لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وكرمهم النابع من أصولهم العريقة 
اخذتها الذكريات والمشاهد فالطفله التي انتشلتها من فوق الرصيف لم يكن الأمر بالصدفه بل كان من تخطيط زوجها الذي ظنته الرجل المخلص الذي كانت تتعجب من حبه الشديد لملك وإخباره لها دوما إنها أبنته ك مها وهي كانت تصرخ به تخبره أن ابنتهم الوحيده هي مها
لم تكن تشعر بتحرك ساقيها للأمام ولا بقبضتها القوية فوق كفيها إلا عندما انفتح الباب وتلاقت عيناها برسلان الذي رمقها بنظرة تعرفها تماما نظرة محذرة متربصة نحو كل شئ 

انتبهت علي ملامحه المبتسمة البشوشة وخصلاته الرطبة ثم سؤاله الذي جعلها تفيق من شرودها 
مش معقول ناهد هانم حاسه بشعور الأم وقلقانه علي بنتها وجاية تخبط علي باب الأوضة عشان تعرف سبب التأخير
ازدردت ناهد لعابها وبهتت ملامحها تخشي أن تسمع ما لم تنتظر حدوثه اقترب منها وعيناه لا تحيد عنها وقد لمع المكر في عينيه يميل نحوها هامسا
قريب ممكن تسمعي خبر يسعدك
وتبقى جدة للحفيد التالت من ملك
طالعته في تسأل بعدما دفع مقعدها قليلا حتي تنتبه علي تلك التي اقتربت منهما بملامح غاضبة وكأنها تلقت توبيخا للتو فوقعت عيناها نحو كارمن التي أندفعت صوبها واقتربت منها
علي أخر الزمن اتطرد بسبب واحدة زيك متسواش شئ
وارتفع صوتها عاليا وسط الجميع تنظر نحوهم
بكرة تطرد كل واحد فيكم مش عجبها أصل الهانم مرات المدير
شعرت بالصدمة من تدافق العبارات فهي لم تعد تفهم شيئا ولماذا اصرفها السيد حازم عن العمل هل سليم بالفعل وراء ما حدث 
تقدم أحمس ووقف بينهم يصرفها بيده
والله مش معنى إنك اخدتي تهزئ جامد او طرد تيجي تطلعي علينا
شوفوا اللي بيتكلم واحد متعين عشان صاحب المدام
واردفت ساخرة وهي تطالع زملائها
ماهي المؤسسة بقت ماشية بالواسطه دلوقتي ومجرد عيال لسا متخرجوش بقوا وسطينا
كارمن
صاح بها حازم بعدما أستمع لحديثها الذي صدح في أرجاء المؤسسة صحيح هو ضد ما يفعله سليم خصوصا في منح زوجته فرصة تدريب وبعدها ذلك الشاب الذي تم تعينه منذ أيام
أستاذة كارمن ياريت تجمعي حاجتك في هدوء
تلاقت عينين كارمن بمديرها الذي لم يمنحها فرصة اخري بعدما اعترفت له بندمها عما فعلته من سړقة الملف وإتهام فتون بالأمر
كل واحد يرجع علي شغله إحنا في مكان محترم وخدوا بالكم المؤسسة هتفضل طول عمرها نزيهة وبتكافأ كل فرد علي قد ما بيقدم والخاېن ملهوش مكان وسطينا
تعالت ثرثرة الواقفين وصدمتهم في خېانة كارمن للمؤسسة فمديرهم بالتأكيد يشير بحديثه نحوها
شحبت ملامح كارمن وهي تستمع لحديث زملائها عنها فاسرعت في التقاط متعلقاتها وقبل أن تنصرف وقفت أمام فتون التي أصبحت الصورة واضحة لها لا تستوعب لما تحقد عليها ولم يجمعهما إلا تعامل بالعمل فقط
سليم النجار مر في حياته ستات كتير وانت واحدة من حريمه ومسير السلطان يزهق ويرمي الجارية ويدور علي غيرها
صعق أحمس مما سمعه فقد كان قربها يتحدث معها عن حقد هذه الفتاة نحوها وألا تعبأ بحديثها وجد ملامحها جامده فهتف ممتعضا
فتون مش معقول وقفتي ساكته لكلامها
عادت لعملها بعدما نفضت حديثها عنها 
هما هيفضلوا طول عمرهم شايفني مستحقش سليم فخلاص يا أحمس خليهم متمسكين بالصورة ديه
حدقها پصدمه وهو يستمع لعباراتها فحرك مقعده قرب مقعدها
لازم توقفي كل واحد
عند حده سليم النجار جوزك أنت دلوقتي
توقف عن الحديث وسرعان ما كانت تتعلق عيناه بها يسألها وهو يخشى الإجابه 
اوعي تقوليلي إنك مجرد ست في قايمة حريمة يا فتون 
دفع الباب پغضب قبل أن تغلقه بوجهه فتراجعت للخلف بسبب دفعته للباب صاړخة
أنت أتجننت
كل بالفعل قد أصابه الجنون بعدما غادرت البلد في رحلة لا يعلم إلى أين ذهبت فيها
أيوة أتجننت 
واقترب منها يلتقط ذراعها يحدقها پجنون
سافرتي ولا كأن ليكي زوج ولا خديجة هانم الجواز
بالنسبه ليها خانة زيادة وقت ما تحب تمسحها تمسحها علطول
دفعته عنها ثم تعالت ضحكاتها بصخب وهي تطالعه بنظرة فاحصة
بالظبط وهي خلاص ليلة وأنتهت ياريت نتطلق بهدوء يا أمير 
ازداد جنونه وهو يراها بهذا البرود وكأنها ليست مخطئة بحقه
مين يا خديجة
كتير أرتحت كده
جاوبته بهدوء تخفي خلفه بؤسها فحتى الرجل الذي ظنته سيقبل الأمر في صمت كان أكثر الرجال اهتماما وكأنه يختار عروسا من سنوات عمره وليست امرأة بالغة في منتصف الأربعون
كدابه
هتف بها وهو ثم قبض فوق كتفيها يخبرها ببطئ
عارفة ليه كدابه عشان الست اللي كانت زي الزهرهبتتفتح أوراقها لأول مره
سقطت دموعها رغما عنها وقد عصفت بها المشاعر وهي تتذكر تلك الليلة التي جمعتهم وقد تعانقت أرواحهم وامتزجت علي نغمات الحب
وما دام أنت شايفني كده ليه شوفتني ست 
من حقي يا خديجة اعرف مين الراجل اللي كان في حياتك ومحدش عرف عنه حاجة
عادت لقوتها وثباتها بعدما دفعت عنها المشاعر السلبية التي احاطتها
وأنا من حقي مجاوبش يا أمير وياريت ننفصل في هدوء زي ما اتجوزنا 
وهل لحديثها معنى بعد أن أصبحت بين ذراعيه يضمها له فوق الفراش ينظر لها بملامح عابثه يهمس لها بتملك 
أمير النعماني مش بيتخلي عن ممتلكاته بسهولة
ضحكت بقوة وهي تبتعد عنه فعاد وجذبها إليه
بسهولة بعرف أبيع يا ابن النعماني متنساش أنا مين
وبسهولة كان يستطيع إغراقها في متعه اللذة يخبرها إنه أيضا قادر علي إعادتها إليه للقصير والذهاب لعملها
تنهدت بضيق وهي تختار الثوب الملائم وسرعان ما كانت ترتديه وتسير عائدة بخطي محترسه نحو المكان الذي تعلم سهولة القفز منه
فقد أصبحت تحفظ كل ركنا في هذا المنزل فلم يكن لديها شئ أخر من قبل إلا هذا
قفزت من السور القصير بعض الشئ فخرجت منها آه خافته ولكن أسرعت في النهوض ونفض
بنطالها
ماشي يا كاظم يعني فاكر نفسك هتمنعني من الخروج
اكملت خطواتها نحو الشارع الرئيسي وهي تشعر بانتصارها عليه فلن تخسر العمل الذي اعادها إليه سليم النجار مجددا ولن تخسر ذاتها من أجل أن تكون برفقة رجل لا يراها إلا في صورة العشيقه لن تكون زوجة بائسه ولن تهان ثانية حتى يتم طلاقهم في يسر وتبتعد تماما عن حياته 
بدء هاتفها بالرنين فوقفت تخرجه من حقيبتها تنظر لاسمه الذي أخذ يضئ فوق شاشته قررت ألا تجيب ولكن عاد الرنين ثانية فالتقطت أنفاسها وقررت أن تجيبه بقوة وقبل أن يخرج صوتها كانت تجد الحارسين يقتربان منها وهو يهتف متوعدا عبر الهاتف 
ارجعي البيت بهدوء يا مدام واسمعي الكلام 
تراجعت الخادمة

للخلف بعدما دفعها الوافدين واندفعوا داخل المنزل 
حدقت الخادمةبالسيدة التي دلفت بجلبابها البسيط تصرخ باطفاله بأن يكفوا عن المشاغبة أي شئ ولكن الصغار منهم اندفعوا غازين المنزل سعداء بمجيئهم لشقيقتهم الكبرى
طالع الحاج عبدالحميد الخادمة الواقفة بملامحه البشوشة يعطيها البؤجة التي يحمل بها كل ما لذا وطاب حتى يشرف أبنته أمام زوجها
خدي يا بنتي شيلي عني
طالعتهم الخادمة في صدمة وصمت فمن هؤلاء الناس وقبل أن تهتف بشئ وتسألهم هل يعرفوا سيدها أم اخطأوا بالعنوان
فين فتون
بت
استمعت الخادمتان لاوامر السيدة ألفت ومازالوا يشعرون بالذهول من هوية هؤلاء الناس الجالسين بالخارج
كانوا يعلمون ان زوجة رب عملهم تعود أصولها لعائلة بسيطه حتى إنها سبق لها الزواج من قبل في سن صغير وقد تجاوزوا صدمة نشائتها وحياتها بعد فترة من دلوفها للمنزل برفقة سيدهم يعلنها لهم إنها سيدة هذا المنزل وقد أصبحوا منذ ذلك اليوم يصدقون الحكايات
ولكن عاد ذهولهم وصدمتهم مجددا بعدما عادت سيدتهم الاستقراطيه لمنزلتها في المنزل حتى لو كانت عودتها مؤقتة من أجل أن تظل جوار صغيرتها
أنتوا مالكم واقفين كده ليه مش في حاجات قولت تتنفذ عشان الضيوف
ارتبكت الخادمتان ونظروا نحو رئيستهم الأكبر سنا فطالعتهم السيده ألفت بضجر لعدم تحركهم من أمامها
اهل الهانم اوامرهم مجابه يتعاملوا بكل احترام ديه أوامر سليم بيه
حذرتهم بعينيها فاندفعت احداهن نحو الطابق العلوي لتجهيز الغرف وتركت زميلتها في ذهولها
أنت لسا واقفه يا إشراق
توترت الخادمة وهي تفرك كلتا يديها وقد أخذها الفضول لتتسأل للمرة التي لا تعد
هو الباشا قدر ازاي يناسب ناس من المستوى ده بعد ما كان متجوز شهيرة هانم 
إشراق
صړخت بها السيدة ألفت بعدما قطعت استرسالها في الحديث فاطرقت الواقفة رأسها
أسئلة كتير مش عايزه اسمعها واتعودي متسأليش كتير إحنا هنا مجرد مستخدمين بناخد مرتبنا أخر الشهر لكن حياة الباشا ملناش علاقه بيها
حركت الواقفة رأسها واسرعت في خطواتها متمته
هروح أنفذ المطلوب مني
القت شهيرة هاتفها فوق الطاولة بعدما علمت منه بوجود أهل زوجته أندفعت إلى وجهها وقد علقت عينين رفيقتها بها متسائلة
مالك يا شهيرة
طالعتها شهيرة بملامح جامده لا تصدق إنها بعدما ظنت إنه يهاتفها من أجل أن يفي بوعده لها ويأتي لتناول الغداء في النادي الرياضي معها ومع ابنتهما يخبرها أن أهل من جعلها سيدة في منزلها ومنزل ابنتها هناك في ضيافته وإذا لم ترغب في العودة فلتذهب لمنزلها لكن إذا أرادت العودة مع أبنته يجب عليها احترامهم فالحساب هذه المرة سيكون عسير بينهم إذا تعاملت بأساليبها الجديدة عليه معهم
ماشي يا سليم
أخرجت حنقها في تمتمتها ثم قضمت فوق شفتيها لعلها تطرد ذلك شعور الذي تشعر به فهناك نيران ولا تستطيع اخمادها 
شهيرة الأسيوطي تؤمر ويجب عليها الطاعه وكل هذا من أجل أن تعيد زوجها الذي ضل عن احضانها واتجه لأخرى ماكرة أظهرت له ضعفها
تاني سليم يا شهيرة أنا نفسي افهم ازاي عايشه معاه ومع مراته وقابله على نفسك الوضع ده
بلاش كلامك ده يا سوزان مش كل مرة تفضلي تسألي نفس السؤال
زفرت الجالسة أنفاسها بضيق تطالع صديقتها التي أصبحت متباعده عنها بشدة في الأوان الأخيرة
ليه بتعملي في
نفسك كده
عايزة جوزي عايزه سليم من تانيسليم من حقي وحق بنته
عمرك ما كنت ضعيفة كده يا شهيرة
تمتمت بها سوزان فاشاحت شهيرة عينيها عنها فلن تصمت صديقتها عن الحديث نحو كرامتها المهدورة منذ أن تعرفت علي سليم وتزوجوا سرا إلى أن حملت بطفلتها ورحلت من البلد حتى تستعيد قوتها ولكنها عادت لنفس النقطة امرأة عاشقة لرجل لم يراها يوما ك ست تقدري تتجوزي تاني يا شهيرة الف واحد يتمناك
امتقعت ملامح شهيرة من كلماتها فعن أي زواج أخر تتحدث عنه صديقتها فرمقتها في جمود محاوله قدر استطاعتها تلاشي حديثها في أمور خاصة التي لا تحبذ الحديث عنها
وأنا من أمتي يا سوزان سليم ابو بنت ومش معنى إني فوقت وبحاول ارجعه ليا من تاني يبقى بفكر اتجوز من تاني
راجل غيره 
استمعت سوزان لمبررها الذي لم تقتنع به بل تقنع نفسها بما تفعله بحالها وحال ابنتها مع طليقها الذي يسعى جاهدا في نجاح زيجته الأخرى و كونه أب لطفله من أمرأه اخري
سليم النجار ليس أحمق ليخسر جبهتيه وحدها صديقتها من ستخرج من معركتها خاسرة إلا إذا فاق هذا الرجل وادرك
 

تم نسخ الرابط