لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


تخليني اشوف بنتي مش كده 
والجواب كان واضح على ملامح خديجةالتي أخذت ټلعن حامد وتهتف بمقت
سيبت كل الناس وملقتش غير شهيرة تتجوزها في السر وتخلف منها اه خليت حامد يتحكم فينا
واردفت دون رغبه في حدوث تلك الزيجة ولكن وجود طفله بين العائلتين يحتم ذلك الأمر 
مقدمكش غير تتفق انت وشهيرة وتتجوزوا لكن المرادي في العلن عشان بنتكم

زواج!!! إنه كان يريدها هي وحدها ليعوضها عن ما اقترفه بحقها ويظل بطلها المغوار كما كانت تراه ويربي معها إبنته ولكن الواقع كان غير ذلك 
وها هو يعود للحاضر وشهيرة تدلف إلى مكتبه بغلالتها الحريرية القصيرة تقترب منه بخطوات هادئة 
مستنياك في أوضتنا بقالي كتير من ساعه ما وصلت
طالعها بعينيه والتقط ذلك الملف الذي اراده أن يكون حجة 
عندي شغل يا شهيرةف اطلعي نامي انتي 
تمايلت نحوه بعدما اخذت تمسد كتفيه 
بكره بليل مسافره الغردقه عشان أمضي عقود الصفقة الجديدة 
وهمست إليه ببضعة كلمات راغبه لم يعد ذلك الرجل الذي يريد متعته لا أكثر حتى علاقته بشهيرة هي تفهم تماما أن زواجه منها مجددا لم يكن إلا من أجل أبنتهما 
ابتعدت عنه بعدما لم تجد أي إستجابة منه تعزز أنوثتها
سليم أنت بقالك كتير مقربتليش مبقتش أعجبك يا سليم مش كدهبقيت محتاج واحده غيري أصغر واحلى 
امتقع وجه من تلك العبارة الدرامية التي أصبحت معتادة عليها مؤخرا
بلاش الدراما اللي بتسمعيها من دينا مرات حامد أخوكي يا شهيره سليم النجار بتاع زمان انتهى ومبقاش في حياته غير بنته وشغله 
وأنا يا سليم امتى
هكون حاجه في حياتككل الحب اللي حبتهولك برضوه لسا شايفني مجرد ست كانت من ضمن الستات اللي اتجوزتهم مش اكتر ولا أقل 
أنتي ام بنتي يا شهيره صورتك زي ما هي ست بقدرها وبحترمها لكن الحب مقدرش اكدب فيه 
اغمضت عينيها تخفي ذلك الشعور الذي يطعن أنوثتها ولكن سرعان ما تلاشته فما الجديد في علاقتهما منذ أن تزوجها ثانية من أجل أبنتهما 
عجبك لون شعري الجديدحاولت اكون في صوره مختلفه 
ومالت نحوه ثانية 
الدكتور قالي فاضلي فرصه أخيره قبل ما اوصل لمنتصف الأربعين والموضوع يكون صعب عايزة طفل منك تاني
يا سليم 
استيقظ على صغيرته التي استيقظت بسعاده ونشاط اليوم في أحضان والدها 
بابي أصح بقى كفايه نوم 
تمطأ برفق على فراش صغيرته يفتح عينيه بصعوبه ينظر نحو ساعة معصمه فلم يغفو إلا ساعتين تقريبا بعدما قضى ليلته بالخارج بعد إنتهاء حديثه مع شهيرة في أمر إنجاب طفلا أخريعلم إنه كان قاسې معها حينا رفض ولكن شهيرة لا تصلح أن تكون أم كان يتمنى ان يجد فيها صوره أخرى غير صورة والدته ولكن للأسف شهيرة كل يوم تثبت إليه إنها نفس الصوره
ديدا شربت اللبن النهاردة وهتكبر صح يا بابي 
الصغيره تخلق حديث معهاهو عالمها وهي عالمه فعبست بملامحها وتذمرت وابتعدت عنه تمسح وجنتيها 
بتمسحي بوستي يا ديدا هانم أنتي مش عارفه تكوني ام لطفله واحده يا شهيره هتعرفي تكوني أم لطفلين بنتك طول اليوم مع الخدم قوليلي تعرفي بقت تحب أيه وتكره ايهفكريني اخر مره اشتريتي ليها فستان جديد أو اخدتيها في حضنك و نامت 
تلاقت عيناهم فانسحبت على الفور من أمامهتمنى أن تأتي إليه تخبره إنها ستحاول أن تكون أم ستعطي حياتهم وقت كما تعطي لأعمالها ومنافستها القويه لشقيقها ولكن ثيابها العملية أخبرته بوجهتهاالعمل في المقام الأول
تعلقت عينيها به پصدمه 
أنت قصدك أيه بكلامك ده يا جسارإن أنا السبب في ضياع الصفقتين من ايدينا 
اشاح عينيه بعيدا عنها يلتقط سېجارة ويدسها بين شفتيه حانقا من نظرتها للأمر كأتهام 
ملك أنا مش بتهمك وانتي عارفه كده كويسأنا بفكر معاكيمحدش بيطلع على أوراق الصفقه غيري وغيرك والمستشار القانوني استاذ عبدالرحيم وإحنا عارفينه كويس من أيام والدي الله يرحمهاكيد في حد بيسرب المعلومات من عندك 
تجهم وجهها تنظر نحوه وقد احتلت الصدمه كيانها 
بتلف وتدور وتتهمني يا جسار مهما حاولت تغير في الكلاممافيش تفسير غير إن الخيانه من عندي أنا 
القى عقب سيجارته أرضا يضغط عليه بحذاءه ويلتقط أخرى يشعلها بقداحته التي أخذت تعانده 
يييه يا ملك أنتي بقيتي حقيقي صعبه كل حاجه بتفسريها غلطمش معقول كده أنا غلطان أني بتكلم معاكي واناقشك
انسابت دموعها تنظر نحوه وهو يغادر مكتبه فما الذي تغير بينهملقد وعدها سيكون أوفى رجل بحياتها سيكون عائلتها وعكازها كما كانت هي يوما 
ازدادت دموعها إنهمارا على خديها وهي تتذكر كيف مضت السنوات التي جمعتهم اكثر من ثلاث أعوام كل منهم واجه خوفه كل منهم رفض الأخر ثم تقبلههو عاد له بصره وهي عادت لها حياتها 
أرجوك يا جسار متتغيرش زيهم 
طالع الملف الذي أمامه كل شئ أراد أن يعرفه عنها أصبح بين يديه تلك الفتاة التي انتشلتها من على الطريق منذ تلك الليلة عندما صډمتها بسيارتها مقر سكن والديها الأن ومكان إقامتها مع تلك الفتاه التي أصبحت تعمل الأن في شركته المطعم المستأجر من أملاكهإلتحاقها بكلية الحقوق 
وزفر أنفاسه متنهدا وصورتها تعود لټقتحم عقله اشتاق إليها اشتاق لصغيرته المبهورة به كبطل جميل اشتاق لنظرة عينيها اشتاق لأشياء لم يكن يظن إنه سيشتاق لها 
ظن إنها نزوة ومجرد شهوة تقوده ولكن رغم مرور الوقت إلا إنه مازال يشعر بنفس ذلك الإحساس الذي كان يشعره معها شعور لا يعرف له وصف 
صدح رنين هاتفه فانتشله من حالته تلكنظر نحو رقم المتصل ساخرا فأخيرا تذكرته خديجة بعد يومين 
اسفه يا سليم المشروع الجديد واخد كل وقتي
وابتلعت باقية حديثها تستمع لسؤاله 
أنتي اللي منعتي أي معلومه توصلي عنها مش كده يا خديجة 
صمتت دون أن تعطيه إجابة واغمضت عينيها تستمع إلى صراخه وإتهامه تشير لمديرة مكتبها بالإنصراف وټلعن حظها إنها من جعلته يذهب للجمعيه لتكريم السيدات اللاتي ساعدتهم الجمعية ونجحوا في تخطوا ازماتهم
كنتي عارفه مكانها مش كده يا خديجة كنتي بتمنعي أي معلومه اعرف اوصلها بيها خليتي أهلها يسيبوا بلادهم وكل ده ليه ردي عليا
خرج صوتها أخيرا بعدما إستعادة رابطة جأشها تزفر أنفاسها متمهله
عشانها يا سليم عملت كده عشانها شوف دلوقتي فتون بقت إيه
وهل بقيت فتون كما هي واردفت حديثها
وهل أخطأت في شئ خديجة الحقيقه تظهر مع الزمن وهذا ما علمه حسن اضله وهو اضاعها
شكلي هبدء احاول أصدق إنك فعلا حبيتها يا سليم لكن اوعي تنسى في شهيرة وفي بنتك!! 
ابتسم بمهنية يطالع المړيض الراقد على فراش المشفى 
لا النهاردة أنت تمام خالص واقدر ابلغك إنك خلاص تقدر ترجع مصر 
تهللت اسارير الرجل كما كان حال زوجته التي ترافقه 
بجد يا دكتور 
انبسطت ملامح رسلان أكثر فهو مع تلك العائلة عادت له مشاعر كادت أن تضحمل 
بجد يا مداماهم حاجه بلاش تزعليه
قبضت المرأة على كف زوجه بقوة
عمري ما اقدر ازعله ده شريك عمري وابو ولادي 
قلبه خفق وهو يري كيف أضاءت عينين
الرجل بحديث زوجته تعالا رنين هاتف الزوجة فانسحبت معتذره تخبره أن أحد ابناءهم يتصل 
رمق الرجل زوجته وعاد يسترخي بجسده على الفراش مبتسما
لو تعرف يا دكتور حكايتنا هتستعجب 
أراد الرجل الحديث خاصة وهو يري شخصا من موطنه و طبيبه الخلوق الماهر كما أخبرته زوجته 
أنا ونهال ولاد خالهحبتها من وإحنا أطفال صغيرينلكن للأسف أخويا حبها وكان لازم اضحياخويا الصغير اللي مربيه كبر وحب وعايز يتجوزكان اسعد يوم في حياتي وهو بيقولي عايز اتجوز ولقيت شريكة حياتي 
واغمض عينيه والزمن يعود به لذلك اليوم 
فرحتي ضاعت وبقي أتعس يوم في حياتي لما قالي مين هي اللي عايزني اخطبهاله سافرت بعيد وحاولت اكمل حياتي لكن مقدرتش اتجوزت وطلقت بقيت اشتغل زي الآله 
تعلقت عينين رسلان به بعدما قبض فوق التقرير الطبي الذي مازال يمسكه بين يديه يتذكر حكايتهصمت الرجل ولكن قلب رسلان لم يصمت القلب يريد أن يعرف كيف اصبحوا الآن معا 
عايز تعرف ازاي بقينا لبعضالقدر يا دكتورمحدش بيحارب المكتوبنصيبنا نفترق في البدايةهي تتجوز وأنا اتجوزهي كانت نعمة الزوجه لأخويا رغم إنها محبتهوش واتقبلت طريقها معاه وأنا كملت حياتي ووصلت لطموحي
وبعدين 
ابتسم الرجل وهو يرى تفاعل رسلان معه وكيف نسي نفسه في غرفة مريضه 
أخويا ماټحصلتله حاډثه اوعي تفتكر أني سعيت عشان أتجوزها بالعكس أنا مقدرتش أفكر فيها تاني ك ست عايز امتلكها بعد ما اتجوزت أخويا لكن كل حاجه كانت مترتبه تدبير ربك نهال صغيره واترملت ولسا
شابه وكانت حامل ف ابن اخويااخواتها بعد ما ولدت وعدت سنه حاولوا يجوزوها وراجل كل يوم بيتقدم لحد ما واحد من أخواتها قالي بطريقه تهكمية ما تتجوزها انت وتربى ابن أخوك واه من لحمك و دمك بدل ما أنت معترض أوي على جواز حد من رجالة العيله منها ولا ستات بره بقوا عجبينك 
ولمعت عينيه وهو يتذكر تلك اللحظه التي أصبحت فيها زوجته 
بقالنا عشرين سنه متجوزينوبقي عندنا 4 ولادك تلت ولاد وبنت 
ربيت ابن
اخوك 
اعتدل الرجل في رقدته مبتسم بفخر
حضرت الظابط عمر ده ابني البكريوسند اخواته وأمه من بعد ربنا وبعدي 
وانقطع الحديث مع دلوف إحدى الممرضات تخبره

بضروره وجوده في مكتبه 
عاد لمتابعة مرضاه وها هو اليوم ينقضي وحديث الرجل عالق في أذنيه وسؤال واحد كان يسأله لنفسه اليوم 
أنت بتعاند مين يا رسلان 
قطع أفكاره رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل متعجبا فوالده لا يتصل به إلا إذا كان هناك أمرا متعجلا 
لازم تنزل مصر بسرعهابنك تعبان يا حضرت الجراح العظيمابنك محتاج عمليه قلب مفتوح 
منذ أسبوع يأتي لهنايأتي ليطالعها في مطعمها الصغير من خلف زجاج سيارتهيطالع إحباطها ويأسها من قلة الزبائن ومحاولتها هي وصديقتها في أن تجعل وجهت المطعم جذب للزبائن 
أراد الخروج من سيارته ولكن كلما تحركت يده نحو الباب تراجع وتمالك مشاعره فتون لن تتقبله في عالمها بتلك السهوله عليه أن يخطط ويفكر كيف يعيدها لحياته ثانية 
تعالا رنين هاتفه فهتف بالمتصل متسائلا 
عملت اللي قولتلك عليه 
ايوه يا فندمكل مدراء فروعنا وحفلاتنا هيتم التعاقد مع المطعمغير معارفنا يا فندم 
والنتيجة التي أخبره بها رجله كان يراها بعينيه من بعيدصديقتها ټحتضنها بسعاده وهي تهلل بيديها 
اتسعت ابتسامته وخفق قلبه يتمتم لحاله دون وعي 
المرادي هتدخلي عالم سليم النجار مراته مش خدامه يا فتون
الفصل الثامن والعشرون 
بقلم سهام صادق
مسح حبات العرق من فوق جبينه بعد ان ازال قفازه الطبي وعقم يديه إسترد أنفاسه اخيرا وقد عاد يشعر بخافقه ينبض من جديد
يا له من شعور قوي على قلبه وطفله كان منذ ساعات يتمدد أمامه في غرفة العمليات
خرج من الغرفه ينظر إلى والدته التي سرعان ما التقت عينيها به وهرولت إليه تضم جسدها نحوه ودموعها ټغرق خديها
ضمھا نحوه بعدما تلاشت كل المشاعر الحاقده داخل قلبهنعم كان حاقد على عائلته على نفسه على كل شئ جعله كاللعبه
احب أمرأة ضعيفة تركته دون أن تهرول إليه تطلب منه أن يكون موطنها لقد
 

تم نسخ الرابط