روايه متزوجه

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
فجأة تلاشت من بين يديه وكأنها لم تكن فى منذ ثوانإنتفض يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها صړخ بإسمها فى لوعةليحيره صوت يأتيه من بعيد هل هو صوتهالا إنه ليس بصوتها أبداولكنه وعلى الرغم من ذلك صوت يعرفه جيدا إنه صوت راوية والتى كانت تقول بقلق
يحييفوق يايحيي
فتح يحيى عيناه ببطئ ليجد عينا راوية فى مواجهته وهي تنظر إليه فى حزن إمتزج بالقلق لقد بات يعرف تلك النظرة جيدا فقد باتت تتكرر مؤخرا بشكل أشعره بالذنب ليشيح بعينيه عنها وهو ينأى بجانبه مانحا إياها ظهره ليتمالك نفسه التى ضاعت فى عشق أخرىمسببا الألم لكليهمافقد أدرك فى الآونة الأخيرة أن راوية تعلم بأن قلبه مشغول بسواهاربما لا تعلم من هي ولكنها متأكدة من وجودها فى قلب زوجها قلب يحيي الذى يأبى أن ينساها رغم مرور كل تلك السنوات على فراقهماورغم انه لم يرها خلالهم ولو لمرة واحدة ولكنه لم يستطع إخراج صورتها من خياله ولا عشقها من قلبه رغم محاولاته المستميتة لفعل ذلك

أفاق مجددا من أفكاره على راوية لكتفه وهي تقول
يحييإنت كويس
تجمد جسد يحيى تحت يدها لثوان قبل أن يلين قائلا
أنا كويس يا راوية متقلقيشده مجرد كابوس وفقت منه خلاص
ليلتفت إليها ثم يمسك وجهها بين يديه طابعا خفيفة على جبهتها قائلا
إرجعى نامى إنتى وأنا هقوم آخد شاور وألبس عشان إتأخرت على الشغل
ثم تركها ناهضا ومتجها إلى الحمام ليتوقف فى جمود على صوت راوية وهي تقول بتردد
كلمتها يايحييكلمت رحمة
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
إنتى لسة مصممة ياراوية إنها تيجى هنا من تانى
قالت راوية بحزم
أيوة يايحييأنا مصممةقلتهالك كتيرليه مش قادر تفهمنى
مال بجانب وجهه يقول بصوت خال من المشاعر
إنتى عارفة إنى مش حابب وجودها هنا فى البيت معانا وعارفة السبب 
قالت راوية برجاء وهي تتجه بضعف إلى يحيي وتقف قبالته
إسمعنى بس يايحييرحمة ملهاش ذنب فى مۏت هشام ولازم كلكم تفهموا دهرحمة مش ممكن تكون السبب فى مۏتهانتوا كلكم ظالمينها
نظر يحيي إلى عيون راوية قائلا فى برود
رحمة انتهت بالنسبة لنا كلنا من زمان ياراوية من قبل حاډثة هشام ولا نسيتى
sy
أطرقت راوية برأسها فى حزن ليزفر يحيي وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع عينيه ليقول هو بحنان
لو مصممة بجدفأنا هبعتلها حد يبلغها رغبتك فى إنك تشوفيها ياراوية أنا أهم حاجة عندى إنى مش عايز أشوفك زعلانة تانى ولا عايز أشوف فى عنيكى دموعمفهوم
أومأت راوية برأسها ليربت على وجنتها بحنان ثم يتركها متجها إلى الحمام ليستوقفه صوتها مجددا وهي تنادى بإسمه قائلة
يحيي
نظر إليها متسائلالتقول پألم ظهر فى نبرات صوتها وعيونها التى غشيتها الدموع 
ياريت بسرعة مبقاش فيه وقت
أنا غلطها زمان وكلنا دفعنا تمنهايشهد ربى إنى كنت بټعذب كل يوم بسبب الغلطة دىبس خلاص لازم أصلحها ويارب أقدر أصلحها قبل فوات الأوانيااارب
قال مراد بنبرة حاول أن يجعلها طبيعية قدر الإمكان
هتخليها تيجى بجد يايحيي
نهض يحيي وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج قائلا فى جمود
مكنش أدامى حل تانى أنا أكتر واحد مش حابب إنى أشوفها أدامى من جديدبس راوية طلبت منى إنها تشوفها كتير وأنا ماطلت أكترومبقاش فيه وقت زي ما قالتوأنا خاېف
اقترب منه مراد قائلا فى حيرة
خاېف من إيه بس
ابتلع يحيي ريقه بصعوبة وهو يلتفت مواجها عينا أخيه ومستطرد فى ألم
خاېف يامرادخاېف أندم بعد كدة إنى حرمتها من إنها تشوف أختهايمكن للمرة
الأخيرة
مزقت نبرات يحيي الحزينة نياط قلب مرادليربت على كتفه قائلا بعطف
شايل كتير ياأخويا جوة قلبكومضطر تشيل أكتروللأسف مش بإيدى حاجة أقدر أخفف بيها عنك
تمالك يحيي نفسه وهو يرى نظرة الشفقة فى عيون أخيهليربت على يده الرابضة على كتفه قائلا بهدوء
أنا كويس يامرادمتقلقش علية
ثم إبتعد متجها إلى مقعده خلف مكتبه ليجلس عليه قائلا
المشكلة دلوقتى فى وجودها هنا معانا تحت سقف بيت واحد والمشاكل اللى هتيجى من وراها
عقد مراد حاجبيه قائلا
قصدك إيه
تراجع يحيي فى مقعده وهو ينظر إليه نظرة ذات مغزى قائلا
يعنى مش عارف يامراد أقصد إيه
ظهر التوتر على محيا مراد ليقول بإرتباك
لو قصدك يعنىالموضوع القديم دهيبقى إنسىومتقلقش خالص أنا نسيت رحمة
من زمان ومبقتش فى دماغى أساسا
رفع يحيي إحدى حاجبيه قائلا
متأكد يامراد
ظهر التوتر أكثر على ملامح مراد ليقول بعصبية
طبعا متأكدمن يوم ما بقت رحمة مرات هشام والموضوع ده إتقفل بالنسبة لى يا يحيي
تنازعت يحيي مشاعر ثائرة هزت كيانه مابين غيرة وألم وندم وشعور يستقر فى أعماقه إنه شعور عميق بالخېانة تجاه إخوته ولكنه قال بهدوء لا يعكس تلك المشاعر
بس هشام ماټ يامرادو
قاطعه مراد قائلا بحزم
بالنسبة لى هيفضل عايش العمر كله هشام مش بس كان أخويا الأصغر منىلأ ده أخويا اللى ربيته على إيدى و مستحيل أخون ذكراه مهما حصل وأقرب لمراتهده غير إنى متجوزوياريت منفتحش الموضوع ده تانى يايحييمتندمنيش إنى قلتلك على مشاعرى فى لحظة ضعفرحمة بالنسبة لى دلوقتى مش أكتر

من أرملة أخويا الله يرحمه وبسمفهوم
هز يحيي رأسه بإرتياح ثم قال
طب وبشرى تعرف حاجة عن الموضوع ده
قال مراد نافيا 
لأ طبعامكنش ينفع تعرف بشرى طول عمرها مبطيقش رحمة لله فى للهمابالك بقى لو عرفت حاجة زي دىالموضوع ده لازم يفضل سر بينا وبس 
اومأ يحيي برأسه موافقاليقترب مراد ويجلس على المقعد المواجه ليحيي قائلا
تفتكر هتيجى
ظهرت البرودة على ملامح يحيي وهو يقول
مش عارفأنا عملت اللى علية وبعتلها تقارير أختها الصحيةوهي حرة لو كنا بنتكلم عن رحمة اللى كنا فاكرين إننا عارفينها زمان كنت قلت أكيد هتيجىبس إنت عارف كويس إن دى مش رحمة بنت عمنا اللى إتربينا معاها وإنت شفت بنفسك هي عملت إيهدى واحدة احنا بجد منعرفهاشوبعد اللى عملته زمانممكن نتوقع منها أي حاجة إنت ناسى كمان لما أخوك ماټ وكنت أنا برة مصروخبيتوا علية وسافرت إنت عشان تجيب چثة أخوك تدفنها فى مقابرنا هنا فى القاهرةو لما طلبت منها تيجى معاك رفضت فيه زوجة فى الدنيا ترفض تحضر مراسم ډفن جوزها الأخيرةمهما كان بينا وبينها من مشاكل
أومأ مراد برأسه قائلا فى حزن
معاك حقرحمة صحيح كانت منتهية بالنسبة لى كحبيبة من يوم ما إتجوزت أخوك بس فى اليوم ده انتهت بالنسبة لى كبنت عمى
كمان وبقت بالنسبة لى واحدة غريبة زيها زي أي حد معرفوشدى حتى مهنش عليها تسألنا عن مكان قپرهأو تحضر الذكرى السنوية بتاعته
أغمض يحيي عينه فى ألم ثم فتحهما وقد ذهب الألم وحل محله برودة قاسېة وهو يقول
رحمة بالنسبة لنا بقت واحدة غريبة فعلا مش أكتر من أخت لراوية اللى أمنيتها الأخيرة تشوفها قبل ما ټموتلو جت يبقى هتيجى وتمشى من غير أي مشاكل وأنا بنفسى اللى هتأكد من كدةولو شفت منها أي حاجة معجبتنيشيبقى هي اللى جابته لنفسها وهيكون عليها تواجهنى أناوساعتها والله ماهرحمها
توجس قلب مراد خيفة من نبرات يحيي الصارمة يدرك أنه من الأفضل لرحمة أن لا تثير ڠضب يحييفيحيي عندما يغضب يجب ان يبتعد عنه الجميع فغضبه قد ېحرق الاخضر واليابس وكل من يقع فى طريقه هو هالك لا محالةليتمنى فى قرارة نفسه أن لا تلبى رحمة دعوة أختها وأن تظل بعيدة تماما عنهمفهذا هو الأفضل للجميع
بينما كانت هناك أذن قد سمعت حوارهما وعينان قد ظهر بهما حقد شديدتتوعد صاحبتهما تلك الرحمة والتى تنوى اقټحام حياتهم من جديد بإنتقام يليق بهاوستتأكد تلك المرة من أنها ستغادرهم بلا رجعةخاصة بعد اعتراف زوجها الصريح بأنه كان يحمل لها مشاعرا بداخلهحتى وإن زالت تلك المشاعر فلن يزول حقدها الأبدي تجاه فتاة أحبها أفضل ثلاثة رجال فى عائلة الشناويلقد كانوا شركاء فى الډم والعشقبينما هي لم يحبها أحد منهموعانت الكثير
لتتزوج أحدهم حتى تصبح قريبة من هدفها الذى شعرت بقربها من تحقيقه فى تلك الأياملتحضر تلك الأفعى وتحاول أن تفسد لها كل ما خططت له لسنوات ولكنها لن تسمح بذلك أبداستتفنن فى خلق المشاكل والعقبات والتى ستؤدى برحمة إلى الإقصاء من حياتهم مجدداستبذل قصارى جهدها لتنحيتها من طريقها تلك المرة للأبد
كانت رحمة تضع أشياءها وملابسها الخاصة داخل حقيبتهاتستعد للسفر إلى القاهرة حيث توجد أختها هناك ټصارع مرضا ميئوسا منه كما قالت تقاريرهاحاولت عرض تلك التقارير على بعض الأطباء المشهورين فى دبي ولكن مع الأسف كانت النتيجة واحدة أجمع الكل على أن صاحبة تلك التقارير تنتظر المۏت مابين لحظة وأخرىأدمعت عيونها فى تلك اللحظة وهي تترك ما بيدها وتجلس ساكنة تحاول ان تستجمع شجاعتهاتلملم جراح قلبها المټألم حزنا على أخت كان أمامها سنوات عديدة لتحياها فى كنف زوجها وطفلها ذو العامين ولكن القدر أبى أن يمحنها تلك السنواتأغمضت عيونها تسمح لدموعها بالسقوط على وجهها تتذكر ذلك الزوج تتقطع نياط قلبها عندما تمثلت أمامها صورته عينيه العسليتينحواجبه المعقوفةغمازتيهضحكته التى تبرزهما وتحملها إلى عالم آخرفتحت عينيها تنفض مسار أفكارها كيف تفكر فيه مجددا كيف سمحت لنفسها أن تتذكره أو لم تعد نفسها مرارا وتكرارا أن تنساهأو لم تقسم أن تمحى ذكراه من حياتها إلى الأبدليس فقط من أجل أختهابل أيضا من أجل
كرامتها المذبوحة على أعتاب قدميهقلبها المكسور الممزقة مشاعرههل جنتبالتأكيد نعملتتساءل فى ألمكيف تتذكره وهي لم تنساه للحظةصورته تلك و التى تخشى تذكرها الآن لم تفارق خيالها يومالذا فضلت الإبتعاد عنه وعدم رؤيته طوال تلك السنواتفهي تدرك أنها مازالت تعشقه رغم كل شئوهو لم يعد لها رغم كل شئ أيضا
نهضت من من دولابها تبحث عن ألبوم الصور المخبأ تحت طيات ملابسها لتلتمع عيناها وهي تجده وتمسكه بين يديها وكأنه كنز ثمين لتذهب إلى السرير وتجلس عليه تفتحه بلهفةتجرى عيناها على صوره والتى تعيد إليها الذكريات بقوةترى تلك الصور لعائلة الشناوي واحدة تلو الآخرى
حتى وصلت لصورة يحيى لتطالعها عينيه الجميلتين وإبتسامته الرائعة رفعت يدها برقة تدرك أنها تفتقده بشدة من أنفاس

تسارعت و قلب إزدادت خفقاته تعلن عن وجيب إشتياقها له أبعدت أصابعها عن الصورة بسرعة وقد أحست بنيران الشوق تلفحهالتنظر إلى تلك الصورة المقابلة لصورة يحييإنها آخر صورة لعائلة الشناوي مجتمعين قبل أن تفترق عنهمتأملت تلك الصورة جيداترى لأول مرة ما عجزت عن رؤيته طوال سنوات حياتها معهمفها هي رحمة تضع يدها فى ذراع يحيي بأريحية تعودت عليها منذ صغرها فقد كان دائما لها كظلها صديقهاحبيبها وحاميهاتبدو السعادة على وجه كليهما جليةبينما يتطلع لهما هشام بعيون امتلأت حقداأما راويةتلك الرزينة العاقلة تنظر بدورها إلى يحيي بنظرة عشق تعرفت عليها رحمة على الفوربينما تلتصق بشرى بمراد ناظرين لرحمة ولكن نظرة بشرى يتخلل أعماقها كره شديد يتسلل منها ليصل إلى
تم نسخ الرابط