روايه متزوجه
المحتويات
توفيق وهو يقول
اناانا عارف إنى بتصل فى وقت مش مناسب بس الحقيقةالحقيقة يعنىأنا كنت طلبت طلب كدة من مدام رحمة وهي قالتلى إنها هتفكر وأصلىيعنى أنا بكلمها كتير ومبتردش عليةوالحقيقة أنا لازم أحدد موقفى عشان أعرف هعمل إيهلإن السفر إتحدد بعد أسبوعوالموضوع مش هينفع يتأجل أكتر من كدة
جز يحيي على أسنانه وهو يتظاهر بعدم معرفته بالأمر قائلا
ممكن أعرف إيه الموضوع اللى مش
هينفع يتأجل ده
قال توفيق بإرتباك
الحقيقة مش هينفعلإنه موضوع خاص
إلى هنا وكفىموضوع خاص بينك وبين رحمةفى أحلامك يافتىليقول يحيي بهدوء يخالف ثورة مشاعره
قال توفيق بسعادة
شكراشكرا بجد يايحييأنا فى إنتظار مكالمتهاسلام
أغلق يحيي هاتفه بعصبية وكاد أن يكسره ولكنه تمالك أعصابه وهو ينهض ويتجه بخطوات غاضبة لحجرة رحمة ليفتحها پغضب ويقف متسمرا أمام ذلك المشهديتأمل رحمة الواقفة أمام
المرآةتبدوا كما لو كانت خارجة توا من الحمام بذلك الشعر الندي الملتف حول وجهها ببراءةتنظر إليه بعينين متسعتين من الصدمة لتفيق من صډمتها وهي تقول پغضب
إنت إزاي تدخل علية بالشكل ده
أفاق من سحر مظهرها الرائع والذى يغرى قديسا ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا
بتقولى إيه
قال فى إرتباك
أصل يعنىأنا كنتهو
لينفض إرتباكه وهو يقول بحزم
انا كنت جاي أقولك إن كتب كتابنا بكرة
إتسعت عينيها پصدمة ليبتعد مغادراكادت أن تناديه تعترضولكنها تدرك فى قرارة نفسها أنها لن تود غيره زوجا ليس فقط من اجل هاشم ولكن من إكتشافها الأكيد فى الأيام الماضية أن قلبها مازال يعشقهوبقوةلذا آجلا ام عاجلاسيتم الزواجفلا يهم إن كان غدا او بعد الغد
ممنوع تردى على توفيقوممنوع تكلميه خالصأقولك إعمليله بلوكمفهوم
لم يمنحها فرصة للرد وهو يغادر مجددا لتسرع رحمة وتغلق الباب خلفه بالمفتاحثم تستند بظهرها إليه وهي تدرك فى حيرة أنه يغار عليهاترى هل يحمل حقا لها مشاعر فى قلبهمجرد تفكيرها هذا حمل إلى قلبها أملاوإلى شفتيها إبتسامةإبتسامة عشق
يتبع
كان مراد يتمدد على الأريكة و شروق بجانبه وهم يشاهدون فيلما كلاسيكيا قديما نهايته حزينة ربما ولكن مما لا شك فيه أنهم يعشقانه سوياوهو فيلمدعاء الكروانليرن هاتف مراد ويقطع إندماجهم فى الأحداث مد مراد يده وإلتقط هاتفه من على الطاولة ينظر إلى شاشته ليرى هوية المتصل ليعتدل فجأة فتنظر له شروق ثم يتجه إلى الحجرة ليتلقى المكالمة وسط حيرتهاوهي تتساءل عن هوية المتصل فحين يكون معها يتجاهل كل الإتصالات وإن كانت بشرى نفسها المتصلة بهأفاقت من أفكارها على صوت ټحطم شئ ما بالداخل لينتابها القلق وهي تسرع إلى
الحجرة تدلفها لتجد الهاتف محطما على الأرض ومراد جالسا على السرير مطرقا برأسه لتسرع إليه تجلس أمامه على ركبتيها قائلة فى قلق يعصف بكيانها
مالك يامرادفيك إيه
نظر إليها مراد بعيون زائغة وهو يقول
يحيييحيي هيتجوز رحمة النهاردة
عقدت شروق حاجبيها قائلة
يحيي أخوك هيتجوز بالسرعة دى بعد مراته الله يرحمها
تابع هذيانه قائلا
دى كانت وصية المرحومة إنه يتجوزها بعد ما ټموتأنا سمعت الكلام ده بودنى بس مصدقتش إنه هيعملها بجد
إزدادت حيرة شروق لتقول
ولما هي وصية المرحومة إيه اللى مزعلك بس يامراد
صړخ پألم
اللى مزعلنى إنه هيتجوز رحمة من بين كل البنات اللى فى الدنيامخترش غير رحمة يحبها ويتجوزها
نهضت شروق ببطئ تنظر إليه بتوجس قائلة بصوت شابه القلق
وهي رحمة تفرق إيه عن كل البنات يامراد
إنتبه مراد من صډمته ومرارته على سؤال شروق ليقول بتوتر
ممتفرقش
طبعازيها زي كل البناتبس يعنى كانت مرات أخويا هشاموإنتى عارفة كنت بحبه أد إيهومكنتش يعنى أحب مراته تكون لحد غيره
لم تشفى إجابته غليلها وبذرة الشك التى ذرعها فى قلبها لتقول بهدوء يخالف مشاعرها المضطربة والمستعرة بنيران الشك
الحد ده مش غريبده أخوك الكبير يامرادوزي ما إنت قلت دى وصية مراته ليه قبل ما ټموتجايز شافت إنها مش هتآمن على جوزها وإبنها غير مع أختها
قاطعها قائلا فى مرارة
بيحبها قلتلك بيحبها وهي بتحبهده مش جواز مصلحةده جواز حب
تأكدت شكوكها تماما الآنلېتمزق قلبها بشدةتشعر بۏجع ېقتلها ببطئلقد كانت تتعجب من عدم قدرة مراد على الوقوع بحبها رغم أنه لا يحب بشرى وبشرى لا تمنحه كل تلك المشاعر التى تمنحها إياه شروقتتساءل دومامن ذا الذى يقاوم سحر الحب والاهتمام من شخص دون ان يقع فى حبه إلا لو كان هذا الشخص مغرما بآخر بالفعلشعرت بآمالها ټنهاروبالكون يضيق من حولهاثم فجأةبلا شئوكأنه الفراغ يلفها داخلهتشعر حقا بالخواء الكامللتقول بنبرة خالية من الحياة
وإيه اللى يزعلك لو كانوا بيحبوا بعض يامرادبالعكس المفروض تفرح لأخوك وتروح تقف جنبهأخوك اللى انت عارف ومتأكد إنه لو كان مكانك كان هيفرحلك من كل قلبه
مست كلماتها قلبه وأشعرته بالذنبنعم فيحيي لو كان مكانه لفرح له من كل قلبهيحيي الذى أدرك أنه أحب رحمة من زمن وأخفى هذا الحبټعذب مثله كثيرا وربما أكثروهو يدرك أن أخواته يحبونها مثله ورغم أنها تحبه بدورهاإلا أنها لم تكن أبدا من نصيبهأدرك مراد الآن أن قصة حبهما تعود للماضى فحب بمثل تلك القوة لم ينشأ منذ أياموإذا عاد بذكرياته للماضى قليلا سيجد أن قصة حبهما كانت واضحة للجميع ولكن عشقه أعماه عنها ليتعجب مما حدث فى الماضى وقصة رحمة مع أخيه هشام ان كانت بالفعل أحبت يحيي ليشعر فجأة بالإرتياب وبأن ماضيهم به شئ خاطئ لابد وأن يدركه
أفاق من أفكاره على صوت شروق البارد والذى
لم ينتبه لبرودته وهي تقول
قوم يامرادقوم جهز نفسك وروح أقف جنب
أخوك فى يوم زي دهومتنساش إن الحب والجواز قدرقسمة ونصيب ملناش دخل فيهاقوم يامرادقوم
نظر مراد إليها ورغم المرارة فى قلبه إلا أنه وجد أن لديها الحق فى كلماتهايجب أن يكون بجوار أخيه فى يوم كهذاكما وقف بجوار هشام من قبلوليذهب عشقه الذى يؤذيه دائما إلى الچحيميجب أن يوأده تلك المرة فى قلبه للأبد حتى وإن كان بوأده سيقتل كل مشاعره ويوأدها بدورهالينهض بإنكسار ويتجه إلى الحمامتتابعه عينا شروق التى ما إن أغلق عليه باب الحمام حتى تركت لدموعها العنانتبكى عشقها الذى أدركت لأول مرة منذ أن شعرت بهأنه عشق يائسبلا أمل
قال مجدى فى حدة
أيوة ياست بشرىفيكى الخير واللهلسة فاكرة تكلمينى
قالت بشرى
إهدى بس يامجدى كنت هعمل إيه يعنى وهكلمك إزاي والعيلة دايما حواليةأنا اول ما عرفت أتهرب كلمتك علطول
زفر مجدى قائلا
وحشتينى أوىأوىإزاي بس هنت عليكى تسيبينى كل ده
إبتسمت بشرى قائلة
كل ده إيه بسده كل الموضوع ٣ أيام
قال مجدى بشوق وصورتها تتمثل أمامه
ال ٣ أيام دول عدوا علية كأنهم ٣ سنينإنتى مش عارفة بحبك أد إيه
قالت بشرى
لأ مش عارفةبس أحب أعرف طبعا
تنهد مجدى قائلا
تعالى بس وإنتى تعرفى
مطت بشرى شفتيها قائلة
الظاهر إنى فعلا هرجع يامجدى
قال مجدى بلهفة
بجد بجد يابشرى هترجعىلقيتى الحل
زفرت بشرى قائلة
لأملقتش حاجة وشكلى مش هلاقى أي حل طول ما أنا هناوالوضع بقى يخنقانا هرجع مصر وأفكر هناك براحتىوبعدين سايبة العقربة دى مع مراد ويحيي وخاېفة تأثر على حد فيهمغالبا هسافر النهاردة المغرب
قال مجدى وعيونه تلمع
هستناكى ياحبيبتى هستناكى
قالت بشرى بهدوء
مش هينفع نشوف بعض النهاردة يامجدىأنا هروح البيت وبكرة هشوفك أكيد
قال مجدى بإحباط
تمام يابشرىتمامهستناكى بكرة
أغلقت بشرى هاتفهاثم وضعته فى جيبها وهي تقول
والله فيك الخير يامجدى وحشتك وبتطمن عليةمش زي جوزى اللى معبرنيش ولو حتى بتليفون صغيروكأنه ما صدق
لتلتفت تنوى العودة إلى منزل الحاج صالح والإستعداد للسفرحين فوجئت بلبنى إبنة حامد الإبن الأكبر للحاج صالح ذات التسع سنواتوهي ترمقها بحدةلتشعر بشرى بتوقف دقات قلبها وهي تتساءل هل إستمعت تلك الشقية إلى حديثهالتعود وتنفض صډمتها وهي تطمئن نفسها بأن تلك الصغيرة لن تفهم
شيئا وإن فهمت فبإستطاعة بشرى التملص من أي شئلترمقها بشرى بدورها بحدةقبل ان تتجه للمنزلتحمد ربها
على عدم إنجابها الأطفالحتى لا ترزق بمثل هؤلاء الأشقياء أبدا فهي لا تستطيع أن تتحملهم مطلقا
تأملت رحمة نفسها فى المرآة فى هذا الفستان الأسود الأنيق والذى وجدته بين ملابسهابدت جميلة رغم قتامة لون الفستان وذلك الحزن الذى يغلف ملامحهافلم يمضى سوى أسبوعا واحدا على ۏفاة أختهاومازال الحزن عليها مشټعلا فى قلبهاأمسكت تلك الصورة الموضوعة على التسريحة محدثة صاحبتها فى عتاب وحنين
ليه بس عملتى فينا كدة ياراويةكانت حكايتنا خلصت خلاصليه جددتيهاوالمصېبة إن الحكاية معقدة أوىلا هو فكرته عنى ممكن أصلحهاو لا أنا هقدر أسامحه على اللى عمله زمان
لتتنهد مستطردة
ربنا يرحمك ياراوية ويسامحك
تركت الصورة ونظرت إلى عيونها المغروقة بالدموعفإلى جانب حزنها على فراق أختهاهناك ذلك القلق المسيطر على كيانها والخۏف من زواجها وإرتباطها بحبيب قلبها وخائڼه الوحيدترى كيف ستستطيع العيش معه دون أن ټخونها مشاعرها تجاههكيف ستستطيع السيطرة عليها كيف بحق السماء ستقاوم ضعفها تجاههوكيف ستحتفظ بسر أختها بعيدا فى عمق قلبها السحيقربما بتذكير نفسها بتخليه عنها بالماضى وتصديقه السوء عن أخلاقها ومشاعرهانعم بهذا فقط ستستطيع الصمودكلما وجدت نفسها تضعف ستذكرها بما حدث منه بالماضىفقط عليها الإنتباه لخطواتها وحسبليظهر التصميم على وجهها وهي تلقى نظرة أخيرة على نفسهاتمسك منديلها وتمسح به برفق دموعها دون أن تفسد زينتهاقبل أن
تغادر الحجرة إلى حيث إجتمع الجميع لعقد القران
كان يحيي يقف إلى جوار مراد يشعر بالتوترينتظر نزول رحمة حتى يعقد القران وينتهى من هذا الأمر يشعر لأول مرة فى حياته أنه يترك العنان لقلبه يتحكم بهويدع جانبا عقله الذى يرسل إليه جميع الإنذارات الحمراء يدرك لأول مرة بحياته أيضا أنه لا يفعل الصواب ولكن رغما عنه يقوم به والأدهى ان قلبه يكاد يطير فرحا بما يفعللدرجة أنه لم ينتبه لملامح أخيه العابسة والواقف إلى جواره بوجوملتتعلق عينيه فجأة بتلك الجميلة بل رائعة الجمال والتى تتهادى نزولا إليهم فى ثوبها الأسود الأنيق والذى أضفى جماله وبساطته إليها جمالا وأناقة ورقيقد تبدو الثقة على ملامحها ولكن وحده يحيي من يدرك أنها فى قمة إضطرابها وهي تمسك بيدها اليمنى تنورة فستانها تفركها بيدها دون أن تشعر ولكنه يراها ويشعر بحركتها التى لا تفعلها سوى وهي فى قمة التوتر والقلق
تسلطت عيونها عليه أثناء نزولها لتلاحظ ملامحه الجامدة ولكنها تعرفه جيدا لتدرك توتره من قبضتيه المضمومتين بشدة فهو لا يضمهما سوى فى حالتينالڠضب والتوتريبغى بضمهما تمالكا حديديا لأعصابه التى توشك على الإنفلاتإقتربت منه لتلاحظ وجود مرادفإبتسمت له فلم يرد إبتسامتهالتتجمد الإبتسامة على
متابعة القراءة