روايه متزوجه

موقع أيام نيوز

فى قلبها محل الڠضبلتجلس مجددا فى السرير آخذة أختها فى حضنها لتفرغ راوية دموعها على صدر رحمةتشعر بالخزي من أختها صاحبة القلب الطيب والتى سامحتها رغم ذنبها الكبيرلتقول پألم
أنا آسفة يارحمةوالله آسفة وندمانة ندمانة بجد عن كل اللى عملته زمان ربنا يسامحهم بقىهما اللى فضلوا يزنوا على دماغىوالزن على الودان أمر من السحر
ربتت رحمة على شعرها قائلة بحنان
خلاص ياراوية إهدى وإنسى كل اللى حصل متتعبيش نفسكاللى فات ماټ وإحنا ولاد النهاردة
قالت راوية بحزن من وسط دموعها
إزاي بس أنسى إنك إتعذبتى السنين اللى فاتت دى كلها من تحت راسىإزاي بس أنسى إنى فرقت بينك وبينه عشان يكون لية أناعشان أنانية وفكرت فى نفسى وبس
قالت رحمة بحزن وعيونها تترقرق بالدموع
الذنب مش ذنبك لوحدك هما مشتركين معاكى فى اللى حصلهم الأبالسة الحقيقيين اللى فضلوا وراكى لغاية ما سلمتينى ليهم وهو كمان
مذنب زيهمصدقهم صدق إنى خنته وخنت وعودناصدق إنى كنت بغشه وبخونه مع أخوهصدق إنى وحشة زي أمى ووقف يتفرج علية وأنا بتجوز هشام ياراوية
خرجت راوية من محيط ذراعيها قائلة
لأ يارحمة متظلميهوشالتمثيلية كانت محبوكة أوى وأي واحد غيره لو شاف اللى إحنا شفناه كان هيصدقوهيتصدم فى حبيبته زي ما هو إتصدمبس أنا لوحدى اللى عارفة أد إيه هو إتعذب من اللى حصل وأد إيه إتعذب فى بعدك
زفرت رحمة قائلة
مبقاش يفيد الكلام ده دلوقتى ياراويةكل واحد فينا خد نصيبهحكايتنا إنتهت من زمان ومبقاش ينفع الندم ع اللى راحولا ينفع كمان نعيد اللى فات
قالت راوية
بسرعة
لأ ينفعينفع يارحمة انا عايزاكى بس تسامحينى ياحبيبتى لأنى غلط فى حقك بسوانا الله هعوضك عن غلطى ده وهرجع كل حاجة لأصلها
عقدت رحمة حاجبيها وهي تقول بحيرة
قصدك إيه ياراوية
قالت راوية بأمل
قصدى تتجوزى يحيي يارحمة
نهضت رحمة تقول پصدمة
إنتى بتقولى إيهإنتى اكيد إتجننتىأتجوزه إزاي وهو جوزك
قالت راوية بحزن
أنا خلاص يارحمةأوانى قرب ويحيي بعد شوية هيرجع حر وساعتها تتجوزيه وكل حاجة تتصلح
تمزق قلب رحمة من كلمات أختها اليائسة لتعود وتجلس إلى جوارها تمسك يدها قائلة
متقوليش كدةدى مجرد أزمة فى حياتكإنتى كويسة وهتقاومى مرضك وهتبقى بخير عشان خاطر جوزك وإبنك هاشموأنا هفضل جنبك لغاية ماتعدى الأزمة دى
اغروقت عينا راوية بالدموع وهي تقول بنبرات متهدجة
متضحكيش على نفسكإنتى عارفة كويس إنى بمۏت وإن كلها أيام وأروح عند اللى خالقنى أنا مش خاېفة من المۏتبس عايزة أروح لربنا وإنتى مسامحانىعايزة أروحله وأنا مطمنة عليكى وعلى يحيي وهاشمعايزة أكون متأكدة إنى
صلحت غلطتى وإن يحيي وإبنى فى حضنك إنتى وبس يارحمة
قالت رحمة بعيون أغروقت بالدموع
مش هينفع ياراويةوالله ما هينفعقلتلك أنا ويحيي إنتهينا من زمانومش هينفع نرجع تانى لبعض
قالت راوية

فى تصميم
لأ هينفعدى وصيتى الأخيرة ليكى وليه
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى قلتى ليحيي الكلام اللى انتى قلتهولى ده
هزت راوية رأسها نفيا قائلة
لأ مقلتلوشبس كنت مستنياكى ترجعى وتوافقى عشان أقوله
نهضت رحمة قائلة فى حزم
إوعى تقوليله اي كلمة من اللى إنتى قولتيهالى دلوقتىلإنى مستحيل هوافقسامعانى
قالت راوية بخيبة أمل
يبقى هتضطرينى أقوله عن اللى عملته زمان يا رحمة
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى إتجننتى ياراويةهيكرهك وهيمحيكى من حياة إبنهمش هيجيب سيرتك حتى أدامه إنتى متعرفيش يحيي ولا نسيتيه
قالت راوية بسخرية مريرة 
أنساه إزاي وأنا عايشة معاه السنين اللى فاتت دى كلهاإذا كان إنتى واللى كانت روحه فيكى محى إسمك من حياتنا كلها السنين اللى فاتت دى بسبب اللى حصل ولولا انه عارف إنى بمۏت مكنش رجعك هنا من تانىأمال أنا هيعمل فية إيه بس لو مقبلتيش فأنا مضطرة أحكيله
قالت رحمة بقلب تمزق من كلماتها
ياراوية إفهمينى بساللى إنتى طالباه منى فوق طاقتىمش هقدر أعمله
قالت راوية فى تعب
بصى يارحمة ياتوعدينى إنك تتجوزى يحيي بعد ما أموت وتكونى أم لهاشم إبنى وتحافظى على سرى عشان خاطرهوعشان أفضل جوة حياته ويحيي ميمحنيش منها يا هقوم بنفسى دلوقتى أكشف السر ده ليحيي ويحصل اللى يحصل
قالت رحمة فى ألم
إنتى بتطلبى منى المستحيل إزاي بس أوعدك بوعد زي ده
قالت راوية بحزم وهي تنهض من سريرها
يبقى إنتى مخلتيش أدامى حل تانىوإفتكرى يارحمة إن إنتى اللى إخترتى
لتبتعد بإتجاه الباب بضعفتتابعها رحمة المتمزقة حيرة وألما ولكن ما لبثت ان إتسعت عينيها پصدمة حين سقطت راوية فجأة أرضا أمامها لتصرخ رحمة بإسمها فى لوعة
الفصل الرابع
إنتفض يحيي على صوت صړاخ رحمة بإسم راوية لينخلع قلبه من صدره وهو يسرع إلى جناحه يشعر بوجود خطب كبير بينما كان مراد بدوره فى حجرته يرتدى ملابسه ويستعد للنزول حين إستمع إلى صرخاتها الآتية من جناح أخيه ليسرع فى إرتدائه بنطاله ثم يخرج مسرعا متجها الى هناك ينتابه القلق الشديد
كان يحيي هو أول من دلف إلى الحجرة ليجد راوية أمامه مسجاة على الأرض بينما رحمة بجوارها ترفع رأسها بين يديها وتبكى بحړقة لينفض جزعه جانبا وهو يتجه إلى راوية شاحبة الوجهيأخذها من بين يدي رحمة ليمد يده يتفحص نبض وريدها وسط حالة من الصدمة سيطرت على رحمة وجعلتها عاجزة عن النطق بحرف تتابع ما يفعله بذهول جزع تخشى ان تكون أختها قد فارقت الحياةبينما دلف مراد
فى تلك اللحظة لينظر إلى هذا المشهد متوجسا بدورهتوقف بجوار رحمة القابعة أرضا لينحنى ويمد يديه لتنظر إلى يده ثم
ترفع عينيها إليه وهي مازالت فى حالة من الصدمة وينظر هو إلى ملامحها الشاحبة وذهولها فى شفقة ليغمض عينيه ثم يفتحهما مطمئنا إياها لتفيق هي من تلك الحالة و تتمسك بيده لتنهض ببطئ وتقف إلى جواره ثم تترك يده بينما تنزل دموعها وهي تتضرع إلى الله من كل قلبها أن تكون أختها بخير
رغما عنه أحس مراد بقلبه يدق لها يشفق على أحزانها يود الآن ويطمئنها على أختهاولكنه قبض على يديه بقوة كي لا يفعل بينما كانت رحمة تنظر إلى يحيي الذى أمسك بزجاجة عطر ونثر على يده بضع قطرات منها ثم قربها من أنف راوية لتبدأ راوية فى إظهار بعض ملامح الحياة على وجهها وهي تعقد حاجبيها پألم ثم تفتح عينيها ببطئزفر يحيي بإرتياح ثم لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها ليدرك ماحدث بينهما فى غيابهلابد وأن رحمة أحزنت راوية لسبب ماوتلك الدموع دليلا على ذلكليلتفت إلى رحمة پغضب ويتجه إليها بخطوات سريعةتبدو على ملامحه كل إمارات الشړلتشعر رحمة لأول مرة بالخۏف منه وتلجأ إلى صدر مراد الذى شعر بالإرتباك للحظات قبل أن يمد ذراعه
ويحيطها بها ليتوقف يحيي پصدمة وهو يراها تلجأ إلى صدر أخيه خوفا منهيشعر بالإحتراق وهي فى حضڼ أخيهيشعر حرفيا بروحه تسحب منه والدموع تترقرق بعينيه ليعقد مراد حاجبيه بحيرة من نظرة الضعف الممتزجة بالحزن القابعة بعيني أخيه والمتلألأة بدموع لم يرها أبدا فى تلك العيون العسلية ليطرق يحيي برأسه للحظات ثم يرفع وجهه مجددا ليرى مراد برودة إجتاحت ملامح أخيه وصقيع فى تلك العيون وكأنهما عينان خاليتان من الحياة تماماوهو يقول بنبرة صارمة
إيه اللى حصل بينكم يارحمة
قالت رحمة بإضطراب
محصلش حاجة
هدر قائلا
لأ حصل ودموع أختك دليلهو انا مش قايلك إن راوية تعبانة ومنبه عليكى ما تضايقيهاش
خرجت رحمة من محيط ذراع مراد تنظر إلى ملامح يحيي الباردة قائلة بنبرات حزينة 
ڠصب عنى هي طلبت منى حاجة مش هقدر أعملها ولما رفضت زعلت بس والله ما قصدت أضايقها أنا بس مش هقدر أنفذ طلبها
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وإيه هو الطلب ده 
أطرقت برأسها أرضا قائلة
دى حاجة تخصنى أنا وهي وياريت متدخلش فيها
قال يحيي بعصبية
مادام تخص راوية تبقى تخصنىراوية مراتى ولا نسيتى
قال مراد
اهدى بس يايحييالأمور متتاخدش بالشكل ده
إلتفت إليه يحيي

قائلا پغضب
أومال تتاخد إزاي ولا بالحنية والطبطبة زي ما بتعمل إنتشكلك نسيت إن اللى أدامك دى رحمةرحمة اللى داست على شرفنا ومرمغته فى الوحل ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏت هشام
قاطعته رحمة قائلة بحدة
من فضلكلغاية كدة وكفايةأنا مسمحلكش
يحيي يقول بصوت كالفحيح
بتقولى إيهتسمحيلىطب لعلمك بقى تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر أقول اللى أنا عايزه فى بيتى يا
ليصمت لثانية ثم يستطرد بسخرية قائلا
يارحمة هانم
رفعت رحمة
رأسها قائلة بإباء
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيهبس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحدأنا ماشية من بيتك يا
لتستطرد بسخرية قائلة
يايحيي بيه
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول
رحمةإستنى متمشيش
إلتفتت إليها رحمة تنظر إلى ملامحها الشاحبة بشدة لتتغير ملامحها الباردة ويظهر القلق على وجهها وهي تقترب من أختها متجاهلة تلك النظرات الغاضبة الثاقبة المنصبة عليها من قبل يحييبينما يقف مراد يتابع مايحدث بصمتلتقول راوية بضعف
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة موافقة على طلبى ولا لأ
توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيي الذى يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدةلتبتلع ريقها قائلة بصعوبة
مش وقته يا راوية الكلام ده هنأجله لوقت تانى إتفقنا
قالت راوية بإصرار 
لأ وقتهأنا عايزة أعرف حالاموافقة تتجوزى يحيي بعد ماأموت وتربوا هاشم فى حضنكم ولا لسة رافضة
إتسعت عينا رحمة پصدمةوألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها فى حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيي من صډمته ويقول پغضب
إنتى بتقولى إيه ياراوية إنتى اكيد إتجننتى
نظرت راوية إليه قائلة فى حزن
بالعكس أنا عقلتمواجهتى للمۏت خلتنى أفكر بعقلىمش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها بردهدى
رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى
فى تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون يدرك يحيي فى غيرة وڠضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيي يقول بحدة موجها حديثه لراوية
ممكن تنسى الكلام اللى انتى بتقوليه ده خالصوتركزى فى مرضك وتحاولى تقاوميه بكل قوتكومتستسلميش بالشكل دهلو مش هتقاومى عشان نفسك فقاومى عشان خاطرى وخاطر هاشم
أدمعت عينا راوية قائلة
أنا حاسة بالمۏت قريب منى أوىمبقاش فيه وقت خلاصواللى بعملوا ده عشان خاطرك وخاطر هاشم ولازم تعرفوا إن دى رغبتى الأخيرة ومش هسمح لحد فيكوا يرفضها مفهوم
إندفعت رحمة تجلس بجوار أختها بحزن ودموعها تنطلق بدورها قائلة
متقوليش كدةقلتلك إنتى هتعيشى مش هنسمحلك تمشى بالسهولة دى
خرجت راوية من محيط ذراعي رحمة وهي تمسك يد رحمة بقوة تغالب بها ضعفها قائلة بحزن
مش بإيدك ولا بإيدى ولا حتى بإيد يحيي ده قدر المهم دلوقتى إنى لازم أسمع موافقتكم
قال يحيي بحدة
مستحيل أوافق على الكلام ده طبعا
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته الحادة النافرة منها لتطرق هي بحزن قائلة
أنا كمانمستحيل هوافق
زفرت راوية فى يأس قائلة
إنتوا مخليتوش أدامى حل تانى غير إنى أقولك يايحيي
قاطعتها رحمة قائلة فى صدمة
إستنى يا راوية 
نظرت إليها راوية قائلة فى هدوء
أستنى إيه يارحمة
قالت رحمة
تم نسخ الرابط