روايه متزوجه
المحتويات
منى للأبد ومش ممكن احس بيه من جديد
إعتدل وهو ينظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول
الظاهر إنك نسيتى
أنا قلتلك إيه قبل كدةمش قلتلك متحكميش على حاجة قبل ما تجربيها ومتسبقيش الأحداثمش قلتلك إنك لو خفتى يبقى مش هتجربى وإنك لازم تآمنى بإنك تقدرى تحققى المستحيلالظاهر إنك نسيتى كل اللى علمتهولك زمان
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة ظهرت فى نبراتها رغما عنها وهي تقول
أنا منستش حاجةبس اللى إتعلمته من يوم ما خرجت من البيت ده خلانى حسيت إن اي حاجة إتعلمتها جواه ملهاش أي معنى
نظر إلى ملامحها فى حيرةيتساءل عن مقصدهاوبالفعل وجد نفسه يسألها قائلا
نظرت إليه يقول قلبها تعلمت أن الإخلاص فى الحب خرافة وأن سنده وهم وأنك مهما كنت طيب القلب محب وتهتم فقط بشئونك فمن
السهل أن يظلمك أحبائك ويلقونك خارج حياتهم كما يلقون بقمامتهمتعلمت أن من يمسح دمعتى هو كفى ومن يطبطب على چرحى هو إستغفارى وأن من يريح قلب ذاق الكثير هي سجدة أسجدها لخالقى أسكب فيها مدامعي وأناجيهفأنهض منها مرتاحة القلب وكأن احزانى لم تكنتعلمت الكثير والكثير ومازلت أتعلم على أيديكم ياآل الشناوي
غشيت عيونها الدموعلتطرق برأسها بسرعة ولكن ليس قبل أن يلمحهم يحييليتوجع قلبه وهي تقول
الموضوع ده ونركز على حفلة النهاردة لإن الوقت بيجرىمن فضلك بس تقولى إيه المطلوب منى
قال لها بهدوء
يعنى مش ناوية تسمعى كلامى النهاردة وتجربى تركبى الخيل
نظرت إلى ساعتها ثم رفعت رأسها تنظر إليه ليجد عيونها خالية من الدموع وكأنها لم تكنليظن أنه توهم تلك الدموع وهي تقول بهدوء
مش هلحقعايزة أقعد مع هشام شوية قبل ماآااااه
تأوهت رحمة من الألم وهي تجد يحيي قاطعا المسافة بينهم فى خطوتين قابضا على ذراعيها بقوة وهو ينظر إلى وجهها قائلا پغضب شعرت به فى كل ذرة من كيانه
إبنى إسمه هاشم مش هشام يارحمةمفهوم
أكيد عارفة إن إسمه هاشميمكن بس عشان إفتكرت هشام دلوقتى لخبطت أو يمكن عشان
هدر بها وهو يضغط أكثر على ذراعيها ليزداد ألمها قائلا
وكمان بتقولى أدامى إنك إفتكرتيهإفتكرتى جوزك الأولانىعشيقك اللى خنتينى معاه زمانإفتكرتيه وأنا واقف قصادك قلبى بيوجعنى على حزنك اللى حسيته قى
صوتكتصدقى إنى أنا اللى أستاهل كل اللى بيجرالىوأنا اللى جبت ده كله لنفسى
غشيت الدموع عيونها وهي تقول بصوت يقطر مرارة
حرام عليك بقى كفاية ظلمأنا مخنتكش ومكرهتش فى حياتى أد هشام وإنت عارفلو كنت بس فكرت بعقلك شوية لو كنت دورت جوة قلبككنت هتعرف الحقيقةبس إنت زيهم كلهمكنت دايما تقولى ميهمكيش منهمإنتى غير مامتكبس ساعة الجدشفتنى زيهاأنا صډمتى الكبيرة فيك هي اللى خلتنى سكت وسيبتكم تظلمونى كمان وكمانلكن لحد كدة وكفاية أنا تعبت حقيقى
تعبت
خفف قبضته حول ذراعيها ليتركها تماما وهو يعقد حاجبيه فى حيرة قائلا
قصدك إيهانا مش فاهم حاجة
إبتسمت فى مرارة قائلة
ولا عمرك هتفهمتعرف ليهلإنى لما حبيتك كنت فاكراك مختلف عنهمبس إنت فى الآخر طلعت زيهم يايحييطلعت زيهم
لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزلتنهمر دموعها پألمبينما يتابعها يحيي بعينيه تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى ليصمم على سبر أغوارهوالوصول للحقيقة مهما كان الثمن
كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه فى المرآهتأمل وجهه للحظاتإنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذى يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذى يعرفهبل إن هذا الذى أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانيةكيف إستطاع أن يفعل ما فعلأن يخير شروق بكل برود بين وجوده فى حياتها ووجود طفلهمابل كيف أمرها بكل قسۏة أن ټقتل الطفلهذا الطفل الذى حلم به طويلاوأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزنفهو لا يريد أطفالا منهالقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن بالنسبة إليه ماضأم أنه ولصډمته مازال يأمل بأن تكون له يوما وأن تحمل هي طفلههي فقط ولا احد غيرهاولاحتى تلك المسكينة شروق والتى تعشقه بكل كيانهاياالله هل جنلقد تحول حقا لمسخوهذا لا يعجبه على الإطلاقليقرر اليوم وبعد أن يحضر تلك الحفل أن يجلس مع نفسه طويلا يعيد حساباته جميعهايجب أن يحسم قراراته ويعيد ترتيب حياتهتلك الحياة الفوضوية والتى لا تعجبه على الإطلاق وأول قرار سيتراجع عنه هو قرار إجهاض الطفلفمن المستحيل أن يجبر شروق على تلك الفعلة الشنعاءفلا ضميره يقر ذلك ولا قلبه
خرجت رحمة من الحمام لتتفاجأ بفستان أسود رائع دون أكمام موضوع على سريرها وإلى جانبه جاكت أبيض قصير يتناسب معهوعلى الكومود بجوار السرير وضع حذاء وحقيبة يتناسبان معهإتجهت رحمة إلى الفستان وامسكته بين يديها تتأمله بسعادة تعلم أنه إختيار يحيي وهديته إليهالا تدرى إن كان إعتذارا منه عن تلك الكلمات القاسېة التى قالها لها هذا الصباحأم هو مجرد فستان أحضره لها لتليق به كزوجة ليحيي الشناويفى كلا الحالتين هذا الفستان من إختيارهإختاره خصيصا من أجلهاهذا الفستان ذوقهولطالما أعجبها ذوقه فى الإختيار وتلبس الفستان وداخلها لا يوجد سوى السعادةالسعادة الخالصة
نظرت رحمة إلى نفسها فى المرآه تتأمل جمالها بهحقا لقد عرف
يحيي
مقاسها بالضبط وعلم ما قد يليق بها ليبدو هذا الفستان وكأنه قد صنع خصيصا من أجلهالتنظر إلى ذراعيها واللذان ظهرت عليهما علامات يد يحيي ككدمات ذرقاء كادت أن تقلل من جمال فستانها ولكنها حمدت ربها أن هذا الفستان له جاكت أبيض قصير بأكمام سيوارى تلك الكدمات بسهولةلتقول بهمس
شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده
إنتفضت على صوته وهو يقول
إيه دى اللى هتعلم
ضمت نفسها بيديها تخفى آثار أصابعه لينظر إلى
فعلتها ويفسرها على أنها خجل منهليقترب من السرير قائلا
على فكرة أنا شفتك قبل كدة بفستان من غير أكماميعنى مفيش داعى تتكسفى منىلكن مش معنى إنى شفتك يبقى غيرى يشوفك
كمانأنا راجل شرقى جداوعشان كدة جبت الجاكت ده تلبسيه عليه
إلتقط الجاكت من على السرير وإتجه إليها ينوى إلباسه لها بنفسهليجدها مازالت تضم نفسها بيديها ليزيل إحدى يديها وهو يقول بعتاب
قلتلك إنى
ليصمت وهو يحدق بجزع فى علامات أصابعه على ذراعها ويدرك أنه السبب فيهاويدرك أيضا سر وضعها يدها على ذراعها ليسقط الجاكت من يده وهو يقول پألم
أنا السببصح
نظرت إلى ألم عينيه لتدرك أن لم يكن بوعيه حين ضغط على ذراعها ولم يتوقع أن تترك أصابعه ذلك الأثر البشع المظهر عليهالتشفق عليه قائلة
دى حاجة بسيطةأنا بشرتى بس اللى حساسة وبتظهر كدماتها بسرعةأنا كنت بتعالج لشهور من علامات
لتقطع كلامها فجأة وقد كادت ان تكشف الماضى أمامه وتعرى روحها لتطرق برأسها قائلة
دى حاجة بسيطة يايحيي وهتروح بسرعةمتقلقش
لم تمر كلماتها بسلام أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيي وهو يقول بحيرة
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط فى حاجةكنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى
لم يقتنع يحيي بكلماتها يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلكيراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوترلذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل سيتركها فى الوقت الحالىلينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة سيدفعها لقولها دفعا
تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التى تجلس شاردة فى الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد تنهمر دموعها بصمتلتقترب منها قائلة
مش تروقى كدة ياشوشووتمسحى دموعكعشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة فى حزن
ڠصب عنى يانهادمش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جواياجاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنهمش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوى كدة
قالت نهاد وهي تربت على يدها
يمكن
الصدمة كانت جامدة عليه شوية ياشروقأنا مش بديله عذر على كلام فارغ قاله فى ساعة صدمة او ڠضبانا بديله فرصة يفوق ويفكر صحووعد منى إن مجاش وصلح غلطته وإعتذر عن اللى قالهلأنا بنفسى اللى هقفله وأجيبلك كل حقوقك منه
قالت شروق بحزن
أنا مش عايزة منه حاجة
قالت نهاد بحزم
لو متنازلة عن حقك فمتتنازليش عن حق إبنك فى فلوس أبوه
تنهدت شروق قائلة
أنا كان نفسى لإبنى فى حب أبوه وعطفه وحنانه مش فلوسه يانهاد
قالت نهاد بشفقة
إذا مقدرتيش تجيبيله حقه فى دول فعلى الأقل هاتيله حقه فى أملاك أبوهعشان يستقوى بيها على الزمن اللى إحنا فيهواللى بينداس على أمثالنا فيه لمجرد إن مش معانا فلوس ياشروق
نظرت لها شروق قائلة بإستنكار
إنتى اللى بتقولى الكلام ده يانهادإنتى أكتر واحدة عارفة إن الفلوس مبتجيبش قوة ولا سعادةوان الحب بس هو اللى بيحققهم
أطرقت نهاد برأسها لا تستطيع دحض كلمات صديقتها فهي تعلم علم اليقين أن معها كل الحقلتتنهد قائلة
طيبأنا هقوم أعمل كوبايتين لمونيروقوا دمنا وبعدين نقعد نشوف هنعمل إيهونحل مشكلتك دى إزاي ياشروق
لتنهض تتابعها عينا شروق التى نظرت إلى الأفق البعيد مجددا وقد اغروقت عيناها بالدموع تقول بهمس مرير
مشكلتى ملهاش حل يانهادمع الأسفمش شايفالها أي حل
أجابت بشرى هاتفها قائلة
أيوة يامراد
قال مراد بهدوء
إنتى فين يابشرى
قالت بشرى
لسة عند علاوإنت
قال مراد وهو يشغل سيارته
رايح خلاص الحفلة
قالت بشرى
طيب يامرادبالتوفيق
كادت ان تغلق الهاتف لتتوقف يدها عن إنهاء المكالمة وهي تستمع إلى صوته يناديها لتعقد حاجبيها قائلة
فيه حاجة يامراد
زفر مراد قائلا
لأ مفيشبس متتأخريش يابشرى
مطت بشرى شفتيها قائلة
ماشى يامرادمش هتأخرسلام
إستمعت
إلى صوته وهو
يقول بهدوء
سلام
ثم أغلق الهاتف لتغلقه بدورها وهي تشرد قليلا لتفيق على صوت مجدى يقول بحيرة
مالك يابشرى
نظرت إليه وكأنها تنتبه لوجوده للمرة الأولى لتقول بحيرة
مراد
ظهر الضيق على وجه مجدى وهو يقول
ماله سي زفت
هزت بشرى كتفيها قائلة
أول مرة يتصل بية ويسألنى عن مكانى وأول مرة يقوللى متتأخريش
نظر إليها مجدى قائلا بإستنكار
وده بقى مفرحك ولا محيرك
نظرت إليه لتنتبه إلى غيرته وتقول بإبتسامة
وانا بس هفرح ليه يامجدىمن حبى فيه مثلا
قال مجدى بسخرية
مثلا
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
متبقاش
عبيط يابيبىمراد ولا فى دماغى أصلابس تحس من صوته كدة إنه مخڼوق وكأن فيه حاجة مش ظابطة معاهأو حاجة حصلتمش عارفة بس الموضوع ميريحش
قال مجدى بحنق وهو يربت على كتفها
بقوة
بقولك إيه يابشرىسيبك من سي مراد بتاعك ده وركزى فى اللى إنتى رايحة تعمليه عشان متوديناش فى داهيةماشى
نظرت إليه قائلة فى حنق
بالراحة طيبوعموما لو إتكشفت أنا بس اللى هروح فى داهية ياسي مجدى
قرصها مجدى فى وجنتها بخفة قائلا
وأنا وإنتى إيه ياروحى
تجاهلته قائلة
طيب مش إحنا خلاص ظبطنا مع فتحىوكله تمام مش فاضل بس غير إنى أدخل البيت زي ما إتفقناورايحة متأخر أهو زي ما قلتلىعلى بداية الحفلة تمام عشان الكل يبقى مشغول و محدش يقفشنىوساعتها هحط السم فى كوباية عصيرها وهتأكد إنها بتشرب منه وهمشى بسرعةهلاقيك برة بعربيتك هتاخدنى ونهرب قبل ما حد يكشفنىكدة تمام
متابعة القراءة