روايه متزوجه
المحتويات
الملامحأو ربما تزوجها لأنها على نقيض زوجته بشرى المتعالية خالية المشاعروالتى يملأ قلبها حقد تجاه الجميعحقد اكتشفه بعد زواجها منه شعر بأنه تسرع فى ذلك الزواج ولكنه لم يستطع أن ينفصل عنهافهي إبنة عمه اليتيمة والتى لا أحد لها سواهليكمل معها حياة بائسة لا يهونها سوى لحظاته مع شروقرآها تتجه نحوه تمسك كوب العصير من على الطاولة وتناوله إياه قائلة
طيبإشرب عصير المانجة قبل ما تنزل إنت بتحبه وأنا عاملاهولك مخصوص
إبتسم وهو يأخذ الكوب منها يرتشف منه بينما أخذت هي كوبها وإرتشفت منه بدورهانظر إلى تلك القطرة من العصير والتى إستقرت على الكرزيتين لتغيم عينيه وهو يتطلع إليهامد يده ومسحها بنعومة وهو برغبة جعلتها تتمسح بيده كقطة صغيرة ليميل آخذا خطفت أنفاسهالتقع أكواب العصير من أيديهما ولكن أحد منهم لم يهتم دون ان يتأمل عيونها الخضراء الناعسة والتى تدعوه بكل نعومة للعودة إليهاليرتوى من فيض عشقهاحد الإرتواء
إنت فينبقالى ساعة بكلمك وتليفونك خارج التغطية
إستمعت إلى محدثها لتقول بعدها
طيب إستنانى فى الشقة أنا جاية حالا
لتغلق الهاتف وهي تتجه إلى دولابها تختار منه فستانا كي ترتديه للخروج تفرغ مشاعرها الغاضبة قبل ان ټنفجر غيظا لتعود لتلك الفتاة بخطة جديدة تخرجها من حياتهم للأبدنعم للأبد
كاد مراد أن يقود سيارته متجها إلى المنزل عندما إستمع إلى رنين هاتفه ليمسك الهاتف ويرى رقم أخيهوضع السماعة فى أذنه وهو يجيب قائلا
آلو
أجابه يحيي قائلا بإختصار
رحمة جت
عارف
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وعرفت منين
قال مراد
كلمتنى الصبح قبل ما تركب الطيارة
شعر يحيي بغيرة حاړقة تكوي شرايينه وهو يدرك أنها تحادث أخاه الذى يدرك أيضا مشاعره تجاههاليقول بهدوء لا يشعر به البتة
تمامإنت فين دلوقتى
قال مراد
أنا فى الطريق
قال يحيي بجمود
طيب مستنيك
ثم أغلق الهاتف ليزيد مراد من سرعته متجها إلى المنزل وقلبه يرتجف قلقا يشعر من لهجة يحييإلى جانب قلبه الذى ازدادت دقاته وهو يشعر بقرب لقاءه بها مجددا أن حياتهم جميعا على وشك التغير تماما
الفصل الثالث
دلفت رحمة إلى تلك الحجرة التى ما تخيلت يوما أن تدخلها إلا كزوجة ليحيي لتدلف إليها اليوم كغريبة تمامالا تمت إليه بصلة ولا حتى صلة القرابة التى جمعتهما منذ البدايةفلم يعد يعدها كإبنة عمه ولم تعد تعتبره كذلك أيضا
تنعم بدفئها الذى حرمت منه لسنواتهذا الدفئ الذى لطالما رحمة وجعلتها تشعر بأنها هي الأخت الصغرى والتى تحتاج إلى الرعاية والحنان وليس العكس
رفعت راوية يديها تربت على يدي رحمة الرابضتين على وجنتيها قائلة بإبتسامة حزينة
وجعى كان فى بعدك عنى يارحمة ودلوقتى وجعى راح لما شفتك من تانى
أدمعت عينا رحمة وهي تتأمل ملامح أختها الشاحبة التى غيرها المړض كثيرا فبدت أكبر من سنوات عمرها الثلاثينلتقول بصوت متهدج من المشاعر
كنت حاسة بروحى ضايعة منى ولقيتها بس فى حضنك
قالت راوية بلهفة
بجد يارحمة يعنى مش زعلانة منى
عقدت رحمة حاجبيها فى حيرة قائلة
وهزعل منك ليه بس ياراوية
قالت راوية بحزن
عشان موقفتش جنبك وقت اللى حصللمالما
أخفضت رحمة يديها بجوارها وهي تقول
الكلام ده كان من زمان يا روايةوخلاص مبقتش تفرق كتيرصحيح إنتى أختى وكان
لازم تعرفى إنى مش ممكن أعمل كدة بس إنتى اكيد إتخدعتى زيهم وأنا خلاص مش زعلانة كل واحد بياخد نصيبهوانا أخدت نصيبى وراضية بيه
أطرقت راوية برأسها فى حزن قائلة
بس أنا متخدعتش أنا كنت عارفة الحقيقة
إتسعت عينا رحمة دهشة وهي تقول
كنتى عارفة
رفعت راوية وجهها تواجه عينا أختها الحائرتين وهي تقول مدمعة العينان
أيوة كنت عارفة إنك مظلومة وإنك مكنتيش مع هشام ليلتها زي ما حاول يبين لينا كلناكنت عارفة إن كل اللى حصل ده كانت تمثيلية عشان يتجوزك ڠصب عنك
عقدت رحمة حاجبيها قائلة
وعرفتى منين يا راوية
صمتت راوية ليزداد إنعقاد حاجبي رحمة وهي تقول
طب ليه متكلمتيش ساعتها
نزلت دموع راوية فى تلك اللحظة قائلة فى حزن
هحكيلك يا رحمة هحكيلك كل حاجة أنا سكت كتير بس خلاص مبقاش ينفع أسكت أكتر من كدة
لتتحدث راوية ومع كلماتها كانت رحمة تذبح مجددا من الصدمة
جلس يحيي فى هذا الركن المظلم من الحجرة يحاول ان يهدئ أعصابه يشعر أنه على حافة الإنهيار ألماما هذا الذى يحدث لهالڠضب منها يشعله والشوق إليها يحرقه تباما الذى أقحمها فى حياته مجددا
مرض زوجته نعملولاه ما رآها قط مجددافهذا كان قراره منذ تلك الليلة التى فقد فيها إيمانه بالعشقوفقد فيها روحه التى غابت بغيابهافالخېانة ضړبته فى
مقټل ليتمنى لو لم يعشقها يومالا يستطيع نسيان هذه الليلة أبدا فإلى جانب إكتشافه لخيانتها له فى هذا اليومفقد تزوجت فيها أخاه أيضاليشعر بكيانه ېتمزق حرفيا ورغم إدراكه انها أصبحت لأخاه من قبلها إلا أن رؤيتها وأخاه يعقد عليها ثم يأخذها بعيدا أډمت قلبه ثم أماتت مشاعره للأبد فظن أنه لم يعد يعشقها وأنه بات فقط يكرهها حتى بدأت تغزو أحلامهتوقظ فيه كل المشاعروتثير فيه جنون الإشتياق لتتجسد أمامه منذ لحظات ليدرك أنها تقبع تحت جلدهيسرى عشقها فى شرايينه مسرى الډم يعلم أنها اخت زوجتهو خائڼةومع ذلك يخفق قلبه فقط لمرآها وقد زادتها تلك السنوات جمالا وجاذبية وقوة لتستيقظ مشاعره الكامنة داخل أعماقه حين وكأن ماضيه معها كأن لم يكن وقيوده التى يفرضها حاضره عليهما كأنها سراب ولا وجود لها من الأساسزفر بقوة وهو ينظر إلى السماءتصرخ أعماقه پصرخة هزت وجدانهياإلهى ماذا أفعل
ليفيق من صراعه على دلوف أخيه إلى المكتب وإنارته ضوء الحجرة ليجد يحيي قابعا فى هذا الركن البعيد تبدو ملامحه المكفهرة دليلا واضحا على مقابلته لرحمةليقترب منه بقلق قائلا فى تقرير
ضايقتكصح
هز يحيي رأسه نفيا قائلا بهدوء
ملحقتشوبتمنى متفضلش كتير عشان تحاول ياريت تشوف أختها وتمشى علطولمجرد وجودها فى البيت خانقنى
ظهرت الحيرة على ملامح مراد وهو يتأمل يحيي قبل أن يقول
إنت ليه بتكرهها بالشكل ده يايحيي
قال يحيي بصرامة
يعنى مش عارف يامراد ليه بكرهها
جلس مراد على الكرسي المجاور ليحيي قائلا
لأ مش عارفصحيح هي غلطت زمان غلطة كبيرة فى حق نفسها وفى حقنا وصحيح إن إحنا شاكين إن ممكن تكون السبب فى مۏت أخونا لإنها كانت معاه وقت الحاډثة وصاحبه صلاح قال إنهم إتخانقوا مع بعض فى الحفلة قبل ما تركب العربية معاه عشان يروحوابس برده إحنا مش متأكدين من الكلام دهغير إن علاقتكم ببعض كانت حلوة أوى قبل جوازها من هشام إنت كنت أقرب واحد ليها وكان واضح للكل إنها بتعتبرك زي أخوها
إبتسم يحيي بسخرية مريرة يردد كلمات أخيه داخل نفسه بمرارةتعتبره مثل أخاهاكم كان مراد ساذجالايدرى أنها كانت توهمه بأنه عشقها الأولوهو صدقها لأنها كانت بدورها عشقه الأول والأخيروأنه فى ليلة إكتشافهم لها مع أخيه هشام فى حجرة نومهكان قد وعدها قبلها مباشرة بأنه سيخبر جده فى اليوم التالى برغبته فى الزواج منها وتحقيق حلم لطالما تمنى ان يناله ولكن ماحدث ليلتها دمر كل ما حلم به طوال عمرهلتتزوج أخاه ويرحلا بعيدا عن المنزل ثم يوافق هو على الزواج من أختها عندما عرض
عليه الجد ذلك الأمر ربما نكاية
بهاأو هو فقدان الأمل فى أن يقع مجددا بالحباو ربما هو فقدانه الإيمان بالحب ذاتهحقا كم تظلمنا الحياة وتسخر مناتحركنا كالدمى فى يديها ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوى
ان نخضع لهاونسايرها
افاق من أفكاره على صوت أخيه يقول فى حيرة
يحييروحت فين
زفر يحيي وهو يستند برأسه إلى الكرسي خلفه يغمض عينيه قائلا
روحت لنفس المكان بس فى زمن غير الزمن زمن كنت فيه واحد تانى مبقتش دلوقتى عارفه ولا قادر أميزه جوايا
ليفتح عينيه ويعتدل قائلا فى حزم
المهم دلوقتىأنا عايزك تفهم بشرى متعملش مشاكل معاها وتعدى اليومين اللى رحمة قاعدة فيهم هنا على خيرمفهوم يامرادأنا فية اللى مكفينى ومش ناقص جنانها
ربت مراد على ساق اخيه مطمئنا وقد رأى حقا ذلك الإرهاق البادي على أخيه قائلا
متقلقش يا يحيي أنا هنبه عليها بنفسى وأوعدك متعملش مشاكلوزي ما إنت قلت هما يومين وهتمشىبس هي راحت فين
عقد يحيي حاجبيه قائلا
تقصد مين
قال مراد
بشرى رجعت البيت ملقيتهاش
قال يحيي بنظرة ذات مغزى
وإنت بتسألنى أنا عن مراتك يامراد
شعر مراد بالتأنيب المختفى داخل
طيات كلمات أخيه ليقول بإرتباك
أصل هي كلمتنى والفون كان مقفولولما فتحته وكلمتها تليفونها كان خارج التغطية فقلت يمكن قالتلك حاجة
قال يحيي بملامح جامدة
لأ مقالتليش ومشوفتهاش النهاردة خالصإنت عارف إنى كنت مشغول برجوع رحمة
أومأ مراد برأسه متفهما وهو يقول
ورحمة فين دلوقت
تنهد يحيي قائلا
عند راوية
قال مراد
بقالها كتير
قال يحيي
تقريبا ساعة
اومأ مراد برأسه ثم نهض قائلا
شكلهم هيطولواطيب أنا هروح أوضتى آخد شاور وأرجعلكم تانى
أومأ يحيي برأسه ليذهب مراد بإتجاه الباب ليتوقف عند سماع أخيه يقول بحزم
ياريت يامراد تخف من سهرك برة شوية وتاخد بالك من مراتك وبيتك
إلتفت إليه مراد ينظر إلى ملامح أخيه الجامدة ليدرك أنه يلمح إلى شئ ماكاد أن يستوضح عن مقصده بذلك التنبيه ولكنه الآن مرهق ويحتاج لأخذ حماما سريعا يزيل به كل ماعلق بأفكاره المتعبة أكثر من جسده المنهك وليؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحقليغادر يتابعه يحيي بعينيه يقول بصوت خاڤت
لولا عارف طبيعة بشرىمكنتش عذرتك أبدا فى اللى بتعمله يامراد
ليتنهد فى حزن ثم يشرد مجددا فى عڈابه الخاص يتألم كالعادة وحده تماما
نهضت رحمة قائلة پصدمة
إنتى إزاي تعملى كدةإزاي هنت عليكى بالشكل ده ياراويةده أنا أختك من لحمك ومن دمك
إنهمرت دموع راوية على وجنتيها وهي تقول بإنهيار
مش عارفة يا رحمة إزاي طاوعتهم وعملت اللى عملته يمكن عشان حسيت بحبه ليكى ويمكن عشان كنت أنانية وفضلت مشاعرى على مشاعرك أو يمكن عشان شيطانى قاللى إن ده حل كويس لينا كلنامش عارفةصدقينى مش عارفة بس كل اللى شايفاه دلوقتى هو إحساسى من يومها كنت عارفة إنى غلط وإنى أذنبت فى حقك والإحساس بالذنب مكنش بينيمنىكنت متأكدة إنى مچرمة وأستاهل العقاپ بس العقاپ قاسى أوى يارحمةمرض بياكل فى جسمى وبيموتنى بالبطئبيبعدنى عن كل اللى إتمنيته وعملت عشانه كل دهأنا آسفة يارحمة وعارفة إن أسفى مش كفاية بس كان نفسى أعترفلك وأطلب منك السماح أنا خلاص مبقاش أدامى كتير وخاېفة أموت وأنا
شايلة ذنبك جوايا
شعرت رحمة بالشفقة على أختها وإنفطر قلبها وهي تشعر بأن كل ماحدث لها يهون أمام ذلك المۏت الذى ېهدد أختها المسكينة ويحرمها من زوج ضحت من أجله بأقرب الناس إليها و طفل لن تعيش لتراه يكبر أمامها يوما بعد يوملتسرع بنفض مشاعرها الغاضبة بعيداوإحلال السماح
متابعة القراءة