روايه عاشق ظالم

موقع أيام نيوز

قائلة فى محاولة لتهدئة الاجواء
هى يا حبيبى...تقصد انها شايفة انه عريس حلو وكويس وبتعرفك انت واخوك برأيها زى ما عرفت ابوك...بس طبعا الرأى يرأيكم انتوا وابوكم واللى تشوفوه صح هى اللى هتعمل
زفر حسن بقوة فى محاولة للهدوء وهو يعاود الجلوس فى مقعده مرة اخرى يتلتف الى صالح الجالس منذ بدء الحديث صامت وهادئ يضع سبابته فوق فمه و هو ينظر الى ياسمين بتفكير يسأله بنفاذ صبر
ايه رأيك صالح..ولا انت هتفضل قاعد ساكت كده
صالح ومازالت نظراته فوق ياسمين يتطلع اليها وقد كانت هذه هى المرة الاولى التى يجتمع بها فى مكان واحد من ماحدث منها اخر مرة يسألها بصوت رصين هادئ
قوليلى يا ياسمين بعيد عن انه بخيل ولا لا...مش شايفة ان عشرين سنة فرق ما بينكم كتير اووى
اجابته ياسمين بنبرة ذات مغزى ومعها ابتسامة خبيثة
وده عيب بالنسبة لك ياصالح ان يبقى فى فرق كبير بين اى اتنين هرتبطوا...مع انه مكنش كده يوم ما فكرت تتجوز فرح وهى من نفس سنى ويمكن اصغر كمان سنة...ولا هو حلو ليك وعيب عند غيرك
توتر المكان فى الحال بعدها ينهض الحاج منصور ويندفع نحوها يهم بضربها هو هذه المرة لولا اسراع صالح والوقوف كحاجز بينهم وايقافه عن فعلها يهدئه هو حسن بعد ان انتفخت عروقه واحتقن وجهه يوجه لها السباب والشتائم يحاول الافلات منهم حتى ينالها وقد احتضنتها انصاف بين ذراعيها بحماية خوفا من بطشه بها حتى استطاعوا اخير تهدئته واجلاسه فوق مقعده صارخا بها بعدها بشراسة
خلاص يابنت الكده مفيش كلام تانى فى الموضوع ده...وانا هبلغ العريس ده اننا مش موافقين
اڼهارت ياسمين فى البكاء قائلة بصعوبة وبكلمات مبعثرة غير مفهومة
بس...انا موافقة...انا عاوزة....حرام عليكم...انا عاوزة....اخرج من الحارة المخروبة دى
نظرت الى والدها ووالدتها بتضرع ورجاء
يابابا ده مهندس ومن عيلة...وعنده شركته...ترفضوه ليه...انتوا عاوزينى افضل قاعدة جنبكم كده مستنية عريس من جوة الحارة العرة اللى عايشين فيها دى
..اللى انضف مافيها كان محامى ميسواش رضيت بيه سد خانة... وفى الاخر هو اللى مش عجبه و فسخ الخطوبة وقال مش عاوز...قولولى هستنى ايه تانى
ساد الصمت التام المكان بعد كلماتها الا من شهقات بكائها ويتطلع اليها الجميع حتى تقدم منها صالح ببطء ووجه غير مقروء التعبير تتابعه هى بنظراتها المړتعبة ظنا منها انه سيعاقبها على ماقالته لكنه جلس على عقبيه امامها ينظر اليها بثبات وهدوء للحظات تحدث بعدها قائلا
الفرق اللى بينى وبين فرح ١٣سنة مش عشرين وانتى عارفة ده كويس... وكون انك عاوزة تتجاهلى الفرق ده فده حاجة ترجعلك.... بس لسانك لو طول عليا مرة تانية هقطعولك واظن ادام الكل انا عديت ليكى كتير
اما بالنسبة للمحامى اللى ميسواش ورضيتى بيه سد خانة...مش انتى اختى وهو صاحبى بس هو عندى احسن الف مرة من واحدة من عينتك...وبجد ربنا نجده ورحمه انه موقعش حظه فى واحدة زيك انانية ومدلعة وعمرها ما كانت هترفعه بالعكس كانت هتهد فيه واظن احنا شوفنا عينة صغيرة من اللى تقدرى تعمليه لما كان خطيبك
شحب وجهها من شدة اهانته لها تراقبه وهو يعاود الوقوف على قدميه يلتفت نحو والده قائلا بحزم
وافق يا حاج على العريس زى ماهى عاوزة...انا كنت خاېف عليها وشايف انه مش مناسب لها
بس الظاهر ده عند بنتك حاجة غلط..وافق بدل ما تشيلك وتشيلنا ذنبها طول العمر
وبعدها وفورا تحرك مغادرا يغلق خلفه الباب بعنفه ارتجت له ارجاء المكان فينهض والدها بعد عدة لحظات صامتة قائلا بوجوم وملامح اسفة
اخوكى عنده حق فى كل كلمة قالها...الظاهر ان دلعنا فيكى خسرك ومبقاش منك رجا...يالف خسارة على الخلفة اللى زيك
سأله حسن مستنكرا باستغراب
يعنى ايه يابا هتوافقها وتمشى كلامها علينا
والده وهو يحنى رأسه فى الارض قائلا بأسف
اه يابنى هوافق وهى اللى اختارت...وزاى ما اخوك قال بدل ما تشيلنا الذنب طول العمر.
حدق حسن نحوها بغيظ يراها وقد تبدل حالها تماما تبتسم بسعادة وعينيها تلتمع بأنتصار كأنها قد ملكت الدنيا بفوزها بهذه الزيجة فيدرك بأن لاحديث سيجدى معها نفعا
وقفت فى مطبخها تحضر الغذاء وهى تتمايل فى وقفتها وهى تدندن احدى الاغنيات القديمة بصوت حنون رقيق كأنها تعنى كل كلمة تقولها منها
عمرى ما دقت الحب غير لما حبيتك
ولا شوفت راحة قلبى الا وانا فى بيتك
تسلم تسلم تسلم لقلبى.. وتعيش لحبى
تسلم لقلبى ياحبيبى ...تسلم لقلبى

ياقلب اختها قاعدة لوحدها...اكيد هتفرح اووى لما نروح نتغدى معاها النهاردة
عقد صالح حاجبيه يتظاهر بالحزن
مااشى يا ستى..ماهى اول ما سيرة سماح جت نسيتى كل حاجة حتى انا
جرت عليه ترتمى فى حضنه تقبل وجنته بنعومة قائلة له بحزم
انت مفيش حاجة فى الدنيا ممكن تشغلنى عنك ولا تخلينى انساك للحظة.. انا بس...
قاطعها بسرعة وعينيه تلتمع بعشقها
متقوليش حاجة...انا عارف انتى عاوزة تقولى ايه..بس انا اللى بحب اسمعها منك كل شوية
تتلاقت الاعين فى حديث صامت بينهم للحظات قيل فيه كل شيئ تنطق به قلوبهم حتى تنحنح قاطعا اللحظة قائلا بتذمر
بقولك ايه تعالى نتحرك ونخرج من هنا ..بدل ما والله اقفل الباب عليا وعليكى وما نشوفش الشارع ولا حد لمدة شهر اكون خلصت فيه كل اللى عاوز اقوله واسمعه
ابتعدت عنه وهى تضحك بتدلل تتراجع للخلف وهى ترفع كفيها امامها باستسلام وموافقة قبل ان تسبق لطريق للخروج بسرعة تتظاهر بالخۏف من ان ينفيذ تهديده
وماهى سوى دقائق معدودة وكانت بالفعل تجلس مع شقيقتها فوق الاريكة فى صالة الشقة الخاصة بهم تسألها سماح بسعادة
طب ما طلعش معاكى ليه... مش بتقولى هنتغدى سوا
اجابتها فرح قائلة
راح يجيب حاجة سريعة نتغدى بيها...علشان متتعبيش نفسك
سماح باستنكار
طب ليه كده يافرح تكلفيه دانا حتى عاملة اكلة النهاردة حلوة اووى وهتعجبكم
ربتت فرح فوق كتفها قائلة
خليها لبكرة...احنا جايين نقعد معاكى مش نتعبك
حضنتها سماح بشوق قائلة
وحشتينى اوى يابت عاملة ايه معاهم بيعملوكى ازى بعد اللى عمله المنيل خالك
اسرعت فرح تقص عليها كل ما حدث فى الايام القلائل الماضية حتى اتى ذكر زواج ياسمين الوشيك ليتبدل حال سماح تسألها بسعادة لم تستطع اخفائها
يعنى مش هترجع لعادل تانى..
عقدت فرح حاجبيها تسألها بذهول
هو انتى كنت بترفضى عادل كل ده علشان فكراه لسه بيحب المخفية دى انه ممكن يرجع لها تانى
اشټعل وجه سماح خجلا قائلة بتلعثم
اه..اقصد لااا...انا اصلا ميهمنيش... بعدين انا كنت خاېفة عليكى لصالح يزعل منك وهو واهله...لما يعنى...
قاطعتها فرح بحزم
سماح انتى بتحبيه...وبتحبيه اووى كمان
اخفضت سماح رأسها قائلة بحزن
بحبه بقى ولا مبحبوشمبقتش تفرق..اهو راح لحاله...وبعدين بينى وبينك هى ماكنتش تنفع من الاول...لا جوزك كان هيوافق ولا اهله كمان
فرح بشدة وقد اغضبها ان تتخلى شقيقتها عن سعادتها حتى ولو فى سبيلها
اللى يزعل يزعل...معلش يعنى هما شافوا بنتهم واللى عملته..واظن انك مكنتيش السبب دى عمايلها السودا هى....
قاطعتها سماح تنهض واقفة قائلة باضطراب
خلاص يا فرح ملهوش لازمة الكلام...انا رفضت وسمعته كلام اظن عمره هينساه ليا وزمانه شاف بنت الحلال اللى تسعده غيرى
صمتت فرح لا تعلم كيف تقنعها ولكنها قررت عدم تخليها عن الامر بعد ان عملت بمشاعر شقيقتها عاقدة العزم على ايجاد حلا ما
تعالت طرقات خفيفة
تم نسخ الرابط