روايه متزوجه

موقع أيام نيوز

بعض
نظرت شروق إلى عيون رحمة التى ظهرت بهما روحها الطيبة لتدرك سر حب الجميع لها حتى هي أحبتها على الفورلتبتسم إبتسامة باهتة قائلة 
ربنا يخليلك يحيي ويخليكى ليه
نظرت رحمة إلى يحيي الذى بادلها نظرتها بعشق قائلة 
يارب
إبتسمت شروق بحزن وهي ترى هذان العاشقان أمامهالتتمنى لثوان فقط لو كانت هي ومراد مثلهمالتخفض بصرها قائلة 
انا لازم أمشى ومتشكرة أوى على تعبكم معايا
قال يحيي 
إستنى هوصلك
إبتسمت قائلة 
مفيش داعىنهاد صاحبتى مستنيانى برةبعد إذنكم
لتغادر تتبعها عيونهم بينما كانت هناك عينان تابعت ما يحدث بشئ من الريبةربما لم تستطع سماع حديثهما من هذا المكان البعيد ولكن ما شاهدته لا يبشر بالخير أبدالترفع هاتفها قائلة 
مجدىإنت لسة ممشتش صح
لتزفر براحة قائلة 
طيب فيه واحدة خارجة دلوقتى من المستشفى
لابسة فستان أزرق وعينيها خضرا وشعرها كستنائىإمشى وراها وإعرفلى كل حاجة عنها مفهوم
لتغلق هاتفها وهي تنظر پحقد إلى هذان العاشقان اللذان جلسا مجددا إلى جوار بعضهما البعض يمسك يحيي بيدها وكأنه إن تركها ستهرب منه
حمدت ربها ان مجدى قد جاء فى اللحظة المناسبة ليطمأن عليها وأنها طلبت منه المغادرة حتى لا يراه يحييولكنه لم يغادر بعد ليتبع الفتاة وتصل هي إلى ما يخفونه عنهانعم ستصل بكل تأكيدإلى الحقيقة
إنتبه يحيي على صوت إضطراب تلك الأجهزة المتصلة بأخيه لينظر من خلال النافذة الزجاجية بسرعة ليلاحظ تحرك يد أخيه ويسرع بالدلوف للداخل تتبعه رحمةليقترب من سرير مراد يلاحظ سكون أخيه مجددا وعودة الأجهزة لمسارها الطبيعيليغمض عينيه بخيبة أمل فقد ظن أن أخاه قد أفاق من غيبوبتهليفتحهما على صوت شروق التى قالت 
حصل حاجة يايحييمراد فاق
لاحظت رحمة تجاهلها الدائم لها لتتجاهلها بدورها بينما قال يحيي 
للحظة حسيت إنه فاق بس الظاهر إنى كنت غلطان
أومأت بشرى برأسهاثم قالت 
طيب أنا هروح البيت آخد شاور وأغير هدوميوأرتاح شوية
لتنظر إلى رحمة وهي تستطرد قائلة 
المكان هنا بقى خنيق أوىومحتاجة بريكمش هتأخر يايحيي
كادت رحمة أن ټموت غيظا من تلك التى تسمى بشرىوالتى تترك زوجها فى غيبوبة وتعود للمنزل فقط كي تأخذ حماما وتبدل ملابسها ثم ترتاح قليلابينما هناك محلا للملابس أمام المستشفى قد تستطيع شراء شئ مناسب لها
منه وهناك حجرة محجوزة لها بالمستشفى أيضا يمكنها أن تاخذ به حماما ثم كيف تستطيع أن تنام وترتاح بينما زوجها يرقد على الفراش أسير غيبوبة لا تعرف هل سيفيق منها أم لالتهز رأسها بعدم رضا بينما قال لها يحيي ببرود 
ماشى يابشرى السواق تحت هيوديكى ويبقى يجيبك تانى
أومأت برأسها بهدوء ثم إقتربت منه وسط دهشة رحمة قائلة 
مش عايز حاجة أجيبهالك وأنا جاية يايحيي
شعرت رحمة بالحنق من تلك المأفونة والتى بدأت رحمة تدرك نواياها الخبيثةوما يضمره قلبها لزوجهالتقول رحمة بغيظ 
لأ ياحبيبتى متشكرينجوزى لو عايز حاجة هيطلبها منى أنا وهجيبهاله أناهاتى إنتى لجوزك وإنتى جاية هدوم ومتتأخريشلإنه أكيد هيحب مراته تكون جنبه لما بإذن الله يفوق
كاد يحيي أن يبتسم وهو يدرك غيرة زوجته الرائعة عليه ووقوفها تدافع عن حقها به بضراوةليكتم إبتسامته ولكنه شعر بداخله بالسعادة المطلقة وبعشقه الذى يشمل ذرات كيانه
لتلك الجميلة زوجتهبينما نظرت بشرى إليها يأكلها الغيظ من تلميحاتها الغير مباشرة ولكنها مقصودة و بشدةليحمر وجهها ڠضباوكادت أن تتفوه بكلمات حانقة ولكنها كتمتها بدورها فى اللحظة الأخيرة وهي ترسم إبتسامة باردة على وجهها قائلة 
إن شاء الله ياحبيبتى 
لتنظر إليها من رأسها لأخمص قدمها قائلة بشفقة مزيفة 
طيب أجيبلك فستان معايا يارحمةإنتى مغيرتيش من إنبارح وبصراحة المنظر مش تمام ويأثر اكيد على سمعة عيلة الشناوي
ليتدخل يحيي بالكلام قائلا بهدوء ولكن بنبرة خرجت تحذيرية وشديدة الصرامة 
مراتى مبيهماش المظاهروالكلام الفارغ ده يابشرى 
لينظر إلى عيون رحمة قائلا بحنان 
مراتى بتشرفنى أيا كان مظهرهامظهرها اللى أنا شايفه دلوقتى كامل ومش محتاج أي حاجة
رفعت رحمة حاجبيها تأثرا وقد غشيت عيونها الدموع تشعر بقلبها يغرق فى عشقهفماذا هناك أكثر من الڠرق فى العشقهي حقا

لا تدرى
ليبتسم لها بحنان وهو يدرك أفكارها التى تظهر على ملامحها الشفافة لتبادله إبتسامته بدورهاتتابعهما بشرى بقلب يشتعل حقداتشعر أنها تكاد ان ټموت قهرا الآنليلتفت يحيي إلى بشرى وهو يضع يده على كتف رحمة إليه قائلا 
لكن طبعا لو حبت هبعت أجيبلها بدل الفستان عشرة بس معتقدش إن وضع أخويا دلوقتى يخلينا نفكر فى حاجات تافهة زي دى
إلى هنا ويكفيها ما لاقته من كلمات يحيي التى تحمل لها تقريعا غير مباشرا وتجريحا مقصودالتقول بملامح عجزت عن إخفاء الحقد بهم 
آااهطيبأنا ماشيةسلام
لتبتعد بشرى بخطوات سريعة غاضبة وتقول رحمة بدهشة 
هو فيه كدةبشرى دى إيه ياساترمراد مستحملها إزاي بس
قال يحيي بهدوء 
دى الحاجة الوحيدة اللى شفعتله عندى جوازه من شروقبشرى بجد متتطاقشوشروق مختلفة عنها خالص
قالت رحمة 
مفيش أصلا وجه مقارنة بينهمدى حاجة ودى حاجة تانية خالصأنا عن نفسى حبيت شروق وحسيتها بجد بتحب مرادبس اللى مش قادرة أفهمهليه مخبى جوازه منها
نظر إليها بنظرة ذات مغزى لتفهم نظرته وهي تومئ برأسها قائلة فى تقرير 
بشرى أكيد صح
كاد أن يوافق على كلماتها حين إنتفض على صوت مراد وهو يقول بضعف 
يحيي
إلتفت كل من يحيي ورحمة إلى مراد ليميل يحيي على مراد الذى كان مغلق العيون قائلا 
مرادإنت فقت بجد وبتكلمنىولا أنا بتخيل
فتح مراد عيونه بوهن ونظر إليهم وهو يبتلع ريقه بضعف قائلا 
شروق يا يحييشروق كانت هناصح
أغشيت عيون رحمة بالدموع ويحيي يقول بسعادة 
حمد الله ع السلامة ياحبيبىحمد الله ع السلامة يامراد
إبتلع مراد ريقه قائلا 
الله يسلمك
ليصمت لثانية ثم إستطرد قائلا 
شروق يايحييشروق كانت هنا أنا متأكدصح
إبتسم يحيي قائلا 
ايوة يامراد شروق كانت هنا
زفر مراد بإرتياح قائلا 
كنت عارفقلبى حس بيهاسمعت كلامهاكانت حزينة 
إبتلع ريقه ثم إستطرد قائلا بضعف 
فضلت تنادى علية وقلبى لبى نداهاطلبت من ربنا أفوق حتى لو بعدت عنهاإزاي فكرت بس إنى ممكن
أعيش من غيرها
ليغمض عينيه مستطردا 
أكيد أنا السببانا اللى خليتها تفتكر إنها مش مهمة عندىأنا السبب
قالت رحمة بشفقة وقد فتح مراد عيناه لتظهر بهما الدموع 
إهدى يامرادبالراحةمش كدة
نظر مراد إليها ليتأملها لثانية قائلا فى حزن 
أنا آسف يارحمة
ثم نظر إلى يحيي قائلا بندم نطقت به أحرفه وهو يقول 
أنا آسف يايحيي
ليبدل نظراته بينهما وهو يستطرد قائلا 
أنا آسف بجدآسف لو غلطت فى حقكم من غير قصد
ليصمت لثانية ثم يستطرد پألم 
كان نفسى أتأسفلها هي كمانكان نفسى أقولها إنى غلطت فى حقها كتير وسامحتنى أكتروإنى بحبها أوىأوى يايحييبحبها أوى يارحمةوالحمد لله إنها منزلتش البيبىكنت ھموت لو حصلها أو حصل لإبنى حاجة يايحيي
إتسعت
عينا يحيي قائلا فى صدمة 
هي شروق حامل
أومأ مراد برأسه قائلا بحزن 
أيوة حامل وأنا بلسانى اللى كان يستاهل قطعه ده قلتلها تختار بينى وبينهخيرتها مابينى وبين إنها ټقتل إبنى يايحييأنا طلعت وحش أوى
قال يحيي بشفقة 
غلطة وندمت عليها يامراد وهي اكيد سامحتكاللى بيحب بيسامحوهي إختارت متنزلش طفلك وده معناه إنها لسة بتحبك وإنها أصيلة يا مراد
ليربت يحيي على يده مستطردا 
بصأنا عايزك تهدى يامرادإهدى ومتفكرش فى حاجة دلوقتى غير إنك تقوم بالسلامةولما تقوم بالسلامة اكيد هتقدر تصحح كل الغلطات اللى فى حياتكوهترجع مراداللى انا عارفه كويس وواثق فيه
نظر مراد إلى يحيي بإمتنان ليبادله يحيي بنظرة ثابتة قوية حانيةقبل أن يقول 
أنا هروح أجيب الدكتور يطمنا عليك يامراد مش هتأخر
إبتعد مغادرا الحجرة بهدوء بينما أغلق مراد عيونه بوهن ليفتحهما مجددا حين قالت رحمة 
شروق دى كنز يا مرادياريت تحافظ عليه
أومأ مراد برأسه وقد ظهر بعيونه التصميميدرك أن
شروقه بالفعل كنز كما قالت رحمةكنزه الذى تركه يفلت من يدهوهو ينوى إسترجاعه والحفاظ عليهبكل قوته
نظرت رحمة إلى بشرى الجالسة بجوار مراد تتظاهر باللهفة عليهمن خلال النافذة الزجاجيةلتشعر بالحنقزفرت ببطئثم ربتت على يد يحيي قائلة بهمس 
يحيي
نظر إليها بإستفهاملتقول مستطردة 
مراد بقى كويس الحمد لله فأنا هروح البيت أجيبلنا شوية حاجات من هناك
قال يحيي وهو يهمس بدوره 
كل الموضوع ليلة واحدة كمان يارحمة وهنروح بكرة
أطرقت برأسها قائلة بحزن 
بصراحة هاشم وحشنى اوى وعايزة أشوفه يا يحييوأطمن عليه
تأملها يحيي بحنان قائلا 
طيب يلا هوصلك تشوفيه وتجيبى الحاجات اللى إنتى عايزاها ونرجع تانى
نظرت إليه بدهشة قائلة 
مش مستاهلة تيجى معايا يايحييالسواق هيوصلنى ويرجعنى علطول
تأمل ملامحها الجميلة الرقيقة وهو يقول بشغف 
مش هقولك هاشم كمان وحشنى وعايز أشوفهلأكمان مش هقدر أسيبك تغيبى عن عينى الشوية دول
دق قلب رحمة فرحا لكلماته التى حملتها إلى أعناق السماء فمنذ إعترافه لها بعشقه وهو يغمرها بهحتى كاد قلبها ان ينسى كل مامر به من عڈابلتنظر إلى ملامحه التى تعشقها وهي تقول بحنان 
على فكرة أنا قلبى مش حمل كل الحب ده يا يحييخاېفة أصدقه وأعيش جواه وبعدين
رفع إصبعه ناظرا إلى عينيها بعشق قائلا 
مفيش بعدينصدقيه وعيشى جواه ووعد منى مش هتندمى على إنك سيبتى نفسك تعيشى الحب اللى اتحرمنا منه سنين
ثم تنتفض على صوت بشرى التى خرجت من الغرفة فجأة قائلة بحنق 
الحاجات دى ليها أوض مقفولة تتعمل فيها يايحيي
جز يحيي على أسنانه وظهرت بعيونه القسۏة وهو يلتفت إليها قائلا ببرود صقيعي 
تصدقى إنتى معاكى حقيلا

سلام يابشرى
ثم أخذ بيد رحمة متجها إلى الخارج وسط صدمة بشرى التى نظرت فى إثرهما بدهشة تحولت لڠضب شديد وهي تقول بغل 
ماشى يايحيي بتغيظنىطب وحياتك عندى لأحسرك على العقربة اللى انت فرحان بيها أوى دىأصبرى علية يابنت بهيرة
لتتجه بخطوات غاضبة بإتجاه حجرة مراد مجددا وهي تتساءل بغيظلماذا لم يمت فى هذا الحاډث ولماذا إستفاق من الغيبوبةهل هو حظها العاثر أم أنه القدر والذى يعاندها دائما لتقسم فى نفسها أنها ستغير هذا الحظ وستتحدى القدر حتىفقط لكي تصل إلى مأربهاتصل إلى يحيي
الفصل الواحد والعشرون
كان يحيي ينظر بحنان إلى هاشم نائما بعمقليتخيل أن هذا هو طفله منها هي ويمتلئ قلبه بالعشق لكليهمافهما دنياه وإسعادهما هو الشئ الذى يعيش من أجلهليتمنى من كل قلبه لو رزقه الله طفلا آخرمنها هي لتكتمل سعادته 
قرأتها على ملامحه الشفافة وشعرت بكيانها كله يرتعش حزنالتنهض وتضع هاشم فى سريره وهي تقبله بحنان سقطت من عينيها دمعة على وجنة الصبي مسحتها برقةلمحها يحيي ليإن قلبه ۏجعا وينهض بدوره متجها إليها ليقف أمامها تماما يشعر بالحيرة لمرأى تلك الدمعةأطرقت برأسها فى ألمفمد يحيي يده ورفع ذقنها إليه ليرى عيونها تلك العيون الدخانية الرائعة و التى لا يرى الآن لونهما المختفى حول بحيرة راكضة من الدموعسكنت عيونها وأبت أن تجرى على وجنتيهاسألها يحيي بقلب واجف قائلا 
ليه الدموع دى يارحمة
سالت تلك الدموع على وجنتيها بالفعلكنهرين جاريينلتهرب من أمامه تاركة إياه وسط خوف تملكه من سبب بكائهاليتبعها حتى حجرتهما ويدلفها خلفهاوجدها مستلقية على السرير تخفى وجهها فيهيهتز جسدها بضعف ليسرع إليها وهو يقول بلهفة تمتزج بالقلق 
طمنينى عليكى يارحمةعشان خاطرىمتسيبينيش بالشكل دهدماغى بتودى وتجيبوقلبى پيترعب من السبب اللى
مخليكى بتعيطى بالشكل ده
إنت حبيبى وجوزى
وكل ما ليةبس تعرف أكتر حاجة الست ممكن تتمناها لما تتجوز حبيبها
تم نسخ الرابط