لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
أن الزوجة الأخري لا تناسبه أو بدأت تظهر ذلاتها إليه كأغلب النساء وعلم أن كفته الرابحه مع ام أبنته وحدها
علق عقلها في حياة صديقتها تشعر وكأنها تعيش دراما جديده عليها خاصه أن المرأة التي وضعت علي الهامش اكثر النساء عزة وثراء وقوة
سوزان أنا هقضي اليوم عندك أنا وديدا ماليش مزاج اروح عند حامد
اكيد هكون مبسوطه يا شهيرة و مروان هيكون مبسوط اوي كمان بخديجه
واتجهت بنظراتها نحو صغيرها الذي اندمج باللعب مع ابنه صديقتها الجميلة الناعمة
تعالت ضحكات شهيرة وقد تغير مزاجها وهي تنظر نحو صغيرتها التي تجذب أعين الجميع نحوها
اه لو سليم سمعك دلوقتى
ثم اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر أفعال زوجها الچنونية وغضبه حينا يري صغيرته قريبه من اي ذكر صغير أو حينا يتسأل أحدا ماذا سوف يفعل عندما تكبر صغيرته ويتوافد الطالبين عليها
فتعلقت عينين سوزان بها تخبرها دون توقع ردة فعلها الغاضبه من حديثها
هما كلهم كده مع أول طفل خصوصا لو كانت بنت
ثم تابعت ضاحكة
بعد كده الاهتمام بيتوزع علي الباقين وتقدري تقولي بيكونوا خلاص جربوا الأبوة
تجهمت ملامح شهيره وقد احتقنت فهي حتى لو عادت إليه لن تنجب ثانية ولن تقبل أن يكون لابنتها أخوة من تلك الخادمة ومن حسن حظها أن لديها مشاكل بالأنجاب
قررت سوزان ابتلاع باقي عباراتها ولكن خاڼها لسانها في زلة منها دون قصد
ليه هو مش ناوي يخلف من مراته الجديدة
وقد ضغطت فوق النقطه التي لا تتحملها شهيرة وخاصه إنها حاولت أن تنجب منه ثانيه قبل طلاقهم ولكنها فشلت بسبب تقدم سنوات عمرها وقد اقتربت من تخطي الخامسه والأربعون
وها هو الحظ حليفها وقد اصبح لديها مقدره لتثبت لصديقاتها في الوسط أن الزوجة الأخرى مجرد زيجة مؤقته لا أكثر
احتقنت ملامحه وهو يراها تلتف نحو ذلك الذي يجب عليه تحمله لأنه من أفراد العائلة ومن غيره الصديق العزيز أحمس
دلفت لداخل السيارة مبتسمه تنظر إليه متسائلة وقد أصابها بعض الحماس بسبب ما هاتفها من أجله واخبرها إنه أتي إليها ليصطحبها
إيه هي المفاجأة يا سليم
خرج وراك ليه
قطبت حاجبيها دون فهم لما يتسأل عنه ولكن سرعان ما كانت تفهم سؤاله خاصه بعدما رمقها بضيق
أنت تقصد أحمس كان عايز يديني كشكول المحاضرات
أستمع إليها وهي تفسر له الأمر ببساطة فظلت عيناه نحو الطريق دون أن يجيب بشئ وبعدما انتهت من تفسير سبب اعطاءها لكشكوله الذي يلخص فيه هذه المادة تمتم متهكما
طبعا الأستاذ نسي يدهولك ومفتكرش غير وأنا مستنيك برة
ارتفع حاجبها في دهشة تخبره دون تصديق عما وصل إليه عقله
أحمس يعمل كده لا أنت ظالم احمس يا سليم
وقد بدأت جلسة الدفاع عن جدعنة وطيبة أحمس وكيف هو يقف في ضهرها بل ويتحدث عنه دائما بفخر متمنيا أن يصبح يوما مثله
رمقها بعدما أنتهت من جلستها الدفاعية متسائلا ببعض الضيق
وتفتكري أنا برضوه بعد كلامك عنه هستلطفه
امتعضت ملامحها وزفرت أنفاسها بضيق
ما أنا مش قادرة اقتنع إنك ممكن تغير من أحمس يا سليم غير إني اكبر من أحمس بسنه ونص
قبض فوق عجلة القيادة بضيق من عبارتها
ومغيرش ليه يا هانم ولا أنا مش راجل ومش كل ما اتكلم تقوليلي انا اكبر منه وهو اخويا الصغير ما أنا أعجبت بشهيره واتجوزتها وهي اكبر مني بعشر سنين
ثم اردف ساخرا من نظريتها
مش سنه ونص واخويا الصغير
ألجمها حديثه ولم تكن تتوقع أن الحديث سيأخذهم لتلك النقطه طالعت ملامحه المتجهمه بعض الشئ
تحاول أن تخذه لحديث أخر
لكن برضوه مقولتليش إيه هي المفاجأة
رمقها بإحدى عينيه وهو يراها تغير محور حديثهم
أهلك في البيت
اتسعت عيناها ذهولا وسرعان ما كانت ترتسم السعاده فوق ملامحها
أزاي ومحدش قالي ليه فيهم ده أنا كلمتهم أمبارح بليل
ابتسم إليها وهو يري سعادتها
حبوا يعملوها مفاجأه لينا
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ فاخيرا أتوا أهلها إليها أتوا بعدما ظنت أنهم تناسوها كما من قبل في زيجتها السابقة هي لا تلومهم ف والديها يعيشون كما عاش أهلهم لا اهتمام بالفتيات خاصة بعد زواجها وتحمل رجلا اخر عبئها فتعيش راضيه صامته وقد انتهت مهمتهم معها
أنت اللي طلبت منهم يجيوا عشان منسافرش زيارة
هتفت بها وقد تلاشت سعادتها عندما ظنت إنه فعل ذلك حتى لا يذهب بها لأهلها
وقفت السيارة أخيرا داخل حديقه المنزل فنظر إليها يمنحها الجواب بوجوم
اهلك جاين زيارة ليكي من نفسهم يا فتون مش زي ما عقلك وصلك
وقبل أن يترجل من سيارته قبضت فوق ذراعه
سليم
ولكنه دفع يدها عنه برفق منهيا اي حديث
اهلك مستنيك من ساعه نأجل أي كلام بعدين
داعب النسيم خديها فاستندت إلى الشرفة حتى تتمكن من رؤية تفاصيل المكان عن قرب
فندق علي التلال في أسوان نحو اطلاله ساحرة على نهر النيل و رغم إنها أتت أسوان من قبل لكن لأول مرة تنبهر بمكان كهذا لقد خطڤ المكان فؤادها منذ اول وهلة ببساطة تصميمه وحسن الضيافة
اغمضت
عينيها وهي تشعر بتطويقه ثم دفنه لرأسه في تجويف عنقها
مش قولتلك متبعديش عن حضڼي
داعب صوته جميع حواسها فالټفت إليه تنظر لعينيه
أنت مش ملاحظ إن بقالي يومين في حضنك واخرى اشوف المكان من هناوعودك طلعت كدابة يا دكتور
انفرجت شفتيه في ضحكة رجولية جذابه يجذبها نحو الداخل
بعوض السنينومتحلميش أني اخرجك من حضڼي بسهوله
التمعت عيناها وهي تسمعه وفي ظل حديثه المفعم بالمشاعر كان يغزوا حصونها بمهارة ابتعد
عنها اخيرا ينظر نحو ملامحها المسترخية منتشيا بسعادة
ده أنا هفضل طول عمري أشكر ميادة
طالعت ناهد صغار أبنتها في غرفتهم بمنزل شقيقتها وقد أصر رسلان علي بقائهم في منزل عائلته ليكون اكثر أطمئنانا فلا وضع شقيقته يسمح لرعاية صغيريه ولا وجودهم بالقرب من ناهد يطمئنه ولولا القرابة والدم ومرضها لكان اعادها للمصحة النفسيه مجددا
هيرميكم زي ما أنا حاولت احطها في ملجأ زمان هتخلف
ليه ولاد يحبهم لأنهم منها وهيرميكم عشان انتوا ولاد مها
ونظرت حولها تبحث عن طيف ابنتها الحبيبه ولكنه كالعادة لا تجد شئ فهي حتى هذا اليوم لا تصدق أن المۏت أخذ ابنتها منها
اقترب منها احد الصغار متمتما
بابا ماما
ثم سرعان ما هتف الصغير باسم ملك وكأنه يؤكد عليها أن ملك هي من يدعوها بهذا اللقب
ملك مش ماما ملك مش ماما
بكى الصغير بعدما صړخت به پجنون يصيبها حينا يهتف احدهم باسم ملك ويكونوا بعيدا عن الأعين شاركه الأخر في البكاء ف اندفعت كاميليا لداخل الغرفة بعدما استمعت لبكاء أحفادها ترمق شقيقتها وهي تضمهم إليها دون حديث
مالهم يا ناهد
وناهد كالعاده صامته وإذا تحدثت تهتف ببضعة كلمات متقطعة لا أكثر
دلفت المربية للغرفة فرمقتها كاميليا صاړخه بها
مش منبها عليكي كذا مره متسبيش الولاد لوحدهم
اطرقت المربية رأسها تنظر نحو طبق الفاكهة المهروس الذي اعدته للصغار
كنت بحضر ليهم طبق الفاكهة زي ما ملك هانم موصية
انشغلت كاميليا في إسكات الصغار بعدما صبت ڠضبها فوق الخادمة ولكنهم لم يكفوا عن الصړاخ حتى ميادة خرجت من عزلتها وحاولت اسكاتهم ولكن ظل الصغار يبكون لا يهتفون إلا باسم ملك
خلاص خلينا نكلم اخوك
وميادة لا تتحدث مع والدتها إلا بتحريك رأسها فضاقت عينين كاميليا بضيق وقد ازداد حنقها
أنا نفسي افهم مين يعاقب مين مش كفايه جوازك اللي كان في السر ولولا مۏته كنا اتفضحنا وسط الناس
ارتخت ذراعي مياده عن الصغار وانسحبت نحو غرفتها لتنظر كاميليا نحو أحفادها وتحمل هاتفها حتى تهاتف ابنها لعله يستطيع إسكات صغاره حينا يستمعون لصوته
دفعته عنها هاربه من أسر ذراعيه تخاطبه بعدما اغلقت باب المرحاض خلفها
ولا دقيقه تانيه في الأوضة
فتعالت ضحكات رسلان وهو يلتقط المنشفة الصغيره التي كان يجفف بها خصلات شعره وقد القاها جانبا بعدما أذابته هيئتها فوق الفراش فظمأه منها لا يرتوي ولم يعد يريد إلا أن يتأكد أنها بالفعل أصبحت له وجولات حبهم لم تكن حلما يعيشه في خياله كما كان يفعل من قبل
ماشي يا ملك بس اتأكدي انك الخسرانه وصهيب باشا هيجي متأخر هو واخواته بسببك
عانقت عبارته روحها المشتاقة لتلك اللحظه التي ستضم فيها أحشائها طفلا فاستندت بظهرها فوق باب المرحاض المغلق واغمضت عيناها تهتف بذلك الاسم الذي اختاره بتلذذ
صهيب
فاقت من شعورها وتلك النقطه التي أصبحت تستحوذ عليها تستمع لصوته مع والدته فاسرعت في نيل حمامها حتى تتمكن
من لحاق المكالمه والاطمئنان علي الصغار
مبسوط يا حبيبي كل حاجة تمام
تناست كاميليا كل شئ حولها وهي تري معالم السعادة مرتسمه فوق ملامح ابنها
الجواب باين يا كاميليا هانم
هتف عبارته مازحا فاتسعت ابتسامتها
والعنوان بيقول كنت غرقان في العسل يا دكتور
تعالت ضحكاته بقوة وقد ضحك الصغار علي سماع صوت ضحكات والدهما وقد وضعتهم جدتهم قربها
حبايب بابا بيضحكوا ومبسوطين اومال ليه تيته بتقول انكم تعبينها وبتعيطوا
رفعوا الصغار يديهم نحو الشاشه لعلهم يستطيعون الوصول لوالدهما
باباملك
قولوا كده عايزين ماما
كانت ناهد تجلس علي بعدا من شقيقتها تستمع للحديث الدائر الذي استمر لدقائق طويله جعلتها تتأكد أن ابنتها أصبحت تحت التراب وقد ضاع ذكراها
ملك حببتي
وملك تقترب منه بعدما خرجت من المرحاض وارتدت ثيابها بعجالة تحادث الصغار بحب
اندمجت كاميليا في الحديث معهم ولم تنتبه علي تلك النظرات التي كانت ترمقها بها ناهد حتى اقترابها منها و وقوفها خلفها وقد علقت عيناها بعينين رسلان
وها هي الحقيقة تضربها مرة أخرى لقد تمت العلاقه بينهم وقد حدث ما اخبرتها به العرافة منذ سنوات
اتسعت حدقتيها ذهولا بعد فتحت باب المنزل وعلقت عيناها بعينين الواقف أمامها تهتف اسمه بصعوبة وقد عادت بشاعة تلك الليلة لذهنها
عنتر
رمق عنتر ثوب العمل الذي ترتديه ثم تعمق بالنظر إليها من رأسها لأخمص قدميها واقترب منها خطوة بعدما تراجعت بخطواتها للداخل
ده أنا قولت ڠرقانه في العسل مع الباشا الاقيه مشغلك خدامه عنده في البيت
الفصل الخامس والأربعون
بقلم سهام صادق
لا تعرف كيف
متابعة القراءة