لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
وعشان اكون كريم معاكي هديكي فلوس وتبعدي عن طريقي لأني مش مستعد اتحمل مشاكلك اكتر من كده
وبنبرة بادرة جامدة أصابت قلبها اتبع حديثه
مافيش حاجة تربطني بيكي يا بسمة المعروف وانا قدمته ليكي كذا مرة
نهض مرحبا بزوج أخته مهيار الذي فور أن دلف غرفة مكتبه تمتم معاتبا
اسمع إنك اتجوزت بالصدفة طيب كنت استنى لما ارجع من السفر
صدقني الموضوع جيه بسرعة يا اشرف أنت عارف مكانتك عندي إزاي
ابتسم اشرف بعدما ابتعد عنه وهتف مباركا له بسعادة حقيقية
مبروك يا كاظم حقيقي أنا مبسوط إنك اخدت الخطوة ديه رغم اللي سمعته من العيلة الكريمة مبشرنيش بالخير
والعائلة الكريمة لم تكن إلا زوجة والده السيدة منال و والده السيد جودة و أخته مهيار المتقلبة المزاج حياله
قولي بقى يا سيدي العروسة حلوة
تجاوز كاظم سؤاله
تحب تشرب إيه يا أشرف
قهوة مظبوطة
هاتف سكرتيرته حتى تجلب له فنجانين من القهوة وجلس قبالة أشرف يسأله عن سفرته الأخيرة ومتى أتى وهل سيتستقر بمصر أم تعب من الغربة
انا لو عليا مش عايز ارجع مصر تاني بس اعمل إيه في أختك طول ما هي ماشية ورا امها حياتنا هتفضل كده كل واحد فينا في بلد
منال هانم عايزه ولادها حواليها
ثم تمتم حامدا الله أن إخوته لم يورثوا طباعها لا هي ولا طباع جودة النعماني
الحمدلله إنهم مورثوش طمعها وبيحبوك يا كاظم
ثم اعقب عبارته هاتفا
لكن الزن على الودان أمر من السحر
توقف الحديث بينهم عند دلوف سكرتيرته ووضعها لفنجانين القهوة أمامهم
العمر بيجري يا كاظم وانت داخل على الأربعين خلاص قضيت عمرك كله عشان تثبت لجودة النعماني إنك أقوى منه واه انتصرت في صراعك وبقيت الأغنى والأقوي
ساد الصمت للحظات وقد احتلت القسۏة ملامح كاظم
جيه الوقت اللي
يكون ليك وريث يا كاظم
وقف قبالة والده وقد غامت عيناه بالحزن وهو يستمع للطرف الأخر عبر الهاتف
طالعه رسلان وقد تأكد هو الأخر أن شقيقته لا تهذي بالكلام إنما ما تخبرهم به هو حقيقة
أختك طلعت متجوزاه يا رسلان اتجوزوا في أسبانيا وقضوا اسبوع ورجعوا علي اليابان اختك اللي مستنيها ترجعلي
تمالك عزالدين دموعه ونظر إلى ولده بقلة حيله وقد ظل يسرد إليه ما أخبره به أحد رجاله ثم هوي بجسده فوق الأريكة خلفه يحاول إستيعاب ما وضعته به أبنته فانحني صوبه رسلان يحاول تهدأته
خلاص يا بابا اللي حصل حصل وهي اتجوزته بعقد مدني والولد من نفس الديانه نحاول نتواصل معاه وينزل مصر ويتجوزها بعقد شرعي وقدام الناس ونصلح المهزله ديه
فات الأوان يا رسلان
تعالت ملامح الدهشة فوق ملامح رسلان فرفع عزالدين رأسه نحوه
هنصلح إيه الولد ماټ يا رسلان
صړخت ميادة پقهر وهي تستمع لسباب والدتها وحديثها الذي لا يتوقف عن عارها لم تتوقف عن إخبارها أن زواجهم كان لمجرد خۏفها منها هي خاصة بعدما لمحت إليها لمرات عديدة إنها اختارت لها شريك حياتها ولن تقبل بتزويجها إلا بمن أقرب مكانه إليهم
كفاية يا ماما كفاية حرام عليكي
رمقتها كاميليا بقسۏة بعدما لطمت فوق فخذيها
أقول إيه للناس اللي كانوا مفروض يزورونا النهاردة اقولهم إيه معلش بنتي المهندسة العظيمة اللي مستنياها تاخد الدكتوراه من بره رجعالي متجوزه وإحنا أخر من يعلم
ضمتها ملك إليها فالوضع لا يحتمل اي حديث منها
خرج عزالدين من غرفة مكتبه يتبعه رسلان فهرولت كاميليا إليهم لعلا ما أخبرتها به ابنتها مجرد كذبه
عزالدين طمني بنتك بتكدب علينا عشان العريس
تعلقت نظرات عزالدين بأبنته وقد نهضت هي الأخرى واقتربت منها على أمل أن يكون معشوقها بخير
بنتك كانت متجوزاه فعلا يا كاميليا والولد كان دكتور جامعي بيدرس ليها وبيشرف علي رسالتها وكان فعلا حاجز تذكرة الطياره عشان ينزل مصر بس عمل حاډثه وفضل في العنايه فتره في غيبوبة
انسابت الدموع فوق وجنتي ميادة ف رايدن لم يخن معها العهد الذي أتفقوا عليه تمتمت برجاء وتوسل
خليني اسافرله يا بابا وبعدين اعمل فيا كل اللي أنت عايزه
لم تتحمل كاميليا وقاحتها فاسرعت نحوها ترفع كفها عاليا حتى ټصفعها
جوز بنتك ماټ النهاردة الصبح يا كاميليا
ورغم السعادة التي ارتسمت فوق ملامح كاميليا إلا أن صړخة ابنتها ثم سقوطها أرضا وصړاخ ملك باسمها جعلها تهتز داخلها وهي ترى رسلان يحمل شقيقته صاعدا بها نحو غرفتها
الخيبة وحدها ما كانت مرتسمة فوق ملامح رسلان من شقيقته إلا إنه كان يتمالك حاله بعدما فاقت وأخذت تبكي غير مصدقة إنها فقدت الرجل الوحيد الذي احبته معلمها الوسيم كما كانت تخبره في كل لحظة كانوا يجتمعون بها
كانت عينين ملك لا تحيد عنهم في تعاطف على حال صديقتها التي أخفت عنها وما اقترفته في حق نفسها تمتم
رسلان بخيبة لم تخفي عليها
أنت يا ميادة تعملي كده كنت قولتيلي او قولتي لمحمد كنا هنقف معاكي وندعمك
طالعته بدموع اغشت عيناها والألم ينهش فؤادها
وقفوا قدام حبك رغم إن ملك اتربت وسطينا فتفتكر كاميليا هانم كانت هترضي بقصة حبي
تجمدت عيناه نحو تلك التي طالعته پألم ثم انسحبت من الغرفة وسنوات الماضي قد عادت إليها بأدق التفاصيل
لقد طالت اللحظة التي انتظر فيها جوابهاحدق بها وبتلك الدموع التي علقت بعينيها ولا يعرف تفسيرا لها
إنها يضع أمامها حياة كريمة حياة ستنال فيها كل ما افتفدته ف الحملة يوما ما وسينساها الجميع لكن ما يعرضه عليها ستجني منه مستقبلا رمق الوقت الذي اهدره في إنتظار سماع جوابها
بسمة في غيرك ممكن يقبل العرض وباقل شئ ممكن يوافق اتمنى أسمع ردك دلوقتي لأن مافيش وقت معايا والحملة لازم إعلانتها تنزل على مواقع التواصل الاجتماعي
اغمضت عينيها بعد حديثه تشرد في حياتها وما علمته للتو منه
لقد جاء فتحي شقيقها يبحث عنها وذهب إليه ولولا المال الذي يلهث خلفه شقيقها ما كان تركها او رحل من هنا والحقيقة التي كل يوم تكتشفها إنها لا شئ في الحياة
نهض جسار من أمامها بعدما ضجر من الأمر وقد أراد أن ينهي نقاشه ويحسم وجودها في منزله وموعد رحيلها والمال الذي سيمنحه لها حتى يتخلص من وجودها بحياته كل هذا أنتهي في كلمة واحدة منها
موافقة
ابتسم جسار وقد اجتاحه شعور الشفقة نحوها وهو يراها تطرق عينيها أرضا تنهد بضيق فليست من طباعه إحتواء أحدا وخاصة بعدما اعادته جيهان لتلك النقطة التي تخطاها مع ملك
بسمة
الضيفة اللي هتيجي تتكلم معاكي النهاردة هتحب تعرف تفاصيل كتير عن حياتك وإزاي اتحديتي الظروف قصتك هتكون ملهمة لناس كتير يا بسمة
فرفعت عينيها نحوه تزدرد لعابها
حاضر يا جسار بيه
بعد دقائق كانت تدلف سيدة جميلة أنيقة خرج هو حتى يعطيها مساحة في الحديث كما إنه سيقرء التقرير الذي سيتم إعداده بعد الإنتهاء
سردت بسمة للسيدة الجالسة قبالتها بعملية كل ما كانت تسأل عنه كانت حكايتها حكاية تحياها نماذج كثيرة هي تتقبل حكايتها ولكن حينما وضع هو
في حكايتها كانت تتجرع مرارة الحقيقة التي يخبرها بها عقلها
أن حبها الذي أصبح يتوغل في قلبها لهذا الرجل حب مستحيل وبعيد
انتهت الجلسة فخرجت بسمة من الغرفة بملامح حزينة بعدما تذكرت كل ما حرمت منه وعانته على يد شقيق لا يعرف الرحمه
أختيارك ليها من
وسط البنات اللي رشحناهم كان أمثل اختيار يا فندم هنبدء فورا في التنفيذ بس طبعا هنحتاج وجودها في الشركة عشان تحضير الإعلان الترويجي
دلفت السيدة سعاد خلفها بعدما أخذها الفضول لتعرف ما سبب وجود تلك الضيفة التي غادرت بعد دقائق من تركها للغرفة ولكن السيدة سعاد وقفت في مكانها مصډومة من هيئة بسمة الباكية وقد ضاع فضولها وهي تهرول نحوها تسألها
مالك يا بسمة هو حصل حاجة ضيقتك يا بنتي هو أنا شكلي حسدتك ولا إيه لما شوفت الفستان جميل عليكي
حاولت بسمة الاعتدال من فوق الفراش ومسح دموعها فقد أخرجت كل ما يعتلى فؤادها وانتهى الأمر
انا كويسه يا خالتي متقلقيش
ابتسمت السيدة سعاد وهي تراها تمسح دموعها فاقتربت منها تضمها إليها بعدما جلست فوق الفراش جوارها
خالتك سعاد هتسيبك لحد ما تهدي وتيجي تحكيلها مش يمكن تلاقي عندي اللي يريح قلبك يا بنتي ويلا قومي معايا خلينا ناكل ده أنا وعمك جميل مستنينك تتغدى معانا
عادت الدموع تلمع في عينيها فاسرعت السيدة سعاد في جذب يدها حتى لا تجعلها تعود لبكائها
عمك جميل جاع وممكن في لحظة نلاقي هنا في الأوضة
أراد أن يجرب سياسته التي كانت تحصد له ما يريد من النساء ولكن مع خديجة النجار كانت قوانينه ضائعة
لقد أعطاه كاظم فرصة في بقاءه هنا لبعض الوقت وها هو ينفذ سياسته
تجاهلته في البداية كلما كان ينظر إليها تنظر نحو الملفات وتتحدث مع الجالسين بعملية إنها بالفعل سيدة أعمال ناجحه هو فخور بها ولكنه لا ينظر إليه بتلك الصورة
هو لا يراها إلا بين ذراعيه في فراشه
قضم شفتيه وهو يحادث نفسه بالمزيد من الصبر والصمود حتى تلين هي فقد اعطته إشارة أمل بعدما طلبت وجوده في إيطاليا ما دام كاظم لن يأتي بدلا عنه
انتهى الأجتماع ونهض عن مقعده بعد الأتفاق نحو كل شئ ومثلما فعلت هي كان يفعل تجاهلها بعدما اعطي الأوامر لمدير مكتبهم هنا في إيطاليا وغادر الغرفة دون الالتفاف خلفه مع ابتسامة واسعة ارتسمت فوق شفتيه فالمرأة الحديدية
كما يلقبها نزلت عن عرشها بعدما غادر أعضاء مجلس الأدارة والشركاء وانتظرت أن يطالعها ويقترب منها بلهفة مثلما كان يفعل من قبل
اتجهت نحو غرفة مكتبها بوجه عابس وعندما دلفت خلفها مديرة مكتبها تعطيها تقرير اليوم التقطت حقيبتها
ألغى كل مواعيدي يا جيداء
و جيداء وقفت مصدومه من قرار رئيستها المنضبطه في عملها
استقلت سيارتها تجلد ذاتها نحو تلك المشاعر التي أصبحت تنتابها ولا تفسر إلا شيئا واحدا إنها لم تعد تتحكم في غريزتها
فوقي يا خديجة فوقي من اللي أنت فيه وحساه مش كفاية بدل ما تسعي ورا رحيله من هنا وتعيدي توازنك من تاني إقترحتي علي كاظم يخليه بديل له ما دام مش هيقدر يجي إيطاليا
والمبررات كان يمنحها لها عقلها حتى يعفيها من الخزي
لا أنا معملتش كده غير عشان الشغل
أنت كدابة أنت بتضحكي علي نفسك
توقفت بسيارتها عند إحدى إشارات المرور مدت يدها جوارها حتى تلتقط زجاجة المياة وترتشف منها ولكن
متابعة القراءة