روايه مكتمله بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز


وهو يتقدم منها ليقف أمامها فرفعت رأسها لتنظر إليه حيث أنها كانت جالسة على الفراش
السؤال أول مرة تسأليني كنت فين
انزاح القلق عن قلبها وارتخت أعصابها وهي تتحدث قائلة ببرود ونبرة عادية واثقة
اتعود بقى لما أسألك كل يوم 
مرة أخرى يسألها وعيناه متعلقة بعينيها السوداء
وده من ايه بقى
ابتسمت ساخرة وهي ترفع وجهها إليه تسأله بتهكم
هو أنت متعرفش
حرك رأسه نفيا ورفع كف يده إلى وجهها يسير بإصبعه عليه بنعومة ورقة
ونظرتها نحوها حميمية للغاية
لأ معرفش
فسرت له حديثها بوضوح تام وجدية ظاهرة محاولة الثبات إلى النهاية
مش أنا قررت إني هعيش حياتي معاك عادي زي أي اتنين

ما قالته الآن كان نتيجة تفكير أتى على عقلها في أقل من ثانية تنحت عن فكرة استدراجه والحديث معه ووضع حياتها معه مقابل اعترافه بكل شيء ستتبع طريقة أخرى علها تأتي بفائدة 
ابتسم بزاوية فمه وهو على علم تام بأن حديثها ما هو إلا هراء هي لا تبتغيه من الأساس ولكنه بادلها
ده شيء كويس
عادت تسأله مرة أخرى ناظرة إلى عينيه الخضراء
كنت فين بقى
تحول نحوه وقال بتهكم مراوغا
ايه مالك بقولك الحقيقة طالما هنعيش زي أي اتنين محبش أكدب على مراتي أحسن بعدين تفتكري إني بخونك ولا حاجه
بادلته نفس السخرية وما سيرهق كلاهما أنهم يفهمون بعضهم جيدا
لأ متقلقش مش هيجي على بالي حاجه زي كده ولو جت هكدبها
عاد يقترب منها مرة أخرى ليبقى أمام وجهها دون فاصل بينهم أنفه تمر على ملامحها مستنشقا أنفاسها يقول بلوعة
اتمنى يلا بقى حضري نفسك
استغربت ما قاله فعادت إلى الخلف لتنظر إليه متسائلة
احضر نفسي لايه
ابتسم وظهرت أسنانه من خلف شفتيه وهو يقول واثقا
مش قولتي هنعيش زي أي اتنين وعلشان نعيش هنبدأ من هنا
أنهى حديثه مشيرا إلى الفراش برأسه فنظرت إليه محركة رأسها ثم عادت ببصرها إلى الواثق من حديثه القابع أمامها ابتلعت ما وقف بحلقها وهي تنظر إليه متوترة ثم قالت برفض
أنا مقولتش كده أنا 
قاطع حديثها وهو يقترب منها يميل عليها بجسده حتى أنها مالت إلى الخلف فقبع فوقها مستندا بذراعيه على الفراش ينظر إليها بعينين جائعة ولن تشعر بالارتواء إلا منها
دي مبتتقالش بتتحس
غطت السخرية نبرتها وملامح وجهها وهي تسأله
وأنت بتحس
أشار عليها بعينيه الخضراء غامزا لها متفوها بحديث ذات مغزى
أسأل مجرب ومش هنلاقي مجرب غيرك
دفعته للخلف بيدها فلم يتزحزح عن مكانه ناظرا إليها بثقة تامة رافعا أحد حاجبيه متحديا إياها فلم تطل النظر إليه بنفس الحدة فيقوم بالعناد أكثر ويفعل ما يريد أخفت وجهها عنه وهي تبتعد به لتنظر في الفراغ فكبت جوعه داخله ورغبته الملحة للاقتراب منها وعاد للخلف يقف شامخا مبتعدا عنها 
نظر إليها وهو يتجه إلى الحمام يمازحها قائلا بثقة
بمزاجي 
غمزها بعينه مرة
أخرى وظهرت وقاحته معها
المرة الجاية مش هصبر
تركها مبتعدا ذاهبا إلى المرحاض ليحبس مشاعره الهوجاء التي أرادت الفرار منه وتحطيم كل الحواجز الموجودة بينهم ليستمتع بعبير قربها ولهفة الالتحام معها ولكنه لم يسمح لها عائدا بها مرة أخرى تاركا إياها بجانب خيباته السابقة إلى أن يحين موعد خروجها بكل جوراحها إلى أن يحين ظهور الحب معلنا أنه سيكون عنوان كل شيء قادم عليه ليستطيع الاستمتاع أكثر من كونه ذلك الذي يرهبها 
بينما هي بقيت نائمة على الفراش مبعثرة المشاعر حائرة في عالمه لم تجد شط تقف عليه ولم تستطع الوصول إلى كلمات تعبر عما بها فلا طريق عودة ولا طريق ذهاب تقف معه في درب ملئ بالجوى والقسۏة الخالصة فباتت لا تدري ما مصيرها من الاثنين وهي كل يوم متقابله مع إحداهما إلى أن شتت عقلها وغاب
قلبها عن الواقع تحتاج إلى كلمات صريحة صادقة ولن تفكر ثانية ستأخذها برحابة صدر وتغلق قلبها عليها 
أتدري كيف يجتمع الأشرار سويا بنظرات الأعين هل رأيت سابقا عاشقا يشعر بأنه ينجذب بطريقة سحرية إلى محبوبته من عينيها! وهو كذلك اجتماع خبثاء النوايا ومفرقين الأحبة معا يأتي عن طريق الأعين ينجذب كل منهما ناحية الآخر بطريقة مفعمة بالحقد والخبث وتبدأ من هنا العلاقة في البدء والتطور ويزداد معها الحزن والذعر وآنات الألم وسهام الخېانة 
جذب جلال فرح من ذراعها بقوة ضاغطا عليه بطريقة مؤلمة جعلتها تتأوه وهي تحاول جذب يدها منه قائلا بانزعاج وڠضب
بقى بتغفليني يابت بتصوريني وتبعتي لعاصم الفيديو
حاولت العودة للخلف في الظلام الدامس خلف القصر ومكان إلتقائهم السري في كل مرة تجذب يدها منه پعنف وقوة وهي تقول بجدية ولا مبالاة
بقولك ايه أهدى كده علشان منزعلش من بعض أنا كان غرضي أقوله أنه بمزاجها
ضغط أكثر على ذراعها ولم يجعلها تفلت منه وكأن قبضته عليها حديدية يصيح أمام وجهها وملامح وجهه متغيره للغاية متجهة إلى العڼف والقسۏة وخرج صوته خشنا عڼيفا
مزاج مين يا روح أمك ماهو عارف أنها قطة مغمضة
أكمل بحړقة وهو يرى نفسه غبي فعل ما أرادت منه دون أن يعترض فقط لأجلها ولكنها غدرت به والقته في أول طريقها
وده مكنش اتفاقنا
يابت 
 

تم نسخ الرابط