لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


عامل زي ظباط الجيش مع عساكرهم في الكتيبة
لكن السيد كاظم هيكون أب رائع و ولاده هيكونوا محظوظين إنهم عندهم أب مثله
هتفت بها سندي الجالسة برفقة أمير بعدما مالت نحوه تتعلق بذراعه زوجين من العيون حدقوا بها
جنات التي طالعت نظراتها الفاحصة الوقحة نحو زوجها وخديجة التي امتقعت ملامحها من شدة الغيرة
أستاذ أمير هنبطل هزار ونكمل أكلنا ولا أنت شايف إيه

حك أمير ذقنه متراجعا للخلف يعلن إتخاذه الصمت بعدما بات حديثه سخيفا
علقت عينين خديجة به مقهورة مما ترى وقد عاد لأندماجه مع رفيقته الجميلة الصغيرة
شايف طبقك زي ما هو لو الأكل مش عجبك نطلب غيره
اهتمامه بدء يريبها تنظر إليه في توتر تخشى أن يكون علم بشئ ولكنها لم تخبر بأحد سوى فتون وتخلصت من أختبار الحمل فما الذي يجعله اليوم غريب الأطوار معها
أنت ليه مشغول بيا أظن إني أخر حد ممكن تهتم بي 
حاول كاظم تلاشي ما يسمعه منها
لو مكنتش أهتم بيك ههتم بمين يا حببتي
التقط أمير عبارة شقيقه فتعالا تصفيره غير مصدقا ما يراه ويسمعه اليوم
لا ده أنت الست الوالدة طلعت دعيالك يا جنات شكل البوص راضي عنك أوي
ومال نحو رفيقته هامسا لها ببضعة كلمات بعدما علقت عيناه بخديجة التي ضغطت فوق شفتيها بقوة حتى تسيطر على رعشت شفتيها 
نهضت خديجة عن مقعدها تخشى أن ټخونها دموعها شعور لم تعلم قسوته يوما ولكن اكتشفت إنه لا يحتمل 
استأذنت منهم للذهاب لدورة المياة 
فأماء لها كاظم برأسه ولكن أمير ركز أنظاره بقلق عليها فهو مهما أظهر عدم لامبالاته إلا إنه لا يتحمل رؤية دمعة واحدة تسيل من عينيها ولكن هي من اختارت أن يبحث عن أخرى لتؤكد له كم هي قوية دونه حتى لو رأته مع مئات النساء
رايحة فين
ضاقت عينين كاظم في تساؤل وهو يراها تنهض هي الأخرى
هروح فين يعني أكيد هروح الحمام
طالعها كاظم فاحصا ملامحها برفق غير مهتم ب ردودها الفظة التي باتت تثير حنقه
لكن أنت مأكلتيش حاجة
تجمدت ملامحها فما الذي يقصده من عبارتهانقذها من نظراته العبثة رنين هاتفه فاسرعت في مغادرة طاولة الطعام تتجه نحو الجهة التي سارت إليها خديجة تتمتم داخلها في ريبة
معقول يكون سمع مكالمتي مع فتون لا لا مش معقول
علقت عيناه بصغيرته بعدما قبلته فوق
خده وركضت نحو والدتها فهي اختارت أن تقضي ليلتها بين أحضان والدتها بعدما خيرتها بينهم أبنته أصبحت تبتعد عنه تبتعد لدرجة يخشى فيها فقده لها
غادرت شهيرة الغرفة فالحديث بينهم لم ينتهي عن أمر صغيرتهم لأنها ببساطة أدركت لم يعد متبقي لها إلا أبنتها ونجاحها في عملها وهما ما ستحارب من أجلهم فقط
طالت نظراته المتحجرة نحو باب الغرفة يرفع راحة كفه يفرك جبينه
أنت كنت عارف ومتأكد يا سليم إن شهيرة لو فاقت من صراعها مع نفسها هتختار بنتها لكن أنا مش هتحمل بعدها
عصفت به الأفكار أبنته وفتون
فماذا سيحدث لو خيرته شهيرة للمرة الأخيرة بينهم
حبه لأبنته قوي لدرجة أصبح يتسأل هل أحبه والديه كما يحب أبنته وكان هو الأعمى عن حبهم أم هو يعوض كل ما أراد أن يعيشه مع صغيرته فأصبح لا يتحمل حتى اختيارها لحضن والدتها عنه 
صورتها الجميلة الناعمة اخترقت صراعه مع أفكاره فتون زوجته الصغيره المرأة التي رغم كل ما بها من عيوب كطفله ساذجة تحتاج للنضج إلا إنه مهوس بها 
مجرد أن تتلامس أجسادهم يفقد معها صوبه يجتاحها بقوة وهي كالدمية الصغيرة بين ذراعيه تتركه يشبع إلى أن يرتوي وكلما سأل حاله ما هذا الجنون لا يجد إلا إجابة واحدة إنه متيم بها 
متيم بنظرتها إليه التي لم يراها في عينين أمرأة من قبل
اطبق فوق جفنيه بقوة لعله يسمح لعقله الراحة قليلا حتى يفكر هل لديه قدرة أن تعيش أبنته معها وتأتي إليه مرات بالأسبوع تحددها شهيرة له بعدما افصحت له الليلة أنها لن تنجب غيرها وهي ما تبقى لها فلا يكون أنانيا لهذه الدرجة
حاولت خديجة مسح دموعها بعدما تلاقت عيناها بعينين جنات في صورتها المنعكسة بالمرآة
أنت كويسة
تسألت بها جنات وقد اقتربت منها فجاهدت خديجة في إخراج صوتها بثبات حتى لا تشك بأمرها
شكرا لأهتمامك 
ابتسمت جنات إليها ولم تعلق على شئ فهي تعلم إنها تكذب عليها كما أصبحت تعلم الكثير من الخبايا بفطنتها الأنثوية
أنا مبسوطة إن أتعرفت عليكي وكنت أتمنى تعارفنا يكون أفضل من كده
واردفت مازحة تتذكر دعابات
أمير والعرض المسرحي الذي يفعله أمامهم
أمير بصراحة مش مدينا فرصة نتكلم ولا نتعرف على بعض لكن حقيقي هو شخصية لطيفه
ارتعشت أهداب خديجة ثم لفظت أنفاسها ببطئ تحاول السيطرة على مشاعرها حتى لا تكون صفحة مرئية أمام المرأة التي لا تراها إلا شديدة الذكاء
وكاظم شخصية جميله وبيحترمك ك ست بصراحة

مكنتش اتخيل إن أشوف كاظم في يوم زوج متفهم ورائع
ارادت خديجة
أن تغير محور الحديث بعدما شعرت بتلميحها فهي ليست بالسذاجة ألا تفهم ما تلمح إليه
وشخص ك كاظم إنه يعامل ست ب اللطف ده هما حاجتين يا أما بيقدرها ويحترمها جدا أو بيحبها
القتها خديجة وانسحبت مبتسمة بعدما رأت الوجوم أرتسم فوق ملامح جنات تراها مثلها أمرأة يقودها الكبرياء ولكن هي وأمير حكاية مختلفة
حاولت جنات أن تفيق من ذهولها ما سمعته منها وتلك النظرة التي رمقتها بها قبل أن تتركها بمفردها وعلى ما يبدو إنها ليست وحدها من كانت تركز معها بل خديجة النجار كانت مثلها تتابع حرب المشاعر التي تدور بينها وبين كاظم
أنا متأكده إن علاقتهم أكبر من إعجاب
وسرعان ما كانت ترفع كفها نحو شفتيها تكتم صوت شهقتها تتذكر تلك القطعة النسائية التي وجدتها أسفل الفراش
معقول خديجة النجار و أمير بينهم علاقه من النوع ده
استطاعت لأول مرة أن تخفي مشاعرها عن نظرات السيدة ألفت المصډومة ثم السائق الذي دلف للتو مكان وجودهم
عايزه أعملها مفاجأة ل سليم واروح الغردقة
أنت عايزانا نتحرك دلوقتي يا هانم
هتفها السائق في صدمة فانحنت نحو حقيبة الظهر الخاصة بها وقد وضعت فيها بعض ملابسها
ياريت يا عم محمد لو مش هتقدر ممكن تحجزلي تذكرة أتوبيس
لكن يا هانم سليم بيه ممكن يضايق لو عملت حاجة زي كده من غير إذنه
امتقعت ملامح فتون فهي بصعوبة تسيطر على مشاعرها أمامهم
عم محمد عنده حق يا بنت ممكن سليم بيه يضايق ومتعجبهوش المفاجأة
توترت ملامح السيدة ألفت بعدما أدركت معنى عبارتها التي لم تكن تقصدها ف النظرة التي تطالعها بها سيدتها الصغيرة ما هي إلا نظرة شك
مقصدش حاجة يا بنت لكن لو أنت عايزه كده ف القرار قرارك طبعا
وبهمس استمعت إليه السيدة ألفت وقد أصاب دهشتها وبدء حدسها يخبرها أن هناك شئ قد جعل سيدتها الصغيرة تتخذ قرار كهذا بعيدا عن شخصيتها
صح القرار قراري وبعد كده هيكون ليا قرارت كتير 
اليوم كان عصيب ومرهق عليها تسمح للهواء عبر نافذة السيارة يعبأ رئتيها لعله يخفف من ذلك الشعور الذي تشعر به 
قرأت رسالته التي بعثها لها قبل ساعة يخبرها إنه أسف على عدم جوابه عليها وإنه سيحادثها صباحا 
السيارة اخذت تشق طريقها في الظلام نحو مدينة الغردقة وقد سمحت لحالها
أخيرا أن تغفو 
اجتذب ذراعها حانقا بعدما لم يعد لديه قدرة على السيطرة نحو كل ذرة يشعر بها بسبب أفعالها
هو ليس خبير بتلاعب النساء فهو كان يكره صنفهم ويتحاشا وجودهم عن حياته 
سيب أيدي يا كاظم أنت بتوجعني
احتدت عيناه بعدما دفعها للخلف والصقها بالجدار
عايزة توصلي لأيه يا جنات 
ضافت عيناها في حيرة فهي لم تعد تسعى معه نحو شئ بل تقتص لمشاعرها حتى لا تظل طيلة حياتها تشعر بالعاړ من حالها خاصة وأن هناك طفلا سيربطهما سترى فيه دوما خيبتها وكم كانت مرأة حقېرة حينا رفضت المال والتسوية عن الأرض التي فقدها والدها منذ زمن وعادت هي تطرق أبوابهم تطالب بحق والدها والهدف لم يكن التعويض عن الأرض بل كان هو
ردي عليا
حاولت دفعه عنها تتمتم حانقة
مش عايزة أوصل لحاجة كل اللي عايزاه رحلتنا تخلص ونرجع مصر وتطلقني
استفزته في تماطلها بالحديث فعاد يحكم قبضة يديه فوق ذراعيها
دلوقتي النموذج اللطيف من الرجاله عجبك ضحك وهزار
ارتفعت وتيرة أنفاسه وهو يراها بدأت تستوعب ما يقصده
لا والهانم مش مكيفها إني ساكت ومتقبل ضحكها واشعارها عن شخصية أخويا اللي تجذب أي ست بكل وقاحة تقول كان نفسي أتجوز راجل بشخصيتك 
ضاقت أنفاسها بعدما أصبح يلمح لأشياء تهين كرامتها
طبعا كاظم باشا لازم يفكر فيا بأي صورة وحشة عشان يأكد كل يوم لنفسه أد إيه أنا ست وحشة
والله أنا شايف إن الأدوار أتعكست
تمتم بمراوغة بعدما تلاشت المسافة بينهم وامتزجت أنفاسهم
قصدك إيه
التمع المكر في عينيه متلذذا وهو يراها بذلك التخبط وتلك الحيرة
بيتهيألي إنك أذكى من إنك متفهميش كلامي يا جنات
حاولت التخلص من حصاره لكنه احكم ذراعيه حولها
قصدك إن أنا اللي بقيت الطرف السئ في الحكاية عايز توصل لإيه يا بن النعماني عايز تاخد مني إيه تاني
عايز ده يا جنات
تجمدت عيناها من أثر حركته فوق جسدها كفه وضع فوق دقات قلبها الهادرة
أصابها الذهول وهي التي ظنت أن ما يريده منها ما تخشى معرفته به
المرادي مش عايز جسمك يا جنات عايز قلبك يدق باسمي
تعالت أنفاسها وقد جف حلقها تطالعه في صمت إنه يضغط عليها بشدة اليوم وهي غير قادرة أن تستوعب كل ما باتت تعيشه معه
تلاقت عيناهم ينتظر أن يسمع جوابها ولكنها كانت ساكنة الملامح والجسد ولولا رعشت أهدابها لظنها باتت جامدة كالتمثال
اللعبة خلصت يا جنات وأنا الخسران
أنت بتعمل كده عشان تخدعني وأخرج من حياتك ضعيفة مش قوية ليه پتكرهني كده
لدرجادي أنا إنسان حقېر
هتفها بمرارة لا يصدق إنها تخاف من تلاعبه بها حتى يخرجها من حياته بقايا أمرأة
أنا اللي فرضت نفسي عليك حبيت أكون أنانيه لمرة واحدة من عمري وأعيش في حياة مش ليا خلينا نبعد يا كاظم يمكن اقدر ارجع أحترم ذاتي من تاني
حاولت الإبتعاد عنه لكنه عليه لا يريد تفسيره بل إنه يريد فقط الراحة بين ذراعيها
لم تعد لمقاومتها معنى بل تركت له أبواب حصونها الليلة مفتوحه 
ويا للعار إنها تتجاوب مع الدافئة تهتف باسمه بأنفاس لاهثة
ابتسمت ناهد بأبتهاج وهي ترى النيران تشتعل في منزل شقيقتها بعدما ابتعدت بالصغير ولم ينتبه عليها أحد من الحرس فالجميع ركض نحو الداخل
هنمشي من هنا يا حبيبي هيكرهوك عشان أنت شبها
ولم تكن تقصد إلا أبنتها فالصغير كلما كبر أصبح نسخة مصغرة عن مها أبنتها الحبيبة الغالية 
توقفت سيارة الأجرة التي تعرف صاحبها ولم يكن إلا السائق الأجرة الذي كانت معه الأمس 
تقف بعيدة عنه ترمقه بنظرات لائمة حزينة دموعها تسيل فوق خديها ومهما هتف باسمها يرجوها أن
 

تم نسخ الرابط