روايه عاشق ظالم

موقع أيام نيوز

الزمن ولن يستطيع الاستغناء عنها وسيعود مع الايام لطبيعته معها وهذا ما عززه حين لجأ اليها للمشورة والاخذ برأيها كعادته معها فيما حدث مع اخيه منذ عدة ايام ولكنه من بعدها عاد مرة اخرىلتعامله غير المبالى ونظراته الباردة المحتقرة لها كأنها قد اسأت اليه او خاب ظنه بها...
وهاهى الان تراها فى عينيه ترى نظرة التصميم وعقده العزم على فعل ما قاله الان بأنها ليست كلمات جوفاء نطق بها كټهديد فارغ كالمرة السابقةبل هى كلمات ستحطمها وتقضى عليها ان فعلها حقا وقد استطاع اخيرا ايجاد نقطة ضعفها والامر الذى تخشاه ولا تستطيع تحمله ابدا لذا وقفت تجيبه وبل كل هدوء تعنى كل كلمة تنطق بها هذه المرة قائلة
قلت حاضر ياحسن...اللى تقول عليه هعمله...ومن هنا ورايح هخلينى فى حالى وبيتى وولادى
تركها ذراعها ثم تراجع عنها يحمل هاتفه ويعاود الاستلقاء مرة اخرى فوق الاريكة قائلا بعدم اكتراث
حلو اوى ومدام فهمتى يبقى قومى اخفى من ادامى..وياريت من هنا ورايح كلامك معايا على الاد...وفى اللى يخص العيال وبس
هذه المرة لم تستطع مقاومة دموعها تشهق عالية بالبكاء وهى تنهض من جواره تسرع فى مغادرة المكان تتعثر فى خطواتها لكنه لم يهتم بل استمرت فى التطلع الى هاتفه غير مبالى بها تماما كما اصبح فى حياته كلها معها
كانت تجلس تشاهد التلفاز وتتابع احد المشاهد الدرامية المؤثرة وهى تضم شفتيهاالمرتجفة تحاول منع نفسها عن البكاء خوفا ان يصله صوتها ويقلق فقد كان يستلقى على الاريكة بجوارها ورأسه فى حضنها وقد فضل هذا الوضع على الذهاب وحده الى الفراش ينتظرها حتى تنهى من مشاهدة مسلسلها المفضل ولكنه ماهى لحظات وقد كان يغط فى النوم وبعد ان اخذت اناملها تتلاعب فى خصلات شعره تبعدها عن جبينه بحنان وهى تتابع الاحداث بأعين مهتمة وتلتمع بالدموع متأثرة تشهق عالية بعد سقوط البطل فى ايدى اعدائه بصوت جعله يهب فزعا من نومه هاتفا بقلق وهو يجلس يتلفت حوله
مين...ليه...فى ايه حصل
ضغطت شفتيها معا بحرج وأسف وهى تعتذر بخفوت
اسفة ياحبيبى حقك عليا خضيتك.. ده المسلسل اصل البطل خلاص مسكوه وها....
قاطعها صالح زفرا بقوة وهو يمرر كفه فوق وجهه يهتف بها بعدم تصديق وذهول
حرام عليكى يافرح والله... دانا روحى راحت منى وقلت حصلك حاجة
اقتربت سريعا منه تضم رأسه بكفيها ثم تجذبه نحوها قائلة بصوت ملهوف
بعد الشړ عليك ياعيونى... يارب البطل والمسلسل كله
ابتسم بسعادة وحبور كطفل صغير وقد اعجبه ما قالته وهو يزاد اقترابا منها يستند برأسه فوق كتفها وذراعيه تلتف حول خصرها قائلا بتأكيد
ايوه يا رب الواد ده والمسلسل ده كله علشان بياخدوكى منى
ضحكت فرح تسأله بدهشة
صالح هو انت بتغير من المسلسل بجد و البطل بتاعه!
صمت قليلا يتململ فى جلسته بتوتر قبل ان يتحدث وهو يدفن وجهه فى عنقها قائلا بخفوت
ايوه بغير منه ومن اى حاجة او حد ممكن تاخدك منى... بس كمان مقدرش اقولك لا على اى جاحة بتحبيها وتفرحك.. انا لو اطول اجبلك نجمة من السما يافرح هجبهالك ومش هتأخر ثانية
شع وجهها بالفرحة تناديه بهمس ليرفع وجهه اليها يتطلع اليها لتتسع البسمة فوق شفتيها هامسة بعشق وهيام
وانا مش طالبة نجمة ولا حاجة..انا كفاية عليا انت وبس واى حاجة تانية مش مهمة
وعلى عكس توقعها لوقع كلماتها عليه شعرت بالقلق والاضطراب حين اظلمت عينيه يسألها بتمهل تشعر برجفة الخۏف فى صوته
طب والولاد والخلفة يافرح....برضه مش مهمة عندك
زفرت بقوة تبتعد عنه قائلا بحنق
وايه اللى جاب السيرة دى دلوقت صالح... وبتقولى عليا انا ملكة الدراما
تراجع عنها هو الاخر قائلا بصوت ألمها الكسرة والحزن فيه
خاېف يافرح...خاېف يجى يوم ومبقاش فيه كفاية عليكى...خاېف اشوف فى عنيكى لحظة كره ليا سببها انى كنت سبب فى حرمانك من حاجة كل ست فى الدنيا بتتمناها...اوعى يافرح تكرهينى فى يوم.....
الټفت اليها فى جملته الاخيرة وقالها لها بنبرة ومتوسلة راجية جعلتها تهب من مكانها تسرع بالجلوس فوق ركبتيه تعقد ذراعيها خلف عنقه وعينيها تتطلع لعينيه بنظرة قوية واصرار قائلة له بحزم
انا عمرى ما تمنيت فى حياتى غيرك...ولا عاوزة من الدنيا دى كلها غير انى اكون معاك وفى حضنك...انا مش ممكن اكرهك علشان حاجة مشفتهاش ويوم ما اتمنتها كان علشان هتبقى حتة منك... صدقنى ياصالح
طيب تحبى تيجى معايا المرة الجاية وانا رايح للدكتور.. وتسمعى وتفهمى منه الموضوع كله
هزت رأسها له بالايجاب سريعا هامسة وهى تبتسم بنعومة
احب طبعا.. اى حاجة تطلبها منى انا موافقة عليها
ابتسم لها هو الاخر بحب يهم بالاقتراب مرة وفى عينيه تظهر نواياه لكن قاطعه صوت جرس الباب يتعال صوته فى ارجاء المكان ليزفر صالح بحنق ونزق قائلا
انا اللى استاهل..ايه خلانى ارجعه يشتغل تانى...مااحنا كنا مرتاحين من صوته
نهضت فرح عن قدميه سريعا تضحك بمرح وهى تتجه ناحية الباب لفتحه ليهتف بها يوقفها بحزم قائلا
رايحة فين...ادخلى انتى جوه...انا اللى هفتح الباب
ضمت شفتيها ترفرف برموشها قائلة بتدلل
حاضر ياسى صالح...اللى تأمر بيه
ثم تحركت من المكان بعد ان القت اليه بنظرة تتدلل واڠراء اخرى جعلت قلبه يثب من صدره يهرع خلفها وكان ان يتبعها هو الاخر بجسده لكن تعال رنين الجرس مرة اخرى فأخذ يدمدم پغضب وحنق وهو يتجه نحو الباب يفتح بقوه عاقدا حاجبيه پغضب لكنه سرعان تتبدد عن وجهه اى مظاهر للڠضب حين وجد والده والدته ومعه شقيقه وزوجته يقفون امام الباب تهتف والدته له
ايه ياحبيبى انتوا نمتوا

ولا ايه... احنا قلنا نيجى نقعد معاكم شوية.. بس لو كنتوا....
قاطعها صالح فورا هاتفا بترحاب وهو يفسح الطريق لهم ليدخلوا جميعا وخلفهم سمر والتى كانت تسير خلف زوجها بتمهل وهى تحنى رأسها و تلقى بسلام خاڤت عليه
واستقروا جميعا فى غرفة الاستقبال جالسين تسأله والدته
هى فرح نامت ولا ايه ياصالح
اتت الاجابة من فرح والتى دخلت فى تلك اللحظة قائلة
لا يا ماما انا صاحية...
ثم القت بسلام عليهم مرحبة وهى تقف بجوار صالح تبتسم ولكنها كانت تخفض عينيها عنهم بحرج متأثرة بما حدث منذ عدة ايام يسود الصمت للحظات حرجة وحتى تتلاشى هذا الحرج اسرعت بالقول
هروح اجيب حاجة نشربها... ثوانى و...
بالفعل تحرك نحو المطبخ لكن اتى صوت الحاج منصور يقاطعها قائلا وهو يشير لها قائلا
لا تعالى اقعدى الاول انا عاوزك فى كلمتين
شحب وجهها تنظر لصالح بخشية وقد ظنت ان يريد فتح الامر مرة اخرى وهذا ما ظنه صالح هو ايضا يلتفت الى والده سريعا يسألها بتوتر وعينيه تبعث اليه برسالة واضحة
خير ياحاج..فى حاجة تانية عاوز تتكلم فيها
ابتسم منصور وقد وصلته رسالته جيدا قائلا بحزم ولكنه نظراته كانت ممازحة
انا عاوز اكلم فرح انت اسمك فرح!...تعالى يابت اقعدى جنبى هنا وسيبك من الواد ده
اشار لفرح بالاقتراب منه
تم نسخ الرابط