لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
ملك ضاحكة
مش عارفه إزاي نشيلتي بجذمتك وبطحتي
سقطت هذه المرة دموعهم من شدة الضحك وملك تزيد من قص تلك المواقف السعيدة التي ضحكوا فيها من قلبهم
نفسي ارجع الحارة تاني يا ملك عايزه ارجع لبيت أبويا منه لله فتحي حرمني من حقي وسابني في بيوت الناس اشحت عطفهم
عادت الألم يستوطن قلب بسمه فلو كان لديها جدران تحتمي بهم ما عاشت ما عشته
استنكرت
ملك حديثها فهي تعيش في بيته مهما كانت بداية زيجتها بجسار لكنها ليست عاله عليه ما تناله حقها
أنت عايشه في بيت جوزك يا بسمة كل اللي بتاخدي منه ده حقك
اطرقت رأسها تفرك كفيها بقوة زواج كانت نهايته معروفه أن ينال من خلفه حقه فتكون نهايتها فيه كبائعة هوا
بصيلي يا بسمة ارفعي وشك وقوليلي ليه قدمتي نفسك ليه بسهوله
أنا قولتلك اوعي تحبي في يوم راجل مش شايفك لكن إظاهر نصيحتي قدمتها متأخر
لعقت بسمة شفتيها وقد انفلت صوت شهقاتها منها رغما عنها
ڠصب عني يا ملك حاولت كتير اكرهه أنا حبيت الصورة اللي أنت رسمتيها عنه لكن طلعت غبيه حتى جيمي قدمته ليه عشان اخلص من لعڼة حبي ليه انا بكرهه
كرهك ليه كذبه بتضحكي بيها على نفسك يا بسمه اسأليني أنا
لا خلاص أنا عايزه ابعد عن حياته
عايزه اعيش بعيد عنه خليه يطلقني
هتفت بها بسمه باندفاع تشيح عيناها بعيدا عنها
بسمه لو القرار نابع من جواكي صدقيني هقف جانبك
ارجعي بس لنفسك يا بسمه وأنا هكون جانبك في أي قرار لكن عشان اريح قلبك هو السبب في اللي عيشته كل مرة كنت بدور على خلاصي من إحسانه ليا في بيته قولت عنتر ارحم من شعور النبذ اللي عايشه مش لاقيه مكان اعيش في يا ملك أصعب حاجه إنك متقلقش اربع حطان يضموكي وأنت مطمنه
غلظته معها في البداية إلا إنه أكرمها في منزله وحياته
بسببه رميت نفسي في سكن معرفش
حاجة عن أصحابه مجرد ما سمعت إن في اوضه فاضية جريت اقولهم خلوني اعيش معاكم
عادت لبكائها وقد عاد مشهد تلك الليلة يقتحم عقلها تضم جسدها بذراعيها
تحول بكائها لضحكات ساخره
كان صاحب المصنع آخره يمد أيده وفي اللي يقبل وفي اللي زي لما يقول لاء يبقى يشتغل زياده ويتهان
توقفت عن الحديث تبتلع غصتها بمرارة كعلقم الدواء
تعرفي أن اختارت عربيته هو بالذات ليه اهرب فيها من كلامك عنه واد إيه هو راجل كريم مد ايده ليكي وفضل واقف معاكي حتى بعد ما اطلقته وقت ما بتحتاجي بتلاقي قولت هيكرمني عنده ويساعدني لكنه
اطرقت بسمه رأسها تسلط أنظارها نحو كفيها
لكنه إيه يا بسمه ملقتيش منه اللي كنتي مستنياه عارفه ليه اتوجعتي من جسار عشان حلمتي بي كراجل يحبك
حلمت حلم مش من حقي يا ملك
والله اه اتحقق يا بسمه رغم عدم اقتناعي بطريقة جوازه منك إلا إني بقيت اشوف الأمور إنها أقدار ممكن نكره البداية نستغربها لكن في النهاية بنعرف إن طول ما الإنسان ما بيخططش ولا بيدبر للشئ بيلاقي اللي نفسه فيه
ضاقت عينين بسمة في حيرة حديثها اليوم مع ملك عجيب ولكن روحها عادت إليها معها ملك وحدها نقطة أمان داخلها
خلينا ننسى جسار وحكايتكم دلوقتي يا بسمه حتى اللي حصل في الليله ديه تجاوزي واتعلمي منه ونعلم غيرنا إزاي في بقى في واقع مفروض علينا بأفكاره أفكار فيها هلاكنا وهتكون لينا نهاية
التمعت عينين ملك وهي
ترى بسمة تحرك له رأسها مستوعبة حديثها تنفض عن رأسها بشاعة ما عاشته
لازم ترجعي بسمه بتاعت زمان بسمه اللي رغم كل الألم إلا إنها كانت بتضحك ومبسوطه حلم تعليمك كليتك اللي كلها ايام وهتدخليها دوراتك اللي بتاخديها ميادة قالتلي إن كان نفسك تتعلمي التصميم وأهم حاجه قربك من ربنا هتتجاوزي كل حاجة وحشة صدقيني
عضت فوق شفتيها خجلا فقلبها نال سكينته عندما أخرجت كل حديث عالق بقلبها في سجودها
الساعه السادسة صباحا في محافظة البحر الأحمر وقف بسيارته قرب المنزل الذي أرسل له عنوانه من رقم مجهول
خرج من سيارته يدور بعينيه بالمكان
مشاعر متضاربة يشعر به ڠضب حب حنين واڼتقام رجولة مهدورة وشوق اكبر يدفعه
فتحت عيناها بصعوبة تنظر نحو الساعة المعلقة تستعجب تلك الطرقات فالممرضة التي أخبرها عنها رحيم لرعايتها قدومها في الثامنة
التقطت هاتفها لتهاتف رحيم فالساعة الأن السادسة صباحا
استمرت الطرقات تنظر لهاتفها فهاتف رحيم مغلق
بقلق تحركت نحو الباب تهتف پخوف صار يستوطنها
مين
لم يصدر أي صوت فابتعدت عن الباب مرتعدة
أسرعت نحو الشرفة التي ربما تطلعها على هوية من بالخارج ولكن قدميها تيبست مكانها تستمع لصوته
أفتحي يا خديجة
ابتسم الواقف ينظر نحو ابنة شقيقته وقد وقفت تحدق بالسماء شاردة
اخفيتي الأوراق التي كنت أسعى لارسالها لابن النجار اليوم حتى لا يسبقنا حامد تريدين حماية أفراد عائلتك يا صغيرة
اطبقت فوق جفنيها للحظات تزفر أنفاسها ببطء قبل أن تلتف إليه
أريد النزول لمصر عليهم معرفتي
هز الواقف رأسه ينظر لعينيها الشبيها بعينين والدها حتى ملامحها
قد أن أوان ظهورك ليندا
تقهقرت للخلف تنظر إليه وقد احتلت الدهشة عينيها هي بالتأكيد تحلم بوجوده شعور الحاجة إليه جعلها تظن إنه هنا وواقف أمامها
اغمضت عيناها لعلها تفيق من حلمها أمير ليس هنا لا أحد يعلم بمكانها إلا رحيم وسليم
صوت إنغلاق الباب جعلها تعود لفتح عيناها وقد ازداد قربه منها عيناها هذه المرة تعلقت بعينيه عتاب وشوق وحدهم ما كانوا يحتلوا مقلتيه
أمير
خرج اسمه من شفتيها في همس يثقله الحنين ثم ازدردت لعابها وهي ترى نظراته يغلفها الجمود يقبض فوق كفيه بقوة يمنعهم عن لهفتهم
الزوجة الهربانة ولا نقول الجبانه افضل
تجمعت الدموع في مقلتيها تقاوم ذرفهم تطرق رأسها أرضا تتمنى لو تخبره إنها لا تتحمل فراقه ولكن قربها منه لعڼة وسيدفع حياته ثمنا
المرادي مش هسألك عملتي كده ليه لأني خلاص عرفت دوري كان إيه في حياتك
انسابت دموعها تهتف داخلها في آسف لم تكن تقصد چرح كرامته لكن ماذا عساها
أن تفعل علاقتهم لن يجني من ورائها إلا ضياع مستقبله وعمره ليت كل شئ يصير كما نتمنى
مش عارف انتقم منك يا خديجة ولا عارف اوجعك زي ما وجعتيني حتى لما اختارت اوجعك في اكتر حاجة عارف نفسك فيها قولت إزاي اوجع قلبي قبلها
ارتفعت نظراتها نحوه في صدمة وسرعان ما كانت تحيط بطنها بذراعيها لن يوجعها إلا بطفلهم الذي يحارب معها في صمود حتى يأتي إليها
تقوست شفتيه بابتسامة ساخرة وتعلقت عيناه بفعلتها
مټخافيش يا خديجة هسيبهولك أنا مش وحش لدرجادي إني احرمك منه أنا قررت اسافر واسيب البلد
كلها مبقاش في فايده إني افضل احارب عشان ست رفضاني في حياتها ست شيفاني ابعد من أني اكون شريك حياتها
أمير ارجوك
ازدادت نظراته تهكما فعن أي رجاء تطلبه منه
إظهري يا خديجة وارجعي لحياتك من تاني مټخافيش مش هظهر تاني في حياتك أنا مش أمير العابث بتاع زمان اللي الكل فاكر إنه طمعان في فلوسك
توقف عن الحديث يتحاشا النظر إليها
مش بيقولوا ألم الحب بيغير
ابتعلت غصتها في مرارة تفرك كفيها ببعضهم بقوة لعلا ذلك الألم الذي ينهش فؤادها يرحمها
أمير أنا
عادت دموعها تنساب هذه المرة بغزارة تضع كفها فوق شفتيها تكتم صوت شهقاتها وهي تراه يستدير بجسده مغادرا بعدما أشار إليها بالصمت
فلم يعد
للحديث معنى ولم يعد العاشق الولهان بل أصبح عاشق مطعون لا كرامة له
تحرك تحت نظراتها المصډومة فهل أنتهت حكايتهم هكذا سيتركها دون أن يخبرها بكلماته المعتادة
عيناها تعلقت به وقد ازداد سرعة أنفاسها لا تتخيل إنه سيرحل بعيدا منحها ما اراده عقلها
أمير
خارت قواها وسقطت أرضا وهي تهمس اسمه ما ارادته ستحصل عليه ولكن الألم يزيد داخلها
تيبست قدماه مكانهم يطبق فوق جفنيه بقوة عليه الرحيل عليه ألا ينظر ورائه مجددا
عقله يدفعه للرحيل والهرب والبعد عن كل من ظنوا إنه ليس إلا رجل طامع عابث وقلبه يهتف به ملتاع من نيران الشوق
استدار بجسده راغبا في وداعها لمرة أخيرة وقد صعقه هيئتها
خديجة تجلس أرضا تضم بطنها بذراعيها من شدة الألم تلهث أنفاسها بصعوبة
خديجة
جاورته فوق الفراش تمد كفها نحو لحيته فلم تعد تفهم حبه الذي صار فجأة لتربية لحيته بصوت هامس تمتمت ممتعضة الوجه
طبعا عشان البيه بقى شكله اوسم وزادته وقار بقى يربيها
ازدادت ملامحها أمتعاضا
رسلان رسلان
انتفض من غفوته ينظر إليها متسائلا بتشويش
الساعة كام
طالعته ثم طالعت الوقت في هاتفها القابع بيدها
الساعه سابعه قوم اجهز لحد ما احضرلك الفطار
عاد لتسطحه يغمض جفنيه تحت نظراتها
هروح المستشفى بعد الضهر
كادت أن تهتف وتخبره ليته أخبرها بتغير موعده حتى لا تيقظه ولكن الحديث توقف على طرفي شفتيها وهي تراه يفتح عينيه
في حد يصحي حد كده نفسي اعرف راحت فين الرقة
رفعت حاجبها الأيسر في دهشة رسلان منذ فترة يخبرها بهذا الحديث
مش عارفه ليه يا رسلان بقيت أشك فيك من ساعت ما بقيت تربي دقنك وبدء الشعر الأبيض يظهر في شعرك
انتفض مڤزوعا من رقدته يهتف حانقا
شعر ابيض مسمحش ليكي يا هانم تقولي كده
وأضاف ماقتا صوت ضحكاتها ونظراتها المشاكسة
هما بس شعريتين زادوا من وقاري
تعالت ضحكاتها رغما عنها وهي تراه ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرآة يتأمل خصلاته
بقوا كام شعره دلوقتي
ارتفعت زاوية شفتيه يرفع حاجبيه لأعلى راغبا في إثارة غيرتها وتحريك تلك المياة الراكدة عن حياتهم
أنا برضوه لسا شباب مش عايز اقولك إن جوزك بيتعرض عليه الجواز بخاف على شعورك يا حببتي
ضاقت عيناها ترمقه بنظرة ثاقبة تزيح عن قدميها نعلها المنزلي لتتمكن من تسطحها
أنت عديت مرحلة المعاكسة خلاص يا دكتور وبقيت مطلوب للجواز
تعلقت عيناه بوضيعتها وهيئتها برداء الصلاة ينظر لبنطال منامتها الذي ظهر طرفه
فاضل مرحلة التنفيذ يا حببتي
اقترب منها بعدما غادر النعاس جفنيه متلذذا بتلك الدقائق معها فلم يعد في يوميه وقت بسبب الساعات التي يهدرها في ذهابه وعودته من الفيوم للقاهرة يوميا بعدما انتقلوا لهذا المنزل مبتعدين عن كل شئ
هو بات يضجر من الأمر يريد العودة قرب عمله ولكن من أجلها سيتحمل
ابتسمت مدركة تلاعبه بها تنظر إلي كفه الذي اخذ يحركه ببطء فوق
متابعة القراءة