لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
ضايقك من أخر مكالمه
طالعته بجمود تتقنه رغم الغيرة والحيرة التي تنهش فؤادها وتنكرها
مش شايف إنك بدأت تتجاوز حدودك معايا
وبنبرة مسلية كان يسألها بعدما تجاوز عبارتها
اضايقتي لما شوفتيني في حضڼ واحده مش كده يا خديجة
اتسعت عيناها من وقاحته وتلك الثقة الواهية التي يتحدث بها عنها فكيف له أن يصدق حاله ويظن إنها تهتم لأمره او لنساءه
كل اللي بيربطنا الشغل وبس مفهوم
تفحصها بعينيه بطريقة سلبت أنفاسها خشيت أن يري ربكتها وذلك الأحتياج الذي أصبحت تشعر به قربه اتجهت نحو سيارتها حتي ترحل هاربة ولكنها توقفت مكانها تسمعه في صډمه
كل جزء فيكي پيصرخ بالاحتياج يا خديجة خديجة النجار بقت عايزة تحس إنها ست وفي حضڼ راجل يحبها
صڤعته وقبل أن يستوعب ما فعلته كانت ترحل بسيارتها بسرعة فائقة لا تصدق إنها بات يفهمها
فتون فين ملف القضية
الټفت فتون بمقعدها تنظر للسيد هاشم الذي أصبحت تحت مسئوليته وإشرافه وقد الذي جاء يطلب منها الملف الذي أعطاه لها حتي تتعلم منه كيف تدرس القضايا ويتم وضع الحلول
هتفت بحماس وابتسامه اعتدوا عليها رفقائها منها
انحنت قليلا نحو الدرج الذي وضعت داخله ملف القضية
فتون بسرعة استاذ حازم عايز الملف لأن العميل عنده في مكتبه
تمتم بها هاشم بعجالة وقد اخذ يحك فروة رأسه متوترا
فبهتت ملامحها بعدما فتحت جميع الأدراج
أنت بتقولي إيه
صړخ بها هاشم وقد بهتت ملامحه هو الأخر غير مصدقا ان ملف القضية الذي كان بحوذته واعطاه لها قد اضاعته
ابتعدت عن مكتبها
بعدما ازاحها بيده وقد انسابت دموعها خوفا وهي تستمع لعبارات هاشم المؤنبة لأنه استأمنها علي ملف قضية هامه كهذه
الملف لازم نلاقيه أنا هروح في داهية بسببك
معرفش راح فين انا هدور عليه تاني
عادت تبحث عنه علي أمل هذه المرة ولكن لم يكن هناك أثر للملف المفقود وهاشم وقف خلفها حانقا والڠضب يعتلي ملامحه يهتف بها بنبرة غليظة محتقرة
قلبنا المكتب ومافيش حاجة يا فتون إختفاء الملف ملهوش غير تفسير واحد
وقبل أن يتم عبارته ارتفع صوت حازم من خلفهم وقد أصابه الضجر من انتظار ملف القضية
وبعينين دامعه تعلقت نظراتها ب هاشم الذي وقف يطالعها بنظرة لوم وخيبة بل وشك
انقلب المكتب رأس علي عقب فالكل اخذ يبحث عن هذا الملف المفقود الجميع كان حانقا بشدة من إهمال فرد نال الجميع الذنب معه ومن غيرها إلا تلك الفتاة التي أتت كمتدربة في مؤسستهم التي لا تقبل المتدربات
رمقها البعض بنظرة غاضبه والبعض الأخر بتعاطف
تنهد السيد هاشم وهو يهوي بجسده فوق أحد المقاعد فقد ضاعت وظيفته من أجل متدربة غير مسئولة والسيد حازم يضع الذنب عليه وحده لأنه المسئول وليست هي
اقتربت إحداهن منه بعدما رمقت فتون التي چثت فوق ركبتيها تقلب بين الملفات لعل الملف يكون مندس بين أحدهم
المفروض أستاذ حازم يحط اللوم عليها هي مش عليك أنت يا استاذ هاشم
طالعها هاشم بقلة حيلة فتوظيف تلك الفتاة كان من أمر السيد سليم شخصيا فمن سيعترض علي قراره ويهين فتاة تحظى بعناية الشركاء في المؤسسة
استمعت فتون لحديثها ف الاستاذه كارمن لا تطيقها منذ أن أتت هنا وكأن بينهم عداء أو سابق معرفة ولكن الجميع أخبرها إنها هكذا مع المستجدين في العمل
تاريخي المهني ضاع
هتف بها السيد هاشم بعدما أسند مرفقيه فوق ساقيه ثم وضع وجهه بين راحتي كفيه بفتور فقد خسر وظيفته بسبب إهماله في العمل فيا لها من نهاية مشرفة في مؤسسة عريقة كهذه
لا مش معقول يكون أستاذ حازم ظالم كده
القاها البعض فلن يخسروا زميلهم ذو التاريخ الحافل بالإنجازات من أجل متدربة قد أتت لتتعلم من خبرتهم
اطبقت فتون فوق جفنيها بقوة وقد انسابت الدموع فوق خديها
فهل ستكون سبب في قطع عيش أحدهم لا ذنب له
نهضت عن مكانها وقد علقت عينين البعض بها بعدما عاد البعض الأخر للأهتمام بعمله
أضاء هاتفه باستمرار ولكنه لم يكن منتبها له في الاجتماع كان هاما وحاسم بعد إطاحة شركة الأسيوطي التي تتولى مهامها شهيرة بالطبع
و إنضمام شريك أخر بدلا عنها يعلم إنها بعدما تعلم الخبر وبالتأكيد قد علمت به ستعود علي الفور من رحلتها التي هربت فيها منه
فرك عنقة بارهاق وهو يستمع للشريك الاخر بعدما تحدث المستشار القانوني الخاص به فالبنود موضوعة والكثير من المستثمرين يتمنوا تلك الشړاكه لكنه لا يختار إلا من لا يحوم حولهم الشبهات في مصادر أموالهم ويتمتعون بالنزاهة
استاذ فكري الكرة دلوقتي في ملعبك لا أه لا لاء إحنا مش هنخسر حاجة من عدم شراكتك واختيار الشركة ليك كان بسبب سمعتك في السوق
تمتم بها سليم فطالعه الجالس يحسم قراره قبل أن يوقع فوق أوراق الشراكة في الصفقة الجديدة
علي خيرة الله
ابتسم سليم وهو يري توقيعه فها هو قد اكتسب الرجل الذي يسعي حامد الأسيوطي لضمھ إليه
انتهى الاجتماع المغلق أخيرا وانصرف الجالسين إلا مدير اعماله الذي أخذ يطلعه علي كل شئ جديد واخبار منافسيه
تنهد حازم بضجر بعدما شعر باليأس من رد سليم عليه حتي مديرة مكتبه لا تجيب علي الهاتف وكأن كل شئ ضده اليوم
طالع ساعة معصمه بحنق فالوقت يمر والسيد فهيم سيعود إليهم بعد ساعتين لمناقشة قضيته فلولا المكالمة الطارئه التي أتت إليه لكان وقع في بشاعة الموقف الذي يحدث لأول مرة
وكل هذا بسبب سليم الذي ادخل زوجته للعمل وهي ليست سوي طالبه لم تتخرج بعد
رد يا سليم
استاذ حازم
اغمض حازم عينيه يستمع لها يهدء من روعه حتي لا ينسى إنها زوجة صديقه
التف نحوها ببطء ورغم غضبه إلا إنه أشفق عليها من تلك الحالة التي أصبحت بها فقد لطخت الدموع وجهها
فطالعها علي أملا أن تكون قد وجدت الملف أو تذكرت أين قد اضاعته
لقيتي ملف القضيه أو افتكرتي حطتيه فين
اطرقت رأسها فقطب حازم جبينه واشاح وجهه عنها زافرا أنفاسه بضيق
استاذ حازم أنا المسئولة بلاش تطرد أستاذ هاشم أنا مستعدة أتحمل أي مسئولية بس متقطعش عيش حد بسببي
عادت دموعها ټغرق خديها تخبره بصدق إنها تركت ملف القضية بالمكتب
تجمدت عينين حازم لحظة فكيف ضاع الأمر عن عقله
اسرع بخطواته تحت نظرات فتون التي وقفت تمسح دموعها بكفيها فعلي ما يبدو أن السيد حازم قد تذكر شئ
دعت داخلها أن يمر الأمر ولن تعود لهذا المكان ثانية
تحركت من مكانها تتبع خطوات حازم حتي تعلم إلى أين ذهب
إيه الإهمال اللي بيحصل في المؤسسة ده يا أساتذة
خرج حازم من غرفة المراقبة يتبعه المسئول عن
هذا القسم وما يتعلق به
يا فندم في عطل في الكاميرات من أمبارح بنحاول نصلحه
فين الموظف المسئول يا استاذ
والواقف يطرق رأسه خجلا متمتما
في أجازة مرضية
شكله هيكون في
طرد جماعي النهارده
تحدث أحدهم وكان الجميع يتابع الوضع بترقب وغرابه أما فتون وقفت منعزلة تنتظر ما سيحدث
الملف أه يا استاذ حازم
هتفت بها كارمن وهي
ترفع الملف عاليا والكل ينظر إليها بذهول فكيف وجدته والكل بحث عنه
مالكم يا جماعه بتبصوا عليا كده ليه الملف كان عالق في الدرج
لم يهتم هاشم بالأمر وأسرع نحوها يلتقطه متنهدا براحه ينظر نحو حازم الذي وقف يطالع كارمن بشك فلما هي الوحيدة التي وجدته رغم بحث الجميع عنه
النهاردة مش يوم حظك يا استاذ هاشم كالعادة
القتها كارمن بداعبة فهتف هاشم يصدق علي كلامها
اليوم ده هسجله من كل شهر عشان منزلش من بيتي
ضحك الجميع وقد تناسوا ما حدث وقد عاد الملف
انسحب حازم لمكتبه وأخيرا ها هو السيد سليم صديقه العزيز يهاتفه
ضحكت دينا مستمتعه وهي تستمع للطرف الأخر عبر الهاتف
هايل يا كارمن بجد تجنني مش عارفه أزاي اشكرك
ابتسمت كارمن بسعادة وهي تعبث بخصلاتها في دورة المياة أمام المرآة
اه لو شوفتيها وهي مڼهارة حالتها يا حرام تصعب علي الواحد
واردفت بعدما مسحت طرفي شفتيها من طلاء الشفاه الخاص بها
عشان تتعلم تعرف تبص لفوق إزاي وتتظاهر قدامنا إنها بنت عادية وهي مرات سليم النجار
تمتمت عبارتها الأخيرة پحقد فحتي هذه اللحظة لا تتخيل أن سليم النجار يتزوج فتاة مثلها كانت خادمة في منزله وزوجة سائقه
التمعت عينين دينا بمكر بعدما انهت المكالمه واقتربت من مرآتها تنظر لهيئتها
بتعمل فينا إيه يا سليم مخلينا نجري وراك وفي النهايه تكون متمسك بواحدة زي ديه مجرد خدامة مسيرك في يوم هطلقها
دلف المؤسسة بخطوات سريعة جامدة وعيون الواقفين عليه ينظرون له وقد ادركوا أن الأمر قد وصل له
نهض حازم عن مقعده ينظر نحو فتون التي نهضت من فوق الأريكة وقد كانت تجلس في غرفة حازم حتي يزيل الخلاف بينها وبين السيد هاشم الذي أخذ يعتذر لها عن
أي كلمة قد بدرت منه دون قصد
إيه اللي حصل يا حازم
سليم بيه أنا حقيقي مكنتش أعرف إنها زوجة حضرتك غير من استاذ حازم النهاردة
هتف بها هاشم فحدق سليم بصديقه الذي اشاح عيناه بعيدا عنه ولولا دلوف سكرتيرة حازم التي أتت كالنجدة إليه تخبره عن عودة السيد فهيم
سليم أنا هروح المكتب التاني عشان القضيه وفتون تشرحلك كل حاجة
غادر الغرفة دون أن ينتظر سماع شئ فاتبعه هاشم الذي شعر بالأرتبارك من نظرات سليم له
تنهد پغضب يحاول تجاوز حنقه من صديقه فتعلقت عيناه بها واخيرا قد ظهر وجهها الذي كانت تطرقه أرضا
مين عمل فيكي كده الدموع مغرقة وشك ليه فهميني
صړخ بها وهو يمسك وجهها بين كفيه فارتجفت شفتيها تتذكر تفاصيل ما حدث
فتون انطقي أنا علي أخرى وخصوصا منك لأنك زي العادة بتنسي تستنجدي بيا وكأني مش هعرف أحميكي واخدلك حقك
طيب وطى صوتك وأنا احكيلك
طالعها طالبا الصبر حتي لا يصب غضبه فوق رأسها وبلطف لا يعرف كيف تملكه وهي تطالعه بتلك النظرة التي تأسر قلبه
بحاول اهدي يا فتون
وضمھا إليه بعدما هتف عبارته يمسح فوق ظهرها
مټخافيش
استكانت بين ذراعيه لمدة من الوقت إلى أن ابعدها عنه وتحرك بها نحو الأريكة ينتظر سماع الأمر منها
سردت له كل ما حدث تقسم إليه إنها لم تضيع ملف القضيه عن قصد منها
دلك جبينه ثم فرك رأسه واسترخي برأسه للخلف
مين البنت اللي لقيت الملف
تعجبت من سؤاله فقد ترك كل شيء وارد أن يعلم بهوية من خلصتهم من تلك الکاړثة ولكنها جاوبته في النهاية
كارمن
دلف حازم أخيرا مكتبه بارهاق ولكن عيناه قد توقفت علي صديقه الذي جلس يمازح ويلاطف زوجته يعطيها العصير والحلوي وكأنها طفله صغيرة
اقترب حازم
متابعة القراءة