لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
الذي أسره لسنوات بسبب ۏفاة والدته يوم أن لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما استمعت لخبر اعتقاله لعام بعد أن طعن أحد زملائه بسبب مشاجره
اغمض عينيه والذنب يخترق كيانه فقد طردها ذلك الأرعن في منتصف الليل
ارتفعت وتيرة أنفاسه مقررا داخل نفسه إنه سيحميها حتى من نفسه
ولكنه عاد لمقعده يقبض فوق عجلة القيادة بقوة وعيناه عالقة بترقب بجسار الذي وقف بسيارته قربها
ولكن الصمت وحده ما كان يتلقاه منها ضمت القطه بشدة إليها تشيح عيناها بعيدا عنه وصدى صوته وهو يلقي بها خارجا دون ذنب اقترفته يتردد داخلها
قولت اركبي
احتقنت ملامحها وهي تراه يقبض فوق ذراعها فاحتدت عينين عنتر بشدة وهو يطالع المشهد ولكنه أراد الانتظار حتى يعلم هل ستعود معه ام سيكون لها قرارا أخر
تعالا صړاخها وهي تدفع يده عنها تسير مبتعده ولكنه وقف ېصرخ بها
هتروحي فين قوليلي هتروحي فين لو عايزه تروحيله أنا هوديكي ليه
توقفت مكانها فقد عاد لنفس هذيانه يخبرها بنفس الكلمات فهل يتهمها بعدما طردها لم تشعر بحالها إلا وهي تندفع صوبه تدفعه بكل قوتها
إلا اوعاك تفكر إني ضعيفه الحوجة هي اللي اجبرتني اعيش عند واحد زيك
أنا عندي الشارع اهون من أني اعيش تاني عند واحد زيك واحد ميعرفش يعني إيه رحمه
وبصعوبة حاول تفادي هجماتها يقبض فوق كفيها ويكمم فمها بعدما رأي أحدى تفتح
ألقاها داخل سيارته وقد تجمدت عينين عنتر بالمشهد وقبل أن يستوعب فعلته كان يتحرك بسيارته مبتعدا بها عن المنطقة
وقف العربيه ديه بدل ما اصړخ واقول أنك خطڤني
ابعدي ايدك يا مجنونه هنعمل حاډثه
لم تهدأ إلا عندما توقف بالسيارة جانب الطريق يزفر أنفاسه حانقا منها ومن كل ما أصبح يعيشه بسببها
افتح الباب
طرقت زجاج السيارة بيأس حتى تورمت يداها فارتخت اهدابها تنظر نحو يديها وقد وضعتهم داخل حجرها بأعياء
نزلني يا بيه نزلني اشوف طريقي وحياتي كفايه لحد كده ذل
اغمض عينيه بقوة وقد احتله الذنب فلم يعد يعرف لما احتله الڠضب عندما علم برغبتها في الرحيل وبدء حياة
هتروحي فين
ارض الله واسعه
قبض فوق عجلة القيادة بقوة وفتح عيناه يطالعها كيف انكمشت على حالها تطالع الطريق أمامها بملامح جامده ودموع قد جفت
ارض الله اه واسعه يا بسمه بس الوحوش فيها كتير أنت مدركة كام بنت نهشتها كلاب السكك او مشيت في طريق غلط
لم تكن تنتظر منه أن تعلم عن حقيقة المصير الذي ينتظرها
نصيب ومكتوب يا بيه وخلاص معدتش فارقة
احتدت ملامحه وهو يستمع لجوابها وقد عاد الڠضب يحتله يقبض فوق ذراعيها بقوة و يحركها
هربت من أخوك عشان تنقذي نفسك من مصير ملهوش راجعة وكنت هتدخلي السچن عشان تدافعي عملتي كل ده وجايه دلوقتي تقوليلي نصيب ومكتوب
كفايه كفايه حرام عليك
عادت الدموع تشق طريقها نحو خديها
قوليلي هتروحي فين
وپجنون كان يعيد سؤاله ثانية كان حانق غاضب والسبب لا يعرفه فهو يعلم إنها ليست على علاقة بعنتر بل إنها تخافه كلما رأته
هروح للشارع معنديش مكان غيره أو ارجع لفتحي يموتني يضربي يشغلني خدامه يشغلني في الكباريه خلاص مبقتش تفرق يا بيه مصيري وبقيت عارفاه
كانت يداه مازالت تقبض فوق ذراعيها وقد ازدادت عيناه قتامة
وحلمك في دخول الجامعه حلمك أنك تخرجي من المستنقع اللي كنت عايشه فيه كل ده راح فين
وبمرارة اجابته تستعجب سؤاله
امرك عجيب يا بيه رمتني في الشارع اللي انا جايه منه وجاي تسألني عن أحلامي
ارتخت قبضتيه فوق ذراعيها وقد ألجمه حديثها فلم تخطأ في حديثها فأمره قد أصبح عجيبا ولم يعد يفهم حاله
عنتر مش هيسيبك في حالك ولا فتحي اخوكي
ساد الصمت بينهم للحظات فاغمض عيناه يخبرها بعرض عنتر
عنتر طلب ايدك مني
والجواب الذي لم يتوقعه كان يقع كالصاعقة على مسمعه
وأنا موافقه على طلبه يا بيه
استيقظت من غفوتها بأنفاس لاهثة تضع بيدها فوق قلبها تطبق فوق جفنيها بقوه لعلها تستيقظ من كابوسها
انتفض رسلان من جوارها يفتح إنارة الغرفه يضمها إليه بفزع وهو يستمع لاضطراب أنفاسها
اخدوا مني يا رسلان ملحقتش اشيله بين ايديا
لم يكن يفهم شئ من حديثهافمسح فوق وجهها برفق يمد لها يده بكأس الماء
استعيذي بالله من الشيطان يا حببتي واشربي مية
التقطت منه كأس الماء ترتشف منه بأنفاس مازالت لا تستطيع التقاطها
كأنه كان حقيقه يا رسلان
اهدي يا ملك ده كابوس يا حببتي
دمعت عيناها بعدما اختطف الكلب الطفله الرضيعة التي لم تسمع إلا بكائها
بنتنا يا رسلان بنتنا
يا حببتي ده عقلك الباطن بسبب الفيلم اللي اتفرجنا عليه أنا أصلا مش عارف ازاي طاوعتك ودخلنا السينما نتفرج على فيلم كله ډم
مش عايزاه يتحقق يا رسلان أنا عايزه اكون أم
ابتسم وهو يطوقها بكلا ذراعيه يدفن رأسه بعنقها يتمتم بعبث لعله يلهيها قليلا
وأنت شاكة في قدرات جوزك يا ملك هانم
الټفت برأسها إليه وقد تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل ليتأمل ملامحها الفاتنة الخجلة
هكون اسعد راجل في الدنيا لما أشيل ولادنا يا ملك
هنحبهم كلهم زي بعض مش هنفرق بين حد فيهم مش كده يا رسلان
ضمھا بقوة إليه وهو يستمع لحديثها يطمئنها إنها لن تكون ك ناهد ولن يكون ك عبدالله
اوعي للحظه تشوفي نفسك فيها عمرك ما هتكوني زيها يا ملك
أرادت الحديث عن كابوسها ومخاوفها ولكنه لم يسمح لها تلك الليلة بالمزيد من الأحاديث فهذه الليلة اخر ليلة لهم هنا في هذا الفندق
اغمضت عينيها تلك بالمرة بشعور مختلف تشعر بشفتيه فوق جبينها يهمس لها بوعد
مش هضيع أي لحظة سعادة تانيه من ايدينا
وقفت
حانقة أمامه بعدما علمت أن خروجها من المنزل اليوم أيضا ممنوعا
لو ما امرتش رجالتك إنهم يفتحوا البوابه هتشوف مني تصرف مچنون
ارتسم العبث فوق ملامحه وهو يستمع لټهديدها وقد أعجبه روح التحدي وچنونها الذي أصبح يحتل جدول صباحه
مش تقولي صباح الخير الأول وتحاولي تكوني زوجة مطيعه وبعدين تدي أوامرك اللي مش هتتنفذ
احتدت عيناها وهي تستمع لنبرته الباردة فمن هذا الرجل الذي أصبح أمامها في الأوان الأخيرة
هخرج ولا اتصل بالبوليس يا كاظم
وببساطة كان يقترب منها يسألها وقد أصبحت المسافه بينهم منعدمه
ولما هتتصلي هتقوليلهم
إيه جوزي
مش راضي يطلعني من البيت
مش جوزي إحنا في حكم المنفصلين
وبانفعال كانت تبتعد عنه تدور حول نفسها حانقة من حالها لأنها عادت معه تلك الليلة
مش عايزة اعيش معاك سيبني في حالي بقى
والعرض كان يقدمه لها مجددا يقدمه لها بمدة محدوده وامتيازات ستتمتع بها
سنه مقابل نصيبك في الأرض هتاخدي بسعر النهاردة وظيفه في شركتي كل الناس هتعرف بجوازنا مش المقربين بس هتظهري معايا زي أي زوج و زوجة
لم تشعر بحالها إلا وهي تضحك بقوة فما الذي تغير ليعطيها
تلك الأمتيازات التي حرمها منها من قبل
كاظم باشا بيقدم عروض من غير مقابل لا مش معقول
وسرعان ما كان الجمود يحتل ملامحها تتفرس ملامحه الجامده
المقابل إيه يا كاظم باشا
وبنبرة باردة كالصعيق كان يهمس بالجواب قرب أذنها
المقابل هو المتعة يا جنات
تجمدت جميع حواسها وهي تستمع لعبارته التي اهانتهاوما دام أراد هو اللعب تلك المرة ستلعب معه حتى تفهم سبب إصراره على بقائها قربه
موافقة
وقفت السيارة التي خصصها لها لتنقلها وعلى وجهها ملامح السعاده والذهول وهي تنظر لضخامة الشركة التي يديرها زوجها من خلف زجاج السيارة
وصلنا يا هانم
اختفي الذهول والأنبهار عن ملامحها لتسأله بقلق
هو مكتب سليم في أنهى دور يا عم رفعت
ابتسم الرجل بطيبة وهو يلتف إليها
في الدور الخامس اول ما هيعرفوا انك المدام متقلقيش هيرحبوا بيك
وافرض ما صدقونيش
ضحك الرجل على حديثها الذي رأه طريفا ف تمتمت راجية تخبره إنها لا تحب الدلوف للأماكن الضخمة التي تضم الكثير من الناس بمفردها
اكيد أنت معروف في الشركة يا عم رفعت تعالا معايا
رمقها الرجل الذي يقارب والدها بالعمر بنظرة حانية لا يصدق أن هذه المرأة الصغيره زوجة سيده الذي عرف بأقتنائه لأكثر النساء قوة وجراءة
أنت لو كلمتي سليم بيه هتلاقي بنفسه بيستقبلك
كانت متأكدهمن هذا الشئولكنها أرادت أن تفاجأه بوجودها
رافقها العم رفعت الذي كان بالفعل معروفا بالشركة حتى وصلت مكتبه
رفعت سكرتيرته الحسناء المختارة بعناية عينيها تنظر إلى العم رفعت وتلك التي تقف جواره وقبل أن تهتف بشئ كان رفعت يتمتم وهو يشير نحوها
فتون هانم مرات سليم بيه
نهضت على الفور مرحبة بها بلباقة فازداد شعور فتون بالزهو وانتظرت اللحظة التي ستنفرد بها معه حتى تخبره عن لحظات الغرور التي اصابتها كلما نظر لها احد باحترام وهو يستمع إنه زوجة سيدهم
اهلا يا فندم هبلغه فورا بوجودك
لا لا انا عايزه ادخله من غير ما تبلغيههو ينفع ولا مش فاضي
طالعتها الواقفة في دهشة من سؤالها ف شهيرة هانم لا تنتظر جوابها بل تدلف دون أن تهتم برفقته لأحد اماءت برأسها نافيه ولكن سرعان ما تذكرت وجود من ترافقه
شهيرة هانم معاه في المكتب يا فندم
توقفت مكانها وهي تستمع لاسم شهيرة استمرت في تقدمها نحو باب الغرفة تشجع حالها
فتحت الباب وقد جمدها المشهد وهي ترى شهيرة قريبة منه للغاية هائمه به تكاد تكون بين احضانه
الفصل السابع والأربعون
بقلم سهام صاد
باتت الغيرة تعرف طريقها نحو قلبها بعدما لم تعد تري نفسها مجرد زوجة مؤقتة في حياته بعدما جعلها في حبه أنانية جعلها لا تستطيع رؤية حياتها بدونه
هي ليست غبية حتى لا تري نظرات الهيام التي تحتل عينين شهيرة امرأة تحارب لتعيد طليقها إليها
فلو كانت تسمح لبقائها في المنزل إحتراما لقراره وحبها لحبه لابنته ذلك الحب الذي يشعرها بالأمان معه
لكن ها هي غريمتها تثبت لها يوما بعد يوم أنها مخطئة شهيرة لم تعود من أجل أبنتها التي أصبحت متشبثة بها إنها عادت من أجله أو ربما من أجل كلاهما
فتون
نهض عن مقعده بعدما علقت عيناه بها وهو يري تلك الابتسامة التي تلاشت عن محياها فور أن وقعت عيناها على شهيرة التي وقفت جوارة تطلعه على تنظيم حفلة عيدميلاد الصغيرة
امتقعت ملامح شهيرة وهي تراها قد عرفت طريقها لهنا وبالتأكيد بعدما سينتشر خبر قدوم الزوجة الجديدة لرئيسهم سيبدء الجميع بالمقارنة بينهما وخصوصا في العمر إنها تكره صغر سنها وحجمها الذي يشعرها وكأنها لعبة صغيرة بين ذراعي سليم وعلى ما يبدو أن ضئلة جسدها ما تزيد سليم رغبة بها فهي تشعره بمدي سطوته وهيمنته أثناء علاقتهما
ضمھا إليه غير مصدق إنها أتت
متابعة القراءة