة واحدة عادت ټقتحم ذاكرته هذه المرة بأهتمام صديقه الذي التقاه وغادر قبله الفندق اخبره إنه
رأي شقيقه أمير فهو يتذكر شكله ولم يتمكن من مصافحته وتذكيره بنفسه لأنشغاله بمكالمة هاتفيه
أمير هنا في الفندق و خديجة النجار تخفي عينيها بإحدى النظارات تسير بخطوات مرتبكة بعض الشئ
معقول خديجة النجار عشيقة أمير
الفصل الثامن والخمسون
بقلم سهام صادق
احتضنت الكتاب خاصتها ببعض الخجل تقاوم تقدم قدميها نحو غرفة مكتبه تخشى أن تجد الإهانة منه والتقليل ولكن هو من أخبرها هذا الصباح بعد أن اخبرته عن صعوبة دورة اللغة الإنجليزية بالنسبة
لها
فهي تجد صعوبة في نطق الكلمات وحل القواعد منذ الدراسه ولم تكن تنجح بها إلا بالكاد لولا هذه المادة لكانت حصلت على مجموع أعلى 
اكتشفت إنها سريعة الفهم في دورة الحاسوب لكن أمر اللغة كان صعب عليها 
طرقت غرفة مكتبه فخرج صوته سامحا لها بالدلوف 
ظنها السيدة سعاد ولكن فور أن علقت عيناه بها ابتسم إليها وهو يطالع ما تحمله وقد تذكر عرضه الصباحي لها وقد أعجبه إصرارها في التعلم وتطوير ذاتها
أنا قولت إنك هتكابري كعادتك
هتف مازحا يريد مداعبتها بالحديث فهي منذ أن ربطتهم وثيقة الزواج وهي خلقت لحالها عالما بعيدا عنه تأكل جواره صامته إلا إذا حدثها تحادثه 
إذا أرادت شئ منه تبلغ السيدة سعاد أولا
اطرقت رأسها بحرج وهي تتقدم منه تتلاشى أي تواصل بصري بينهم
مش عايزه اتعب حد معايا ميادة على قد ما بتقدر بتوجهني وملك رغم كل اللي فيها بتشجعني وأنت كمان بتساعدني بفلوسك
طالعها بنظرة كان يخص بها ملك وحدها إنه بات يقدرها بشدة عزة نفسها التي لم يراها في الكثير من الناس حتى تحديها لظروفها إنه بالفعل فخور بها فهي دفعت حالها نحو ما لا يختاره إلا القليل 
اختارت أن تثبت حالها في عالم رفض وجودها كغيرها مما لا ذنب لهم
تعالي يا بسمة وخليني أشوف إيه اللي مش قادرة تفهمي وبلاش كل شوية تقولي فلوسك متنسيش إنك قدمتي ليا قبل كده مساعدة في الحملة الإعلانية ولولا دورك فيها مكنش بقى عندنا هدف من حملتنا الترويجية
طالعته وهي ترسم فوق شفتيها ابتسامة لم تنفرج معها شفتيها إلا قليلا ثم وضعت أمامه الكتاب
أنا محتاجاك تنطق قدامي الكلمات لأن مهما بحاول اسمع واصحح لنفسي لساني بيخوني وبحس بحرج قدام زمايلي
خرج حديثها ببعض الحزن ولكن سرعان ما تذكرت مديح المحاضر الذي يدرس لها دورة الحاسوب
لكن أنا شاطرة في الكمبيوتر وبتعلم بسرعه أوي حتى إني عايزة اتعلم التصميم على الفوتوشوب
كانت سعيدة وهي تخبره إنها تحب هذا المجال رغم إنه سيكون بعيدا عن مجال دراستها
هيكون بعيد عن مجال دراستك يا بسمه لكن مش مهم أهم حاجة تحبي اللي بتعملي
وضاقت عيناه يفكر في شيئا ما ينظر إليها مبتسما
أتمنى إنك تحترفي المجال ده ووظيفتك عندي
تهللت أساريرها تنظر إليه غير مصدقة إنها تسمع منه هذا العرض ولكن سرعان ما أخذ يتلاشى حماسها تتذكر ذلك اليوم عندما أخبرها أنها لا تصلح للعمل معه
مالك يا بسمه شايفك كنت متحمسه أنت مش عايزه تشتغلي معايا
تسأل وهو يقترب منها يستعجب تحولها السريع 
حاولت نفض أفكارها تتحاشا النظر إليه ملتقطة أشيائها متجهة نحو الأريكة بعدما رأتها أكثر ملائمة لجلوسهم
إحنا بنتكلم عن حاجة قبل أوانها يا جسار بيه
وسرعان ما اردفت وهي تتخذ مكان جلوسها ومعها أشيائها
أنا شايفه إن المكان هنا أفضل
حاول تجاهل تلك الطريقة الرسمية التي تحادثه بها هو يعلم إنها تضع الحدود بينهم ملتزمة بأتفاقهم وهو أكثر من يرغب بذلك ولكن الأمر بات بالنسبة له رتيبا 
جلس جوارها يتخذ دور المعلم وسرعان ما وجدها تبتعد عنه قليلا حتى تضع مسافة بينهم فضاقت عيناه وقد استفزته فعلتها ولكنه تعمد أن لا يظهر غضبه من فعلتها التي لا تدل إلا على شيئا واحدا
هو لن ينظر لها بتلك النظرة التي يخص بها الرجال النساء حينا يريدهن 
أراد الضحك ولكنه خشى على مشاعرها وبمزاح تمتم حتى يزيل عنهم هذا التوتر ويركزوا فيما أتت من أجله
مش عارف هعرف أفيدك ولا لاء بس نحاول 
بدأت الحصة كما سمتها هي وضحك هو على الأمر بقوة
نسميها الحصة الأولى يا ستي لكن اكيد هيكون في مقابل
وأنا موافقة 
بتحدي أجابت وهي تبتسم متحمسة تراه يشير إليها أن تنطق ليصحح 
لن تنكر أنها رأت شخصية أخرى من جسار كان صبورا مشجعا لا يحرجها كعادته
على ما يبدو أن هذا الرجل لديه نسخة أخرى منه نفضت رأسها من أي تفكير يقودها لما لا ينتهي بالنفع وصبت كل تركيزها على أن تسمعه
أنا شايف إن كده كفاية يا بسمه متحاوليش تضغطي على نفسك طبيعي متتحسنيش في اللغة من مجرد شهر 
لكن أنا عايزة أكون شاطرة زي زمايلي في المعهد
ضحك وهو يرى حاله يستمع لطفلة تغير من زملائها
اكيد هما في الأول كانوا زيك ومع الممارسة بقى في تحسن إيه رأيك نسمع سوا كل يوم أغنية أجنبية وهنا تقدري تحسني حتى الاستماع عندك
طالع حماسها وسعادتها بفكرته وكأنه أخبرها أنه سيأخذها لجولة ترفيهية
مش عارفة أشكرك إزاي اكيد مش هنسى في يوم إنك ساعدتني
غادرت غرفته بعدما جمعت اشيائها متحمسة تخبره إنها يوما لن تنكر معروفه حينا تصبح ذات شأن
معقول يا بسمة ده بس حلمك في وجودك معايا
هكذا تسأل لا يستوعب إنها لا تريد منه امتيازات أخرى ولا تسعى نحوه كما سعت جيهان طامعة في ماله 
تسير مطرقة الرأس تخشى أن يراها أحدا ويعرفها ترتدي نظارة سوداء تغطي بها عيناها هكذا هي اختارت أن تعيش في عالمه أمرأة متخفية وكأنها عشيقة له 
طرقت الباب طرقة خافته ولم تتبعها طرقة أخرى لأنه كان يعلم هوية الطارق وينتظره بشوق 
علقت عيناه بها يسحبها للداخل يسحقها بين ذراعيه لا يصدق إنها أتت اليوم واتبعت قلبها بعد تلك الليلة التي أعادتهم لبعضهما وخسړت لأول مرة بحياتها أمام رجلا رجلا يصغرها ب خمسة عشرة عاما
ابتلعت مرارة ما تشعر في جوفها كما ابتلع هو تلك الآه التي خرجت منها وهو يعانق شفتيها بشفتيه
كنت خاېف متجيش يا خديجة كنت عايز أشوفك قبل
 

تم نسخ الرابط