لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
لم ينتظر جوابها فرغما عنه وجد أحدهم يتقدم منه فذهب لتحيته بنفسه
تعلقت عيناها به للحظات وسرعان ما كانت تتذكر أمر هاتفها ف السيدة ألفت أخبرتها إذا حدث شئ هام ستهاتفها هى أولا قبل أن يصل الأمر لسليم إنها في حالة من النسيان باتت مؤخرا تلازمها
أسرعت في إخراج هاتفها لتجد مكالمتين من السيدة ألفت وبالطبع لم تسمع رنين الهاتف لشدة الصخب حولها
فتون هنعمل إيه في حجز الجناح كل حاجه عملناها في الخطه باظت وبسببي
حدقها كاظم بنظرة خاطفة ارعبتها جعلتها تسرع في كتم فمها يحرك رأسه يائسا منها
استدارت جنات برأسها نصف استداره ترمقه بنظرة خاطفة وقد رحبت بالفكره ولكن نظراته الجامدة نحو الطريق جعلتها تزفر أنفاسها لا تعرف اتلوم حالها أم تلومه
انسي الموضوع يا فتون ياريت بس تتصلي بمدام ألفت تطمني على الوضع لأن أمير تليفونه مغلق
توقف كاظم بالسيارة دون أن تنتبه أن السيارة عبرت من البوابه بعد أن تعالا بوقها فعقلها كان شرد في دائرة واحدة تدور بها مع هذا الرجل ولكنها هي من اختارت هذا الطريق
اختارت رجل صعب الطباع رجل لا يعرف أن يجمل حديثه يحاول أن يظهر لها قسوته ولكن عيناه تفضحه ولن تكون كاذبة كاظم صار رجل أخر معها يتحمل نوبات چنونها في صبر تتسأل من أين له به وهى من تعرفه
يعني لو سرحانه في نتيجة خطتك فاحب ابشرك الموضوع اتعقد اكتر
تجعدت ملامحها في حيرة فعن ماذا يتحدث وعن أي نتيجة يخبرها بها
استمرت في تحديقها به هى كانت منذ لحظات في حرب مع مشاعرها نحوه
كاظم أنا
ابتلعت لعابها تراه قد اشاح وجهه عنها بنفذ صبر وقد تعالا رنين هاتفه تتذكر تلك المكالمة التي أتته بعدما غادروا الفندق المقام به الحفل وظل لدقائق يتحدث بملامح غاضبه وهى جلست تطالعه من نافذة السيارة
ترجلت من السيارة بعدما شعرت بفروغ صبره تتعلق عيناها بسيارته وهى تعبر البوابه ثم انغلقت بعدما غادر
زفرت السيدة ألفت أنفاسها بثقل من هذا اليوم الثقيل الذي مر عليها تجلس فوق أحد المقعد بالمطبخ
كانت مڼهارة جامد بعد ما مشي لولا خۏفها على الجنين بعد ما الدكتور قالها إن ارتفاع ضغط الډم غلط كان الموضوع بقى صعب وفقدت
الطفل هى نبهت عليا انبه على الخدم وحارس الأمن إن محدش يتكلم ويقول حاجه لسليم بيه حتى زيارة حامد بيه أخو شهيرة هانم
متعرفيش ليه الراجل ده كان موجود الراجل ده شكله ميطمنش يا مدام ألفت بحس إنه بيكره سليم واكيد ليه نفس المشاعر اتجاه خديجة
معرفش يا بنتي
تمتم بها السيدة ألفت في حيرة فلم يسمع أحد ما دار بينهم من حديث
طيب وديدا كانت صاحية لما كل ده حصل
حركت السيدة ألفت يدها نحو جبينها تمسده من شدة إرهاقها
صحيت مع وجود أمير بيه لكن خليت واحده من
الخدم تفضل جانبها عشان متنتبهش على حاجة
أعادت فتون الهاتف في حقيبتها زافرة أنفاسها تشعر بالتخبط تتسأل داخلها ماذا حدث لينتهي هذا اللقاء بتلك الطريقة
مرات حسن السواق وبعدين زوجة سليم النجار يا له من حظ او يمكن نقول شطاره وعرفتي تضحكي على سليم النجار
أنت
بأبتسامة سمجة أجابها
مسعد يا فتون اكيد عمرك ما هتنسيني ولا أنا عمري ما هنساكي
تراجعت للخلف تلتف حولها تبحث عن سليم لقد اتضح لها من هو صاحب تلك المكالمات التي أخبرتها جنات ربما تكون عن طريق المرأة المسماه دينا صديقة
شهيرة رغم أن هذه المرأة اختفت عن الانظار مؤخرا
أنت عايز مني إيه
عايزك يا فتون
نطقها يتلذذ في مذاق الكلمه يحرك لسانه فوق شفتيه يتذكر ذلك المقطع الذي أعطاه له أحد الأشخاص بعدما التقى به صدفة منذ أسبوع ومع حديثهم سويا اخبره الرجل بذهن غائب وهو يرتشف الخمر أن حسن يشوي بنيران جهنم و هو كان كالثعلب التقط الخيط وفهم بعدها كل شئ
ورغم إنه مقطع واحد حصل عليه لان حسن لم يفعل هذا الأمر إلا مرة واحدة
يا ترى أنت مطيعة مع سليم النجار زي ما كنتي مع حسن
عض مسعد فوق شفتيه يتذكر التفاصيل والالفاظ التي كان يلقيها عليها حسن وهى تنفذ له كل شئ في طاعة
ارتفعت أنفاسها عاليا وازداد شحوبها فما الذي يتحدث عنه صوتها خرج مهتزا
أنت بتتكلم عن إيه
والجواب كان يمنحه لها ببساطة من مجرد ضغطه على زر هاتفه وقد تعالا رنين هاتفها بتلك النغمة المخصصة للرسائل
توقفت كاميليا عن تناول الطعام فلم تعد تقوى على إبتلاعه طالعتها ملك تنظر للمعلقة الممدودة فمنذ لحظات كانت تتناول منها الطعام بشهية استعجبتها ميادة التي غادرت الغرفة لتجيب على هاتفها
لازم تاكلي كويس عشان العلاج كاميليا هانم اللي نعرفها ست قوية مش هتستسلم للمرض
اڼهارت كاميليا بالبكاء فمن جارت عليها يوما وظلمتها وتحالفت مع شقيقتها في أذيتها تطعمها بيديها لا تتحدث عن أي شئ من الماضي
كاميليا هانم بټعيطي ليه بس
أسرعت ملك في وضع معلقة الطعام وازاحت صنية الطعام جانبا
كاميليا هانم
أندفعت ميادة لداخل الغرفة تتعجب من بكاء والدتها تنظر نحو ملك التي أخذت تهز رأسها فهى لا تعرف ماذا حدث لها فجأة
سامحيني
همهمت كاميليا بها بصوت ضعيف تقاوم ثقل لسانها تنظر نحو أبنتها راجية أن تجعلها تسامحها
غادرت ملك الغرفة تذرف دموعها تعالا رنين هاتفها تتعجب من مكالمة جسار لها في هذا الوقت
جسار بسمه فيها حاجه
خرج صوتها مخڼوق فابتلع جسار لعابه ينظر نحو الغافية فوق فراشه وقد نامت
بصعوبة بعدما أقنعها أنه بخير ولن ېموت من طعنتها
صوتك مخڼوق يا ملك
مش عارفه يا جسار
اغمض عيناه في حيرة أيخبرها ان تتعجل في العودة لبيت المزرعة ليجلب لها بسمة أم تأتي هى لهنا ولكن صوتها جعله يتراجع ملك مازالت تتعافى من كل ما حدث لها يعلم إنها قوية وستتجاوز ولكنها بشړ
جسار أنا يومين وهرجع بيت المزرعة في الفيوم هستنا بسمة تجيبها عندي أنت عارف إن بيتي هيفضل مفتوح ليها
استطردت ملك في حديثها وقد علقت عيناه بالصغير الذي اقترب منها يحمل لعبته
بكره هتصل اكلمها واوعي تقولي نايمة أنا مش عارفه ليه تليفونها مقفول حتى ميادة بتحاول تتصل بيها عشان شغلها
مبقاش بيني وبين الست ديه غير العداوة وابني لما يتولد هعرف اخده منها
تمتم بها أمير يدور حول نفسه دون هوادة ومازال صدى عبارتها يتردد داخله
أيوة أنا هدفي من جوازي منك إني اخلف طفل وأنت كنت اكتر راجل مناسب افهم بقى أنا مبحبكش يا أمير أنا خديجة النجار تفتكر هحب واحد زيك لولا فلوس اخوه مكنش بقى حاجة
التقطه كاظم من ملابسه يدفعه فوق الأريكة فمن التي يتوعد لها خديجة النجار
أنت واعي لنفسك بتتكلم عن عيلة مين يا استاذ اعقل كده وخليك راجل لمرة
ارتفعت شفتيه في تهكم فهو معها كان رجلا بحق صار يعمل بجد يتحمل كاظم وضغطه عليه حتى يثبت نفسه والأن يخبره أن يكون رجلا
أنا معاها كنت راجل في مواقف كتير الست الوحيده اللي حبيت اثبت ليكم معاها إني بقيت شخص تاني
أسرعت مهيار شقيقته نحوه تضمها إليه تنظر نحو كاظم
كاظم الوضع ده لازم يتحل بقى في طفل خلاص بينهم من الأول مفكرتش ليه في سمعتها مش كفايه إنها في عمري
تراجع كاظم بخطوات رتيبة يمسح فوق خصلات شعره لقاء أمير وخديجة بالتأكيد كان كارثي
وقفت منال تتبع ما يحدث تطرق الأرض بعصائتها فعليها زيارة تلك المرأة التي ډفن صغيرها الحبيب عمره معها ولولا أموالها ما كانت قبلت تلك الزيجة
نفث دخان سيجارته شارد الذهن يطالع ظلمة السماء أمامه أيعقل إنه احبها فصار الذنب قوي على عاتقة يشعر بالأختناق وهو يراها تتحول لجسد دون روح
ارتسم الهلع فوق ملامحه يستمع لصوت شهقاتها الخاڤتة
اسرع في سحق عقب سيجارته أسفل قدمه ووقف عاجز عن فعل شئ وهو يراها ملتصقة بالجدار ټدفن رأسها بين ركبتيها بتلك الوضيعة التي باتت تمزقه
بخطوات تحمل العجز اقترب منها يتمالك مرارة غصته
قوليلي أعمل إيه وأنا اعمله جرعات العلاج الكتير غلط عليكي حاليا لحد ما نتأكد إن مافيش حمل والدكتوره شايفه تحسنك بوجودك مع ملك في الأول يومين وهاخدك ليها صدقيني
انسابت دموعها في صمت تريد الصړاخ وإخباره إنها ليست مريضة ولكنها لم تعد محاربة مناضلة مع الحياة كما كانت
لقد فقدت القدرة وضاع الأمل
بسمة طيب بصيلي أنا عارف إني كمان زيهم
حركت جسدها رافضة النظر إليه فاغمض عيناه في يأس يزفر أنفاسه
تعلقت عيناه بچرح كفه ونظر إليها لعله يستطيع جذبها بالحديث
چرح ايدي بيوجعني يا بسمه
رفعت رأسها نحوه في لهفة تنظر لكف يده بأهداب علقت بها الدموع تهز رأسها له في أسف وندم
لو تعرفي أد إيه أنا پتألم هاخدلك حقك حتى من نفسي بس ارجعي اضحكي تاني و حربي الحياة وحربي قلبي المغفل
غفت في جلستها رغم خۏفها ولكنها في النهاية كانت تستسلم إليه
جلس جوارها يرغب في لملمت شعرها
من فوق جبهتها حتى تنام براحة شعر بالتردد قليلا يخشى أن تنتفض مڤزوعة من لمسته
استمر في هذا الصراع حتى انتظمت أنفاسها وببطئ اخذت يده تلملم خصلاتها يمسح بيده فوق رأسها
وضع برأسه فوق الوسادة جوارها ينظر إليها يستكشف ملامحها التي كان يهرب منها حتى لا يحبها
ما انا مكنش ينفع أحبك يا بسمه أنا مينفعش احب ست بخسر ديما مع الحب اختيار العقل بيريح
يده سارت تنتقل فوق ملامحها يطبق فوق جفنيه بقوة دائما هو خاسر في معارك الحب ليست زوجته الأولى حتى تلك الفتاة التي احبها وهو في عامه الأخير في كلية الشرطة الكل يخرج من حياته دون وداع
فتحت عيناها
توقفت يده عن الحركة فوق وجهها لقد طالت وسرح مع أفكاره دون أن ينتبه
جالت ببصرها تبحث عن حقيبتها بعدما غادر سليم الغرفة وقد استعادت توازنها وغادر الشحوب وجهها قليلا رغم المرارة التي صارت بحلقها ومازال حديثها يقتحم ذاكرتها
اخذت تنفض رأسها عما رأته هذا الرجل كاذب ليست هى التي رأتها في
متابعة القراءة