روايه متزوجه

موقع أيام نيوز

قلب رحمة الآن على الفور وتفهمها بوضوح تدرك ان تلك الأفعى لم تحبها يوما كما لم تكن تدعى يومافلطالما سخرت منها ومن إلتصاقها بيحيي كظله وأرجعت رحمة تلك السخرية لغيرة طفولية لأن يحيي لا يعيرها إهتماما بينما ينصب كل إهتمامه على رحمة والقليل منه على راويةولكن يبدو أن الموضوع أكبر من ذلكوغيرة بشرى الطفولية شبت معها حتى صار ما صار
نفضت رحمة أفكارها وهي تنظر إلى صورة الجد الذى يتوسط الجميع إنه هاشم الشناويكبير العائلة وسندهاكم يشبه يحيي فى الشكل والطباعلتقول بحزن
ظلمتنى أوى ياجدىبس هفضل لآخر نفس فية أحبكمش هنسالك لحظة حنية حسيتها مرة وأنا صغيرة لما سخنت وكنت ھموتوأول ما فوقت ضمتنى لصدرك وقلتلى حمد الله على السلامة يابنتى وبعد ما بابا ماټ فى الحاډثة ضمتنا تحت جناحك أنا وأختى راويةوان كنت مقدرتش تشوف انى كنت مظلومة وقتها وقسيت علية زيهمإذا كنت شفتنى ساعتها بهيرة أمىفأنا هعذركإذا كان هو صدق انى ممكن أعمل كدةيبقى إنت مش هتصدقمكنش فيه حد فى الدنيا دى ممكن يصدق إنى مظلومة غيره هوهو أكتر واحد عارفنى ده مربينى على إيديه ومع ذلك صدقهمحكم علية وظلمنى معاكميبقى إزاي هلوم عليك إنتكان كل أمنيتى إنى أشوفك وأشوف
اختى قبل فوات الأوان وان كنت مقدرتش أشوفك فالظاهر ربنا هيحققلى أمنيتى التانية بإنى أشوف أختى ورغم إنى مش قادرة أتخيل رجوعى هناك من تانى بس هرجع هرجع بس عشانها هيراوية
وجه أختها بالصورة قائلة بحنان
إستنينى لإنى خلاص ناوية أواجههواجه اللى دبحونى لأول وآخر مرة عشانك انتىوده وعد منى
ليظهر التصميم على وجهها وهي ترفع سماعة هاتفها تتصل برقم لتقول لمحدثها
أنا بتصل أأكد الحجزأيوة طيارة القاهرةبكرة الصبح
الفصل الثانى
وقفت رحمة تتطلع إلى هذا المنزل الكبير ورغما عنها عندما تقابلت چروحها القديمة مع حاضرها لأول مرة حدث انفجارا لسد أحزانها وسقط على خديها شلال من مياه مالحة مرة المذاقتعبر عن مرارة شعورها بعودتها مجددا إلى هذا المنزلمنزل عائلة الشناوي
نظرت رحمة إلى ذلك البيت الذى غادرته مجبورة منذ خمس سنوات مضتلقد خرجت منه مکسورة الفؤاد ذليلة دامعة العينان غاضبة من قاطنيهواليوم عادت إليهمضطرة مجبورة أيضامازالت مکسورة الفؤاد دامعة العينان ولكنها أبدا ليست بذليلة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى ومستعدة للمواجهة بكل حزمولم تعد أيضا غاضبة من قاطنيه فقط هم لا شئ بالنسبة إليهاوربما تشفق علي بعضهملكنها تقسم فى نفسها أن من سيلتزم منهم جانبه ستدعه وشأنه أما من سيحاول أن يضايقها فستتصدى له بكل قوة حتى وإن كان يحيى بنفسه
من يفعل ذلكنعمستكون له بالمرصاد ولن تدع له أي فرصة ليحطمها من جديد
ذكرتها دموعها بضعفها القديملتنتفض ماسحة إياهم بعصبية قبل أن تتجه بخطوات رشيقة بإتجاه الباب تأخذ نفسا عميقا قبل أن تمد يدها و تدق جرس الباب بحزمغافلة عن عينان تابعتها منذ اللحظة الأولى لدلوفها من باب الحديقةعينان اشتعلت فيهما نيران الشوق والنفورالعشق والكرهالشفقة والڠضبنيران امتدت إلى قلب صاحبها تشعله بدورها بكل تلك المشاعر المتناقضة وتمزق نبضاته ليدرك أنه أخطأ بشدة حين لبى طلب زوجته وإستدعاها إلى هناولكن بماذا يفيد الندم الآن وقد فات الأوان
فتحت الخادمة روحية الباب لتفاجئ برحمة تقف أمامها لتظهر السعادة جلية على ملامحها وهي تقول
ست رحمةحمد الله ع السلامة
إبتسمت رحمة قائلة
الله يسلمك ياروحية
أفسحت لها
الخادمة لتدلف إلى المنزل قائلة
اتفضلى ياستىبيتك ومطرحك نورتيناووحشتينا والله
دلفت رحمة إلى المنزل قائلة
تسلمى
لتتبعها روحية التى مالبثت أن سبقتها قائلة بحبور
ثوانى بس أبلغ كل اللى فى البيت إنك رجعتى
إستوقفتها رحمة قائلة
إستنى ياروحية
توقفت روحية تنظر إلى رحمة بتساؤل لتقول رحمة بهدوء
من فضلك بلغى بس راوية إنى جيت و عايزة أشوفها
نظرت إليها روحية فى حيرة قائلة
بس ياستى يحيي بيه
قاطعها صوت تعرفه رحمة جيدا يقول بصرامة
نفذى كلام الهانم ياروحية
أغمضت رحمة عينيها عند سماع نبرات صوته التى زادت من دقات قلبها قاومت رغبة هائلة فى أن تلتفت إليه تشبع شوقها إلى رؤيتهتملأ عيونها بملامحه لتفتحهما مجددا على صوت الخادمة وهي تقول بإحترام
أمرك يايحيي بيهعن إذنكم
لم تلتفت إليه رحمة بعد إنصراف الخادمةبل ظلت واقفة مكانها فى جمود تدرك أنه يقترب منها من

خلال صوت خطواته لتشعر أنه أصبح خلفها تماما تصل إليها رائحة عطره المميز والتى لطالما أسكرتهالتغمض عينيها مجددا وتأخذ نفسا عميقا ثم تفتحهما على إتساعهما عندما سمعته يقول ببرود
حمد الله ع السلامة ياهانم
لاحظت تجنبه نطقه لإسمهالتلتفت إليه ببطئ تتلاقى به وجها لوجه لأول مرة منذ خمس سنواترغما عنها رقت عيناها لثوان وهي تلتقى بعينيه الخاليتين من المشاعرتتشرب بلهفة من ملامحه التى شعرت بها قد زادتها السنون وسامة ولكن فى نفس الوقت جعلته يبدو أكبر من سنهتبالقد إشتاقت إليه حقاولكن برودة ملامحه رغم تأمله لوجهها بدوره أعادتها من رحلة شوق بائسة وجدت نفسها فيها لتتذكر حاضرها المرير وأن هذا الرجل الذى أمامها الآن لم يعد حبيبها الذى دق القلب لأول مرة على يديهبل إنه جارحها وهو أيضا زوج أختها الآن لذا لابد وأن تتعامل معه بما يناسبه حقالتظهر على وجهها بدورها برودة قاسېة وهي تقول
الله يسلمك
أحست رحمة بلمحة من الإعجاب ظهرت فى عمق عسليتيه لا تدرى سببا لهاثم مالبثت ان اختفت وكأنها لم تكن أبداآه من عسليتاه و اللتان تطالعانها الآن ببرودتشعر بقلبها يذوب فيهمافهي تعشق عيناه فلطالما كانتا نافذتها إلى روحهولكن تلك النافذة مغلقة الآن أمامهالتشيح بوجهها بعيدا عنهثم تعود إليه بنظراتها مجددا عندما قال فى برود
ياريت
ما تتعبيش راوية فى الكلامالدكتور قايل متتكلمش كتيروحاولى متزعليهاش او تضايقيها بأي شكل من الأشكالأنا على فكرةمكنتش موافق على زيارتك دى بس مع الأسف مرضيتش أزعلها لما طلبت تشوفك 
رغم قسۏة كلماته التى غرست سکين بارد فى قلبها فقد عبر بكلمات واضحة ومباشرة عن عدم رغبته فى رؤيتهاولكنها تجاهلت ذلك الألم بقلبها تماما وهي تقول بقلق
هي أخبارها إيه دلوقتىوهو إحنا ممكن نسفرها تتعالج برة
تأمل يحيى قلقها بريبة يتساءل هل حقا لديها مشاعر تجاه أختها أم أن قلقها هذا مجرد تمثيللم يتوقف كثيرا عند تلك النقطة بل تخطاها وهو يقول
ببرود رغما عنه أمتزج بالألم
مريضة سړطان وپتموت هتكون حالتها عاملة إزاي يعنىأكيد تعبانة وبتتألمولو ع السفر برة فأكيد مكنتش هستنى اقتراحك عشان أنفذهانا عرضتها على أكبر الدكاترة برة وجوةومع الأسف الكل أجمع على إن الحالة ميئوس منها
أحست رحمة بالټحطم لدى سماعها كلمات يحييلقد كانت تعلم أن حالة أختها ميئوس منها ولكن كان لديها أمل فى عرضها على بعض الأطباء بالخارج لكن يحيي أزال هذا الأمل بكل قسۏةشعرت بالدوار وأن المكان من حولها يلف بشدة كادت أن تسقط ولكنها شعرت بيد قوية تسندهانظرت إلى صاحبها تلاحظ القلق فى عينيهإرتعشت أطرافها من نظراته لهاأعادها قربه هذا لذكريات مضتحين كانت تذوب بين يديه رمشت بعينيها وتسارعت أنفاسهاوإرتعش جسدها تأثرا لتفيق من حالتها تلك على برودة اجتاحت ملامحه بقسۏة تذكرها مجددا بحاضرها المريرلتعتدل بسرعةمبتعدة عنه تشيح بوجهها تلتقط أنفاسها بصعوبةوتحاول أن تهدئ نبضات خافقهابينما تأملها هو بوجه بارد لا يعكس ذلك الإشتعال الذى أحرق كيانه بالكامل حين لامسها وطالعته بتلك العيون الرمادية البريئة التى لطالما سحرتهلقد زادتها السنون جمالا بالفعل ربما غيرت لون شعرها من الأسود إلى الكستنائي ولكن تظل رحمة كما هي الوحيدة التى إستطاعت أن تجعل خافقه يدق بتلك الطريقةيطالبه بإمتلاكهاولكن كيفكيف وبينهما كل الحواجز والسدود والخطوط الحمراءفلو تغاضى عن خيانتها له قديما فكيف يتغاضى عن أنه الآن زوج أختهاأشاح بوجهه عنها بدوره ليخفى ذلك الألم الظاهر بعينيهيدرك أن رحمة جاءت إلى منزله وجلبت معها كل شعور قد تناساه وأهمهم الآن هو هذا الشقاءالذى يشعر به بين أركان فؤاده مجددا
أفاقا سويا من مشاعرهما على صوت الخادمة تقول بإحترام
راوية هانم مستنياكى فى أوضتها ياست رحمة
ألقت رحمة نظرة أخيرة على يحيي قبل أن تومئ برأسها وتتبع روحيةتتجه إلى حجرة أختها لينظر يحيي بإثرها تاركا مشاعره الحقيقية تظهر على وجهه بعد أن أخفاها كثيراقبل ان يتهدل كتفاه ويتجه بدوره إلى حجرة المكتب
لتتراجع بشرى بحذر تتجه إلى حجرتها بعد أن شاهدت هذا اللقاء من مكان خفيكادت ان تشعر بالسعادة ف بداية هذا اللقاء وهي تستشعر البرودة والجمود فى لقاءهما ولكن ظهور مشاعرهما
رغما عنهما أشعل الحقد فى قلب بشرى من جديد لتعقد النية على فعل أي شئ لكي تغادر تلك الرحمة المنزل بأسرع وقتتلك التى حصلت على قلوب رجال الشناوي بينما لم تحصل هي على شئحتى الآن
دلفت شروق إلى الحجرة تحمل فى يدها صينية عليها كوبين من العصيرلترى مراد يلبس قميصه ويبدوا مستعدا للمغادرة لتضع الصينية على تلك الطاولة الصغيرة الجانبية وتتجه إليه قائلة فى حيرة امتزجت بالحزن
إنت ماشى بسرعة كدة
إلتفت إليها ليرى ملامحها الجميلة تمتزج بهم الحيرة بالحزنليرفع يده ويقرص بها أنفها بخفة قائلا
معلش مضطر أمشىبنت عمى ومرات أخويا الله يرحمه جاية من السفر النهاردة ولازم أكون فى البيت دلوقتىعموما متزعليش هحاول أجيلك بكرة
أومأت برأسها موافقة دون أن تنطق بحرف فى رأسها بحنان قبل أن يتجه لمغادرة الحجرة ليوقفه صوتها

المتهدج حزنا وهي تنادى بإسمه إلتفت إليها يدرك أنها حزينة على فراقه من ملامحها الشفافةفهو يعلم أنها تعشقه پجنون وتود لو ظل بجوارها إلى الأبديؤلمها إبتعاده الحتمي وذهابه إلى زوجته بشرىيشعر قلبه بألمها وغيرتها مشاعرها الحزينة و التى تخفيها عنه بصعوبة ولكنه يدركهاويحزن من أجلهاولكن يسعده أيضا ان هناك من تجعله ملكا على قلبها وتاجا فوق رأسهابينما يؤلمه أنه لا يستطيع أن يبادلها كل ذلك الحبفقلبه قد ماټ منذ زمنفقده منذ أحب فتاة
جعلته عاشقا لأول مرة وجعلت خافقه يدق بشدة وحين كاد ان يصارحها بعشقهاكتشف
أنها على علاقة غير شرعية مع أخيه ليزوجهم الجد خوفا من الڤضيحة ثم يبتعدا عن عائلة الشناوي لسنواتسنوات شعر فيها بمۏت القلب والمشاعرحاول فيها أن ينسى هذا العشق الذى أضناهيكاد يقسم أنه قد نجح فى ذلكلولا أن رآها مجددا عند مۏت أخيه ليدرك أنه لم ينساها يومابعد ذلك حاول أن يؤكد لنفسه أنها ربما تكون السبب فى مۏت أخيه حتى يغضب منها ويتناساهاخاصة عندما رفضت الرجوع معه لتحضر مراسم ډفن زوجها ليغضب منها بشدةليعتقد بأنه صار يبغضها ولكنه ليس متأكدا من ذلك الآنخاصة بعد سماع صوتها فى الصباح تخبره بأنها قادمةوقلبه الذى ازدادت دقاته وقتهاربما يخشى هذا اللقاء أو يخشى حقا تجدد مشاعرههو حقا لا يدرى
تأمل شروق الماثلة أمامهتلك الفتاة الجميلة والتى تزوجها لأنها تشبه رحمة فى شقاوتها وطيبتها القديمتينتشبه حبيبته التى لم تعد حبيبتهنسخة منها تختلف فقط فى
تم نسخ الرابط