روايه مكتمله بقلم ندى حسن
المحتويات
الفراش يتمسك بأحد اعمدته يعطي إليها ظهره قائلا بقسۏة
بقولك ايه هي مش في دماغي وغارت زي ما قولتي أنا مش عايز اتجوز ولا تكوني أنتي ناسيه شغلي ده ايه ده مش سبب يخليني مربطش حد بيا ولا أعمل عيلة
وقفت خلفه تهتف ببساطة وجدية
شغلك ماله يا جبل محامي قد الدنيا وماسك بلد بحالها
استدار ينظر إليها بتهكم يكرر حديثها باستهزاء
آه محامي وماسك بلد
احتدت نبرتها أكثر وتحولت ملامح وجهها اللينة التي كانت تحاول إقناعه من لحظات واتجهت نبرتها إلى الأمر والقوة وذلك لأنها لن تسمح بذهاب ابنة ولدها الراحل ولا تريد ظلم والدتها
ابتسم ناظرا إليها بلا مبالاة وبرود
أقتربت منه وقالت بنفس النبرة القوية منتظرة أن تراه يوافق ولكنها مع ذلك تعلم أنه لن يوافق بتلك السهولة ولن تتركه أيضا يأخذ الطفلة من والدتها قصرا إنه ولدها وهي تعرفه جيدا وتعرف حلوله الغريبة
لو مش عايز تتجوز وتعمل عيله وتحب مراتك اتجوزها ولم لحم أخوك وأعمل ما بدالك بعدين عايز تتجوز تاني اتجوز عايز تحط عقلك في راسك وتخليك مع زينة يبقى خير وبركة
أجاب على حديثها بمنتهى البساطة وكأنها تتحدث مع ذاتها
مش هي اللي هتقعد بالذوق
رفع وجهه إليها بقسۏة وتفوه بنبرة عڼيفة قاسېة لأنه لم يكن معتاد على ان يرفض أمره
ونخسرها هي وبتنا
صړخ بوجهها بصوت عالي لأنها تحدثت أكثر من اللازم وقامت بفتح چروح قديمة جعلها تلتئم بصعوبة صحيح لم تعد تؤلمه ولكنها تبقى چروح
في داهية
صړخت هي الأخرى بوجهه وتغيرت ملامحها أكثر وأكثر عليه ورفعت سبابة يدها اليمنى أمام وجهه بحدة
لأ مش في داهية يا جبل بت ابني مش هتطلع من الجزيرة وبالسياسه كله بالسياسه يا جبل
أبتعد بوجهه عنها وقال
ماشي يما ماشي
خرجت من الغرفة بعد أن استمعت إلى آخر كلماته وتوجهت إلى الخارج وهي عازمة أمرها ومقررة داخلها أن مهما يحدث لن ترحل ابنة ولدها من هنا لن تذهب إلى خارج بوابة القصر
ابنة
شقيقه وكأنه هو أمام والدته لذا لا تريدها أن ترحل يستطيع أن يجعل والدتها تذهب رغما عنها ويبقي الفتاة ولكنه لا يضمن ما الذي من الممكن أن تفعله وهي خارج الجزيرة لاسترداد ابنتها
ترك الأمر جانبا عندما عاد عقله إلى تلك النقطة التي عبثت بها والدته أهو لا يريد الزواج لأجلها أم لأجل أنه لا يريد من الأساس!
في الصباح
كان الجميع يجلس في الصالون بعد تناول الفطور على السفرة سويا
تيته دي أنا وأنتي رسمتها علشان أخدها معايا وأنا مسافرة
نظرت إليها وجيدة كانت رسمة طفولية للغاية بها فتاة صغيرة وسيدة لم تستطع بأن تجعلها رائعة إلا بحبها الذي رسمت به
ا قائلة بحب وفرحة
الله حلوة أوي بس أنا مش هسيبك تسافري على طول كده أنا مشبعتش منك
بينما هو كان ينظر إلى تلك التي تجلس أمامه مباشرة ولأول مرة بحياته ينظر إليها بهذه الطريقة يبدو أن حديث والدته أمس جعل الرجل الذي بداخله يستفيق وينظر إليها بنظرات الرجال الجائعة
لأول مرة ينظر إلى جمالها الطبيعي المعتاد في كل الوجوه ولكنها جميلة غيرهم بعيونها
آن داخله پألم لقد نسي كل هذه الأشياء لما جعلته والدته يستفيق من جديد ويتبع اهوائه وغرائزه وهي من زوجة شقيقه! ولكنها للحق تستحق
كم أنه وقح وعديم الشرف ينظر إلى زوجة أخيه هذه النظرات القڈرة ويقيمها من الأسفل إلى الأعلى ويقيم مفاتنها الذي حرم منها ومن أي امرأة لسنوات
ولكن تقريبا حديث والدته صحيح! لما لا يتزوج خصوصا إن كانت واحدة أتت إلى حده كما قالت هي بالأمس!
كانت على الطرف الآخر تبتعد بعينيها إلى ابنتها
وجدتها تتابع حديثهم من اللحظة إلى الأخرى وبينهما تتابعه هو وترى شروده بها ونظراته المثبتة عليها مرة على عينيها مباشرة ومرة على خصلاتها ومرة أخرى على جسدها
أهو مختل أم ماذا استغربت نظراته كثيرا فقد تقابلت معه في الأيام الماضية بكثرة ولكنه لم يكن هكذا أبدا بل كان غير مبالي بها وعديم الاهتمام والحديث معها ما به الآن
نهرت تفكيرها ونفسها سريعا على هذه الأفكار الغبية والكريهة التي أتت على عقلها تجاة شقيق زوجها والتي لم يعاملها بهذه الطريقة التي فكرت بها أبدا منذ معرفتها به إلى اليوم يبدو أنها هي التي بحاجه وجود رجل جوارها ففكرت بهذه الطريقة
في لحظة والجميع كل منهم في رأسه شيء قطع حبل أفكارهم بمجرد أن دلف عاصم إلى الغرفة مقتحمها عليهم يهتف
بصوت عالي قلق للغاية
جبل حملة طالعة من المدرية على الجزيرة
وقف جبل سريعا على قدميه بعيون متسعة إلى آخرها ينظر إليه بقسۏة والآخر يبادله
متابعة القراءة