لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
صدره صاړخة
أنت السبب أنا بكرهك
تلاشي صډمته
وهو يدرك إنها لا تجلد إلا ذاتها تتمنى لو عاشت في خدعتها دون حقيقة مؤلمة
تركها تخرج كل شئ داخلها أخبرته بكرهها له برغبتها في إنهاء زواجهم وبضعف كانت تهتف
رسلان أنا تعبت خلاص أنا فعلا محتاجه اروح لدكتوره
لم يشعر إلا وهو يضمها بكل قوته ويعتصرها بين أضلعه
طالعته في صمت طويل فاخذ يمسح وجنتيها بانامله ينظر نحو شفتيها بتمنى عانقت عيناه عيناها واصبحت أنفاسه معبقة برائحة أنفاسها كانت تطالعه پضياع وسؤال واحد يتردد داخلها
هل ستكون مثل ناهد إذا أصبح لديها طفلا من رحمها
والإجابة كانت مجهولة ولكنها تريد معرفتها والطريق كان واحد إذا أرادت ذلك
وقبل أن يفهم حديثها كانت هي تخبره بالطريق الوحيد الذي سيمنحها الإجابة
اصطحبها أحمس للداخل بعدما توقف بهم سائق السيارة الأجرة خارج أسوار المنزل تمهلوا في سيرهم وقد أخذهم الحديث عن كاظم النعماني وما فعلته جنات بحالها
ومن خلف زجاج الشرفة كان يقف يطالعها وهي قادمة
انصرفت الخادمة بعدما لم تتلقى إجابة منه فقبض فوق كفيه بقوة وارتكزت عيناه عليهما مجددا
أغلق ستار الشرفة واندفع بخطواته نحو الخارج لقد خالفت
فتون امره بل وأتت في تلك الساعة مع رجلا تتمازح معه
لوحت بيدها لأحمس بعدما اقتربت من الباب الداخلي وغادر هو عائدا نحو الخارج انحنت قليلا نحو حقيبة يدها لتخرج المفتاح الذي بحوذتها
وشهقة خرجت من بين شفتيها وهي تحدق به بعدما رفعت رأسها واستمتعت لصوته لقد عاد سليم من رحلته
الفصل التاسع والثلاثون
بقلم سهام صادق
هل وقف أمامها جودة النعماني للتو إنه بالفعل أمامها ينظر إليها بنظرة طويلة فاحصة وكأنه لا يصدق إنها بالفعل حققت ما أخبرته به في لقاء أرادت أن تجد فيه الندم وحضن العائلة ولكن جودة النعماني لم يغيره الزمن ولم يحرك فيه الشيب شئ كما يفعل في البعض ويسارعوا في رد الحقوق وطلب السماح
كاظم النعماني ها هو يهتف بها وقد استند بجسده المتعب فوق ذراع أبنته
عملتيها يا بنت عثمان
ثم طالع ابنه الذي وقف على مقربة منه يظهر عليه صورة الزوج السعيد بزفافه
عرفت إزاي تضحك عليك وخليتك تتجوزها كاظم النعماني اللي الكل بيحلف بذكاءه قدرت بنت زي ديه تخليه يتجوزها
جودة النعماني اليوم ويخبره بحديثها
ده أنا قولت اخرك هترميلها الفلوس لكن جواز
خلصت يا جودة باشا
انتقلت عينين جودة نحو تلك التي حماها ولده بجسده
ولا في كلام تاني
كاظم البنت ديه سبق وجات الفيلا عندنا عايزة حقها و لما بابا قالها إن الأرض مبقتش ملكه وبقت ملك لك اتحدته إنها هتعرف تاخد حقها كويس
هتفت مهيار عبارتها بنظرت حاقدة نحو جنات التي تراجعت للخلف
وأهي عرفت تاخد حقها كويس
عارف يا مهيار كل حاجة مش كاظم النعماني اللي يقدر حد يستغفله
لمعت عينين جودة بارتياح ولكن سرعان ما اختفى ارتياحه واقترب منه بخطوات بطيئة وهو يستند فوق ذراع أبنته
ومدام عارف اتجوزتها ليه ديه طمعانه في فلوس العيلة
قصدك فلوسي يا جودة باشا
حقيقة لا يمكن إنكارها
حقيقة اقتصت الأيام فيها من جودة جودة ذلك الطامع الذي بني إمبراطورية من سړقة الحقوق كانت والدة كاظم إحدى ضحاياه وها هو الزمن يدور ويعطي كل ذي حق حقه
اطرق جودة رأسه في حسرة فاقترب كاظم منهم يخاطبهم
أعذريني يا مهيار كان نفسي اضايفكم بس زي ما أنت شايفه عريس بقى
ابتسمت إليه مهيار مجاملة وتجاوزت وقاحته في طردهم ولكنه تعلم أن كاظم لم يصبح هكذا إلا بسبب والدهما
مبرووك يا كاظم
نطقت بها الشقيقة الكبرى وهي ترمق جنات التي أصبحت جامدة الجسد
غادرت مهيار بوالدها الذي أنسحب معها في صمت فهو لم يعد يملك سلطة على شئ لا مال ولا عاطفة الأبوة
سكن المكان إلا من صوت أنفاسهم فلم يعد معهم أحدا بالمنزل حتى الخادمة غادرت بعد أمرا منه
وببطء كان يلتف إليها يفصحها بعينيه كالصقر الذي يتربص لفريسته وبصعوبة كان يخرج صوتها
أنا روحتله فعلا لكن مكنش هدفي الفلوس ولا الأرض أنا كنت عايزه
أرادت أن تخبره إنها كانت تريد عائلة تريد من هم من دماءها ولكن جودة النعماني عاملها بأشد الطرق حقارة وإذلال نعم هي أخبرته ستنال حقها بكل الطرق المشروعه والغير مشروعه ستنال أكثر أولاده سلطة ولكنها كانت تتحدث كالجريحة
اقترب منها بخطوات جعلت قلبها يرتجف وبخطوات متعثرة كانت تتراجع صدحت ضحكة كاظم عاليا وهو يري رعبها وقوتها الواهية تتلاشى من مجرد نظرات من عينيه
خيرتك بين إنك تدخلي
عرين الأسد وبين الحرية لكن أنت عشان طماعة وعايزه ټنتقمي من جودة النعماني فافتكرتي اللعب معايا سهل
وكلما كانت خطواته تزداد إقترابا منها كانت خطواتها تتراجع وشهقة خرجت من بين شفتيها بعدما خانتها ساقيها وهوت فوق الأريكة
فين صوتك اصل دور الست الضعيفة مش لايق عليكي
ثم أخذ يحك ذقنه مفكرا حتى يطلق عليها لقب يليق بها
تصدقي دور الطمع بس اللي لايق عليكي
انا مش طماعة ومش عايزه حتى الاسهم أو فلوس الأرض مدام هما فعلا ملكك حقيقي مش ملك جودة النعماني
ارتفعت زاويتي شفتيه في إستنكار وبنظرة ساخرة كان يحدق بها وسرعان ما انفرجت شفتاه في ضحكة صاخبة
أنت بتلعبي على مين عايزه تقوليلي إنك مكنتيش مصدقة إن الأرض ملكي ولا إن كل أملاك جودة النعماني باسمي لا تصدقي طلعتي ذكية
عادت عيناه تجول فوق ملامحها إنه يري الخۏف في عينيها تزدرد ريقها ولكنها تحاول أن تداري رجفتها ولكن ها هي القطة تعود لشراستها الهاوية أندفعت واقفة عن تلك الأريكة تنظر إليه بقوة تداري خلفها ضعفها
طمعي عمره ما هيوصل لطمعكم وكاظم النعماني لو مكنش عايز يتجوزني مكنش اتجوزني
القت عبارتها الأخيرة ساخره فطالعها بنظرة طويلة سرعان ما تحولت لعاصفة هائجة
مدام رجعتي لقوتك من تاني
صمت لثواني يرمقها بنظرة جليدية
يبقى خليني اعرفك كاظم النعماني اتجوزك ليه
التقط ذراعها بكل قسۏة يصعد بها الدرج نظرت للغرفة التي قڈفها داخلها لتتراجع فوق أرضيتها تشهق بفزع
أنت هتعمل إيه
العنوان باين يا روحي بس دلوقتي هيكون عملي مش برضوه العروسه عارفه واجباتها
هل أشار إليها للتو أن تصعد نحو غرفتها دون حديث
إنه بالفعل يعطيها ظهره وكأنه يخبرها إنه لا يريدها أن تتحدث وتعطي له تبريرا
تسألت داخلها هل سيعاقبها بطريقة ما وعندما اقتحم السؤال عقلها لا تعلم لما عصفت داخلها ذكريات بعيدة وحسن يصفعها ويحرقها على قدميها ليعاقبها ثم يتلذذ بعقابها
انكمشت نحو حالها واتجهت تصعد درجات الدرج ولكنها وقفت مكانها تلتقط أنفاسها ثم التفتت إليه وقد اتجه نحو مكتبه يغلق الباب خلفه بقوة
ترددت للحظات لا هي تعرف القرب إليه ولا البعد عنه إنها بالفعل امرأة خائبة الرجا امرأة في ثوب فتاة لم تنضج بعد
جيه من السفر يدور عليكي سليم مش ديكتاتور في الأمور اللي زي كده لكن يا بنتي الست لازم تحترم قرار جوزها ويوم ما يرجع من سافره يلاقيها مستنياه بابتسامة حلوه
بس أنا مكنتش أعرف إنه جاي النهاردة
اقتربت منها السيدة ألفت تنظر إليها مشفقة
أنت فكرتي تسأليه فكرتي تقوليله أنه وحشك ومستنيه رجوعه
اماءت برأسها نافية والأفكار تتخبط داخل عقلها فمن تفعل ما تخبرها به السيدة ألفت هي الزوجة الحقيقية ولكنها لا تري نفسها في حياتها إلا زوجة لأشباع رغبات سيدها
واقف في نقطة واحدة وحديث واحد
إنها ليست إلا خادمة لتشبع رغبة سيدها إلى أن يعود لرشده ويطلقها
فاكرة زمان يا فتون فاكرة لما قولتلك ابعدي عن البيه لكن أنا دلوقتي بقولك قربي منه قربي وأنت مطمنة
انتبهت على حديث السيدة ألفت لتتذكر ذلك اليوم الذي منحتها فيه النصيحة وهي لم تكن ترى رب عملها إلا في صورة نقية غير مشوهة
سليم بيه بيحبك سليم بيه اتغير يا فتون وحلم اي ست تفوز
به روحي ليه مكانك جانبه يا بنتي وبلاش تضيعي راجل زيه من ايدك يمكن كل واحد فيكم ليه عالم مختلف لكن سليم بيه انضج من إنه ميكونش عارف هو عايز إيه
تركتها السيدة ألفت في دوامتها ولكن تلك المرة كان قلبها يحركها إليه شوقا وبطرقات خافته كانت تطرق الباب ثم دلفت بعدها بعدما اذن للسيدة ألفت بالدلوف إليه
فهذا ما هو معتاد عليه وجود السيدة ألفت في كل صغيرة وكبيرة فمنذ أن كان رجلا اعزب حتى وهو زوج النساء في حياته يقتصر وجودهم في الفراش وحسب ولكن تلك التي تقف أمامه الأن كطفلة صغيرة تنظر إليه وكلما حركت لسانها للتحدث تتراجع عن حديثها وأخيرا خرجت عن صمتها
كان عندك حق لما قولتلي متروحيش
ضاقت عيناه نحوها وانتظر سماع المزيد فزوجته الصغيرة على ما يبدو لديها المزيد من الحديث
قصت عليه ما دار في حفل الزفاف المقام في منزل
كاظم النعماني والمقتصر على عدد من الأفراد وتلك الطريقة الفظة التي تعاملوا بها قبل أن يغادروا المكان حانقين
ده حتى أحمس قالي ياريتك سمعتي كلام سليم
ارتفع حاجبي سليم مقت وإستنكارا زوجته تخبره عن حديث رجلا أخر أقتنعت به نهض عن مقعده بملامح مبهمة جامدة
والأستاذ أحمس قالك إيه تاني
وبغباء كانت تجيبه
نفسه ياخد فرصه ويتدرب عندك في المؤسسة
شعرت بوجود خطب ما به لقد اخذ يدور حول نفسه يدلك عنقة ويحادث حاله
الهانم بدل أول ما تشوفي تقولي حمدلله على السلامة تسألني كانت رحلتي عامله إيه تاخدني بالاحضان
ثم تراجع عن كلمته الأخيرة متمتما بمقت ارتسم فوق شفتيه
أحضان إيه بس اللي بتكلم فيه بنود عقدنا مبتكونش غير في أوضة النوم
اتسعت عيناها ذهولا
رجعالي البيت مع راجل وماشيه أنت وهو تتسايروا سوا
ده أحمس يا سليم زميلي في الجامعه وكان جاري لما كنت عايشه مع جنات
وببساطة كانت تجيبه فهي لا تنظر للأمر إلا بتلك الصورة التي تخبره بها ف أحمس أصغر منها بعام تتعامل معه كأخ لا أكثر
فتون مش أنا قولتلك أطلعي أوضتك فتون لو سامحتي امشي من قدامي لأن اللي متعرفهوش عني أنا راجل مش متحضر في الأمور اللي زي ديه
بهتت ملامحها
وتصلبت في وقفتها تطالعه تقطب حاجبيها
طيب أنا عارفه إني غلطانه في إني خالفت أمرك لكن أنت مضايق من أحمس ليه ومش عايز تديله فرصه يشوف فيها مستقبله
فتون اطلعي أوضتك
وبصوت صارخ
متابعة القراءة