لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


تدوري على سعادة رسلان رسلان اللي اجبرتي يتجوز بنت أختك ويسيب الدنيا كلها ويبعد حسيتي بي بعد ما حرمك منه 
تجمدت ملامح كاميليا تبتلع تلك المرارة في حلقها تري نظرات اللوم في عينين أبنتها
ليه عايزه ديما تحسسيني بالذنب يا ميادة أنا بدور على سعادتكم يمكن پتخوني الاختيارات بس أنتوا ولادي
لأن محمد ورسلان ذنبهم في رقبتك يا ماما كنت ديما بتسعي تجوزيهم بنات الحسب والنسب اللي يليقوا بمكانة بابا محمد وعايش تعيس مع مراته وبسبب صورته ومكانته الاجتماعيه مش عارف ياخد قرار الانفصال ده غير مكانة اهل مراته ورسلان لولا القدر وحكمة ربنا كان فضل مهاجر وتعيس هو كمان حتى أنك فرضه خالتي في حياتهم وانتي عارفه إنها مهما ظهرت رغبتها في جواز ملك ورسلان إلا إنها هتفضل شايفه ملك سړقت حياة بنتها وإنها هتكون نسخة منها لأنها عارفه وأنت عارفة كل حاجه سلف ودين

لم تتحمل كاميليا سماع المزيد منها لترفع كفها عاليا ټصفعها فوق خدها ترمقها بنظرة مزدرية
للأسف معرفتش أربيك
غادرت كاميليا الغرفة بملامح غاضبه فعلقت عيناها بعينين ملك التي كانت جالسة بجوار أحد الصغار تطعمه حتى تعطيه دوائه
ابقى عقلي صاحبتك
غادرت كاميليا وقد شيعتها عينين ناهد بشماته فلما لا تتعذب شقيقتها مثلها 
أغلقت ملك خلفها الباب تطالع ميادة المنكمشة على حالها لا تصدق أن التي أصبحت أمامها هي ميادة صديقتها التي كانت دائما تركض هنا وهناك تستمتع بكل ما هو متاح أمامها تري الحياة بعينين مبتهجة تسعي وراء سعادتها وتقتنصها مهما كلفها الأمر تطمح بأن يكون لها شأن
ليه بتعملي في نفسك كده يا ميادة
رفعت ميادة عينيها نحوها فاقتربت منها ملك وقد أسرعت في خطواتها بعدما رأتها ټنهار في البكاء
قلبي موجوع يا ملك أنا عرفت دلوقتي ليه رسلان هرب وسافر لندن زمان وكره ولاده وليه أنتي بعدتي وقبلتي تتجوزي راجل تساعديه في محنته وعيشتي مشتته في مشاعرك وضايعة شعور صعب يا ملك انا كنت بحبه كنت بحبه اوي أنا اللي كان حلمي كله أنجح واخد الدكتوراه وارجع مصر بقي حلمي ازاي اهلي هيقبلوا براجل من بلد تانية بعيد عن ثقافتنا ومعتقداتنا
وبأنفاس لاهثة متقطعه بعدما دفنت وجهها بين راحتي كفيها اردفت
ديه مش عايزانى أحزن عايزة تجوزني بأي طريقه كأن اللي عملته عار ياريتني كنت سيبته يمتلكني بالكامل عشان كنت جبتلها العاړ اكتر 
ورغم الألم الذي شعرت به ملك بعدما عادت الذكريات تقتحمها
الۏجع بيتداوي مع الأيام يا مياده 
وفي عناق طويل كفت ميادة عن البكاء تهتف برجاء
اطلبي من رسلان يقف جانبي يا ملك في قرار ماما وبابا مش عايزه اقابل العريس ارجوك يا ملك هنهار صدقيني 
غادر المړيض الذي كان سعيدا بأن حالة قلبه ليست سيئة وأن عمليته ستتم بتكلفة أقل
في المشفى الخاص التي يمتلك شراكتها هو وسليم و شريك أخر بعد أن شرح له الرجل وضعه المادي الذي لا يسمح بتكلفتها بالكامل 
أدخل المړيض اللي بعده يا دكتور
تمتمت بها سكرتيرة عيادته تنتظر ما سيأمرها به
استنى خمس دقايق يا سوسن وبعد كده دخليه
حاضر يا دكتور
اغلقت الباب خلفها تعطيه الوقت الذي طلبه منها حتى يستعيد تركيزه ثانية بنشاط
تعالا رنين هاتفه فالتقطت عيناه اسم المتصل فاسرع في الاجابه مبتسما مازحا
مش معقول أكون لحقت أوحشك يا ملك
رسلان طنط كاميليا كانت هنا وأنت عارف إيه اللي بيحصل لميادة كل ما بيتم حديث بينهم
استمعت لصوت تنهيداته ثم تسأل مستفهما
في عريس مش كده أنا مش عارف ماما مش صابره ليه عليها وكأنها عايزة تتخلص من عارها
ما طنط كاميليا للأسف بتتعامل معاها كده حتى انت يا رسلان
أنا يا ملك
جلست فوق فراشها تجيبه بما هو غافل عنه
ايوة يا رسلان نظراتك كلها فيها لوم ميادة غلطت في تصرفها وهي عارفه كده كويس بس مين فين مبيغلطش يا رسلان
انتظرت سماع رده ولكنه اتخذ الصمت مفكرا 
لو ليا خاطر عندك يا رسلان ارجع احتوي ميادة من تاني الحب صعب يا رسلان وللأسف الحاجه الوحيدة اللي بتضعفنا هو
حاضر
والجواب كان يمنحه لها في كلمه واحده ابتسمت براحه فرسلان دوما متعقل لا يتجادل في أخطائه
مافيش كلمة حلوه قبل ما اقفل ده انا هرجع الفجر من المستشفى وهكون جعان نوم 
انفرجت شفتيها بضحكة خافته استطاعت كتمها بصعوبه
روح شوف المرضى بتوعك يا دكتور
قلبك قاسې يا حببتي عموما هتوحشيني الكام ساعه دول 
وفي سعادة وراحه كان ينهض عن مقعده مستعدا لمريضه الذي دلف للتو
غادرت غرفتها حتى تري الصغار وقد اسرعوا إليها يطالبونها بحملهم
حبايبي مادام صاحين وفايقين كده تعالوا احميكم بقى وانتوا أكتر حاجه پتكرهوها المية
تمتمت بها بعدما قبلتهم تحت نظرات ناهد التمعت عينين ناهد بشړ بعد أن استمعت لعبارتها الأخيرة التي هتفت بها بأمومه
الدنيا برد عليهم أنت عايزة تموتيهم
شحبت ملامح ملك وقد اخترقت عبارتها أذنيها فاسرعت ناهد نحو الصغار تجذبهم صوبها 
فصډمتها الحقيقة التي تغافلت عنها ناهد كما هي لم تتغير وقد صدق رسلان حينا أخبرها إنها مهما فعلت معها فستظل خالته بنفس سوءها وانانيتها
ارادت أن تطمئن عليها قبل أن تبدء بترتيب ملابسها في حقيبة سفرها بعد أن رفضت أن تفعل لها الخادمة الأمر شعرت بالخجل من حالها لو كانت هي من اصابتها بالعين بعدما رأت أهتمامه بها
فتون هو انا عيني وحشه ولا إيه ده انا عماله اقول لنفسي يا سلام لو اقابل راجل زي سليم النجار رغم إني في الأول مكنتش بطيقه 
واردفت

حانقة من حالها
لأنها السبب فيما حدث فكثيرا ما نبهت أحمس على نظراته التي ټخونه نحو فتون التي لم تعد جارته الضعيفه التي يجب عليه حمايتها والإعتناء بها بطريقة ملفته 
أنا قولتلك قولي الله اكبر في عيني طلعت عيني وحشه
لم تتحمل فتون حديثها الذي اجبرها على الضحك
ايوة كده اضحكي اللي انتوا بقيتوا فيه ده يا فتون حاجه عاديه في الجواز مع الوقت هتلاقي نفسك لا انتي عارفه ليه بتتخانقي ولا هو عارف السبب 
كأنك خبرة يا جنات
ارتسم الألم فوق ملامح جنات ولكن سرعان ما تمالكت تأثرها
فتون سليم بيحبك وديه حقيقه كل يوم بتأكد منها فحافظي عليه وحاولي تتكلمي معاه بلاش كل معلومه بتاخديها تطبيقها عشان تظهري ليه بصورة الست الناضجة وفي نفس الوقت حاولي تتجاوزي صورة الخدامه اللي لو فضلتي حطاها في دماغك هتفضلي شايفه نفسك قليلة شوفي نفسك عالية يا فتون
وبتعقل أصبح
مختلف لدي جنات فهي لا تريد لها أن تفشل زيجتها الثانية وتعيش طيلة عمرها بأحلام خائبة
اقفى قدام المراية وشوفي فتون الجديدة فتون اللي قدرت تتجاوز كل شئ وتدخل كلية الحقوق فتون اللي قدرت ټخطف قلب راجل زي سليم النجار فتون اللي كلها تلت سنين وتتخرج من الجامعه وتدخل المحكمه تدافع عن الناس 
اقتربت فتون من مرآتها تنظر لهيئتها شعر معقود بترتيب ملامح متوردة رغم تورم عيناها من البكاء جسد بدء ينضج وليست تلك الصورة التي مهما هربت منها مازالت مرسخة في عقلها
صورة الخادمة ذات الضفائر والجلباب البسيط
جوزك بيغير عليك يا فتون وأي راجل بيحب مراته هيغير عليها حتى لو كان أحمس بالنسبه ليك مجرد اخ وأصغر منك
هتفت بها جنات بعدما استجمعت قواها وابتلعت المرارة التي استوطنتها تعطيها الجواب على سؤالها الذي سألته لها في بداية مكالمتهم لما كاظم لا ينظر لاحمس كما ينظر له سليم
تراجع كاظم بخطواته عن غرفتها بعدما أستمع لحديثها بالكامل 
دلف غرفته واقترب من فراشه يجلس فوقه بعدما ثقلت أنفاسه بشعور غريب عليه 
ليه بدأت تتحرك أنت كنت مت من زمان مت مع القسۏة
لم يمنحه قلبه الجواب فالراحه
باتت بعيده عنه منذ أن دخلت حياته إنه بدء يهزم يهزم في طريق الحب الذي يعرف نهايته السقوط دون رجعه
وفي خضم معركته مع مشاعره كانت تندفع داخل الغرفه تهتف به بملامح جامدة أجادة رسمها
أعمل حسابك اول ما تخلص الرحله ونرجع مصر هرجع شقتي علي طول و ورقة الطلاق توصلني لا إلا المحاكم هتكون بينا
والذهول وحده ما كان يرتسم فوق ملامحها وهي تراه يضحك بقوة وكأنها تخبره بمزحه
فاقت من ذهولها واقتربت منه حانقة وقد ارتسم التهكم فوق شفتيها
بيتهيألي مقولتش نكته عشان تضحك بالطريقة ديه
توقف عن الضحك وهو يراها تطالعه بمقت تهز ساقيها مستاءه تنتظر جوابه وإقراره بالموافقة على حديثها 
وسرعان ما كانت تشهق صاړخه بعدما أجفلها وجذب ذراعها نحوه
مش عارف قولتها ليك قبل كده ولا لاء 
كاظم النعماني مبياخدش أوامره من حد
حاولت دفعه مجددا ولكنه كان مصر على نيل ما يريده هذه اللحظه ا حتى يشعر بذلك الشعور الذي كان يشعره معها عندما كانت راغبه مستمتعه بين ذراعيه
دفعته عنها بكل قوتها ترمقه بازدراء أصابه ولكنه تجاوزه ينظر إليها مستمتعا 
ياريت تكوني جاهزة بعد ساعه عشان ميعاد الرحلة
خرجت شهيرة من المطعم بملامح حانقة لا تستوعب حتى الأن كيف لابن السائق الذي كان والده مستخدم لديهم أصبح من المستثمرين وقد عاد للوطن ليستثمر فيه
اوعي تكون اتضايقت من أسلوب شهيرة يا ماهر باشا
طالعه الجالس بعدما اشاح نظراته الجامدة التي كانت عالقة بها وهي تغادر شهيرة الأسيوطي المرأة الجميلة التي ورثت جمود المشاعر والكبر وقله الذوق من عائلتها
مافيش مشكله يا حامد باشا خلينا نرجع لكلامنا
ابتسم حامد فمازال باشا كما هو ولكنه نسي إنه منذ لحظات كان ينعته أيضا بنفس اللقب وقد تساوت الرؤوس
توقفت شهيرة أمام سيارتها بعدما تعالا رنين هاتفها زفرت أنفاسها بحنق وهو تري رقم دينا وبتأفف كانت تجيبها
خير يا دينا وياريت لو معندكيش حاجه تفيد تقفلي لأني مزاج مش تمام
ابتسمت دينا تنظر لذلك الذي كان يشاركها الفراش منذ ساعات 
بدل ما تباركيلي على خطوبتي
امتقعت ملامح شهيرة فما الجديد الذي تعيشه هذه المرأة إلا الزواج والطلاق
أنا فكرت في حاجة ټحرق ډمها زي ما هي حارقه دمك 
وبوداعه اردفت بعد أن وجدت شهيرة تترك لها أذنيها وتسمعها خاصة بعدما صمتت
متهونيش عليا يا شهيرة تفضلي في كفة الست المهزومه وسيرتك على كل لسان في النادي والحفلات
مين اللي بيتكلم عني قوليلي مين يا دينا وبلاش شغل التلميح ده
دول كتير يا شهيرة بس محدش يقدر يتكلم قدامك
اطبقت شهيرة فوق هاتفها پغضب تلعنهم جميعا وتلعنها معهم
خليني اقولك ټحرقي ډمها إزاي وتخلي الكل يعرف إنها لسا خدامه عند سليم 
يتبع 
بقلم سهام صادق
الفصل الخمسون حتى الفصل الخامس والخمسون
الفصل الخمسون
بقلم سهام صادق
اقتربت شهيرة من باب الحجرة التي وقفت أمامها منذ ساعات تستمع لصراخه عليها وضعفها أمامه ف مثيلاتها هكذا ينحنون ويضعون أنفسهن تحت الأقدام حتى يعيشون في ثراء أتاهم بعد جوع بل و كان حلما بعيدا
هي مؤمنة بالتوافق الفكري والاجتماعي ولا تتنبأ لهذه الزيجة إلا بالفشل وسليم كعادته مهما أعطى وأظهر من نبله هي متأكده تماما إنه سيضجر منها
 

تم نسخ الرابط