لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


الصغير تبتسم على حركاته وسقوطه الذي يتعمده ثم نهوضه 
صغيرها الجميل الذي يحاول الترفيه عنهم مستمتعا معهم بالجو العائلي الذي افتقدوه يخفف عنهم ما يشعروا به من فقد فهو وحده من يحتاج هذا وعلى ما يبدو أن نعمه الصغر لها تأثير كبير في النسيان وإستعاب ما يدور حولهم
الولد مبسوط أوي
تمتم بها رسلان وهو يلتقط منها فنجان قهوته وعيناه هو الأخر أتجهت نحو صغيره الحبيب

بقاله مده محسش بإهتمامنا بيحاول يبسطنا
قاومت ملك ذرف دموعها تشعر بيده تقبض فوق يدها بقوه داعما لها
قولنا هنحاول يا ملك هنحاول عشانه
حركت رأسها مؤكدة على ما اتفقوا عليه ليلا ولكن قلبها ېخونها رغما عنها وهي تتذكر فقدها للأخر وشوقها له وجنينها الذي فقدته قبل أن تعرف بوجوده 
داعب لحيته مشمئزا من طولها حتى يغير حديثهم نحو شيئا أخر يلهيهم قليلا
حاسس
إني بقيت زي رجل الكهف
ورغما عنها كانت تبتسم وهي ترى نفوره تمد يديها نحو لحيته
محتاج تحلقها يا رسلان كده المرضى هيبدئوا يخافوا منك
فلتت ضحكته بصوت مسموع وهو يرى صغيره يهرول نحوهم بعدما رأى تقاربهم ډافنا رأسه في حجرها ثم التف نحوه جاذب له من ملابسه حتى يحمله ويداعب هو الأخر لحيته
بابا بتشوك 
خرجت قهقهت الصغير بعدما شعر بخشونتها يضم كفيه إليه ثم يمسحهم في ثيابه
أعاد الصغير الأمر ثانية وهذه المرة رغما عنهم شاركوه الضحك
داعبه رسلان دامغا خديه ببعض والصغير ينفر ويبتعد عنه ضاحكا
ملك رسلان هيعورني
ضحكت ملك تسرع في ضمھ إليها تبعده عن رسلان
يلا نهرب ونجري بعيد عنه
والصغير أعجبته اللعبه يطلب منها الركض بعيدا والإختباء عن والده المتوحشة 
صدحت الأصوات في الحديقه فوقفت الخادمة والمربية ينظرون نحو سيدهما يستعجبون تبدل الحال وعلى ما يبدو أن المنزل لن يعد مهجورا بعد الأن رغم وجود أصحابه 
ارتسمت الابتسامة فوق شفتي الخادمتين وهم يروا سيدهم الطبيب يركض خلف زوجته وطفله الذي صمم أن يترك حضڼ والدته ويركض معها 
التقطه رسلان من ملابسه قابضا عليه 
بقى أنا وحش يا عبدالله هتشوف الۏحش هيعمل فيك إيه دلوقتي 
والصغير ېصرخ هاتفا باسم ملك التي وقفت تلتقط أنفاسها ضاحكة تنظر نحو صغيره وهو معلق بالهواء ويحرك ساقيه 
ملك الۏحش مسكني 
اقتربت منهم ملك لا تقوى على إلتقاط أنفاسها من شدة الضحك فصغيرها الحبيب يستنجد بها 
نزل الولد يا رسلان مالك معلقه كده حبيب ماما متخافش هاخدك منه وهنعاقبه 
عضيه يا ملك عضي الۏحش 
لم تتمالك ملك ضحكاتها التي شعرت معها وكأنها تعود للحياة 
حدقت بها السيدة سعاد بنظرات حائرة وهي تراها ترتب الأغراض التي جلبها العم جميل بذهن شارد حبات البطاطس تضعها مع حبات الطماطم وعلب العصائر تتركها جوار علب الزيت
اقتربت منها السيده سعاد بعدما سقط منها طبق الفاكهة وتناثرت حبات الفاكهة حولهم
خدي بالك يا بسمة
توترت بسمة وهي ترى ما أحدثته بسبب شرودها تنظر نحو السيدة سعاد بملامح تحمل الصدمة
أسرعت في لملمت ما أحدثته من فوضى
خليكي أنت يا داده متوطيش عشان ضهرك
أنا مش عارفه مالك يا بنت مسهمه مع نفسك مع إنك كنت الصبح بتضحكي وتزرعي الورد في الجنينة
هتفت السيدة سعاد عبارتها تنظر لها وهي تلملم ما تناثر تتسأل عن السبب الذي جعلها شاردة هكذا
هو أنت سمعتي حاجة عن ملك هانم الواحد قلبه وجعه على اللي حصلها غلبانه وطيبه واميرة في نفسها متستهلش كل اللي
حصل معاها
ملك بخير يا داده
توقفت السيدة سعاد عن ثرثرتها ف ملك بخير فما الذي يشغل بالها ويجعلها شاردة وقبل أن تتسأل السيدة سعاد عن السبب
وضعت بسمه طبق الفاكهة فوق المنضدة
أنا عندي أمتحان بكره في المعهد وهيقيمونا عليه وخاېفه مانجحش
حاولت بسمة أن تخرج حديثها مرتبا بتلك الكذبه التي صدقتها السيدة سعاد على الفور
كده يا بسمه يكون عندك مذاكره وواقفه معايا تساعديني في المطبخ
أسرعت السيدة سعاد في دفعها من أمامها محذرة
أطلعي على اوضتك وذاكري يا بنت علامك هو اللي هينفعك عايزاكي تعملي اللي أنا معرفتش اعمله يا بنت ويكون ليكي قيمة وسط الناس يا بنت
جلست بسمة بغرفتها بعدما أصرت السيدة سعاد على أن تصعد وتذاكر دروسها تشعر بالندم لأنها كذبت عليها ولكن بماذا كانت ستخبرها
جلست فوق الفراش تلتقط أحد الكتب وهي تعلم إنها لن ترى حرف

فعقلها شارد بتلك اللحظة كلما تذكرت تشعر بالحرارة تسري اغمضت عيناها وقد عادت الصورة ټقتحم ذاكرتها تتذكر نظراته التي علقت بها رغم إنها لم تكن إلا ثواني 
منذ أن وصل والجميع اليوم متأهب لتلك الأوامر التي يلقيها عليهم الكل يشعر بغرابه من حال رئيسهم 
جسار الذي توقف في القاعة الواسعة التي تضم عدد كبير من الموظفين وكل منهم يجلس أمام حاسوبه يطالع عمله ينتظرون مروره حتى يلتقطوا أنفاسهم
فلا شئ يعجبه اليوم والكل عليه إعاده عمله من جديد 
التقطوا جميعهم انفاسهم بعدما غادر القاعة عائدين إلى ثرثرتهم سويا ومزاحهم
دلفت سكرتيرته خلفه ولم يعد لديها جهد لتظل راكضة خلفه أو تنفيذ ما يأمرها به
في حاجه تانيه محتاجها مني جسار بيه
تمتمت بها وهي تتمنى أن لا يكون هناك بالفعل أمر أخر عليها تنفيذه
انصرفت براحه بعدما أخبرها إنه لا يحتاجها الأن وتستطيع أخذ إستراحتها
اغلقت باب الغرفة خلفها تزفر أنفاسها غير مصدقه أن حركة نشاطه العجيبه عليهم أنتهت أخيرا
هو إيه اللي جراله ماله النهاردة كتله من النشاط 
استند بساعديه فوق سطح مكتبه يمنح عقله الراحه قليلا قبل أن يفتح حاسوبه الشخصي ويرى ما أرسل على بريده 
اعتقد أن صورتها غادرت عقله ولكن ما تمناه وظن قدرته على تجاوزه لم يغارد عقله حتى تلك السخونه التي شعر بها تعود وتغزوه مرة أخرى 
عادت هيئتها ټقتحم مخيلته
وذلك الشعور الذي حتى هذه اللحظه لم يفهمه بل يمقت حاله من أجله فكيف لها أن تؤثر به هكذا كيف انحبست أنفاسه وخانته عيناه 
ومع من مع بسمه التي لا يراها إلا حالة يشفق عليها فتاة جعلها في حياته قليلا حتى تهدء الأحاديث عن سمعته ويقهر جيهان التي بالفعل وجدت صيدا أخر لها بعد أن ثارت قليلا غير مصدقه أن حبه وولعه بها قد انتهى إنه بالفعل حتى اليوم لا يصدق إنه انخدع في شخصية جيهان تلك التي يرى إنها بحاجه لمصحة نفسية
معقول يا جسار معقول لا لا ده مجرد إحتياج مش اكتر
حاول التبرير لحاله ولكن عقله كالعادة كان يمنحه التساؤل
وأنت من أمتى بتفقد سيطرتك على نفسك ده حتى ملك مهما كانت بتظهر قدامك عمرك ما لقطه ليها اقټحمت عقلك كده 
عادت السخونه تتدفق إلى سائر جسده يزفر أنفاسه بضيق فما الذي حدث له هو لن ينظر لبسمة بتلك النظرة التي ينظر بها الرجال للنساء راغبين بهم 
دلفت سيرين غرفة مكتبه تحمل التقرير الذي طلبه منها عن الخطه التسويقية الجديده لحملتهم مبتسمة كعادتها
حبيت اسمع رأيك عن وجهة نظري قبل ما أعرضه على أبيه شريف
انتبهت على خطأها في نطق لقب زوج شقيقتها هكذا دون أحترام لمكانته بالشركة كشريك أخر
اسفه قصدي شريف بيه ڠصب عني بنسى إننا في مكان شغل
خرج جسار من أفكاره على حديثها وسرعان ما كنت تتداعب شفتيه ابتسامة عذبه فهذه الفتاه كتله من النشاط واللطافه ولن ينكر إنها ذكية جدا وماهره في عملها
مد يده إليه فاقتربت منه تمنحه التقرير منتظرة أن يطلع عليه ويعطيها رأيه
هحاول اطلع عليه في البيت يا سيرين وبكره نتناقش في الأفكار المطروحه
عبست سيرين بشفتيها فهي كانت تتوقع إنه سيعطيها اليوم وجهت نظره وهل سيوافق على خطتها أم ستحتاج للتعديل والمزيد من الدراسة
أنا كنت فاكره إني هاخد موافقة مبدئيه النهاردة
موافقه مره واحده على فكره أنا مبقتنعش بسهوله يعني هتلاقيني بتناقش معاكي في كل أقتراح معروض
ابتسمت رغما عنها صحيح عملها معه لم يمر عليه إلا شهرا لكنها بدأت تفهم شخصية هذا الرجل ويزداد إعجابها به يوما بعد يوم
نهض عن مقعده منهيا أي نقاش أخر فطالعته بخيبة أمل وهو يلتقط سترته
لو الخطه التسويقية الجديدة نالت إعجابي بكره هتلاقي في أجتماع لمدراء الأقسام
ابتسمت بحماس رغم خيبة الأمل من مغادرته تأمل أن تنال تقديره الذي يزيدها إصرارا في إثتبات حالها له حتى تنال منه تلك النظرة المعجبة 
غادر جسار الشركة عائدا للمنزل مبكرا عن عادته راغبا في ملاقتها أمامه حتى يثبت لها ولحاله إنها مجرد لحظة سيطرت عليه
توقفت السيارة أمام البوابة الداخلية للمزرعة لتتعلق عينين سليم بها وهو يرى شحوب ملامحها فهذا المكان يذكرها بأسوء ليلة قضتها في عمرها معه
فتون أنا عارف إن الموضوع صعب عليكي لكن أنا بحب المزرعه مقدرش أفرط في المكان ده لأنه عزيز عليا
طالعته بقليل من الشحوب بعدما قاومت تلك الذكرى القاټلة وهي تركض خارج البوابة الضخمه 
شعر بالندم لأنه ظن إنها تناست تلك الذكرى السيئة يسألها قبل أن يمد يده يعيد تدوير سيارته
نرجع 
لاء يا سليم
هتفت بها بعدما اطبقت فوق جفنيها بقوه تتذكر إنها الأن مع سليم زوجها وحبيبها وليس رب العمل وهي خادمته التي يعطف عليها
فتون أنا مبهزرش لو مش متقبله وجودنا هنا خلاص نرجع
لا أنا عايزه اقضي اليوم هنا ووسط الخضره ومع سكره
ذكرته بفرسته الغالية الحبيبة وقد أشتاق إليها
وكمان أنا مصدقت نكون في مكان لوحدينا يا سليم ومقرر تنسى العالم كله ومتفكرش غير فيا
ارتفع حاجبه الأيسر وهو مندهشا من حديثها وسرعان ما اڼفجرت شفتيه في ضحكة قوية
فتون هو حصل إيه فيكي مش معقول لما مركزش معاكي فترة الاقي تغير رهيب حصل
شعرت ببعض الخجل يتخلله بعض الضيق منه
هو مينفعش أعبر عن مشاعري وأكون زي بقيت الستات شوف أه أنت اللي مش عارف عايز إيه
نفضت ذراعه عنها بعدما حاول جذبها إليه بعد تذمرها
هرفع راية الاستسلام لأن أنا اللي خرجت الۏحش من جواكي وغلطان في حد يركز أصلا مع الستات
حدقته بنظرة شرسة فتعالت ضحكاته
لا كده هبدء أخاف
رغما عنها كانت تبتسم وهي تستمع لتعليقاته المازحه هي لم تتغير كما يظن بل تحررت من شخصيتها المکبلة بعدما ابتعد عنها الفترة الماضية نائيا حاله عنها 
ترجلوا من السيارة لتدرك أن مناوشتهم بالفعل قد جعلتها تنسى تلك الذكرى الأليمة في هذا المكان
لم يجعلها سليم تفكر كثيرا بعدما أمر الحارس أن يهتم باخراج ما جلبوه معهم فسحب ذراعها خلفه
خلينا نروح الاسطبل واعلمك ركوب الخيل أنا النهاردة ليكي أنت وبس
تعالت ضحكاته وهو يقف معها يحضر الطعام تتذمر عليه من
جهله في تقطيع حبات الطماطم وكم التوابل
التي يضعها دون أن يهتم بنكهة ما يضع
قولتلي هتوريني سليم النجار راجل تاني خالص في المطبخ مكنتش فاكره إنك طباخ فاشل يا حبيبي
تعالت ضحكاته وهو يستمع لنعتها له بالفشل يحشر شريحة الطماطم بفمها
حببتي مش لازم أكون ناجح في كل حاجه غير إن قولتلك هبهرك وشايف إنبهار في عينك
 

تم نسخ الرابط