لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
بسمة باكرا
هذا اليوم بعدما أتفقت مع العم جميل بأن تعاونه في الحديقة و زراعة الورود التي رغبت في زراعتها
طالعها العم جميل الذي كعادته يستيقظ باكرا ينظر لها مستفتحا بيومه الذي يراه جميلا منذ أن أتت وعاشت بينهم
صباح الخير يا عم جميل يا راجل يا جميل
تعالت ضحكات العم جميل وهو يستمع لعبارتها المشاكسة وكيف تتغنى باسمه
صحيت نشيطه ولبست زي الشغل
عادت ضحكات العم جميل تعلو وهو يتأمل هيئتها في ملابسها البسيطة وتلك الربطة التي عقدت بها حجابها
يا بنت بلاش تبهدلي نفسك وخليني أنا أعمل الأحواض
حاول العم جميل ثنيها عن قرارها فهي صارت سيدة المنزل مهما كانت الحقيقة واضحة له
شكلك كده مش عايزني أتعلم سر المهنة منك
العمل كان ممتع مع جو الصباح بسمه التي تشاكس العم جميل والعم جميل الذي يصر على ما يراه صحيحا
كانت ترى فيه والدها الراحل وهو يراها كأبنة له شاركتهم السيدة سعاد صباحهم ضاحكة على هيئة بسمة
جسار الذي إعتاد على استنشاق الهواء كل صباح عند استيقاظه من شرفته ولكن المنظر الذي استقبله اليوم في حديقة منزله كان مختلفا
تأمل هيئتها في تلك الملابس التي أعتاد على رؤيتها فيها منذ أن اختار لها الملابس التي عليها ارتدائها بالمنزل أو خارج المنزل كفايه كده واطلعي يا بسمه غيري هدومك يا بنت زمان جسار بيه صحي من النوم
اتجهت السيدة سعاد للمطبخ فنظرت للعم جميل ثم اتجهت بعينيها نحو ملابسها
ضحك العم جميل وهو يطالعها بعدما أسرعت خلف السيدة سعاد مهرولة بطريقة طفوليه
والله البيه معاه جوهرة لكن مش مقدر
وقف جسار يهندم ملابسه ينثر عطره الباهظ ينظر
نحو خصلات شعره بعدما لفت نظره بضعة شعيرات البيضاء بدأت تغزو خصلاته
التقط ساعة معصمه الثمينه لتضيق عيناه وهو يتذكر أن عليه إعطائها مصروفها الشهري
الشركة كانت خالية من الموظفين إلا من موظفي الأمن
اتجه نحو المصعد ثم مكتب شقيقه وقد بدء يشعر بالقلق فكاظم لن يأتي به بهذا الوقت إلا إذا كان هناك أمرا عاجلا
أستمر كاظم في وقفته يحدق بالطريق
كاظم أنت مصحيني من النوم وعايزني فورا عشان أشاركك صمتك ونقف نتفرج على المدينه من هنا
اقترب منه أمير حتى يشاركه وقفته وقد وجد أن هذا الوقت هو الأنسب ليخبره عن علاقته بخديجة النجار وزواجهم
تجمد أمير في حركته وقد إستدار كاظم أخيرا نحوه ينتظر سماع جوابه
خطة منال هانم ولا جودة باشا مين فيهم اللي رسملك الخطه
وسرعان ما كان يتعالا تصفيق كاظم مقتربا منه
ست زي خديجة النجار ماظنش إنها هتفضل في اوضتك يا ابن جودة النعماني
طرق جسار غرفتها بضعة طرقات وقد تأكد من عدم جوابها إنها ليست بالغرفة
دلف غرفتها وهو يرى إنه أفضل قرار اتأخذه أن يترك لها المال في غرفتها حتى لا يرى تلك النظرة التي أصبح يراها كلما أعطاها المال
وضع المال وقرر الخروج من الغرفة قبل صعودها ولكن عيناه تجمدت وهو يسمع تلك الشهقة التي اخترقت أذنيه ثم سقوط الفصل التاسع والخمسون
بقلم سهام صادق
للحظات وقف كاظم ساكن الحركة ينظر إلى ثورة شقيقه نحوه في ذهول
أمير الذي أخذ يدور حول حاله يخرج كل ما بجبعته من احقاد كبلته منذ أن أصبح كاظم المسيطر على كل أعمال العائلة والأملاك وأصبحوا تحت رحمته
خديجة النجار مراتي أتجوزتها لأني بحبها كلمه مظنش إنك تعرفها ولا في قاموسك يا كاظم
أشتدت ملامح كاظم تصلب فارتسمت فوق شفتي أمير ابتسامة ساخره ولم يعد يرى أمامه إلا تلك النظرات الكارهة التي كانت دوما تثيره إشمئزازه
أبنا حاقد كارها لوالده و والد لا يهتم مدام يعيش حياة رغده و والدته العظيمة السيدة منال بعدما كان
على لسانها أن لا شقيق له وليس لديه إلا أخت واحدة أصبح حديثها لا يخلوا إلا من حثها للأقتراب من الشقيق الذي كان منبوذا حتى ينال ثقته وتصبح أمواله ذات يوما له
فكاظم سيظل طيلة عمره كاره لكل شئ ولن تطيق أمرأة العيش معه وسيموت دون أن يكون له نسلا
ووالدته لا تتمنى إلا أن يكون مۏته قريب لعلا الحياة تمنحها فرصه وهي ترى أمواله ينعم بها أولادها كما نعمت هي ذات يوما
بأموال والدته قليلة العقل التي أختارت أن تعيش مذلوله تحت سطوة رجل أحب إذلالها و رؤيتها ذليلة
عائلة يغلفها الأحقاد وسواد القلب وحتى اليوم لا يعرف من منهم ليس مريضا نفسيا
الدوو اللي فكرني نجحت في تمثيله الوحيد اللي قدر في يوم ينجح هو جودة باشا واظن عارف مين كويس اللي عرف يضحك عليها
احتدت عينين كاظم فلم يشعر إلا وهو يقبض فوق عنقه فالمرأة التي يقصدها ليست إلا والدته التي اذلها جودة و زوجته منال واستغل ضعف عقلها وسذاجتها
ارملة أمطرها رجلا بالغزل وبعض المشاعر التي افتقرتها في زواجها الأول من رجل كبير بالعمر فاستطاع إسقاطها في الفخ
أخرس ياأبوك الواطي وامك اللي عامله نفسها هانم وعايشين في خيري هما السبب
أشتدت قبضة كاظم فوق عنقه لا يشعر بحاله وصورة واحده أمامه
والدته الضعيفه التي لم تكره والده يوما رغم كل ما فعله بها
سعل أمير بشدة محاولا تخليص حاله من قبضته فكاظم يلعنه ويسبه وكأنه يرى فيه والديه جودة ومنال
عرف يضحك ويمثل عليها كان عامل زي التعبان استغلها اختار هو وأمك يعيشوها ذليله ويرملها الفتافيت بتاعتهم بعد ما كانت عايشه هانم بفلوسها بقت أمك بنت البواب هي الهانم
ھموت في ايدك يا كاظم
دفعه عنه أمير بعدما ارتخت يديه عن عنقه وعادت الذكريات السيئة ټقتحم ذاكرته
جودة بيحبني يا كاظم لكن منال ضحكت عليه منال ست وحشه ومفترية پتكرهني وبتكرهك
تأخذه بين ذراعيها تخبره عن خۏفها من تلك السيدة وحقدها عليهم راضيه بتلك الشقة البسيطة في إحدى الحارات الشعبية والأب الذي تخبره عن حبه لهم يعيش في الرغد مع زوجته الأولى وأولاده منها
طالعه أمير مشفقا وهو يراه لا يتمكن من التحكم في إرتجاف كفيه
أنا مش جودة ومنال يا كاظم ليه مش قادر تشوف ده ليه يتحملني ذنب ماليش دخل فيه
ذنب يحمله له اقټحمت العبارة أذني كاظم فلو كان يحمله الذنب ما كان احبه قسوته وشدته ليست إلا لأنه يريده أن يكون رجلا وليس شبيها لجودة النعماني الذي احب العيش على أموال
الأخرين غير مهتم بالحلال والحرام
كفايه كره وتمثيل أنت في النهاية عرفت تاخد حقك منهم عرفت تخليهم تحت رجليك كل حاجه بقت
بتاعتك أنت وإحنا بقينا ولا حاجه
بنظرة مستهزءة رمقه أمير بعدما تمكن من إلتقاط أنفاسه
عرفوا يخلوك نسخة اپشع منهم نسخه مليانه سواد سواد ممكن صاحبه في يوم
غادر أمير بعدما القى عليه نظرة أخيره يشعر بالشفقة عليه كما كان يشعر على حاله ولكنه تحرر منذ وقت طويلا من سواد النفس والحقد الذي سعت والدته بشدة لتزرعه داخله نحو كاظم
طالعه كاظم حتى اختفى طيفه عن أنظاره يشعر بالأختناق يزيل عنه رابطة عنقه لعله يستطيع التنفس
لحظات مرت عليه وهو جالس فوق أحد الأرائك التي تضمها غرفة مكتبه الفسيحة يستمع لصوت سكرتيرته من خلفه وقد بدأت ساعات العمل
حاول النهوض بثبات بعدما سيطر على ظلام ذكرياته المرسخة داخله ينظر نحو سكرتيرته التي وقفت منتظرة رده عن طلب قهوته وإطلاعه على بريد اليوم
حملقت به سكرتيرته في ذهول فلم يجيب عليها وقد غادر دون كلمه
توقفت جنات في منتصف الحجرة بعدما جهزت جلستها الاسترخائية وارتدت ملابس الرياضة ووضعت زجاجة الماء قربها تزفر أنفاسها ببطئ قبل أن تضغط على زر التشغيل بالجهاز اللوحي وقد وضعته أمامها لتشاهد أحدى الحلقات الرياضية المخصصة للنساء في شهور حملهم
انصتت لكل حرف تنطقه المدربة تلتقط كل حركة تقوم بها حتى تطبقها
بدأت تطبق كل حركة تشعر بثقل جسدها الذي امتلئ بالفعل حانقه من نفسها لأنها لا تفعل شئ سوى أكل الطعام ومشاهدة التلفاز تخبر حالها لو إنها كانت بالوطن لخرجت للترفيه مع فتون أو ربما كانت مازالت تعمل أو فتحت مشروعها الذي كانت تخطط له مع أحمس وفتون وقد ضاعت جميع الخطط لأن الجميع أنشغل بحياته
ضحكت عليا يا كاظم وقولتلي مجرد رحله وأنت كنت مخطط إننا نفضل هنا فتره
وكلما أخطأت في فعل إحدى الحركات وتطبيقها كان حنقها يزداد منه
لم تسمع غلق الباب ولا بصوت إلقاءه لأشيائه بسبب سماعة الأذن التي وضعتها في كلا أذنيها للتو مع بدء التمرين الأخر الذي يحتاج لموسيقي تمنح الاسترخاء
ضاقت عينين كاظم وهو يراها بتلك الوضيعة وكأنها في نادي رياضي بتلك الملابس التي ترتديها وذلك الحذاء
فاقترب منها يدقق النظر في حركتها
جنات
صوته خرج قويا پحده لشدة ما يشعر به من ضيق ولكنها لم تسمعه
جنات
هذه المرة خانتها ذراعيها فانبطحت أرضا تنتبه على حذائه اللامع ترفع عيناها نحوه تقطب جبينها في دهشة لمجيئه بهذا الوقت
أزالت عنها سمعت الأذن تنظر إلى يده التي يمدها لها
أولدي الأول وبعدين مارسي كل أنواع التمارين حتى لو هتتشعلقي في السقف
امتقعت ملامحها من فظاظة عبارته تمد له كفها ساخطه
وهي الست الحامل متنفعش تعمل رياضه
ارتفعت زواية شفتيه وهو يراها تنهض بصعوبة
ردك يا حببتي ديما جاهز
التوت شفتيها في سخريه وقد عاد الدوار يداهمها فاطبقت فوق جفنيها بقوة تقاوم ثقل رأسها
أسرع في إسنادها ولكنها كالعادة عليها أن تظهر له بأنها قوية ولا تحتاج له
زفر أنفاسه بضيق فهو ليس اليوم بمزاج يسمح له بتقبل مزاجها السئ
جنات ممكن منتجادلش النهارده
ابتلعت حديثها تنظر إلى ملامح وجهه التي لا تحتاج لتفسير
صمتت عن الحديث ولا تعلم لما ألح هذا السؤال في عقلها التو رغم إنها تعلم أن كاظم لن يمنحها جواب يسعدها
كاظم هو أنا جميلة
ضاقت عيناه ينظر إليها يستعجب سؤالها
طالت نظراته نحوها فكيف له أن يعرف الجواب ولم يهوى من قبل أمرأة فالنساء جميعن كانوا شيئا واحد بالنسبه له
ابتعدت عنه وقد علمت الجواب دون أن ينطقه شعرت بيده إليه وسرعان ما كان
ولو قولتلك إن كل حاجه فيك جميله ياجنات
اصابها الذهول وهي تسمع ما كانت تراه مستحيلا تلتف بجسدها إليه لعلها تتأكد مما سمعته أذنيها
كاظم
وضاع باقية الحديث بين شفتيه
علقت عيناه بها وهي تحمل قهوته وعيناها عالقة نحو عبدالله
متابعة القراءة