روايه متزوجه

موقع أيام نيوز

محياها ثم تختفى وهي تتجه نحوهما تتعجب من عبوس مرادولكنها كانت متوترة
فلم تلقى بالا لسبب عبوسهوقفت أمام يحيي ليومئ لها برأسه بهدوء فردت إيماءته بهدوء أيضاوكادا أن يتجها إلى المأذون لعقد القران حين إستوقفها صوت مراد وهو يقول بسخرية
مبروك ياعروسة
إلتفت كل من يحيي ورحمة يواجهانه لتتفحص رحمة ملامح مرادتتعجب من لهجته الساخرة وهي تقول بهدوء
الله يبارك فيك يامراد
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول
أخدتى زينة شباب عيلة الشناوي بس خدى بالك منه المرة دى وياريت ما يحصلش اللى قبله
إنتفضت رحمة على صوت يحيي القوي وهو يقول بصرامة
مراد
نظر مراد إلى أخيه ولثوانى تحدت عيناه عيني أخيهلترتخى نظرة مراد أمام يحيي وهو يشيح بوجههبينما أدركت رحمة أن مراد يحملها ذنب مۏت أخيه هشاموبالتأكيد يفعل أخاهليصاب قلبها پصدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتها من عائلة الشناويويطغى الحزن على ملامحها لتفاجئ بكف يحيي الذى إمتد لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه لتشعر رغما عنها بشعور لم تشعر به منذ زمن طويلإنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضىلقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلةومع أخويهكان الحامى لها والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتهاوها هو يعود ويساندهاولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضىولم يعد هو أيضا يحياها
أوقفت بشرى سيارتهاتتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءةلتهبط منها وتغلقهامتجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمرهوالآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمرهيرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يدهمغادرا
المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيهإحنا خلصنا هنا خلاصمسافة السكة بس 
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمةلتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بهالتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمةمبروك يايحيي بيه
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع فاستطردت

قائلة فى غيظ
بقى أنا أغيب ومحدش يسأل عنى لأ 
وكمان بتحتفلوا فى غيابىطب على الأقل عرفونى بتحتفلوا بإيهوإزاي بتحتفلوا أصلا وراوية معداش على ۏفاتها أسبوع
إكتست ملامح رحمة بالضيق ممتزجا بالحزنبينما عقد يحيي حاجبيهليتقدم منها مراد بخطوات حازمة وهو يمسك يدها قائلا
مش وقت الكلام ده يا بشرىتعالى معايا
نفضت يده قائلة فى عصبية
لأ وقته يا مرادمن حقى أعرف إيه اللى بيحصل ولا أنا مش من أهل البيت
كاد مراد أن يتحدث لولا أن يحيي وهو يقول بهدوء
لأ طبعا من أهل البيت ومن حقك تعرفى لإن الموضوع مش سر ولا حاجة
لينظر مباشرة إلى عينيها وهو يقول فى ثبات 
أنا ورحمة إتجوزناالنهاردة
إتسعت عينا بشرى پصدمة وهي تقول
إتجوزتواإنت ورحمةإنت أكيد بتهزر مش كدة
هز يحيي رأسه نفيا ببرود قائلا
لأ بتكلم جد يابشرىوأنا من إمتى بهزر معاكى
أفاقت بشرى من صډمتها لتقول بإنفعال
ما هو مستحيل أصدقإن يحيي كبير العيلةإتجوز رحمةرحمة اللى
قاطعها يحيي بلهجة تحذيرية تتحداها أن تنطق بكلمة وهو يقول
قبل ما تقولى أي كلمة تندمى عليهالازم تعرفى إن رحمة بقت مراتىيعنى أي إهانة فى حقها هي إهانة فى حقى أناوإنتى عارفة إن مفيش حد لغاية النهاردة قدر بس يفكر يهين يحيي الشناويفيا تباركيلها يا تطلعى أوضتك مفهوم
شعرت بشرى بڼار ټحرق قلبهاتشعل كيانها إشتعالاتود لو أفرغت مكنون صدرها وإنتهتولكن وقتها ستربح رحمة لذا آثرت الصمت وهي تلقى نظرة حاقدة على رحمة الصامتةحزينة الملامحثم نظرة حاړقة ليحييقبل أن تبتعد عنهما بخطوات مشټعلةتتجه إلى غرفتها يتابعوها بعيونهمبينما إقترب مراد من يحيي قائلا
يحيي أنا بفكر نسيب البيت ونمشىإنت شايف بشرى وعمايلها وأنا مش عايز مشاكل فى البيت
تفحص يحيي ملامح أخاه وهو يقول
بشرى بس يايحيي هي السبب ولا فيه سبب تانى يخليك عايز تسيب البيت
قال مراد وهو يحاول تمالك نفسه والثبات تحت نظرات أخيه المتفحصة
انا قلتلك من زمانموضوعى إنتهى يا يحييأنا خوفى كله دلوقتى من بشرى
ربت يحيي على كتف أخيه قائلا
لو على بشرى متقلقشأنا أدها وأدود يامرادبس أهم حاجة تكون إنت مرتاحوأنا هرتاح أكتر وإنت جنبى ياأخويا
لم يجد مراد مفر من المكوث بالمنزل منصاعا لرغبة أخيه وليتحمل العڈاب فى سبيل ذلكفهذا مصيره منذ أن أحبهاالعڈاب وحدهوبصمت
يتبع
الفصل الحادى عشر
كانت بشرى تمشى جيئة وذهابا فى الحجرةتشعر بالغيظ ېحرق صدرهابالڠضب يعصف بكيانهاكيف يتزوجها رغم كل شئ فعلته بالماضىكيف ينتهى بتلك الرحمة زوجة لهكيف
إنها الملامةنعمهي وحدها الملامة على ذلكتركت لها المجال خاليا لتعاود ألاعيبها من جديد وتتزوجه بالنهايةولكن زواجها منه وبتلك السرعةهذا ما لم تكن بشرى تتوقعه أبدافلم يمر سوى أسبوع واحد فقط على مۏت راوية هل كانا ينتظران مۏتها ليعيدا معا عشق الماضىهل نسي لها يحيي خيانتهاوهل غفرت له خذلانه إياها
حقا لقد أصبح
تفريقهما الآن أصعب مما كان بالماضى فلقد أصبحا زوجينوتلك الفكرة وحدها تشعل كيانها إشتعالا
توقفت عن التفكير حين دلف مراد إلى الحجرة ليجدها واقفة متأهبةتنظر إليه بحدة ليدرك أن تلك الليلة لن تمر بسلامألا يكفيه ما يعانيه الآن وهو يتخيل رحمة مع أخيهلتظهر بشرى بالصورة وتستنزف آخر طاقته المنهكةليستدعى كل ذرة فى كيانه تجعله قادرا على تحمل تلك المرأةوهو ينظر إلى وقفتها المتحفزة فى ثباتينتظر ثورتهاوهي لم تنتظربل ألقتها فى وجهه قائلة بصوت يحمل الغيظ فى طياته
إنت إزاي توافق على جوازهمإزاي تسمح بالمهزلة دى
نظر إليها فى برود وهو يقول
وأرفض ليهده أخويا الكبير ورحمةوبعدين حتى لو كنت رفضت تفتكرى كان أخويا يحيي مش هيتم الجوازة عشان خاطر رفضى ده
قالت بشرى بعصبية
يابرودك ياأخى
قاطعها مراد قائلا بحدة 
بشرى
إنتفضت بشرى من حدته الفجائية لتلاحظ أنه بدوره مصاپا بالضيق وربما بالحنق أيضا من زواجهمافقد
نسيت أن زوجها بدوره يحب رحمة ولابد وأنه الآن يعانى مثلهالتحاول أن تبعد حنقها جانبا وهي قائلة بنعومة
أعذرنى يامرادإنت عارف إنى مبطيقش رحمةوالكلام ده من زمان أوىلإنى أكتر واحدة عارفاها وعارفة أخلاقهاوهي كل اللى عايزاه فلوس عيلة الشناويبدأت بهشام ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏتهوأهي لفت على يحيي وربنا يستر وميحصلش أخوهمفاضلش غيرك وأنا خاېفة عليك يامراد
بلغ بمراد الضيق حد شعوره بأنفاسه تسحب منه وهو يقول
بلاش تخريف يابشرىحاډثة أخويا كانت قضاء وقدركانت حاډثة عادية ملهاش ذنب فيها وهي نفسها كانت معاه وكانت فى المستشفى بعدهاأما يحيي فيقدر ياخد باله من نفسه كويسوبعدين انا شايف إنه جواز حب مش مصلحة زي ما انتى بتحاولى تصوريلى
قالت بشرى بعصبية وقد استفزتها كلماته
حب إيه اللى يحصل فى كام يوم دهوهي رحمة دى تتحب على إيه بس
قال مراد بنبرات حزينة رغما عنه
الظاهر الحب ده كان من زمانوالقدر فرقهموأهو رجع وإتجدد ودى حاجة مش بإيديناوإذا كان على رحمةفهي فعلا تتحبجمال وأصل ورقة وطيبة و
قاطعته بشرى وقد أحړقتها كلماتهوأغضبتها لأقصى حد وهي تقول
وإيه كمان ياسي مرادما تقول كمان إنك بتحبها
قال مراد بحدة يخغى بها إضطراب نبضاته
حب إيه بس اللى بتتكلمى عليهإنتى إتجننتىهحب مرات أخويا
تفحصت ملامحه قائلة بسخرية
مين عارف ماهي ساحرة وقاعدة تسحرلكم

واحد ورا التانى
قال مراد فى حدة
بلاش هبلساحرة إيه وسحر إيه اللى بتتكلمى عنهم دولأقولك أنا سايبلك الأوضة وماشى أنا تعبان ومش ناقص ۏجع دماغ
قالت بشرى بحدة
يعنى أمشى من البيت ومتسألش فيةولما أرجع هتسيبنى كمانالعيشة معاك مبقتش تتطاق على فكرة
نظر إليها مراد قائلا فى جمود
مش عاجباكى العيشة معاياتقدرى تغيريهاإنتى بس أطلبى وأنا هنفذ
أحست بشرى بتسرعها وإندفاعها وبأنها على وشك أن تخسر مرادلذا اسرعت بإظهار الضعف على وجهها وهي تقول 
بقى كدة يا مرادبسهولة كدة بتبيعنى
قال مراد ببرود
أنا مببعشإنتى اللى مش عاجباكى الحياة معايا يا بشرىوأنا مبغصبش حد على حاجةأنا عايز راحتكو الظاهر راحتك مش معايا
إقتربت بشرى منه قائلة بنعومة
أنا راحتى معاك
وقلبى معاك
أدرك فجأة أن تخيله إياها وقد أصبحت زوجة أخيه
هو جرم فى حق أخيه نفسهلينفض صورتها بقوة
فجأة
تمثلت أمام عيناه المغمضتان وهو يتخيلها شروقشروق فقطتلك الجميلة الرقيقة المحبة يحاول نسيان أن رحمة وأخيه زوجين الآن ومغلق عليهما بابا ليغوص مع بشرى فى معركة مشاعر 
إختلطت بها الحقيقة بالخيال
دلفت رحمة بخطوات مرتبكة مترددة إلى تلك الحجرة التى لطالما راودتها فى أحلامها مع يحييتشاركه فيها سعادتهما الآن هي فعلا تشاركه فيها كزوجةولكن زوجة مع إيقاف التنفيذزوجة بالإسم فقطدلف يحيي خلفها بخطوات هادئة يتأمل إرتباكها وتخضب وجنتيها بشئ من الإستمتاع وكأنها لم تكن يوما عروس لأخيه كم تمنى لو كان الأول بحياة رحمةالأول والأخير والوحيدولكن شاءت الأقدار أن تخيب آماله بها أصابته تلك الفكرة بۏجع فى قلبه
ليسرع وينفضها بعيدافلقد تزوجها ليس رغبة فيها ولا حباولكن من أجل وصية راويةومن أجل ولدهليدحض قلبه تلك الفكرة على الفور وهو يسخر من نكرانه لمشاعره التى أجبرته على الزواج منها والإسراع كذلكعندما شعر بأنها من الممكن أن تكون لسواهأما عن عدم إخلاصها له وخيانتها القديمة فأرجعها قلبه لرعونتها وصغر سنها أما الآن فربما صارت ناضجةوإن لم تلتزم حدودها وتدرك أنها زوجة يحيي الشناوي فسيريها الوجه الآخر لهوهو وجه لن تحب رؤيته البتة
وقفت رحمة فى مكانها تشعر بالإختناقلا تتخيل وجودها هنا فى حجرته هو وراويةحجرته التى تحمل ذكرياتهما سوياقټلتها الغيرة لتشيح بوجهها وتلتفت إليه قائلة بضيق
مش هقدر أكون هناأنا لازم أخرج
عقد حاجبيه قائلا
تخرجى فيندى اوضتى والمفروض تشاركينى فيها
قالت فى مرارة
لأ دى أوضتك إنت وراويةومش هقدر أكون فيها معاك
تأمل ملامحها المرتعشة من المرارة يغلفها الحزن والضيقيتساءل عن سر عدم رغبتها بالمكوث بتلك الحجرةهل هي ذكريات أختها الرابضة بهاأم إنها ذكريات أختها معه والتى تملأ جنبات الحجرةترى هل تغار رحمة عليههل كانت تحمل له مشاعر فيما مضى حقادق قلبه بسرعة لهذا الإحتمال الذى تمنى ان يكون صحيحا من كل قلبهإنتابته الشكوكوود من كل قلبه لو قطع الشك باليقين
ولكن كرامته أبت عليه أن يتحقق من شكوكهلذا قال بهدوء 
مش هينفع طبعاخروجك برة الأوضة شئ مش مسموح بيه
جلست على الأريكة وقد تهدمت قواها وأغروقت عيناها بالدموع وهي تطالع
سريره تتراءى لها صور قاټلة لقلبها ومشاعرها وكيانها بأكملهلتقول پألم
مش هقدرصدقنى مش هقدر
لاحظ نظراتها ليعود الامل إلى قلبه الذى رق لدموعها وتمنى ان يكون ما يفكر فيه صحيحا ويجلس أمامها على ركبتيهوسط ذهولها وهو يقول برقة
ليه بس مش هتقدرى
تأملت عسليتاه اللتان تعشقهما وخاصة عندما ينظر إليها بهذا الحنانكادت ان تعترفان تصرخ بكل قوتها قائلةلإنك كنت لغيرى بهاقلبا وقالباأشعر بالخېانة بڼار ټحرق فؤادىأشعر بأن أنفاسى تختتنق وأنا أتخيلك تمنحها العشق الذى تمنيته يوماأشعر بروحى
تم نسخ الرابط