لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


كل شئ كان يعاندها وقعت عيناها عليه وهو يتجه نحو أحد المطاعم ثم جلس في إحدى الطاولات المطلة نحو الطريق 
انفتحت إشارة المرور وبدلا أن تكمل طريقها نحو منزلها كانت تدور بسيارتها نحو الجهة الأخرى بل ونحو طريق اللاعودة 
ودعت أحمس أمام بوابة الجامعة بعدما طلب منها مازحا للمرة الثانية أن تتذكره عند زوجها السيد سليم المحامي الشهير سابقا ورجل الأعمال حاليا 

هي بالفعل تتمنى أن يوافق سليم علي إعطاءه تلك الفرصة غير أن أحمس شاب مكافح وضعت والدته كل أحلامها به و دوما كان شقيق لها ول جنات 
توقفت السيارة التي خصصها لها سليم فصعدت على الفور وقد بدأت تعتاد حقا الدلال والحياة المرفهة التي يغمرها بها 
عادت للمنزل فاليوم لم يكن لديها تدريب بشركة المحاماه لتأخر محاضراتها ابتسمت لها السيدة ألفت فور أن دلفت من باب المنزل
سليم بيه جوه في مكتبه جيه
من ساعة ومستنيكي تتغدوا سوا
اعطتها السيدة ألفت تقريرا صغير ومن نظرتها كانت تري فيها أم تخاف علي حياة أبنتها اماءت لها برأسها مبتسمه واتجهت نحو الغرفة تطرقها برفق ثم دلفت بعدما سمح للطارق بالدلوف 
ابتسم بحنان عندما رأها ونهض عن مقعده يفتح لها أحد ذراعيه يدعوها للأقتراب منه
تبلغني فورا أول ما ترجع من السفر 
لم تهتم بحديثه الذي أنهى به مكالمته بل كانت لا تشعر بشئ إلا حضنه الذي غمرها داخله
جيتي أمتي يا حببتي
رفعت عينيها نحوه تنظر إليه بحب عاد يستوطنها كما استوطن قلبها من قبل
لسا واصله
ابتسم وهو يري نظرتها المحبة إليه يتحسس خدها بكفه
أنا وخديجة مستنينك عشان نتغدا سوا 
هطلع اغير هدومي وأنزل علطول
ابتعدت عنه حتى تسرع من تبديل ثيابها والټفت بجسدها مغادرة ولكن توقفت مكانها تستمع لأخر شئ كانت تنتظره من
سليم النجار الرجل الذي تحاوطه كل رفهيات الحياة الرجل الذي كان قديما عابث بجدارة
صلي فروضك يا حببتي تمام
لم تشعر بقدميها وهي تعود إليه ټدفن حالها بين ذراعيه 
ابتسم بعدما انسحبت من احضانه دون حديث وعندما اغلقت الباب خلفها وقف يتنهد براحه ثم عاد الڠضب يرتسم فوق ملامحه وهو يتذكر فعلة شهيرة بصغيرته ثم سفرتها في رحلة عمل وكأنها تتهرب من لقاءه تلك الفترة 
أشارت الصغيرة لمربيتها برأسها متذمرة عن جلوسها فوق المقعد الذي اعتادت الجلوس عليه
أنا عايزه بابي
خرج سليم من غرفة مكتبه على صوت صغيرته فنظر للمربية حتى يفهم ما بها صغيرته
والله يا سليم بيه مش عارفه مالها
اقترب من صغيرته وانحني نحوها يسألها عن سبب عبوسها وعندما علقت عينين الصغيرة نحو فتون التي أتت نحوهم بابتسامة واسعة ولكن سرعان ما تلاشت من فوق ملامحها وهي تستمع لصياح الصغيرة
بابي متخليهاش تاكل معانا خليها تمشي يا بابي
التف سليم خلفه حتى يفهم ما تتحدث عنه صغيرته فتجمدت ملامحه وهو يري فتون واقفة خلفه باهتة الوجه من حديث الصغيره فعاد ينظر لأبنته 
خديجة عيب كده
هرولت الصغيرة صاعدة نحو غرفتها باكية ومربيتها تتبعها لم يتحمل سماع بكائها فاسرع خلفها بعدما عانقت عيناه عينين الواقفة بأسف 
سقطت دمعتها لقد كانت سعيدة منذ لحظات وهذا ما تخشاه دوما أن تزول أي سعادة ټقتحم فؤادها 
انسحبت هي الأخرى من المكان نحو غرفتها ولكن وقفت مكانها وهي تراه عائد بالصغيرة يمزح معها وتعانقه ضاحكة متسائلة عن رحلتهم الجميلة هو وهي وحدهم 
تبدلت ملامح الحزن علي وجهها وهي ترى سعادة الصغيرة
ديدا لما بنعمل حاجة غلط ونقول كلمة وحشة لازم نعمل إيه 
هتفت الصغيرة دون النظر نحو فتون
بنعتذر يا بابي عشان ربنا يحبنا
ازدادت سعادة فتون وهي تستمع للصغيرة التي مازالت داخل أحضان والدها
يلا قولي ل فتون أنا أسفه
ورغم هتاف الصغيرة للعبارة حانقة إلا إنها وصلت لقلب فتون واسرعت نحوها تقبلها 
لم تنظر نحوها الصغيرة وازدادت سعادتها اكثر وهي ترى والدها يجلسها فوق ساقيه ويطعمها ويدللها 
جلست تتناول طعامها بينهم بملامح سعيدة وعيناها تعانق كل شئ صغير يفعله 
انهت الصغيرة طعامها واسرعت لمربيتها حتى تغسل لها يديها فابتسم بحب وهو يسمع هتافها 
هغسل ايدي بسرعه يا بابي وارجعلك
وعاد ينظر لصغيرته الأخرى التي لم تمس طعامها بل ظلت تنظر له ولأبنته انحني صوبها يهمس لها
هنتعشا النهاردة في اوضتنا سوا
وابتسم وهو يراها تغمض عينيها بعدما حرك خده فوق خدها وقد دغدغتها لحيته
برنسيس فتون مأخدتش حقها النهاردة في الدلال وأنا راجل عادل 
وقفت أمام المرآة تجفف خصلاتها وقد اتخذت قرارها ستعود لعملها ستعود لجنات القوية وليس تلك التي بحثت عن مشاعر الحب لن تجعله يهزمها مجددا ولن تصبح مجرد ساڤلة في فراشه 
كانت شاردة في أفكارها ولم تشعر بوجوده ولا قربه وهو يقف خلفها وقد اصبحوا صورة منعكسة ولكن كاظم كان حاسم الأمر بل وراغب أيضا تقدم منها ثانية يجذبها إليه
هوس مافيش ست محترمه ترفض جوزها 
ده لما تكون العلاقة بينهم صح زوج وزوجه بجد 
وإحنا إية يا جنات
تاهت في نظرته  انصاع القلب للحظات ولكن عقلها أخذ يذكرها بما فعله بها وما فعلته بحالها
ابعد عني أنت كسبت وأنا خسړت أنا كنت فعلا غبية لما وقفت قدامك 
اسكتها بطريقته فلم تشعر إلا وهي ټغرق في التي سلبت أنفاسها اتجه بها نحو الفراش فقد باتت محاولتها في التخلص من أسر ذراعيه ضعيفه 
جعلها عطشة لتجربة أخرى معه تجربة تعلم تماما إنها ستستيقظ بعدها لتهان كرامتها أسفل قدميه وكلما حاولت محاربة ضعفها وضعف قلبها كان يعود بها مجددا للغرق بين ذراعيه وبتعلثم كانت تخبره 
مأخدتش الحبوب 
وهو وكأنه لا يسمع أخذها في رحلة طويلة تمنى فيها حصاد ما يرغبه سيجعلها تحمل طفلا ثم تنتهي تلك العلاقة التي تجمعهم أما هي كانت
تبادله ما تظنه حبا يجمعهما 
تنهدت پألم وهي تري حالة صديقتها بعدما عانقت الوسادة باكية ولسانها يردد وكأنه يقنع صاحبته إنها ليست إلا
الحقيقة 
لقد ماټ رايدن وتركها بمفردها بعدما حلموا بكل شئ معا بل وكان الأمر أكبر بينهم لم تصل علاقتهم للنقطة الأخيرة ولكنهم وصلوا معا لنقطة أكبر وأعمق نقطة رسخت داخلها 
انسابت دموعها بمراره بعدما استمعت لصوت إغلاق الباب وقد انصرفت ملك من الغرفة بعد أن دثرتها
والمقتطفات تعود إليها
لا استطيع رايدن انتظر حتى نعلن زواجنا
يتذمر قليلا بعدما يبتعد عنها ناهضا وقد نزعته من لحظة الكمال التي يعيشاها معا ولكن فور أن تتعلق عيناها بعينيه ويري أسفها يعانقها متناسيا كل شئ متمتما
لا بأس حبيبتي سانتظر
عادت الحړقة تخترق فؤادها بعدما اقټحمت الذكريات قلبها تتسأل داخلها ما الخطأ الذي فعلته حتى تضيع سعادتها لقد اختارت الحب اختارت أن لا تكون حكاية أخرى بائسة مثل شقيقها 
دلفت ملك غرفتها بملامح مرهقة فتعلقت عيناها بعينين رسلان الذي رمقها للحظات ثم عاد يغمض عيناه متسائلا
نامت
اقتربت من الخزانة تلتقط منامتها وهي حزينة علي حال صديقتها ثم هزت رأسها نافية 
زفر أنفاسه واعتدل في رقدته وأقترب منها فانتفخت عروقه ڠضبا وهو يتذكر ما مروا به اليوم
الموضوع صعب علينا مش علي الهانم لحد دلوقتي مش قادر أصدق إنها تعمل كده في نفسها وفينا تتجوز من ورانا ليه
طالعته في صمت ولكن عينيها كان بهما حديثا أخر 
عايزة تقولي إيه يا ملك إن إحنا السبب!
وكأنها كانت تنتظر سؤاله حتى تجيبه بحقيقتهم التي أصبحوا عليها
ميادة مش لوحدها الملامة يا رسلان انتوا كمان مذنبين زيها
والرد كان يخرج من شفتيه في ذهول يشير نحو
حاله غير مصدقا أن شقيقته التي تحظى علي كل شئ ويضعونها في مرتبة عالية ويروها لا تخطئ وعقلها دوما يفوق سنوات عمرها ميادة

الطموحة
ميادة التي لا تبحث إلا عن التفوق ميادة التي لم تميل لمشاعر الهوى 
إحنا يا ملك
أيوة يا رسلان أنتوا طول عمرها هي اللي بتحاول تقرب منكم تظهر ليكم ميادة اللي أنتوا عايزين تشوفوها وفخورين بيها لكن عمركم في يوم ما شوفتوا ميادة نفسها عايزة إية
احتدت عيناه رغما عنه وهو يسمعها 
يمكن أنت اقل واحد فيهم مذنب يا رسلان
وعلقت عيناها به وهي تري نظراته نحوها
محمد طول عمره بعيد عنكم وأنت في الأول كنت بعيد عشان توصل لحلمك لكنك بعدت من التاني عمي عزالدين بقى مشغول طول الوقت وطنط كاميليا بعد ما كنت بتمنى اكون ست زيها في يوم مظاهر الحياة اخدتها ومبقتش بتدور غير إزاي تكونوا فوق ديما مهما كان التمن
والتمعت عيناها بالدموع وهي تتذكر رفضها لها رغم إنها كانت تراها فتاة مميزة
والدتك موفقتش ولا سعيت علي جوازنا غير عشان ولادك و ولاد مها يا رسلان حبها ليك ولأحفادها اجبرها إنها ترجع ملك من تاني لحياتكم 
اقترب منها بعدما بدء يشعر برجفة جسدها
مش قولنا نحاول ننسى الماضي يا ملك
انسابت الدموع فوق خديها وهي تتذكر نظرات كاميليا لها بأنها من شجعت ميادة فلا احد يعلم باسرار أبنتها إلا هي 
ارادت كاميليا البوح بما تشعر به ولكن ما كان يلجم لسانها وجود رسلان فهي لا تريد خسارة ابنها الحبيب مجددا
الماضي عمره ما بيتنسي يا رسلان الماضي بيحفر جذوره جوانا خليك رحيم عليها يا رسلان أنت عارف ومتأكد إنها هتواجه ڠضب والدتك 
واردفت متحسرة علي صديقتها
كاميليا هانم پتخاف من الفضايح ومش هتسكت غير لما تجوز ميادة ومش هيفرق معاها حزنها
حاول أن يبرر أفعال والدته فرغم كل شئ لا يحب أن يراها إلا بصورتها القديمة الأم المحبه لأطفالها الأم التي لم تأخذها مظاهر الحياة وتصنع منها شخصية أخرى
أمي مش وحشة اوي يا ملك هتغضب شويه علي ميادة لكن بعد كده هتقف معاها 
وتنهد بارهاق وحړقة عما صنعته شقيقته بحالها قبل أن تصنعه بهم وما يجعله لا يجن أن صحة ما تقوله حقيقة
لأنها في النهاية أم
ارتخي جسدها بين ذراعيه وعبارته تتردد داخلها احتواها بحنان وهو يشعر باستكانتها
أنا عايزه اكون أم يا رسلان 
تثاءب بنعاس وهو يستمع لأخر سطر تسرده له من إجابة سؤاله بعدما ظل لساعتين يدرسها بمهارة فمن سيكون أبرع منه في القانون كما يخبرها أحمس دائما
ابتسمت وهي تراه يغلق الكتاب أخيرا متنهدا براحه
تصدقي وأنا طالب مكنتش بذاكر كده
رفعت حاجبيها دليلا علي أن الأمر لم يدخل عقلها فشحص مثله كان بارع في تلك المهنة بالتأكيد كان متوفقا ومميزا في دراسته
بتبصيلي كده ليه مش مقتنعه!
هتف عبارته ضاحكا علي هيئتها وهي ترمقه بنظرة قد راقت له
مش معقول ده أنت أسمك علامة في عالم المحاماه
تنهد مسترخيا وهو يتذكر عمه الراحل الذي جعله يحب تلك المهنة وقد أعطاه من سنين خبرته بل وتلك المؤسسة التي كبرت علي يديه
عمي الله يرحمه هو السبب كنت قريب منه اوي كنت بحب كل حاجة هو بيحبها تقدري تقولي كان قدوتي بجد
ارتسم الحنين فوق ملامحه فاقتربت منه بعدما شعرت بحزنه علي ذكرى ذلك الراحل
هو ماټ من زمان
اماء برأسه
 

تم نسخ الرابط