لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
تنتظره ليبرر لها فعلته ولكنها رحلت راكضة من أمامه
واخرى كانت تتعلق في ذراعه تنظر إليه مبتسمه والأخرى لم تكن إلا شهيرة
سيبها تمشي سيبها تبعد عن حياتنا
استيقظ مڤزوعا من غفوته يمسح حبات العرق فوق جبينه إنه حلم وعلى ما يبدو أن من شدة تفكيره بحديث شهيرة أنها فاقت أخيرا على حقيقة تجاهلتها إنها ستكون الوحيدة الخاسرة إذا تخلت عن أبنتها بالكامل هي تريد إقامتها معها
متكنش أناني يا سليم أنت تقدر تخلف
تاني لكن أنا لاء
نهض من فوق فراشه يشعر بثقل يحتل كامل جسده الساعه كانت تشير للرابعة فجرا
لأول مره أكون عاجز عن التفكير محتاج احس إني مش ظالم مش عايز في يوم بنت تحس إن ظلمتها مش عايزه تعيش اللي عيشته
التقط هاتفه راغبا في سماع صوتها ولكنه تراجع عن الأمر ف بالتأكيد هي نائمة وهو يحتاج لذهن صافي حتى يخبرها عن سبب عدم جوابه عليها ليلة أمس
أدى فريضة الفجر وقرر بعدها يغفو ثانية وقد عاد
عقله وقلبه للثبات بعد ما عاشه ليلة أمس
مشاكل عمل عمته التي بات يسمع عنها أخبار لا يصدق إنها صحيحة ولكنه ينتظرها أن تخبره بنفسها كل شئ شعوره بالذنب نحو أبنته لأنه لا يريد أن تنال حبهم ورعايتهم مقسمة بالأيام وظهور مسعد في إطار حياتهم مجددا وتقاربه من أكثر النساء خبث وهي دينا التي يعلم نواياها نحوه
توقفت السيارة أخيرا في الصباح الباكر أمام الفندق تفتح باب السيارة برهبة قليلا لا تصدق إنها فعلتها وأتت لمدينة الغردقة بصحبة السائق
ترجل السائق من السيارة وأخرج حقيبتها متمتما بإرهاق
نكلم سليم بيه ياهانم نقوله إننا وصلنا
والجواب بالطبع كان بالرفض فهي أتت لتكتشف الحقيقة المريرة التي كانت تخشاها
استقبلها موظف الإستقبال بابتسامة بشوشة
في حجز يا فندم
أعطته بطاقة هويتها أولا ومالت قليلا مشيرة إليه أن يقترب ليسمعها
شعر الموظف بالأرتياب ينظر لبطاقة هويتها ثم إليها
جوزي نازل عندكم هنا هو ضيف مهم
ضاقت عينين الموظف متسائلا
سليم النجار
ضاقت عينين الموظف يرمقها بنظرة فاحصة ثم الرجل الذي وقف خلفها إحتراما
حضرتك مدام سليم النجار
مش شايف في البطاقة الشخصية متزوجة
أيوة يا فندم لكن مش مكتوب اسم الزوج
امتقعت ملامح فتون فهي لأول مرة تواجه هذا الموقف بل
وتتحدث مع رجل بتلك الجرائة البعيدة عن شخصيتها وضعت يدها في حقيبتها الصغيرة التي تعلقها فوق كتفها تخرج له قسيمة الزواج
وضعتها أمامه تنظر إليه في إستنكار هي مستعده لكل شئ فهي ليست بالحمقاء ألا تعرف ما ستحتاجه لتتمكن من دلوف غرفته وتقبض عليه في تلبس
لا طبعا يا فندم كده مقدرش اتكلم حضرتك عملاها مفاجأه ل سليم بيه
رسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة تتخيل اللحظة التي سيراها فيها سليم
طبعا اصل عيد ميلاده بكره وأنا حبيت اعملها ليه مفاجأة
والټفت نحو السائق الذي بات الإرهاق مرتسم فوق ملامحه
ممكن أحجز اوضه لعم محمد
ابتسم الرجل بلطافة فلأول مرة يصادف نموذج من الطبقات الراقية يتعامل بعفوية وبساطه بتلك الطريقة المضحكة
تمام يا فندم طبعا الحساب على سليم بيه
تحركت خلف العامل تتأمل ساحة الفندق الخالية من الزوار في هذا الوقت المبكر
بحركات وئيدة تحركت مجددا خلف العامل بعدما غادروا المصعد تشعر بأن أنفاسها بدأت تنسحب وهي تتخيل ما سوف تراه من صدمة
فتون
هتف اسمها في ذهول ولولا العامل الذي يقف جوارها أمام باب غرفته لظن إنه مازال نائم يحلم بها
وسرعان ما كان يقترب منها يجذبها إليه
أنت جيتي هنا إزاي
عيناها لم تكن معه بل كانت تحدق في باب الغرفة المفتوح
دفعت ذراعيه عنها دون حديث واسرعت لداخل الغرفة تلتف حولها باحثة عنها
هي فين
توقف خلفها في ذهول ينظر إليها
فين شهيرة بتضحكوا عليا عشان عارفين إني هبله
واتجهت نحو الغرفة تبحث داخلها السرير كان خالي والحمام أيضا حتى تحت الفراش والأريكة بحثت في كل مكان دون عقل دون أن تفكر للحظات أن خديجة فهي كانت معه فأين هي
اتسعت عيناه في دهشة لا يستوعب ما يراه فحتى الأن لا يستوعب إنها أمامه
صمته ووقوفه بتلك الطريقة ازعجها إنه يقف كالمتفرج يعقد ساعديه أمام صدره منتظر أن تنهي ما تفعله
أندفعت صوبه تشب على أطراف أصابع قدميها
جايبها معاك الغردقة عشان ترجعلها لا يا سليم باشا لو فكرني هرضى زي ما رضيت تعيش معانا فترة فخلاص فتون الهابله صحيت
هل يضحك أم يجذبها من أطراف بلوزتها لأعلى ويستمتع برؤيتها معلقة
والأختيار الأول كان الأقرب له اڼفجر ضاحكا بعلو صوته رغم مزاجه السئ
لم تشعر بحالها
إلا
وهي تتعلق بعنقه پجنون
هتدفع تمن كل شعور وحش حسيتوا يا سليم أنت اللي طلعت فتون الشريرة من جوايا
استمر في الضحك وهو يراها عالقة به
هتطلقني قبل ما تتجوزها
ارتفع حاجبيه في تسأل بعدما ضاقت عيناه
أنت كنت معايا في الحلم وأنا بتجوزها
كمان اتجوزتها
وكل شئ في ثواني كان ينقلب لندب وبكاء وكلمة واحدة أصبحت تتردد على لسانها مع غباء صاحبتها
طلقني انا مقبلش أعيش مع راجل خاېن و كداب
طلقني وخاېن وكداب كمان
وهي اليوم لن تصمت عن شئ بل ستخرج كل شئ كبتته داخلها سماعها لصوت شهيرة عندما انفتح الخط وعدم جوابه على اتصالها و رسائلها عن تحملها للكثير وصمتها عن حقوقها
طبعا مكنتش فاضي ليا مع أنت كنت مشغول في حاجة تانيه
لحد هنا وهنقف يا فتون
لم تشعر إلا وهي معلقة على كتفه يتجه بها نحو الغرفة المفتوحة يقذفها فوق الفراش
الفندق كله سمع صوتنا وماشاء الله راديو مش راضي يفصل وأنا عشان راجل صبور سايبك تتكلمي شمال ويمين
اردات النهوض ولكنه كان الأسرع منها وهو يكبلها بيديه وساقيه
جيتي إزاي ومع مين
والجواب
هذه المرة كان يأخذه منها في هدوء
مع السواق
وليه مكلمتنيش وعرفتيني إنك جاية كنت حجزتلك تذكرة طيران
عشان اثبت جريمتك
چريمة
نطقها في ذهوله ينظر إليها وهي تحاول التخلص من حصاره
بيتهيألي إنك تعبانه من السفر يا حببتي نامي وبعدين نتكلم
وابتعد عنها يسمح لها بالتحرك لأخذ حمام دافئ وتبديل ملابسها
خدي حمام دافي وغيري هدومك لحد ما اطلب الفطار وبلاش اسمع كلمة زيادة لحد ما تعملي كل ده ونقعد نتكلم في هدوء زي الناس العاقلة
واردف حانقا يستدير بجسده مغادرا الغرفة
واظن طلعت برئ من تهمة الخېانة
طالعته وهو يغادر تحك فروة رأسها وكأنها بدأت للتو تفيق ببطئ وآلية نفذت ما رأته إنه سيمنحها بعض الأسترخاء والراحة لتفكر
غادرت المرحاض بعد وقت طويل بعض الشئ تعقد رابطة المئزر
وجدته يدلف الغرفة ينظر إليها بجمود
تعالي عشان تفطري وبعد كده نامي
مش عايزة أفطر مش عايزة منك حاجة
فتون
اتجهت نحو الفراش متجاهلة هتافه زفر أنفاسه حانقا مقترب منها
أنا بقى اللى ليا حق عندك مش أنت لأن بتصرفاتك خسړتي حقك يا فتون
يعني تتجوز عليا وتقولي حق ومش حق
تجهمت ملامحه فعن أي زواج تتحدث هذه الحمقاء
قولتلك كان في الحلم تصدقي إني غلطان عشان ندمت في الحلم إني زعلت على فراقك
اتسعت حدقتيها في ذهول من صراحته اعتلت شفتيه ابتسامه ماكرة ينظر إليها مستمتعا
يتشك فيا يا فتون
وبجرائة لم يعدها منها تمتمت وهي تتثاوب
أيوة كل الرجاله طبعهم الخېانة
ارتفع حاجبيه في دهشة
فعلا أنت محتاجة تنامي يا فتون
امتقعت ملامحها وهي تراه يأمرها ثانية
مش عايزة تنامي مش مهم في حاجات لطيفه تانيه ممكن نعملها
مال نحوها وقد عاد الاسترخاء يحتل قسمات وجهه دفعته عنها فتعالت ضحكته
احمدي ربنا إني صبور بزيادة النهاردة وعندي حالة تبلد متتوصفش
اشاحت بوجهها عنه فعلقت عيناه في ذهول وصدمة يقطب حاجبيه
بعدما انتبه للتو للتغير الذي فعلته بحالها
أنت غيرتي لون شعرك يا فتون!
تسأل في دهشة ينظر نحو خصلاتها بتدقيق فارتفع حاجبيها في إستنكار من نظراته لا تصدق إنه ترك مشكلتهم الأساسية وڠضبها منه عما فعله بها ويتساءل عن خصلات شعرها
تأوهت في خفوت بعدما اجتذب بضعة خصلات بين أنامله يقطب حاجبيه في تساءل ثانية
هو شعرك قصر أوي ولا أنا بيتهيألي
نظراته القاتمة وتلك التقطيبة المرتسمة بين حاجبيه جعلتها تحدق بخصلاتها التي مازال يقبض عليها بين أنامله
كنت عملاها ليك مفاجأة لكن طلعت زيهم على رأي المدام اللي كانت بتعمل شعرها جانبي ياريت بتقدروا اللي بنعمله
احتدت نظراته فهو لا يصدق إنها فعلت فعلتها الشنيعة بالنسبة إليه
نقدر ده أنا هقدر أوي يا فتون معاكي النهاردة يعني جيالي الغردقة لوحدك مع إني قبلها بعتلك رسالة وطمنتك عليا وتقوليلي نقدر
التوت شفتيها إستنكارا بطريقة كانت تفعلها والدتها عندما كانت ترى أمر لا يعجبها
رسالة لا شكرا على تقديرك يا سليم باشا يا محبوب النساء يا مثال الوفاء
وعادت نظراتها تحتد تتذكر إعترافه لها منذ قليل تدفع يده عن خصلاتها بعدما لانت قبضته
كنت بتحلم إنك بتتجوز طليقتك من تاني لا وكمان كنت في الحلم بتفرج عليكم
حديثها لم يكن ذو أهمية هذه اللحظة فهو أعترف وهو يعلم إنها كباقية النساء ستندب حظها لفترة لا يعلم هل ستطول أم ستنتهي هذه الليلة وترحمه وترحم حالها وقد تعلم الدرس لا إعتراف صريح مع النساء
ارادت النهوض بعيدا عنه لعلها تجد في هواء الشرفة راحة لها عما عاشته ليلة أمس ولكن كان أسرع منها يجذبها إليه يلتقط خصلاتها ويرفعهما عاليا يريد إثارة حنقها كما أغضبته
مين فهمك إني بحب صبغات الشعر لا وكمان تقصهولي طيب مفاجأة بمفاجأة يا فتون هتجوز شهيرة والمرادي هعملها فرح
أصابها الجمود بعد سماعها لكلماته بصعوبة حاول إخفاء إبتسامته
يرفع كفه نحو وجنتها اليسرى يداعبها برفق حتى تفيق من حالة جمودها
لا يعرف كيف ومتى أصبحت فوقه تحيط عنقه بكفيها
زي ما أنت بتحافظ على ممتلكاتك أنا كمان بعرف أحافظ على ممتلكاتي يا سليم
هذه المرة اصابته كلماتها وكأنه كان ينتظر سماعها شهقت في ذعر بعدما انقلب الوضع وأصبح هو في الأعلى
الشاطر حسن مش هيطلع كذاب ولا خاېن يا فتون لأن الشاطر حسن بيحب البنت أم ضفاير حلوه
انقلب المنزل رأسا على عقب بعدما بدأت الأجواء تهدء وتم السيطرة على الحريق الذي لم ينال الكثير من الطبق الأرضي
تنفست كاميليا الصعداء وهي تنظر لزوجها وقوات الأمن
الحمدلله عدت على خير ومحدش حصلوا حاجة
كاميليا هانم ناهد هانم مش موجوده ولا عزالدين موجود
هتفت بها الخادمة تلهث أنفاسها بصعوبة والجميع ينظر إليها في حالة ذهول وصدمة
الفصل السابع والخمسون
بقلم سهام صادق
انتقلت كل النظرات التي تحمل الإتهام نحو كاميليا كاميليا التي ارجفها هول ما حدث وسلبت أنفاسها من شدة الخۏف ستحمل الذنب طيلة
عمرها إذا حدث لحفيدها شئ لأنها المتهمة الوحيدة في تخريب حياة أبنائها فمن شدة عشقها لهم تريدهم أن يعيشوا حياتهم سعداء والسعادة كانت من وجهة نظرها
متابعة القراءة