وعدي

موقع أيام نيوز


اسامحك ... ما انا تربيتك ... سلام .
اغلقت الهاتف ثم رمته امامها ع السرير دون ان تسمع منها اي رد او كلاما اخر و حاولت ان لا تبكي .
نظرت زيزي الي الهاتف ب صډمه ف هي بدأت تحصد ما زرعته طوال السنين ثم تذكرت كلمتها الختاميه ابنك هو الا هيسمحك لانه تربيت وعد ظلت تترد ب عقلها حتي جاء صوت حسن نشاذ ساخرا متستغربيش دي تربيتك ... هااا ... هتعملي ايه دلوقتي بعد ما كنتي بټهدديني ب بنتك.

نظرت له زيزي ب ڠضب ثم قالت مستحيل اتنازل عن مليم ليك حقي و هاخده كامل ... وهطلقني ڠصب عنك ... و بكرا تشوف.
ثم تركته وصعدت الي غرفتها.
كان يمشي ب الحرم الجامعي شاردا ب تلك القصيرة التي رأها مرة واحده ولكن لم تغادر عقله تماما ... اتجه الي الكشك حتي يأخذ واجبه سريعه وكوب قهوه .
وقف ولم يتابع سيره عندما سمع الصوت المألوف ب النسبه له ونظر ب اتجاه الصوت ... وجدها تمشي مع اصدقائها كانت اقصرهم طولا ولكن كانت اجملهم ام هو من يراها هكذا وحده ... كم راق له هذه الفكره ان لا يراها غيره ب هذا الجمال والافتتان ... صدعت ضحكتها عاليا وزادت من جمالها ... كشړ انيابه وتمني لو كان له سلطه عليها واجبرها ع عدم الضحك خارج المنزل وامام غيره هو ... هو فقط .
مرت من جواره و وقفت ب جوار صديقتها واملتها طلبها لانها لا تطول ارتفاع الكشك نظرا ل قصرها ... ثم اخذو طلبهم وذهبو ب اتجاه احدي الطاولات الموجوده ثم جالسو وشرعو ب الطعام وتبادل الحديث.
لم يشعر ب نفسه اثناء وقفته يتابعها طوال هذا الوقت ونسي طلبه الذي جاء من اجله ولكن فاق عندما جاء زميله ثم خبط ع كتفه قائل واقف كدا ليه ي شادي.
انتبه شادي له وبعد انظاره عنها و قال مافيش ي مصطفي ... كنت رايح فين.
مصطفى جعت قلت اجي اكل اي حاجه سريعه ع ما اروح ل مني ... تيجي تاكل معايا.
القا نظر عليها ثم الټفت له وقال تمام يلا .
اخذو طلبهم واتجهو حتي يجلسو ... اختار طاولة ب القرب منها حتي يراها .
انتهي من القاء محاضرته و خرج واتجه الي مكتبه ولكن تفاجأ عندما دخل و راء زيزي تجلس و تنقر ع المكتب ب ملل وتنتظره .
التفتت له زيزي عندما سمعت صوت الباب يفتح وبادلته النظر ... ساد الصمت بينهم و لم يقطعه سوا صوت تنفسهم العالي ... مر اكثر من ثلاث سنوات لم يراها ولم تفكر هي ان تحدثه او تراه ولو مره واحده .
زفر ثم اتجه الي الكرسي المقابل لها ثم وضع حقيبته العمليه و جلس امامها ... عندما طال الصمت بينهم تنهد و بدأ هو الحديث ازيك ي زيزي هانم .
كتمت زيزي انفاسها من الحرج و مقابلته ثم تظاهرت ب البرود قائله انا امك .
ضحك ساخرا وقاطعها قائل بجد ... كويس دي معلومه جديده ... هااا ... كنتي عايزه حاجه يا..... امي.
ازدرت ريقها ثم فركت يديها ب بعضهم وقالت ب توتر من الجو المشحون بينهم كنت عايزاك تسامحني ي شادي .
رفع شادي حاجبيه ب تعجب وامأ رأسه ساخرا وقال بجد ... وبعد ما اسمحك.
ساد الصمت بينهم مره اخري لم يقطعه الا حشرجت انفاسهم ثم تابع شادي ب تهكم
ه قولك انا بعدها ايه ... اقف جنبك واخلصك من ابويا وادافع عن حقك صح .
اتسعت عينها ب صډمه من معرفته ب سبب قدومها اليه ولكن لم يدم عندما تابع قائل متستغربش ... نور قالتلي لما كنت ب زورها امبارح وقالتلي اساعدك لان هي مهتقدرش تسامحك ابدا ولا تقف جنبك ... بس تصداقي ان حتي لو هي مكنتش قالتلي وشوفتك انهارده بردو مكنتش ه صدق انك بجد جايه تشوفيني وعايزاني اسمحك لانك ل الاسف معندكيش شعور ب الامومه ولا الضمير او الخۏف من ربنا .
ظلت تنظر له زيزي ب عدم استعاب مما يقوله ولكن انفرجت اسريرها عندما سمعته يقول انا هقف جنبك وهرجع ليكي حقك بس ب شرط.
ظلت تنظر له ب تحفز تنتظر ان تعرف شرطه ف هي موافقه ع اي شرط طالما انه سيرد لها حقها ويقف ب جانبها.
خرج سمير من مكتبه الي خارج المحكمه وعندما اتجه الي سيارته اتسعت ابتسامته عندما رأها تقف وتستند عليها و تحرك رجليها ب شرود اقترب منها ثم وقف امامها وقبل رأسها وقال واقفه كدا ليه ي حبيبتي ف حاجه .
رفعت عينيها الزيتونيه ونظرت له ب غيظ وقالت جايه اقدم شاكوه ل القاضي.
ضاق بين حاجبيه ب صډمه مزيفه وقال بجد ... شاكوه ل القاضي مره واحده ي شوشو ... قولي مين بس الا زعلك وانا ه قدملك واسطه كمان عشان انا مقدرش اشوف حبيبة قلبي زعلانه ولا حد مزعلها.
ضړبته شروق بيدها ب كتفه وقالت ب حنق لا والله متعرفش مين الا مزعلني ... ثم حاولت ابعاده عنها حتي تتركه وتذهب قائله ب صوت عالي نسبيا من حنقها ابعد عني انا غلطانه اني جيت وعبرتك ... واعمل خسابك بقي ان الفرح هيتأجل كمان اربع سنين ع ما نفسيتي ترتاح منك .
منعها وهو ي حاول اخفاء ضحكته عنها حتي لا يزيد ڠضبها عليه قائل خلاص والله ي حبيبتي انا اسف ... بس تأجيل الفرح تاني تبقي ب تحلمي قولتي استنا لما اخلص الكليه واستنيت ... انما وعهد الله لو جيبتي سيرة تأجيل الفرح تاني ل اكون واخدك ع بيتنا من غير فرح ومترجعيش تزعلي بقي ان متعملكيش فرح .
ضړبته ب صدره ب قوه ثم قالت ليك عين تتكلم عن الفرح ... فاضل شهر بس عليه وحضرتك ولا بتسأل ولا بتشوف ايه الا ناقص و رامي كل حاجه عليا ... وكمان لما اكلم اسال عليك فتون تقولي انك مش موجود و شافتك واقف مع واحده... ثم ظلت تضربه عدة ضربات ب حنق وهو يحاول ان يتفادها متابعه واحده مين الا كنت معاها ... هااه ... انطق واحده مين.
لم يستطيع ان يمسك ضحكته عليها ف هي تكون شديدة الطفوله وهي عابسه ف قال تعالي بس نمشي من هنا ونقعد ف مكان واقولك واحده مين تمام.
ثم فتح لها باب السياره الامامي و ادخلها ب القوة ولم ينتظر ان تقول كلمه اخري ... ثم اغلق الباب و اتجه الي مكان السائق وركبها وانطلق.
كانت تجلس ب الشرفه و تضم رجليها الي صدرها وتستند ب رأسها عليها وتنظر الي البحر ب شرود تفكر ماذا تفعل الان ف لقد اخذت قرارها ب ان تواجهه مهما يحدث ولكن ل تنهي هربها هذا الذي يؤريقها و يتعبها ويتعب من يحبها ... لقد سئمت الوحده ... تريد ان تعود ل تعيش وسط ابيها و اخوتها وزوجة ابيها الحنونه و تري تقدمات وليد وجوليا ... اخر ثنائي تتوقعه ف جوليا رغم من يراها لا يعرف عمرها الحقيقي ب سبب ملامحها الطفوليه البريئه التي توحي ان عمرها لا يتعدا العشرون عاما ... انها تكبر وليد ب عدة اعوام ... علاقتهم فريده من نوعها ... وليد يحبها كثيرا ويفعل الكثير حتي تبادله الحب رغم انه من مجتمعا شرقي يرفض مثل تلك العلاقات ... يحكم ان الرجل يجب عليه ان يتزوج اصغر منها حتي ولو كان شيخا وهي قاصر ... شعرت ب بعض التعب ف وقفت واتجهت الي غرفتها كي تستريح قليلا قبل ان تشرق الشمس و تذهب الي العمل.
خرجت من غرفة العمليات و مطمئنة اهل المړيض واتجهت الي غرفتها ل تستريح قليلا ... اسندت رأسها ع ظهر الكرسي و اغمضت عينيها ولاحت بعض الذكريات اليها ولكن قاطعها صوت طرقات ع الباب ف اذنت ل الطارق ان يدخل ... واعتدالت ب جلستها وانتظرت ان يدخل ... اتسعت حدقتي عينيها عندما وجدته .................
الفصل ٢٨٢٩٣٠قبل الاخير
دخل وليد الي امه ب غرفتها و جدها تجلس ع كرسي و تقرأ آيات الله عز وجل ... عندما سمعت صوت الباب رفعت رأسها وتصدقت ثم اغلقت المصحف وقالت تعالي ي حبيبي ... جيت امتي من السفر.
جلس ب جوارها ع حافة الكرسي ثم امسك يدها و قال ب تردد جيت من يومين بس ... 
لم يستطيع ان يكمل حتي لا تغضب والدته عليه ولكن سمعها تكمل كلامه ب هدوء رحت ل وعد مش كدا ... ثم ربتت ع يده وقالت ب حنو انت لسه ب تحبها ي وليد.
وقف وليد وجلس ع ركبتيه امامها وامسك يدها وقال ايه الا بتقوليه دا ي امي ... وعد تبقي مرات اخويا ... مستحيل افكر فيها .
رفعت يدها و ربتت ع وجنته بها بينما الاخري يمسكها وليد بين يديه وقالت بجد ي حبيبي ... ي عني انت نسيتها .
وليد ي امي انا ما حبتش وعد الا انا حبيتها كانت سراب و اقدر اقولك كمان ان كانت مشاعري مجرد تعلق ب البنت الا كنت رسيمها ف خيالي و لقيتها ف الواقع ... بس كل دا سراب ... امي انا لقيت الا بحبها ب جد من كل قلبي وبتمني اتجوزها انهارده قبل بكرا ... وعد هتفضل طول عمرا ب النسبالي مرات اخويا.
عفاف ب لهفه ب جد ي حبيبي يعني انت عايز تتجوز ...طب هي مين و اهلها مين ... طب هنروح نطلبها امتي ... اخدت معاد مع اهلها.
وليد ب ضحكه خفيفه بس ... بس ي امي واحده واحده ... اولا ي ستي هي مين ... تبقي قريبة وعد ... اهلها مش من هنا اهلها ف امريكا ... اما المعاد الا هطلبها فيه ... مش لما توافق ي امي دي مطلعه عيني.
عفاف اسم الله عليك ي حبيب امك ان شاء الله هي ... وبعدين هي تطول تتجوزك.
ربت وليد ع يدها وضحك قائل خلاص ي امي ... براحتها شويه وصدقيني لو ماطلت كمان شويه ... هخطفها واتجوزها واجيبهالك كمان ترييها عشان تعرف ازاي ترفضني.
ضحكو الاثنان معا ثم هدأ وليد وقال هاا.. كنتو عاملين ايه من غيري الفترة الا فاتت.
تنهدت امه ب حزن قائله اخوك زي ما هو كل مادا حالته ب تسوء ... ام اختك رجعت امبارح و كمان جايه ب عريس ف ايديها.
وقف وليد ب
لهفه وقال ب جد هايدي هنا ... ثم وقف حتي استوعب
 

تم نسخ الرابط