روايه مكتمله بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز


إليها والاستماع إلى حديثها بجدية تامة وقالت بحماس
احكيهالي بقى
غمزتها فرح بعيناها السوداء وهي تتابعها تحاول أن تفهم ما الذي تريد الوصول إليه بعد أن أتت إلى هنا مرة أخرى
جاية ترجعيه قوليلي ولا هتخبي عني
استنكرت جملتها ثم أبعدت وجهها وهي تتحدث بضيق
أنا اخبي عنك بس خاېفة تكوني زي أخوكي ومرات عمي اللي اتشقلب حالهم
رفعت الأخرى أحد حاجبيها تأنبها على تركها لكل شيء خلف ظهرها فقط لأنها فكرت بنفسها بأنانية
ما أنتي اللي خايبة مشيتي وسيبتي كل ده يروح من ايدك ولما رجعتي لقتيه فعلا راح
أومأت برأسها وهي توضح لها أنها أخطأت وتريد الصلاح ولكن ذهولها منه تحكم في نبرتها

واديني عايزة ارجعه واتعلمت من غلطي بس ازاي ده جبل كأنه واحد تاني ده كأنه محبنيش يوم
فهمت شقيقته أنها تود أن تلقي باللوم عليه بعد أن تأكد خطأها قائلة بأنه لم يحبها من الأساس ولكنها عارضت حديثها وواجهتها بحقارتها
لأ حبك يا تمارا متضحكيش على نفسك علشان تبرري عملتك جبل حبك واتهز لما مشيتي وسيبتيه في الوقت اللي كان محتاجك فيه وبقى دلوقتي زي ما أنتي شايفه
سألتها بقلة حيلة مستنكرة حديثه مع زوجته
طب أعمل ايه علشان يرجع وأبعد زينة دي عنه أنا مش فاهمه هو بيحبها ولا ايه بس بيعاملها كويس أوي ده بيقولها حبيبتي اللي عمره ما قلهالي طول عمره ناشف مالوش في الكلام ده
ضحكت على حديثها ثم نظرت إليها بقوة قائلة بسخرية
لأ يا حلوة ده بيغيظك ولا بيقول حبيبتي ولا غير حبيبتي أنتي أصلا مش فاهمه اتجوزوا إزاي ولا حتى زينة جت هنا ليه
زفرت الأخرى بضيق قائلة
ما تقولي الله
بدأت تسرد لها ما حدث بهدوء
زينة جت هنا علشان عايزة ورثها من يونس أخويا لكن لما جت وقعت في المصيدة أمي عايزة وعد بنت يونس تفضل هنا ومتطلعش من الجزيرة فقالت لجبل يتجوزها 
أكملت تحت نظرات تمارا التي تبتسم وتزداد ابتسامتها اتساعا وهي تستمع إليها
جبل رفض وقالها أنه هيحاول بأي طريقة تانية وأنتي عارفه طرقه كتير بس زينة حليت في عينه فجأة ووقفت قصاده في كل كلامه لحد ما طلبها للجواز رفضت بردو وحاولت تهرب واتنازلت عن كل حاجه في سبيل أنها تمشي لكن جبل مسمحلهاش
استردت وهي تعود بظهرها للخلف
عجبته أوي وقال مش هيحلها لحد ما اتجوزها زي ما أنتي شايفه بعد كده اللي بيحصل بينهم محدش يعرفه إن كان حقيقي ولا كدب
سألتها باستغراب فكل ما قالته يبدو جيد للغاية بالنسبة إليها وما أوضحه إليها فهمت مقصده منه
اشمعنى
تهكمت عليها فرح وهي تنظر إليها بسخافة
علشان مش قدامنا يا ناصحة بيحصل في اوضة النوم
ابتسمت تمارا باتساع وهي ټضرب بيدها على ركبتيها بفرحة كبيرة تسألها
بس المهم أنه ولا كان عايزها ولا هي طيقاه صح
أومأت إليها الأخرى مستغربة سعادتها
صح
أكملت تسألها مرة أخرى بابتسامة أكثر اتساعا من السابقة
وكانت عايزة تهرب وتسيبه
مرة أخرى تأكد لها
آه
أبعدت وجهها للناحية الأخرى وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع يبدو عليه السعادة
كده اتحلت خالص وسهلة خالص
استغربتها ابنة عمها فعادت للأمام ثانية تنظر إليها مستفسرة عن حديثها الذي لم تفهمه
هي ايه دي اللي سهلة
حركت وجهها إليها ونظرت داخل عينيها وهي تقول بسعادة خالصة وكأنها حصلت على حبل لغزه لتستطيع العودة إليه
إني أرجع جبل
حركت فرح رأسها تسألها باستفهام مضيقة عينيها عليها بجدية شديدة
إزاي
رفعت حاجبيها وحركت إصبعها أمامها وهي تقول بقوة متأكدة من حديثها وبدأت الفكرة أن تلعب داخل رأسها
لأ دي بتاعتي خليها ليا أنا واقولهالك بعدين
بس بقولك
ايه أنتي في ضهري لو عوزت أي حاجه معايا ماشي
أومأت إليها بثقة فهي حتى لو لم تساعدها لأجلها ستساعد نفسها ف أيا كان ما الذي ستفعله تمارا مع زينة فهو سيعود عليها بالنفع عندما ترحل من هنا وتأخذ شقيقتها معها 
طبعا معاكي هو أنا هحبها أكتر من بنت عمي
ابتسمت
لها بسعادة
فرح بصحيح
ومن هنا بدأت اللعبة معها على حق علمت كيف ولما تزوج من زوجة شقيقه لقد كانت تائهة بينهم ولكن الآن أصبحت تعلم أين المرسى وما الذي ستفعله معهم لتسترد ما كان لها ولتعد البلاد إلى حاكمها 
كان عاصم يقف داخل غرفة الحراسة ما كاد إلا أن يخرج هاتفه لمحادثها إلا أنه وجده يصدر رنينا عاليا أخرجه من جيبه ونظر إليه ليجد طاهر يحادثه 
أجاب عليه قائلا باستغراب مضيقا عينيه
بتكلمني ليه
أجابه الآخر باستهزاء وتهكم وصل إليه من خلال نبرة صوته
هو عيب لما أكلمك ولا ايه
زفر الهواء من رئتيه بنفاذ صبر قبل أن تبدأ المحادثة بينهم حتى وصاح قائلا
عايز ايه يا طاهر انجز
تخللت نبرته السخرية وهو يقول مجيبا إياه
واحشني يا جدع قولت أمسي عليك
سأله يبادله سخريته وهو يضغط على الهاتف بيده بقوة
ومسيت
بمنتهى البرود أجابه طاهر
لأ لسه
صاح به بنفاذ صبر وهو يتحرك بالغرفة بعصبية
انجز
تنهد بصوت مرتفع وقال له بجدية بعد أن اعتدلت نبرة صوته
مش ناوي تكمل المسيرة بتاعتك وتبقى أوفى راجل عرفه جبل
سأله عاصم مضيقا ما بين حاجبيه
اومال أنا ايه
 

تم نسخ الرابط