لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


تكون معايا وتحميني أوعى تتخلى عني
غادرت السيدة ألفت غرفة المكتب تطرق رأسها أرضا في خزي بعدما كشفت له عما حدث أمس في غيابه هو أعتاد منها أن تكون عيناه في منزله
اقتربت منه الصغيرة پخوف ارتسم فوق ملامحها تنظر إليه تنتظر منه أن ينتبه لقربها ولكنه كان غارق في أفكاره
هو يعلم عمته لا تبتعد إلا إذا ارادت العزلة ولكن الأمر صار مقلق بعدما دخل حياتها هذا الشاب الذي لا يراه إلا عالة ولولا كاظم النعماني ونزاهته ما كان شارك هذه العائلة 

فجودة النعماني رجل فاسد ولولا المړض لكان استمر في اعماله الغير مشروعة جودة النعماني هذا الرجل الذي كان يخبره عنه جده عظيم إنه رجل جائع خدع ارملة احد التجار وتزوجها والأرملة لم تكن إلا والدة كاظم
بابي
خرج صوت الصغيرة في همس وقد تقطرت الدموع فوق خديها انتبه سليم أخيرا على قربها منه وسرعان ما كان ينتفض من فوق مقعده لا يصدق أن صراخه اليوم بالخدم والحارس ومكالماته الهاتفيه التي تعالا صياحه فيها كل هذا تحت أنظار صغيرته
ديدا أنت بټعيطي يا حببتي
رفعت الصغيرة عيناها نحوه بعدما دنى منها يمسح دموعها هو لا يتحمل رؤيتها هكذا يكفيه ما تعيشه صغيرته من حياة باتت مشتتة
اماءت برأسها تخبره بنبرة خرجت مهزوزة من الخۏف
أنت بقيت زي مامي عصبي يا بابي
تجمدت ملامح سليم وهو يسمعها يحاول أن يلين من ملامحه
أنا مبحبش خالو حامد هو السبب في عصبية مامي
ازدرد سليم لعابه بعدما حملها وتركها تخبره عما كانت تخبئة لها من أسرار 
مامي علطول بټعيط يا بابي وخاېفه إنك تخدني منها بسبب خالو حامد
ضاقت عينين سليم في حيرة هو بالفعل يريد أخذها من شهيرة فلم يعد يطيق فكرة بعدها عنه ولولا رغبة صغيرته واختيارها للبقاء معها لكن حسم الأمر بينه وبين شهيرة بالمال 
بابي أنا بحبك أنت ومامي أوي نفسي نعيش سوا زي ما اصحابي عايشين مع بابي ومامي بتوعهم حتى كريم ابن طنط سوزان عايش مع طنط سوزان وعمو خالد ليه أنت ومامي كل واحد فيكم عايز يعيش بعيد وانا عايزه اعيش معاكم أنتوا الاتنين
وكلمات صغيرته لم تكن إلا كنصل سکين ينغرز في فؤاده هو السبب في كل ما تعيشه صغيرته وليست شهيرة ولو كان من قبل يلومها لأنها اختارت أن تنجب منه قبل أن يضيع العمر منها الان لم يعد يلومها فعمته فعلت الأمر مثلها
فتون كمان خليها تعيش معانا هي طيبة أنا بحبها بس مش بحبها زي مامي ولا زيك يا بابي 
توقفت فتون بالقرب منهم تستمع لحديث الصغيرة تمسح دموعها دون قدرة على مقاومة ذرف المزيد 
تعالا رنين هاتفه مع رنين جرس المنزل وانتباه على وجود فتون وتلك الدموع التي تغزو مقلتيها 
زفر كاظم أنفاسه بقوة بعدما يأس من إقناعها في

عدم الذهاب إلى منزل سليم النجار واختيار هذا التوقيت
فالرجل
يتهم شقيقه بإختفاء عمته رغم ع
ډم علم شقيقه بإختفاء خديجة النجار وعليه ألا يعلم
فتون محتاجاني يا كاظم صوتها كان مڼهار فتون مش هتستحمل حد يفكرها بأسوء أيام عاشيتها مع حسن عارف يعني إيه طفله مكملتش ١٦ سنه تتجوز راجل ميعرفش الرحمة شغلها خدامة عند سليم النجار خلاها تجهض بطريقة بشعة دمر طفولتها وشوهها
وكاظم لم يكن مصډوم مما يسمعه لأنه عاش طفوله علمته أن يشب قبل الأوان
لم ترى التأثر فوق ملامحه سوى تلك التقطيبة التي رسمت فوق جبينه
لو دورتي حواليكي يا جنات هتلاقي أطفال كتير طفولتها بتتوأد صاحبتك محظوظه لأنها لقيت اللي يقف جانبها عمرها كله مضعش وهى بتدور على حد يمد أيده ليها اغلب القرى الفقيرة البنات فيها بتواجه المصير ده وكل واحده وحظها
ضاقت عينين جنات تنظر له وهو يحادثها بهذا الهدوء بل وعاد لمطالعة أوراقه
أنت بعد ما اتطمنت إن أخوك ملهوش علاقه بإختفاء خديجة النجار فمش فارق معاك الموضوع بقولك بيهددها بفيديو وأنت بتقولي محظوظه
هتلاقي طمعان بشوية فلوس من سليم النجار متقلقيش سليم النجار معاه يدفع يا جنات
حجظت عيناها بعدم تصديق كاظم يتحدث عن مشكلة فتون دون إهتمام وكأن الأمر لا يعنيه الأمر بالفعل لم يكن يعني
في شئ ليشغل باله به ولكن فتون صديقتها ومن يخصها عليه أن يهتم لأمره هكذا هى ترى
احتدت عيناها تطالعه وهو يضع تركيزه في عمله يخبرها أن مكتبها أوشك تجهيزه على الانتهاء
كاظم فتون أختي الصغيره يعني همها هو همي
والمطلوب مني أقف في حكاية
مش فاهم تفاصيلها لا وكمان تخص مرات سليم النجار الراجل اللي معطل شغلنا بسبب جواز عمته من اخويا
أنت
يا كاظم حاقد على فتون بسبب سليم مع انك أنت وسليم امبارح كان اللي يشوفكم يقول قريبا العائلتين هيعلنوا نسبهم ببعض
اتجهت نظرات كاظم نحوها جنات تسخر منه تعقد ساعديها أمامها تنتظر أن تسمع جوابه عن سخريتها
عايزة إيه يا جنات من الاخر ومتقوليش اروح بيت سليم النجار مش مستعد أسمع إهانة تاني ليكي
فتون محتاجاني يا كاظم خاېفة عليها الزعل يأثر على الطفل منه لله مسعد الزفت ضيع عليها فرحتها
يعني أنت خاېفة على كل الناس وابني مش مشكله
بابتسامة واسعة أسرعت في وضع يديها فوق بطنها
ابن كاظم النعماني محارب قوي 
توقف الحديث على طرفي شفتيها تستمع لسخريته هذه المرة وتلك النظرة التي يحدقها بها
هيخلص العالم من الاشرار ويجمع الأحبه
بنظرات ماكرة ومع اقتراب خطواته كان يرى الحنق يرتسم فوق ملامحها 
عشان كلمة ابن كاظم النعماني ومحارب قوي هوصلك بنفسي بيت سليم النجار
ابتلعت حديثها المتذمر عن سخريته التي صارت تدرك إنها من طباعه
كاظم النعماني هيوصلني بنفسه أنت راضي عني أوي يا كاظم النهاردة
داعبت شفتيه ابتسامة واسعة سرعان ما تحولت لضحكة قوية
كلامك في مش مقبولة يا جنات
شاركته الضحك مستمتعه المداعبة ترفع كلا ذراعيها نحوها
هتوصلني بنفسك ولا السواق هيوصلني
ابتسامة مشاكشة ارتسمت فوق ملامح جنات تكتم صوت ضحكاتها وهى ترى المقت مرتسم فوق ملامحه كاظم يتلاعب بها
فك حصار ذراعيه عنها حانقا منها ومن إصرارها للذهاب لمنزل النجار ف الخلافات بينهم لا تنتهي ولم يعد أحد من الطرفين يقبل حديث الأخر
انفتح الباب ولم يكن إلا جلال صديقه الذي اعتاد على الدلوف غرفته دون اذن متمتما في تساؤل
هى فين سارة السكرتيرة يا كاظم بحب اصطبح على وشها الجميل 
ابتلع جلال بقية حديثه وهو ينظر نحو كاظم بعدما انتفضت جنات مبتعدة عنه تخفض رأسها في خجل 
الصدمة ارتسمت فوق ملامح جلال قبل أن يسرع في مغادرة الغرفة غير مصدقا أنه رأي كاظم في وضع كهذا 
اكلت عقلك خلاص يا كاظم ضعفت لست بعد ما كنت بتحذرني من سمهم 
توقفت سيرين عن سرد تفاصيل رحلة العمل وكم كانت تتمنى أن ينهي هو بنفسه الصفقة ولكن نجاح الصفقة قد تم
تعلقت عيناها بتلك اللهفة التي احتلت عيناه ثم إلتقاطه للهاتف بعدما تعالا رنينه والتقط اسم المتصل
خليني اكلمها يا داده
تركزت نظرات سيرين نحوه فمن التي يريد أن يحادثها بسمة زوجته بالطبع لاء تلك الفتاة صارت تعلم أن زواجهم به شئ غريب زواج غير متكافئ لم تراهم يوما سويا في أي مناسبه 
بسمة
تجمدت ملامح سيرين بعدما التقطت أذنيها اسمها هذه اللهفة كانت من أجل زوجته
ما هو لو مسمعتيش كلام دادة سعاد واكلتي مش هنسافر لملك
ضاقت عينين سيرين في حيرة بعدما التقطت أذنيها حديثه رغم خفوت صوته
صوت أنفاسه خرجت بقوة يبتعد ببضعة خطوات أخرى تحت نظراتها المصوبة نحوه وشعور الألم ينهش قلبها فعن أي أنفصال زفته إليها شقيقتها سيحدث قريبا بينه وبين زوجته إنه يحادث زوجته في لهفة حقيقية
بسمه لازم تكلي عشان العلاج وعشان خاطر ملك
اغمضت سيرين عيناها في حسرة رغم أن الحديث لم تعد أذنيها تلتقطه تقاوم ذرف دموعها ف رقية شقيقتها جعلتها تحلم بأن يكون هذا الرجل لها يوما
عاد جسار لمكتبه يغلق حاسوبه ويلتقط عدة ملفات
فوق سطح مكتبه
معلش يا سيرين أنا مضطر أمشي حقيقي وجودك معانا مكسب لينا
رغم كلمات مديحه إلا أن عيناها تعلقت به وهو يتحرك في عجالة تسأله في فضول 
هى المدام فيها حاجة
تعبانه شويه
تمتم بها جسار وغادر بعدها فوقفت في منتصف الغرفة تعض فوق شفتيها تمنع بكائها وقد سقط الملف الذي كانت تحمله
معقول تكون حامل
تعالا صوت سليم پغضب بعدما أستمع لتبجح تلك السيدة في وصف عمته
خديجة النجار صارت توصف بأنها أمرأة لعوب تتلاعب بالرجال من أجل حاجتها والحاجة ما هى إلا علاقة ارادتها مع شاب صغير تكبره بسنوات عديدة حتى يمنحها شعور لذه لن تجدها مع رجل في عمرها او يكبرها
أنت واخدة بالك بتقولي إيه يا ست أنت كلامك ده هعرف أحاسبك واحاسب ابنك عليه كويس
التوت شفتي منال في تهكم فعن أي حساب يتحدث هذا الرجل وصار بينهم طفلا حفيدها الذي أزاد من ذلك الترابط وسيخضع هذه العائلة
وهى في ست محترمه تضحك على جوزها برضوه وفكرانا مش هنعرف بالطفل لا يا ابن الذوات عيلة النعماني مش بيسيبوا ولادهم
تجاهل سليم حديثها حتى لا يلقيها خارج منزله بطريقه مهينة
فين ابنك الراجل ابنك اللي زمان طلعته من قضية نسب ولا هو لسا بيتحامى في غيره وبيحب بس يدخل بيوت الناس زي الحراميه عارفه انا ممكن اودهولك في داهية
أنا أه واقف قدامك يا سليم باشا
استدار سليم بجسده نحو أمير الواقف خلفه
فين مراتي مش الزوجة برضوه مكانها في بيت جوزها
تعلقت عينين جسار بذلك الواقف أمامه بعدما خرج من سيارته الصغيرة ودارت عيناه بالمكان متعجبا ف فتاة ك بسمة ببساطتها وتعليمها كيف لها أن تعيش في منزل كهذا
أنا محمود مهندس كمبيوتر وبدرس في المعهد لاستاذه بسمه
مد محمود بيده بعدما اخبره عن هويته في تعلثم وقد عادت عيناه مرة أخرى تدور بالمكان الذي لا يدل إلا على ثراء أصحابه 
بعض المعلومات التي جمعها عنها إنها تعيش في منزل أحد أقاربها
صافحه جسار في جمود يجلي حنجرته قبل أن يخرج صوته بقوة أصابت الواقف فزعا
أهلا يا بشمهندس ممكن اعرف سبب زيارتك
طالعه الواقف ببعض التوتر فهيئته لا توحي إلا بمكانته المرموقة حتى سيارته المصطفة قبالة سيارته الصغيرة
حضرتك قريبها
لم يكن جسار يطيق صبرا حتى يعرف سبب هذه الزيارة
خير يا بشمهندس لأن بدأت اقلق من سبب الزيارة
أسرع محمود بالهتاف بعدما تمالك توتره
خير طبعا يا فندم هو أحنا هنفضل واقفين كده
زفر جسار أنفاسه بضجر وقد اقتحم حديث السيد سعاد ذاكرته عن ذلك المحاضر الذي كان يهتم ب بسمة وكانت تخبرها عنه
أشار له جسار بالتقدم منه حتى يسمع ذلك الحديث الذي أتى من أجله
اتفضل
اشغل جسار سيجارته بعدما ضاق ذرعا من صمته
بشمهندس محمود أنا مستني أسمعك
سعل محمود بشدة من دخان السېجارة وقد صارت عيناه هذه المرة تتأمل فخامة المنزل من الداخل ثم تلك
 

تم نسخ الرابط