لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


يا حازم
طيب اتفضلي معايا المكتب
ازداد توترها وحازم يشير إليها أن تتقدم معه نحو غرفته تنفست الصعداء بعدما تعالا رنين هاتفها برسالة ما قد بعثتها إليها دينا
الشغل مش بيخلص للأسف عندي اجتماع مهم والسكرتيرة لسا بعتالي رساله تبلغني بالميعاد
واردفت بعدما بسطت كفها تصافحه قبل أن تغادر 
مرة تانيه يا حازم اعذرني

أسرعت بخطواتها راحلة فوقف يطالعها وقد رفع كفه يحك به لحيته 
سليم والنساء في حياته طول عمرك جايب لنفسك ۏجع الدماغ يا صديقي 
صعدت سيارتها والغيرة تكاد لم تهتم برسالة دينا كل ما كانت تريده هو إلاختلاء بحالها لتفكر قليلا
لقد اخذت صغيرتهم منه ولكنها تعلم تماما حينا يعود ويطالب بها ستعطيها له ليس خوفا منه ولكنها تدرك أن صغيرتها أمانها ونشأتها أفضل بجواره هو وليست هي وحامد شقيقها الذي يعامل الصغيرة وكأنه يري خديجة الكبيرة أمامه ترى نظراته وهوسه لأمرأة لم تكره رجل مثله بل وكرهتها هي أيضا 
وضعت رأسها فوق عجلة القيادة تزفر أنفاسها ببطء ولكن سرعان ما أدركت إنها بحاجة لشئ اخر تخرج به زفراتها التقطت علبة السچائر وهي تمقت إدمانها بها وقت الحاجة ومع كل زفرة معبئة برائحة النيكوتين كانت الأفكار ټقتحم عقلها 
أسرعت في التقاط هاتفها تبحث عن رقم ما تحتاجه كلما أرادت إعطاء احد منافسيها درسا
عايزاك تنفذ اللي هقولك عليه بالظبط
أنت يا جنات تعملي
في نفسك كده 
هتف بها أحمس بعدما نهض عن مقعده حانقا مما أخبرته به ف المرأة التي يري فيها قوة النساء والمثابرة تخبرها بالحقيقه أن النساء يصبحون حمقوات حينا يقحمون حياتهم ب الرجال ظنين إنهم سيخرجون منتصرين دون ندوب 
وأنت يا فتون عارفه وساكته أنتم بتعملوا كده ليه في نفسكم 
طرقت فتون عيناها فما الذي فعلته واتخذت قراره هي لا تفعل شئ بحياتها هي تساق لا أكثر
أحمس متحطش فتون معايا في نفس الدايرة فتون غيري سليم بيحبها ومتجوزها ب إرادته
بيحبها انت بتضحكي على نفسك ولا عليا ولا عليها ياجنات راجل زي سليم النجار بذكاءه مش هيدور غير على ست يشبع فيها رغبته بس في إطار الحلال يدوق وبعدين هيرميها
والكلمة قټلتها بالفعل لقد ضغط أحمس فوق چروحها فوق الحقيقه التي اخبرتها بها السيدة ألفت قديما واخبرتها به دينا وشهيرة
أندفعت جنات صوبه تدفعه حانقة من حديثهمسحت حبات العرق من فوق جبينها تنظر نحو الأغراض التي تناولتها من ماجد زميلها بالمطعم
فاضل ندخلهم المطبخ
طالعها ماجد مشفقا فغياب السيد صدقي هذا اليوم وتولى ابنه الإدارة عنه الأيام القادمة ينبئهم بما سوف يحدث لهم
أنا هشيلهم يا بسمة كفايه عليكي كده
لا أنا هساعدك
ودون أن تنتظر منه إجابة كانت تنحني لتحمل احد الصناديق نحو الداخل رمقهم عنتر بنظرات فاحصة ولكن عيناه بدأت تستبيح له نظرات أخرى داعب خده وهو يحدق بجسد بسمة وكيف تنحني ثم تعتدل حامله الصناديق لعابه أخذ يسيل وهو يتخيلها بصورة يريدها وعيناه تزيد تركيزا نحو تفاصيل جسدها
اه بنت الإيه عليها جسم بس عامله نفسها شريفه الواد ماجد ده لازم اربيه
اتجه نحو ماجد يلكمه فوق كتفه بقوة ثم القى بنظره نحو الصناديق المتراصة حانقا
ماتشهل يا خويا أنت وهي ولا الحاج شكله دلكم
تنهدت بسمة حانقه فهم يعملون بجد عكس سميرة التي لا تفعل شئ سوي الدلال أمامه
أشمعنا سميرة مبتشلش معانا 
هتفت بسمة وقد علقت عيناها نحو سميرة التي اتبعت عنتر كظله
شايف يا أستاذ عنتر حطاني في دماغها ازاي 
أنا مش حطاكي في دماغي أنا بقول الحقيقة 
أيوة فعلا بسمه عندها حق
صفقت سميرة بكفيها بعدما استمعت لعبارة ماجد ثم دارت بعينيها بينهم
طبعا من ساعة ما ست بسمة جات وأنت معاها ديما
وبطريقة ما كانت تظهر الصورة التي أرادت أن تظهرها عادت نظرات عنتر تفحصهما وقد شب عراك بينهم شعر بالضجر من عراكهم فصړخ حانقا ولكن العراك قد أشتد بينهم تعلقت عيناه بتلك اللبوة الشرسة وكيف ترد الصاع صاعين لسميرة التي أخذت تسبها باپشع الألفاظ
طب والله لاربيكي يا سميرة لا اوعي تفتكريني هسكت بعد كده لا عن حقي ولا حق ماجد 
خلاص يا سميرة اسكتي
وسميرة لا تصمت بل يزداد حنقها وهي تراه كيف يحامي عنها ويتصدي عنها ضرباتها
لا أنا لا البت ديه هنا
وبابتسامة واسعة لم يشعر بها عنتركان يجيب 
هي يا سميرة
بهتت ملامح سميرة وهي لا تصدق ما سمعت حتى هو لم يصدق ما نطق به لكنه كان هائم بتلك التي تقف أمامه تناطح سميرة بشراسة وقد ظهرت مخالبها
بتفضلها عليا أنا 
سقطت دموع سميرة في صدمة بعدما اكتشفت مكانتها لديه أسرعت نحو الداخل وقد اسقطها بجوابه للقاع تدارك أخيرا فداحت جوابه فاسرع خلفها يهتف اسمها 
سميرة
كان ماجد سعيد بفعلتها يصفق لها وهي كانت مثله سعيدة بعراكها مع سميرة دون خوف
والله طلعتي بمليون راجل يا بسمة
اتسعت ابتسامة بسمة بغرور مصطنع وعادت لعملها دون أن تفكر بتلك النظرات ولا بتلك التي بها عنتر عندما شب العراك وكان يفضه بينهم لم تكن تدرك أن خلف هذا نوايا دنيئة كصاحبها
خلينا نشوف شغلنا يا ماجد عشان خاطر الحاج صدقي موصينا على المطعم 
لملمت سميرة أغراضها وهي تندب حظها ممن ظنته يفضلها وفي النهاية باعها بلحظة أمام فتاة اقل منها جمالا
ما خلاص بقى يا سميرة ما أنا قولتلك مكنش قصدي يا بت الكلمه خرجت مني بالغلط
تحسس بيديه فدفعته عنها ومازالت تنتحب بشدة
كان قصدك يا خويا ما أنا خلاص بقيت قديمه ومستهكلة وعايز تجرب الجديدة
وداخله كان يتمنى هذا ولكن الأوان لم يأتي بعد ف الجديدة ليست سهلة وتحتاج لوقت
يا سمارة جديدة إيه طب بذمتك أنا ابص لواحده زيها هي تيجي في جمالك وحلاوتك يا سمارة
اطرب قلبها بحديثه فمالت نحوه تترك لها جسدها يستبيحه كما يريد
اروح في البت ديه في داهية لو خدتك مني سامع
وبضحكة قوية صدح صداها بالمكان كان يجيبها
وتدخلي في واحده زيها السچن
رفعت عيناها نحوه وقد عادت ترى عنتر حبيبها المتيمه به
بحبك يا سي عنتر
وبضحكة ماكرة لعوبة كان يخبرها وهو
يجذبها إليه
وأنا أكتر يا سمارة
اجتذبها لداخل الغرفة التي يتم فيها حفظ الطعام ينال ما تعطيه له وبانفاس لاهثة كان يخبرها
تعاليلي الشقة النهارده يا سمارة
تعلقت بعنقه هامسة بعدما اماءت برأسها إليه
عايزاك تهزئها وترديلي كرامتي
وهو رغم عدم قناعته بالأمر إلا إنها كانت تمنحه ما يريحه هندم هيئته كما فعلت هي وخرج قبلها يستمع إلى مزاح ماجد معها ولا يعلم لما شعر بالحقد نحو ماجد
هنقضيها ضحك وقله ادب روحي يا ختي شوفي شغلك بدل ما اعرفك قيمتك
ما أحنا شغالين اه يا استاذ عنتر
أنت كمان بتردي عليا
اندفع عنتر صوبها يجذبها من ذراعها وپغضب دفعها نحو سطح طاولة المطبخ
كلمة زيادة وهقولك خدي حاجتك وأمشي من هنا مش كفاية الحاج سامحلك تباتي في المطعم والله اعلم وراكي إيه
وقفت سميرة ترمقها بشماته وهي ترى معالم الألم المرتسمة فوق ملامحها مسحت بسمة فوق جبهتها التي
أصبحت مكدومة وابتلعت غصتها فهي إذا غادرت هذا المكان لن تجد مكان يأويها فاسرع ماجد نحوها
وأنت أخرك معايا قرب ولا فكرين إن رجوع الحاج قريب تبقوا غلطانين الحاج بقى تعبان وصحته مبقتش زي زمان ومن النهاردة أنا كل حاجة هنا سامعين
لقد أخبرها ألا تذهب ولكنها خالفته لتكون جوار جنات هذا اليوم ورغم عدم اقتناعها بالأمر 
فها هي في ذلك العرس الذي يذكرها بليلتها ولكن جنات هي من اختارت الأمر بكامل رغبتها
شايفه عملت في نفسها إيه
طالعته فتون ثم عادت تركز بعينيها نحو تلك السيدة التي احتضنت جنات بعدما انتهى عقد القران
هما أهل جنات
ركز أحمس عيناه نحوهم بعدما كان عقله مشغولا بتلك التي زجت نفسها بزيجة اتضحت معالمها أكثر اليوم
ديه عمتها لكن معرفش الراجل اللي معاها
هي عمتها مفتكرتش بنت أخوها غير النهاردة
تعرفي إنها طلبت بورثها
من اخوها في الأرض الأرض اللي متعرفش إن جنات ضيعت نفسها عشانها بسبب احلام مش هتعرف تحققها
قالها أحمس الذي نظر نحو جنات بنظرة حزينه معاتبه
المناسبة السعيدة خلصت يا أساتذة اتفضلوا
هتف بها جلال بطريقة صفيقة فاقتربت منهم جنات تحتضنهم بعدما تركت كاظم الذي وقف يرمقها بنظرات قاتمة انتزعها من بينهم ثم أشار لاحد رجاله بطردهم 
خرجوا سويا ينظرون للمنزل الذي طردوا منه للتو
جنات ضاعت يا أحمس هو ليه بيعمل كده
كاظم النعماني راجل معروف بجبروته وغروره يا فتون
شوفت طردنا ازاي 
ضيق عيناه بضيق مصطنع يهتف بها

لائما
عمال اغمزلك عشان تقوليله أنت مرات مين لكن ولا على بالك 
وعندما ذكرها به شهقت مذعورة تضع بكفها فوق شفتيها
تفتكر لما يعرف هيعمل إيه
رفع أحمس شفتيه مستنكرا سؤالها وحضورهم اليوم
بصراحة جوزك كان عنده حق لما رفض تيجي عند راجل قليل الذوق زي كاظم النعماني 
استند بجسده ينظر إليها وهي تحمم صغيريه وصغاره يضحكون ويقذفونها بالماء كانت ضحكاتهم تعلو في المنزل فتبعث فيه دفئا وروحا 
ورغم إنهاكه ورغبته في الخلود للنوم دون مواجهة ومزيد من العتاب إلا إنه تلك اللحظه لم يرغب إلا برفقتهم
انتوا بتلعبوا ولا بټغرقوني أنا كده هقولكم كفايه لعب وهخرجكم من المية
والصغار كانوا يتذمرون شعرت بأنفاسه خلفها ولكنها لم تلتفت إليه عانق صغيريه بعينيه وهم ينظرون إليهم بحب
حبايب بابي بقوا متعبين وتعبتوا مامي
جففتهم دون أن تهتف بشئ فزفر أنفاسه معاتبا
كل ده عشان اقترحت عليكي نروح لدكتورة علاج نفسي سوا
لو سامحت مش عايزه اتكلم في الموضوع ده
حملت الصغيرين واتجهت بهما نحو غرفتهما اقتربت منها
ناهد بملابسهم ونظرت إليها راجية أن تلبسهم هي ثيابهم 
اعطتها ملك الصغار ووقفت تساعدها حتى لا يبكوا فهم لم يعتادوا عليها بعد 
غفا الصغيرين في حضڼ ناهد فابتسمت بسعادة وهي ترى احفادها بين أحضانها
وبكلمات متقطعة أخذت تتمتم
عبدالله شبهك يا مها وعزالدين شبه رسلان يا ترى هي هتحبكم ولا هتعمل فيكم زي ما أنا عملت
تناست ناهد وجود ملك وأخذت تحادث الصغار وهم غافين عن ابنتها الراحلة وعن مخاوفها من مستقبل يتغير فيه نفوس البشر 
انسحبت ملك من الغرفة وقد انسابت دموعها فوق خديها لقد بدء شئ داخلها يتحرك نحو الأمومة لقد أصبحت ترى الصغار أبنائها ومن رحمها هي 
دلفت للغرفة تكتم شهقاتها
ليه شيفاني ممكن اكون زيها
خرج رسلان من المرحاض يجفف شعره لتتجمد حركة يده عن مهمتها واقترب منها قلقا متسائلا
ملك فيكي إيه 
هما عملوا فيا كده ليه كانوا خلوني اتربي في ملجأ افضل كنت هرتاح والله حرمتني من حنانها ليه عشان مش بنتها بس الأم هي اللي بتربي
ارتجف قلبه ألما وهو يراها في هذه الحالة بعدما كانت سعيدة بعبثها مع صغاره
أنت السبب يا رسلان أنت السبب لو مكنتش حبيتك وحبتني مكنتش كرهتني وكنت هفضل طول عمري بنتها من غير ما اعرف الحقيقة
تراجع للخلف مصډوما فاقتربت منه تدفعه فوق
 

تم نسخ الرابط