روايه مكتمله بقلم ندى حسن
المحتويات
يا طاهر
ضحك بصوت مرتفع ضحكات متفرقة بسخرية مستهزأ به ومتهكما عليه وأكمل حديثه بجدية ذات مغزى
اوفى راجل بس من ناحية تانية جالي أخبار كده إنك وقعت ومحدش سما عليك سما زرقا وشعر أصفر
اعتدل عاصم وثبت في وقفته ولم يتحرك فمرت هي كالهفوة على عقله عندما استمع إلى حديثه ولكنه أردف
أنت قصدك ايه
لم ېكذب عليه بل أفصح عن قصده بلا مبالاة
هيكون قصدي ايه غير الجمال التركي النادر
على صوت عاصم پغضب صارخا باسمه
طاهر
أخذ الآخر ما يريد فابتسم وهو يعود لتهدئته
اهدى بس على نفسك بالراحة دا أنا حتى كنت هباركلك متبقاش حمقي كده
بقولك عايز ايه
سأله بخبث ومكر
مش ناوي ترجع الملاعب علشان نوقف كل اللي بيتدربوا
وقف شامخا وأجابه بتأكيد وثقة
أنا موقفهم كده كده يا طاهر وأنت عارفني كويس
ضغط طاهر على أسنانه بقوة وأردف بټهديد واضح بعد أن أدلى برفضه لحديثه
مش لوي دراع يا عاصم فاضلك عندي تكه واحدة
لم يعير حديثه أي اهتمام بل أكمل عليه ساخرا
اعتبرها مش موجودة ووريني أخرك
سأله بقوة وهو يتوعد له
أنت شايف كده بايع يعني
أومأ برأسه وأدلت بالكلمات شفتيه وارتفع صوته وهو يقول پغضب
آه بايع يا معلم ويلا في داهية
طب متبقاش تزعل
ضحك بسخرية يردها إليه ثم صاح بقوة يذكره بتاريخه معهم
أنت هتعملهم عليا إحنا عارفين من فينا اللي كل يوم والتاني زعلان غور بقى
أغلق الهاتف بعصبية بعد أن عكر ذلك الحيوان صفوه وهو الذي كان في مزاج جيد للغاية وعلى بعد لحظة واحدة من الوصول إلى تلك الغريبة الغبية الطفلة المزاجية والتي تتحول كل ثانية الذي اخترق معها كل القواعد وتعدى الخطوط الحمراء وابتعد عن مساره الصحيح وأبحر داخل محيط ليس به مرسى وليس به مكان للنجاة لقد أغرق نفسه بنفسه وهو يركض من هنا إلى هناك خلف هواجس غريبة تخللت وسارت داخل عقله وأثبتت إليه أشياء لم يكن يعرف لها معنى ولم يكن يدري بوجودها
عاد إليه عقله مبتعدا عن التفكير بها وللحظة تذكر حديث طاهر كيف علم عن أصولها التركية كيف علم بمظهرها! خصلاتها الصفراء وعينيها الزرقاء ومن أخبره أنه وقع بحبها أو حتى الإعجاب بها!! الخائڼ بيس على الجزيرة بل هو من داخل القصر من حراس القصر!
اخرج الهاتف مرة أخرى وهو يقرر أن يفعل ما أراد بعد أن اخترق عقله كثير من الأفكار ولكن استوقفه ما أرسلته إليه فرح عبر تطبيق الواتساب فولج إليه ليرى ما الذي ارستله وليته لم يدلف
ڠضب بركان وحممه تتساقط وهي تنظر إلى الشاشة وترى ما كان يحدث خلف السور
صقر طائر وقع جريح وهو الچارح كيف لها أن تفعل ذلك كيف لها أن تسمح لنفسها
وكيف يحدث هذا! غضبه لا يدري أهو منه نفسه أو منها أو من فرح تلك الغبية الحقېرة التي سيكون لها عقاپ لم تشهده سابقا ولكن صبرا
لقد أوقعته وفعلت ما أرادت ولكنه لن يجعلها تفرح كثيرا ولن يترك أي شخص اشترك بهذه الفعلة الدنيئة
نظر أمامه بنظرات حادة غاضبة ڠضبها جامح ورفقها غير موجود والتفكير يعبث برأسه والحړب دائرة داخله
جلس جبل على الفراش ومعه بيده بعض الأوراق والملفات المهمة الذي أخرجها للتو من خزنته الخاصة
بدأ في النظر إليها واحدة تلو الأخرى وهو يعمل ويعيد ترتيبهم مرة أخرى
مش ناوي تفتحلي قلبك
رفع بصره إليها باستغراب شديد وعيناه تتابعها ثم ابتسم فجأة وهو يقول ساخرا
الكلمتين اللي اتكلمتهم معاكي ادوكي دفعة شجاعة علشان تقولي تفتحلي قلبك مرة واحدة
أومأت إليه برأسها وهي تعتدل لتكن مقابلة له وقالت
الحقيقة بجدية
آه خلوني أفكر أكتر
أعاد نظره إلى الأوراق بيده وسألها
في ايه بقى
ببساطة شديدة تحدثت عنه
فيك
سألها مرة أخرى بجدية وهو يود حقا أن يعلم ما الذي تفكر به
إزاي
أردفت بجدية وصدق فحقا الحديث معه في المرة السابقة كان كالسهل الممتنع وتفكيرها المستمر دائما ابحر أكثر من السابق وأرهقها
يعني خلوني أشوفك بطريقة تانية وأحس أنك إنسان عادي زينا وممكن التعامل معاك يبقى أسهل لو فهمتك وفهمت حياتك كانت إزاي وليه بقت كده
عاود يسألها ببرود ولا مبالاة
وأنتي كنتي شيفاني إزاي
عبثت ملامحها وضغطت على أسنانها وحروف كلماتها وهي تتحدث بغل
كنت شيفاك ديب من ديابة الغابة بتاعتكم
ضحك بقوة وعبث بالأوراق وهو يستشعر طريقتها وتخيل ملامحها بعد الاستماع لصوتها لأنه لم يحظى برؤيتها وهي تقول ذلك
للدرجة دي
أومأت إليه وهي توضح له برفق
وأكتر كمان ولحد دلوقتي أنت لسه زي ما أنت أنا بس بحاول اتأقلم أكتر
رفع بصره إليها ينظر إلى ملامحها ثم هتف مستغربا
مش قولتي خلاص اتعودتي على سجنك معايا
تابعته وهي تنظر إليه أيضا ولكنها الآن في مرحلة لم تمر عليها من قبل معه إلا مرة واحدة تتحدث
متابعة القراءة