لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
صفقة مشپوها من صفقاتك
تبدلت ملامح حامد فادركت السبب وراء خسارتهم
اكيد صفقة فاسدة حاولت تدخلها ولا يمكن تكون رجعت تاني للممنوعات
أنت بتعلي صوتك عليا يا شهيرة
اشاحت شهيرة عيناها عنه تحاول لملمت حالها حتى تجد حلا دون خسارة
المركب لما هتغرق هتغرق بينا إحنا الاتنين وعلى فكرة أنا عندي ليكي عرض هينقذنا بسهوله من الخسارة
يعني مش هتقول مين العروسه يا جسار
هتتعرفي عليها بكرة يا ملك يعني لو قررتي تيجي
احتقنت ملامح ملك من برودة جوابه فقد أخذ الفضول لتعرف هوية العروس
ما دام عايز هوية العروسه تكون مجهوله لحد ما اجي إسكندرية بكرة خليني اكلم بسمه عايزه اطمن عليها ومتقوليش إنك مش في البيت أو على الأقل عرفني رقمها اكلمها
فعلا أنا مش في البيت يا ملك أنا في الشركه بحاول اخلص الشغل اللي ورايا عريس بقى
جسار أنت بارد
تعالت صوت قهقهته يسترخي فوق مقعده
بكره تشوفيها يا ملك وتتكلمي معاها براحتك
لعلمك يا جسار دورك في حياة بسمه انتهى خلاص جيه الوقت اللي أفي بوعدي لأبوها الله يرحمه واساعدها
القلم الذي يقلبه بين اصابعه
هتساعديها إزاي يا ملك
ميادة جالها عرض شغل كويس في اسكندرية فالأفضل إنها تعيش معاها واحتمال كمان تشغلها معاها في الشركة بسمه محتاجة حد يؤمن بيها ويديها فرصه حقيقية
ولو قولتلك إن بسمة مكانها في بيتي يا ملك
الجمها تصريحه الواضح تحاول طرد شعور الشك داخلها من حديثه
أوجعه بكاء صغيرته وتجنبها النظر إليه أبنته تعاقبه على مغادرة والدتها المنزل رغم إن لحظة مغادرتها كانت صامته متقبله رحيلها وقد وعدتها ستأخذها معها حينا تجد منزلا بعيدا عن القصر الذي لا تحبه بسبب خۏفها من الۏحش والۏحش لم يكن إلا خالها حامد الذي يرعبها بنظراته
خديجة حببتي كده مش عايزه تكلمي بابي مش أنا ومامي اتفقنا إن كل ما يوحشك حد فينا تيجي تقوليلنا علطول وإحنا هنعمل كل اللي أنت عايزاها
والصغيرة تضعه في موقف صعب تطالبه بأحقيتها بالعيش بين والديها
ما أنت هتعيشي معانا إحنا الاتنين شويه مع بابي وشويه مع مامي وكل واحد فينا هيكون حبه لبرنسيس خديجة مضاعف
تعالت شهقات الصغيرة تنفي برأسها رفضها لحديثه فارتجف قلبه حزنا عليها
وليه مش نعيش كلنا سوا
عشان مينفعش يا حببتي أنا وماما إنفصالنا عن بعض وبقينا أصدقاء والأصدقاء مش بيعيشوا في بيت واحد
وأشمعنا فتون عايشه معانا
ترقبت الصغيرة جوابه فارتسمت ابتسامة صغيرة فوق شفتيه ينظر إليها يحاول إنتقاء الكلمات حتى تفهمه
عشان فتون مراتي ومكانها معايا في بيتي
خلي مامي كمان مراتك وتعيش معانا
حاصرته صغيرته بنفس الدائرة تنظر إليه بأمل أن يمنحها القرار الذي تريده أن تعود والدتها ثانية لحياتها
مامي حلوه يا بابي وديما بتخدني في حضنها وتحكيلي حكايات حلوه
وخزه قلبه من عباراتها أبنته تخبره عن التغير الذي حدث لوالدتها
شهيرة أخيرا منحتها رعايتها وحنانها وحينا وجدت صغيرته ما أرادت الشعور به مع والدتها غادرت حياتها وعليها التفهم إنها ستعيش بينهم متنقلة
إحتواها بين ذراعيه يمسح برفق فوق خصلاتها
أنا عارف إن مامي حلوه يا حببتي ومش معنى إني أنفصلت عن مامي إنها وحشه لكن ساعات الحياة بين الناس بتقف عند نقطه معينه عشان يقدروا يسيبوا في بعض بصمة حلوه ويفضلوا أصدقاء
وبرفق أبعدها عنه يتأمل ملامحها يمسح الدموع التي علقت بأهدابها
مش مامي قالتلك إننا هنكون أصدقاء
الأصدقاء ممكن يعيشوا مع بعض يا بابي
صغيرته مستمرة في حصاره وما عليه إلا الجواب بما يقنعها
أعادها لحضنه فحضنته بقوة متشبثة به تخشى فراقه هو الأخر
بكره يا حببتي لما تكبري هتفهمي كل حاجة لكن اللي عايزك تتأكدي منه إن انا ومامي هنفضل ديما معاكي وحواليكي ومافيش حد فينا هيتخلى عنك لأننا بنحبك أوي أوي
والحروف يضغط عليها حتى يؤكد لها حبه صمتت الصغيرة وكأنها تقبلت جوابه الأخير بعدما أخبرها بحبهم
بابي أنا عايزه أنام في حضنك نام معايا يا بابي في سريري
وسرعان ما كانت تبتعد عنه تنظر لفراشها الصغير الذي سيسعهم بالكاد
متخافش يا بابي هيكفينا زي زمان أنا مكبرتش غير شويه صغيرين وأنت كمان كبرت شويه صغيرين
أنفجر ضاحكا يضمها إليه مجددا فصغيرته تخبره أن وزنه زاد قليلا
هعتبر نفسي إني بكبر فعلا زيك مش وزني زاد
هتنام
جانبي يا بابي
أصابها الحزن وهي ترى صمته قد طال تشعر وظهرها
إيه رأيك ننام في السرير بتاعي أنا
لا فتون بتنام جانبك فيه
ابتعدت عنه متذمرة فاتسعت ابتسامته على فعلتها يحاول إقناعها
فتون پتخاف تنام لوحدها يا ديدا مش حرام نسيبها لوحدها
زمت صغيرته شفتيها متذمرة تعقد ساعديها أمامها تخبره بطريقتها إنها رافضة لإقتراحه
فتون يا ديدا عملتلك تورتة عيد ميلادك وعملت الحاجات الحلوه اللي
كل ناس أكلتها وعجبتهم
وصغيرته سريعة الرد تشبهه تماما
ما أنا قولتلها شكرا مع مامي وبوستها من خدها
شوفي إحنا بنضيع وقت في الكلام وبابي عايز ينام
حاول إقصار الحديث فهو أكثر الناس دراية بطبيعة صغيرته فكلما أقنعها كلما زاد تشبثها بقرارها
وحتى يثبت لها أن النعاس بالفعل داعب جفنيه أسرع في وضع كفه فوق فمه يمنع تثاؤبه
تثاءبت صغيرته مثله تنظر إليها تنتظر منه أن يغفو جانبها
وأنا كمان عايزه أنام وكل ما هنام بدري كل ما هنكبر بسرعة
جاهد في تمالك ضحكاته بصعوبة
حتى لا يشعرها بإستهزاءه بحديثها وبخفه أخذ يداعب خديها مستمعتا بقوة تلك المشاعر التي يعيشها مع أميرته الصغيرة
يلا يا أميرتي على سريرنا الكبير
وصغيرته هذه المرة لم تجادل بل القت جسدها الصغير بين ذراعيه حتى يحملها
بابي هيفسحك فسحة حلوة ويجبلك حاجات حلوة كتير
ولولا النعاس الذي أثقل جفنيها لكانت ارهقته أستفسارا عن نزهتهم ولكتها اكتفت بسؤاله
هيكون فيها فيل يا بابي
مش عارف إيه حبك في الفيلة يا خديجة لكن هيكون فيها سفينة
كبيرة
ومع حديثه عن كبر وصغر الأشياء كانت يديها الصغيرتين تحدد بهما الحجم
وضعها فوق الفراش برفق ينظر نحو فتون التي غفت وعلى ما يبدو إنها كانت تنتظره
خلينا منعملش صوت عشان فتون نايمه
ولكن على أثر همسه كانت تفتح عينيها تنظر نحوهم مبتسمه للصغيرة
لم تبادلها الصغيرة الابتسامة بل انكمشت متشبثه بوالدها أصابها اليأس من صعوبة تقبل الصغيرة لها مرة أخرى
بصوا بقى عشان متتخانقوش مين هينام جانبي أنا هنام في الوسط وكل واحده فيكم تاخد الطرف اللي يعجبها
نفذ ما قاله وتسطح في الوسط بالفعل ولكن ما جعله ينفجر ضاحكا وهو يرى سرعتهما في أخذ أماكنهم جواره
بقيت محاصر انا كده لكن تصدقوا حصار ممتع نايم وسط اتنين بيتنافسوا على الجمال
اتسعت ابتسامة الصغيرة كما اتسعت ابتسامة فتون مجيبة على مديحه وهي تنظر نحو عينين الصغيرة
لكن ديدا أحلى مني ولو عملوا مسابقة ملكات جمال هي اللي هتكسب وتاخد التاج
ديدا هتلبس تاج الملكات صح يا بابي
وصوتهم كان يخرج معا يخبروها بأنها بالفعل جميلة كالأميرات
غفت الصغيرة أخيرا بعدما نعمت بنظرات والدها صوبها
بخفة أدار رأسه نحو صغيرته الأخرى وقد ازداد تشبثها به ټدفن رأسها في عنقه مستمعه
سليم أنت بتحبني زي ما بتحب خديجة
أدهشه سؤالها وقد سألته بجدية بل وانتظرت سماع جوابه
داعب خدها بأنامله يحدق في عينيها المكحلتين مستفهما بمزاح
افهم من سؤالك إنك غيرانه ومحتاجة أحبك شوية
وكظته بخفة في ذراعه فاهتز جسده قليلا ليشعر بحركة صغيرته فاسرع في مداعبة شعرها حتى تعود لغفوتها
وتفتكري هعرف احبك وأنا في الحصار ده وكل واحده فيكم نايمه على دراع
أنا عايزه حقي زي خديجة اتكلم معايا زي ما بتتكلم معاها
انفلتت ضحكته رغما عنه فعن أي حديث تريده هذه الليلة
لم تمهله لحظة ليتسأل فاسرعت تخبره عن محوى الحديث
العب في شعري زي ما بتعلب في شعر خديجة واسألني عن أحلامي
داعبت شفتيه ابتسامة خفيفة يركز عيناه نحو تفاصيل ملامحها الشهية
طلباتك بسيطة خالص يا فتون هانم
ظنته يسخر منها ولكن وجدته بالفعل ينصت إليها منتظر سماعها
قوليلي يا حببتي نفسك في إيه
تسأل وأنتظر أن يسمع عن أحلامها التي بات يعرفها
تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيها قبل أن تسبح مع أحلامها
نفسي في حاجات كتير أوي يا سليم نفسي اتعلم العوم نفسي ألبس فستان قصير مجرد ما الف بي يدور معايا فستان قصير منفوش
واحلامها الصغيرة اخذتها نحو طفولتها وصفت له تفاصيل الثوب وهو يستمع لها مبتسما لوصفها زوجته تريد فساتين وتنانير جميعهم ذو قصة دائرية ب ورود منقوشة تزينها وحذاء مسطح وردي اللون كاحذية خديجة أبنته
وعايزه اركب عجلة كمان يا سليم
حديثها طال كما طال سكونه فطالعته منتظرة سماع جوابه
سليم هو أنا اتكلمت كتير
مستمتعا هو بالنظر إليها الصقها به يشم رائحتها متلذذا بقربها ونعومتها
هو من حيث إنك أتكلمتي كتير يا فتون ف الإجابه اه
تصلب جسدها بين ذراعيه فازدادت ابتسامته إتساعا
إحلمي يا فتون وطول ما أنا قادر أحققهالك هحققها
اخترقت الكلمات قلبها فانسابت دموعها رغما عنها حتى أحلامها البسيطة سمعها ولم يسخر منها
هذه المرة كانت هي من تضم جسدها إليه تتمنى أن تكون له المرأة التي يريدها
لو نطقتي بكلمة غبية هلغي كل كلمة قولتها
ابتعدت عنه وقد أذهلها حديثه لا تصدق إنه بالفعل قرء أفكارها وإنها كانت ستخبره إنه يستحق أمرأة افضل منها وليست طفله تريد تحقيق أحلامها
شكل كلامي صح عشان كده نكتفي بالكلام وتنامي يا حببتي
لو قولتلك إني بحبك اوي اوي يا سليم
اتسعت ابتسامته شيئا فشئ ينظر إليها بعينين ناعستين يمسح فوق خدها
ما أنا عارف إنك بتحبيني يا حببتي
عانقها بقوة كما عانقته حتى غفا من شدة إرهاقه وفوق صدره وضعت الصغيرة رأسها
صورتهما حركت غريزتها الفطرية ولأول مرة كانت تنطقها من قلبها تتمنى تحققها أن يهبها الله طفلا منه
دلف رسلان غرفته بالمشفى يمسح فوق جبينه من شدة الأرهاق لقد قضى ليلة ادرك فيها تماما معنى إلحاح النساء حينا يريدون شيئا
زفر أنفاسه مستنكرا موافقته على ذهابها لمدينة الأسكندرية مع شقيقته لحضور حفل زفاف طليقها
أصرت رغم أعتراضه وفي النهاية كان يرضخ حتى لا يحزنها
التقط هاتفه فوجدها قد هاتفته لمرات عدة
أخرجته الطرقات من تحديقه في شاشة هاتفه
ولم يكن الوافد إلا سليم أتى إليه بعدما اطمئن على دلوف الصغير شقيق فتون غرفة الرعاية بعد أن تمت عمليته اليوم بنجاح
أوعى تقولي إنك جاي تشكرني يا سليم كده هبدء أصدق إنك فعلا اتغيرت
شوف أنا الجواز غيرني لراجل مؤدب بيفهم في الذوق لكن أنت بقيت ظريف يا دكتور
مش عايز ابهرك واقولك إن بقى يضحك عليا بكلمتين
ارتفع حاجبي سليم في تساؤل ولكن سرعان ما كان يختفي تساؤله ينظر إليه بعبث بعدما جلس قبالته
ما أنت طول عمرك قلبك حنين يا
متابعة القراءة