لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أخلص أختك منك اوعي تكون فاكر إن أنا ممكن ابص لواحده أخوها زيك فاحمد ربنا إني بتفاهم معاك
عاد الخۏف يحتل قسمات فتحي وهو يراه يميل صوبه يقبض فوق تلابيبه
حبايبي في الداخلية كتير شكلك عايز ترجع السچن تاني
فبهتت ملامح فتحي ونفض حاله من قبضته تراجع جسار للخلف يرمقه بقوة
اخلص هتاخد الفلوس وتمضي على وصل الأمانه وعدم التعرض ولاا أتصرف بمعرفتي

نخلي المبلغ الضعف يا باشا وانسى إنك شوفتني ومعنديش اخت خلاص أنا قولت للحارة إنها راحت عند ناس قرايبنا تعيش معاهم لكن بالنسبالي اختي ماټت بعد ما هربت وفضحتني قدام الراجل بتاعي
وقع له عن المبلغ الذي وجده خساره به وبشقيقته ولكنه كما وعد ملك سيصون الأمانه 
جدع يا فتحي 
بصق عبارته بازدراء واردف بنبرة جامده 
المحامي بتاعي هيمضيك على كام ورقه وهتاخد الفلوس ومشوفش وشك تاني 
وقفت جانبا تمسح حبات العرق من فوق جبينها طالعت المطعم خلفها متنهده فهي تعمل بكل جد حتى تثبت للسيد صدقي إنها تستحق إكرامه عليها حينا سمح لها بنومها في المطعم بعد مغادرة الجميع 
اخرجت هاتفها الصغير تنظر إليه ترغب في مهاتفة شخصين لا غيرهم ولكن ملك لا تريد لها الاذى من فتحي شقيقها تراجعت عن الاتصال بها من شريحتها الجديدة حتى تهدأ الأمور وينسي فتحي أمرها ولكن الشخص الأخر كانت رغبة ملحة تخترقها لتهاتفه 
تراجعت لمرات عدة ولكن في النهاية شئ دفعها للأتصال تقنع حالها إنه فعل معها الكثير وجد لها عمل لدي السيد صدقي ذلك الرجل الطيب واعطاها بعض المال لتدبر به حالها رغم إنها رفضت المال ولكنه تركه للسيد صدقي يعطيه لها 
انفتح الخط دون إجابة من صاحبه فخشيت أن لا يكون سجل رقمها بعدما أعطاها رقمه وبتعلثم تمتمت 
جسار بيه أنا بسمة
عارف في حاجة عايزاها يا بسمة
شعرت بالحرج من نبرته فابتلعت غصتها التي لا تعلم سببها
ابدا انا كنت بطمنك أني استقريت في الشغل والسيد صدقي مبسوط مني
طال صمت جسار بعدما جلس داخل سيارته أسفل البناية التي بها مكتب المأذون وقد أنهي كل شئ بينه وبين جيهان التي حصلت على المال الذي ارضاها واقنعها إنها ستكون الخاسرة إذا لم تخرج من حياته فهو لا ېخاف من شئ ولا من الخسائر
شكلك مش فاضي أنا بس
تمام يا بسمة اتمنى متقصريش رقبتي قدام السيد صدقي
حاضر
وبهمس خاڤت هتفت كلمتها انتهى الحديث وانحدرت دمعة سخية فوق خدها تخبرها إنها لا شئ في حياة أحد 
كان عنتر يهبط من سيارته أمام المطعم وقد جاء ليأخذ المال كعادته وقف مكانه يطالعها وهو يمسح فوق شاربه
البت رغم إنها مش حلوه بس جسمها كله تضاريس
بلل شفتيه بلسانه واقترب منها ولكن قبل أن يصل إليها كانت سميرة
تخرج من المطعم تحمل النفايات لتضعها في موضعها 
توقف مكانه وتراجع وعينين سميرة عليه تهتف اسمه 
عنتر 
فاقت بسمة من أفكارها والتفتت نحو الصوت فاسرعت بخطواتها نحو الداخل فرؤيتها لهم تذكرها باقذر الأشياء شناعة قد رأتها في حياتها 
تجمدت في حركتها بعدما كانت تطرق الأرض بكعب حذائها تعلقت عيناها بتلك التي تحمل بعض الأوراق ثم جلست على أحد المقاعد أمام مكتبها تنظر للأوراق بتدقيق 
اقتربت من تلك الساحة الواسعة التي تحتوي على بضعة مكاتب حتى تتأكد مما رأته عيناها
مش معقول بقى مشغلها هنا في المؤسسة 
مدام دينا مستر حازم مستني حضرتك في مكتبه
هتفت احدي الموظفات المختصين بمهام الإدارة وخدمة العملاء فتحركت دينا من أمامها نحو الطابق الذي يحتل به مكتب حازم وبعض المحامين المختصين بالقضايا الكبرى ولكنها توقفت تتسأل
مين البنت ديه 
قطبت الموظفة حاجبيها تنظر نحو ما تشير إليها
اصل بصراحه بشبه عليها 
اه قصدك فتون ديه متدربه جديده ومتوصي عليها من حازم بيه
رفعت دينا بعض الخصلات عن جبهتها تحاول سحب بعض المعلومات من الواقفة 
حازم بيه بس اللي موصي عليها 
هو ده اللي اعرفه يا فندم
تعالت السعادة فوق ملامح دينا فعلى ما يبدو أن سليم بدء يراها دون مستوى هكذا كانت تفسر دينا لحالها 
غادرت دينا المؤسسة بعدما انهت بعض الإجراءات التي وكلتها لحازم 
صعدت سيارتها ترتب خصلاتها وسرعان ما كانت شهيرة تخطر على بالها
نعم يا دينا ياريت تقولي اللي عايزاه عندي اجتماع مهم
ارتفعت شفتي دينا بابتسامة ماكرة تتخيل ردة فعل شهيرة حينا تعلم أن الزوجة الأخرى أصبحت تعمل في مؤسسته الخاصه بالمحاماة
مرات سليم
اغمضت شهيرة عينيها حانقة فهي لا تحب سماع تلك العبارة فاتسعت ابتسامة دينا وهي تدرك إنها أثارت غيرتها وعليائها ادعت دينا عدم قصدها متمتمه
قصدي الخدامة 
واردفت بهدوء ومكر
تصدقي يا شهيرة سليم مشغلها عنده في المؤسسة لا والكل على لسانه مرات سليم باشا حقيقي مش قادره أصدق إزاي سليم يطلع واحده زيها لفوق لا وبكره ينقلها ملكية المؤسسة
واستطردت بتعاطف مصطنع تجيدة 
فاكره لما موفقش يكتب ارض الساحل باسمك رغم إنه عارف إن الأرض كنتي ھتموتي عليها عشان المشروع اللي بدء فيه هو دلوقتي
قبضت شهيرة فوق القلم الذي انقسم لنصفين فتسارعت
أنفاسها تتسأل بملامح جامدة 
سليم عمره ما هيديها اكتر من قيمتها 
صدحت ضحكة دينا بصخب وهي تتحرك بسيارتها وترفع من صوت المسجل 
يبقى شكل الخدامه قيمتها كبيرة أوي عنده يا شهيرة حتى أكتر منك أنت 
وبهيمنة كان يجلس ويضع أمامها بنود عقدهم كانت تسمعه وهو يخبرها بكل بند ببطئ ويتابع تعبيرات ملامحها وجنات كانت بارعة في إخفاء ما يجول بداخلها
أسهر اعرف ستات غيرك أعمل أي حاجة في حياتي أنت مجرد كرسي في بيتي
انتظر ردها ولكنها ظلت صامته تسمعه فارت دماؤه وتابع حديثه پغضب يرغب بسحقها به
وقلة قليلة بس اللي هتعرف بجوازنا ما أصل أنا عارف صنفكم في كل مكان لازم التباهي بتاعكم
وازداد غضبه اكثر وهو ينتظر إجابة منها ولكنها ظلت صامته تسمعه
حقي الشرعي هاخده في الوقت اللي أنا عايزاه
ومال ناحيتها يخبرها بميوله العڼيفة بعض الشئ ارتجف قلبها لوهلة فابتسم براحه فاخيرا قد ظهر الخۏف فوق ملامحها
قصدك إيه يعني إنك ساډي
همست عبارتها بتعلثم فصدحت ضحكته عاليا
والله لو عايزه نلغي الاتفاق وتاخدي الفلوس وتمضي تنازل عن الأرض اللي هي ملكي ونداله والدي وساذجة والدك اللي أنا ماليش دخل فيها لكن من كرمي هديكي فلوس لكن نقول إيه 
وقبل أن يستطرد بحديثه 
طماعه مش كده فعلا أنا طماعه وبكره تكتشف هدفي من الطمع يا كاظم باشا
تجهمت ملامح كاظموهو يدرك مدى طمعها في ماله لټنتقم من والده ولكنها اختارت الشخص الخطأ لتتلاعب معه طالعها وهي تنهض فضاقت عيناه بوعيد
الجواز بعد يومين حضري نفسك يا عروسه 
دلفت لداخل الغرفة بتوتر تنظر حولها هنا وهناك تتواري عن الأعين حتى لا يراها أحدا
فتون كل ده بتوصلي لاوضة المكتب بتاعتي مش معقول
اغلقت الباب خلفها تزفر أنفاسها فلا احد هنا اكتشف إلى الأن إنها زوجته فهي لا تريد تلك الحماية التي ستجعل الجميع يخافها لقد اعتادت على إنها فردا عاديا يتباسط الكثير معها في الحديث دون النظر لهويتها
فتون أنت معايا
لقد طال صمتها حقا وهو بدء يتسأل دارت بعينيها في المكان
اصل الأوضة كبيرة اوي وجميلة
ابتسم رغما عنه وهو ينقل الهاتف لأذنه الأخري
طيب يا سرحانه في جمال الأوضة نبدء ندور على الكتاب عشان هيفيدك يا فتون في مذاكرتك
لمعت عيناها بالسعادة وهي تستمع لعبارته وهتفت بحماس لا تعرف كيف ومتى أصبح من سماتها
هبدء اه أول ما تقفل 
ومين قالك إني هقفل الخط ولما اقفل الخط مين هيدلك على مكانه
حكت رأسها بطفولة تخبره وهي
تطالع المكان حولها 
عندك حق 
وتسألت وهي تبحث بين الأرفف 
هو عمك كان محامي كبير أوي 
ضحك وهو يستمع إليها 
اسألتك بقت كتيره وده مش من طبعك يا فتون
اسفه 
تمتمتها بخجل فتنهد وهو يستمع لنبرتها 
عايز فتون اللي بتكلمني كده وبتسأل مش في التليفون لا عايزاها وهي في حضڼي 
ثم اردف بمكر ووقاحة تليق به 
عشان أخد المقابل يا حببتي 
وبعبارات صريحة كان يخبرها بالمكان الذي يجب أن تسأله فيه شهقة خجلة خرجت من بين
شفتيها 
سليم 
خلاص سليم سكت يلا ابدأي دوري على الكتاب عشان تاخديه معاكي البيت وتذاكريه كويس عشان في اختبار مني ليكي
عادت للبحث عن الكتاب وهي تستمع إليه يسألها عن يومها وكيف يعاملها حازم والبعض هنا واه لو علم إنها جعلت حازم لا يخبر الجميع إنها زوجته فقلة قليلة من أهتمت بزيجته الجديدة بل الكثير رأي أن الزيجة الجديدة لن تطيل وسيعود لأم أبنته
لقيته يا سليم
هتفت عبارتها بعدما ضجرت من البحث عن الكتاب لتفتح أول صفحاته وتنظر فيها لم تشعر بتلك التي وقفت أمام الغرفة

بعد أن فتحتها ببطئ ووقفت تطالعها بملامح جامده
انغلق الباب ببطء كما فتح فتغمض عينيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها ألم طفيف كانت تشعر به بل ليس طفيف إنه ألم يجعلها لأول مرة تريد الصړاخ بكل قوتها وسؤال واحد كان يخترق فؤادها
لماذا لم تكن علاقتهما هكذا
وسؤال جديد أقتحم عقلها دون رحمة
هل كانت فقط زوجة للفراش في البداية ام زواجهم المعلن كان من أجل ابنتهما
نيران وغيرة وڠضب ومشاعر لا تعرف مهيتها إنه يتحدث معها دون ملل يعطيها من وقته وهو الذي كان دوما يخبرها أن وقتهم ثمين وهي كانت تقتنع فعالمهم يحتاجهم جائعين دون شبع فلو شبعوا وتهاونوا ستضيع سلطتهم وهم في حرب المال والأعمال 
ودمعة خائڼة انسابت من عينيها لعلها تريحها وتطفئ تلك النيران المشټعلة داخلها ولكن شهيرة امرأة قوية والنساء كحالها لا يبكون بل يصبحون أكثر صلابة 
القت نظرة أخيرة نحو الغرفة وقد ازدادت عيناها قتامة سارت راحلة وهي تزفر أنفاسها بهدوء لعلها تعود لتوازنها ولكنها سكنت في مكانها تستمع لصوت حازم
شهيرة 
اغمضت عينيها وزفرت أنفاسها ثم التفتت إليه ببطء وعلى وجهها ابتسامة هادئه
مش معقول كنت جاية لسليم هنا 
ومازحها بلطف 
أكيد جيالي أنا طبعا
ضحكت مرغمة ثم رفعت يدها نحو خصلاتها تصففهم باصابعها 
لا أنا عارفه إن سليم مسافر أنت عارف علاقتي بسليم مش بيغيرها حاجة
فهم حازم مقصدها وهو مقتنع به صديقه سيفيق من غفوته ويدرك خطأه في زيجته الأخيرة وهتف متسائلا عن معرفتها بعدما القى بنظرة خاطفة حوله
فتون بتشتغل هنا!
تظاهرت شهيرة بعدم اهتمامها للأمر ثم أعادت يدها نحو خصلاتها المنسدلة على كتفيها
ما انا قولتلك سليم معرفني حاجات كتير عن حياته الجديدة
اعتلت الدهشة ملامح حازم فعلى ما يبدو أن صديقه يرتب للعودة لشهيرة ثانية ولكن لماذا أصبحت فتون هنا بل ويهتم بمستقبلها لأول مرة كان حازم يشعر بالتشوش 
أدركت شهيرة أن وقفتها قد طالت ويجب عليها المغادرة قبل أن يسألها حازم عن السبب الذي أتى بها لهنا وكأنه كان يقرء أفكارها فتسأل بعدما طرد أفكاره عن حياة صديقه
مدام مش جايه عشان سليم يبقى اكيد في استشارة قانونية محتاجاها يا شهيره
ابتسمت بتوتر بعدما حاصرها بسؤاله بحثت عن شئ تخبره به فهتفت تؤكد حديثه 
أكيد طبعا محتاجه استشارة قانونيه منك
 

تم نسخ الرابط