لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
قميصه
ملك لو سامحتي هاتي المفتاح التاني
ركضت ملك إليه تحمل ذلك المفتاح الذي يقصده
قولتلك يا رسلان سيبني أكلم السباك لكنك صممت اتصرف بقى
رفع يده عن الصنبور فاندفعت المياه نحوها واغرقتها بالكامل
عشان تبطلي رغي وتسبيني اشوف شغلي
نظرت نحو ملابسها المبتلة فاحتقن وجهها من مزحته وسرعان ما كنت تغمض عينيها وهي تراه يفك أزرار قميصه حتى يزيله عن جسده
والله والحارة بقت تلم ناس ميعرفوش العيب
تجمدت في حركتها تضم جسدها بذراعيها والټفت ببطء نحو الواقف على أعتاب
باب الشقة المفتوحة
تعالوا يا ناس شوفوا الفضايح وقلة الأدب
اتسعت عينيها تستمع لصوت صراخه في صدمة قد الجمتها فاندفع رسلان للخارج بصدره العاړي ينظر إلى فتحي الذي وقف في الشرفة ېصرخ بأهل حارته
ولا تعلم كيف ومتي أصبحت الشقة متكدسه بأهل الحارة عراك نشب بينهما والصړاخ يعلو وهي تقف مذهولة تكتم صوت شهقاتها
انفض العراك بينهما فترنح فتحي للخلف ورسلان انحني بجسده قليلا يمسح الډماء عن فمه
التقط فتحي أنفاسه يطالعه متهكما
غلت الډماء في عروقه واندفع نحوه يلكمه بقوة وسط الجميع
اللي بتتكلم عنها مراتي يا حيوان
لجمت الصدمة فتحي فكيف تكون زوجته وهو قد افتعل الڤضيحه حتى يتزوجوا
والسؤال لم يكن له جواب حتى سقط فتحي أرضا
جلست في مقعدها تنظر نحو كل شئ بملامح جامدة اقترب منها يناولها كأس العصير بعدما أنفض أهل الحارة وأصبحت الشقة خالية بهم فالكل أصبح يصدق إنها زوجته وكيف لا يصدقون وهو قد دعاهم على حفل زفافهم ولولا مۏت العم حسني لكان الزفاف قد تم ولكن ها هم ينتظرون بعض الوقت ويتم الزفاف
خدي أشربي العصير يا ملك عشان نعرف نفكر هنعمل إيه
رفعت عينيها إليه تنظر نحو كأس العصير الذي يمده إليها تبتلع تلك المرارة في حلقها
نفكر أنت سيبت ليا فرصه أفكر يا دكتور
طالعها في صمت أسكن حواسه جميعها وضع كأس العصير أمامها وابتعد عنها يزفر أنفاسه
تجبرني إني أوافق اتجوزك !
نهضت عن مقعدها واقتربت منه وقد علت السخرية شفتيها تخبره بحديثه الذي القاه على أهل الحارة وبعد أن كانوا يدافعون عن فتحي أصبحوا يبصقون عليها لا يروه إلا خسيسا كما هو
عم حسني
ورغما عنه كان ينفجر ضاحكا لا يصدق إنه إستطاع نسج خيوط
كذبته وقد صدقه الناس بل واحتضنوه يباركون له ولحسن حظه كانت تلك السيدة التي توسط لها العم حسني من قبل من أجل علاج صغيرها أتت ركضا تمدحه وتخبر الناس إنه طبيبب ذو خلق طيب القلب
ضجرت من ضحكاته وتلك السعادة التي لمعت في عينيه حقا هو سعيد سعادة لا توصف لقد أصبحت زوجته حتى لو مجرد كذبه حالية وقريبا ستصبح الكذبه حقيقة
أنت بتضحك عشان انتصرت عليا مش كده
امتقعت ملامحه يستمع لحديثها
بس لعلمك أنا مش هتجوزك
ورغم عنه كان يعود لضحكاته الصاخبة
أنتي قدام أهل الحارة مراتي وبنجهز لفراحنا وأنا الدور عجبني وعيشت فيه خلاص
عبست ملامحها وقبل أن تهتف بشئ كان يضع بيده فوق فمه بعدما عطس عطسات متتالية يطالع قميصه المبتل فوق جسده ثم عاد يطالعها بعبث
بكره هنروح نكتب كتب الكتاب مضطر أمشي للأسف عندي عملية بعد ساعتين
مش هتجوزك يا رسلان
ابتسم وهو يبحث عن سترته بعينيه فوقعت عيناه عليها فالتقطها يرتديها بعجاله غير عابئ بتكرار رفضها لزواجهم وغادر والابتسامة لا تفارق شفتيه
تهاوت بجسدها فوق الاريكة ټدفن وجهها بين كفيها فما الذي طرء جديد بحياتها إنها عادت لتعود لنقطة البداية من جديد
تعلقت عينين جيهان بلهفة بملامح الطبيبة بعدما فحصتها ولكن سعادتها قد تلاشت وهي تعدل من هندام ملابسها وتتبعها لتسمع الخبر السعيد الذي سيربط جسار بها رغما عنه ولكن الخبر لم يكن سعيدا بتاتا
للأسف الحمل خارج الرحم
صړخت پقهر وهي تنظر نحو ملامح جسار الجامده
لا لا
إحتواها بين ذراعيه مشفقا وقد أثارت شئ داخله مع إنهيارها هل هو تعاطف معها أم إنه شعر بأبوته لذلك الطفل
عاونها على دلوف السيارة فأخذت تبكي بقوة
أنت كنت عايز كده أه خلاص مبقاش في طفل
تنهد بسأم فما الذي أصبح يعيشه الأن قاد سيارته في صمت فالحديث بينهم لن يجدي نفعا وها هو القدر يهيأ له الأمر وقد أرتاح ضميره
وعلى حينا غرة وجدها تلتقط ذراعه تمد يدها الأخرى لتتحكم بعجلة القيادة صړخ بها بعدما لم يعد يتمالك الأمر والسيارة تتحرك بهم يمينا ويسارا
أنتي مجنونه هتموتينا
لو بعدت عني أنا ممكن أموت فخليني اموت وارتاح واعيشك بذنبي زي ما عملت مع نهال
لقد ضغطت على جرحه بقوة ضغطت حتى الڼزف الذكريات تتخبط داخل عقله والذنب يلتف نحو رقبته فيزيده خنقا ولكن هنا شئ يحثه على أن يفيق
دفعها عنه والتقط عجلة القيادة ولكن لم يستطع التحكم بها واصبحت السيارة تحتضن تلك الشجرة العتيقة
ولخلو السيارات من هذا الطريق وهدوءة كان الصمت يحتل اجسادهم
شهقت بسمة مصډومة مما تسمعه لقد وزنت الأمور داخل عقلها وعلمت الآن لما أصر عليها فتحي مغادرة البيت لجلب بعض الأشياء حتى قطعت أنفاسها وتخدرت قدميها من شدة الألم ولكنها تعلم تماما أن هناك شئ ما في نفس شقيقها
بس انا زعلانه منك يا ملك كده تتجوزوا من غير ما اعرف
اغمضت ملك عينيها وقد ازداد حنقها من غباء بسمه الذي أتى في غير موضعه اليوم
بسمة ابوس ايدك النهاردة أنا على أخرى متجوزين إزاي
حكت بسمة فروة رأسها حتى تستوعب الأمر فاتسعت عينيها غير مصدقه
يعني هو قال كده عشان ينقذ الموقف اول مره فتحي اخويا يعمل حاجه عدله في حياته
امتقع وجه ملك وهي تتذكر أمر فتحي
ياريت يا بسمه متجبليش سيرته ربنا ينتقم منه ويفضحه زي ما فضحني
غامت عينين بسمه بالحزن فتنهدت ملك بضيق تمسك كفها تربت عليه
متزعليش مني يا بسمه بس كله ده هيترد لاخوكي في عرضه
اخفت بسمة حزنها تحاول أن ترسم إبتسامتها كما اعتادت
بس صدقيني ده أحسن حاجه عاملها فتحي دكتور رسلان بيحبك وبيحبك اوي كمان ده كل يوم كان بيجي يطمن عليا عشان يشوفك أنتي
واغمضت عينيها تهيم في عالم تتمناه ولكنها تعلم لن تحصل عليه
ياريت الاقي حد يحبني ربع الحب ده
طالعتها ملك بنصف عين تنتظر تكملة هيامها ففتحت بسمة عينيها خجلا ترفع حاجبيها
خلينا في موضوعنا يا ملك هتفضلي لحد إمتى بتضحي وبتدي ليه متكونيش انانيه لمرة واحده وتاخدي حاجه من الدينا واه ربنا بعتلك الفرصه صحيح الفرصه جات متأخره بس جات لو رسلان مكنش قدرك كنتي هتكملي طريقك مع جسار لكن طرقكم افترقت وقولتيلي إنك كنت فاكرة لما هتبعدي عن جسار هتكتشفي حبك ليه لكن اكتشفتي إن اللي كان بيربطك بجسار ومازال بيربطكم هو الوفاء وإن كل واحد فيكم لما دخل حياة التاني كان علامه فارقة في حياته
اعتدلت بسمة في مقعدها حرجا تنظر لملامح ملك المبهمة تتسأل
كلامي مش مقنع صح
بالعكس يا بسمة أنا مستغربه إنك في السن ده وناضجة كده
ابتسمت بسمة بمرارة ولكن كالعادة تسخر على حالها مازحة
الحياة مدرسه
كبيره وما شاء الله عليا ربنا يحرسني ويحميني باخد امتياز فيها
ووضعت كلا يديها فوق وجهها
باين الامتياز صح
ضحكت ملك كما ضحكت هي وسرعان ما هتفت پألم
أنا اتعودت عليكي اوي
يا ملك هعمل إيه لما تتجوزي وتسيبي الحارة
التقط ذراعها بعدما دلفت من باب الشقة تآوهت پألم تمسد فوق ذراعها
حرام عليك يا فتحي ده أنا دراعي مخفش من العلقة الأخيرة
كفاية رغي بدل ما اكسرهولك مراته ولا مش مراته
طالعته بسمة بغباء تقطب حاجبيها وهي تدلك ذراعها فصړخ بوجهها حانقا
مراته يا بت ولا مش مراته بدل ما أمسيكي بعلقة
مراته مراته
اقترب منها يتناول شعرها من أسفل حجابها يدفعها للأمام
ومدام مراته وأنتي عارفه مقولتيش ليا ليه
حرام عليك يا فتحي شعري بيوجعني
دفعها بقوة كادت تسقطها أرضا
سيبت شعرك اه اللي شبه غسيل المواعين ردي بقى ياختي كنتي عارفه ولا لاء
اماءت برأسها كاذبه
كنت عارفه
التقط كلا ذراعيها يقبض عليهما بقوة
كنتي عارفه ومقرطساني
لم تتحمل قوة قبضته فوق ذراعيها فدفعته عنها صاړخة
وأنت مالك يا فتحي بالحكاية مراته ولا مش
مراته ولا يكونش حد دفعلك فلوس عشان الڤضيحة اللي عملتها
التمعت عينين فتحي بۏحشية يرمق تحديها إليه پغضب
على فكرة أنا شوفتك بتعد فلوس وبتحطها تحت المرتبة
لم ينتظر
فتحي سماع المزيد منها وهي كانت تعلم ما هو قادم
صړخت بآلم بعدما إنهالت الركلات عليها تهتف بحړقة
عمال تفضح في خلق الله ومخليني الف على صحابك الشمامين محدش من اهل الحاره مخلي بنته تصاحبني الناس پتخاف لاشبه بناتهم بتعمل فيا كده ليه حرام عليك
تعالت الطرقات فوق الباب ولم تكن إلا ملك وقد أخذت تصيح بالجيران لعلا احد ينجدها ولكن الجميع أصبح لا يهتم بما يفعله فتحي بشقيقته فقد ضجروا وكرهوا تلك الجيرة
هبلغ عنك البوليس هحبسك
يرد سجون يا مفتري
طالعها فتحي بإنتشاء واخذ يزفر أنفاسه اقترب من باب الشقة يفتحه فدفعته ملك وهرولت نحو بسمة المتكومة على حالها أرضا تمسح فوق وجهها المكدوم
هعملك محضر هوديك في داهية
لم يعبأ فتحي بحديثها وغادر الشقة يدندن بلحن شعبي
بلاش تحضني جامد يا ملك جسمي مدغدغ
ضړبك ليه المفتري ده منه لله
وتلك المرة لم تكن ملك من تجلس جوارها تضمد لها چراحها إنما كان رسلان
كتمت بسمة تآوها حتى انتهى رسلان من تضميد چروحها
اه اللي عمله اخوكي النهاردة فيكي خلي ضميري يرتاح من اللي عملته فيه
تعلق زوج من العيون به ينتظران سماع المزيد
موصي عليه يتظبط كام يوم حلوين في الحبس
تهللت اسارير ملك كحال بسمة فابتسم رسلان يهيم بنظرات الأخرى بعدما تناول حقيبته الطبية
ملك أنا محتاج بسمة تيجي المستشفى بكره عشان شاكك يكون في كسر في دراعها اليمين
اعتدلت بسمة في رقدتها بتعب بعدما ثقلت جفونها
لا مستشفى لا مبحبش المستشفيات ملك قولي لجوزك بلاش مستشفى
هل لوهلة خفق قلبها من سماع تلك الكلمة رغم عدم إتمام شئ اطربت الكلمة أذنيه كما خدرتها لثواني وسرعان ما نفضت عقلها وانكمشت ملامحها تطالع تلك الراقدة
فاسرعت بسمة بالهتاف بعدما رأت حنقها
باعتبار ما سيكون يعني بتبصيلي كده ليه
طالت نظراتهم لبعضهم وبعدما كانت الابتسامة تشع عينيه انطفأت عندما رأها كيف زجرة بسمة التي هربت منهم بالنوم
غادر رسلان الغرفة يتنهد بتعب من شدة إرهاقه
ياريت تحضري ورقك عشان
متابعة القراءة