غدر الزين بقلم مروه البطراوي

موقع أيام نيوز

متسائلا بقلق
يا ترى اللي عملته ده صح ولا غلط واخرته ايه
دخل باهر الي منزله مسرورا مناديا علي زوجته ...فهو بحاله مزاجيه جيده...فقد تحقق مراده ...خرجت هاجر من غرفتها مهمومه ...باهر بفرحه
لو تعرفي اللي حصل النهارده يا هاجر ...قلبك هيقف من الفرحه.
كانت تنظر اليه بجمود فاثارت قلقه وهزها قائلا
مالك يا هاجر مين زعلك
رفعت هاجر عينها وقالت بصوت منخفض
مفيش انت جاي فرحان ليه فرحني معاك.
تابع باهر فرحته قائلا
النهارده عيد ياهاجر...زين استدعاني في مكتبه وطلب ايد خلود.
تفاجئت هاجر مما سمعته فانتباها القلق لانها ربطت هذا بعدم رد ياسمين علي اتصالها ...فارتبكت وقالت
لو ده حقيقي يبقا عشان كده ياسمين قفلت السماعه في وشي النهارده.
لم ينتبه باهر لكلامها وردد قائلا
تعرفي اني فرحان اووى يا هاجر ...اخيرا هنرتاح ونقب علي وش الدنيا.
هاجر بنفس شرودها
يعني هو عايز خلود وياسمين مش موافقه
انتبه اليها باهر وقال
اييه...مين قالك انها مش موافقهانتي هتتخيلي اوهام
ردت هاجر بصوت منخفض
طيب ليه النهارده قفلت في وشي السكه
حبيبه بابي.
ابتسمت خلود وقبلت والدها قائله
عيون خلود.
ابتسم باهر وقال
النهارده احلي يوم في حياتنا...زين طلبك للجواز
صدمت خلود وتسمرت بمكانها وتلجلجت مرتبكه
زي...ن طلبني انا للجواز
رد باهر بفرحه
ايوه ياحبيبتي وده احلي طلب لاحلي خلود.
ارتعدت اوصالها من تاكيد والدها للخبر وصړخت قائلا
مستحيل ...انا لا يمكن اوافق.
هنا فاقت هاجر من شرودها وقالت پغضب
انتي اټجننتيانتي متعرفيش اليوم ده انا خططتله ازاي
خلود پغضب
لا ياماما...مستحيل ولو هتغصبوني ههرب وهعملكوا ڤضيحه.
صڤعتها هاجر علي وجهها وقالت
ده انا كنت قتلتك وشربت من دمك ...انتي لسه صغيرة ومتعرفيش مصلحتك ...احنا ادرى بيها.
خلود بدموع
ومصلحتي اني اتجوز معاق.
رفعت هاجر اصبعه الي فمها بتنبيه قائله
اششش ...اخرسي ...اياكي اسمعك تقولي كده...زين مش معاق ...دا حاډث اتعرضله وركب ساق وبقا زيه زينا...بل احسن مننا بفلوسه اللي هتعيشك ملكه...وهتنقذنا من الفقر اللي احنا فيه.
نظرت خلودالي باهر لتستعطفه ...اشاح وجهه الي الجانب الاخر قائلا بجمود
امك عندها حق ...دي الجوازة اللي كان نفسنا فيها من زمان ...احمدي ربنا انه طلبك انتي للجواز انتي بالذات
تركتهم ودخلت غرفتها وهيا تجر اذيال الخيبه...اسرعت باخراج هاتفها من حقيبتها لتتصل بحازم...كان نائما فعلي رنين هاتفه حدق في شاشته وجدها خلود زفر حانقا وقال
يووه مش لسه مكلماني الصبح ...مضطر ارد لاحسن مش هتبطل رن ويمكن يكون عندها اخبار.
رد بصوت ناعس
ايوه يا خلود.
اجابته بصوتها الباكي
الحقني يا حازم هيجوزوني غصبن عني ...لازم تيجي تخطبني.
تنهد حازم قائلااهدي يا خلود ...انا حاليا مقدرش اتقدملك لاني خطبت.
صدمت شهيرة وقالت
خطبت...ازاي وامتي وفين ومين...حازم انا لسه مكلماك الصبح.
حازم باسف
خطبت شهيرة...كل حاجه جت بسرعه...معلش اعذريني.
قالت من بين شهقاتها
اسف! اعذريني! ده اللي ربنا قدرك عليه طب وانا
حازم بنفاذ صبر
انا موعدنكيش بحاجه.
مسحت خلود دموعها بقوة وقالت
طب مش حابب تعرف مين اللي اتقدملي
مط شفتيه وقال
اي ان كان بتمنالك السعاده من كل قلبي ...تصبح علي خير.
ظلت خلود تنظر الي هاتفها بذهول ...الي ان حسمت امرها بالموافقه علي زواجها من زين لټنتقم اشد
الاتنقام من حازم وشهيرة .
استيقظت خلود من نومها بتعب وباجفان متورمه من شده البكاء والذي انتهي باستسلامها التام للقدر مع الخۏف من المستقبل...نهضت من الفراش متجهه الي الخارج لتلحق بوالدها قبل ذهابه الي الشركه...كاد ان يخرج من الشقه نادته قائله
بابا انا موافقه علي الجواز من زين.
شعر باهر بالاطمئنان واغمض عينيه وحمد ربه ثم استطرد قائلا
طيب مش نقول صباح الخير الاول
ردت خلود بحزن
صباح الخير.
خلود انتي مش ديما بتثقي في اختياراتي
قالت باستسلام
ايوه يا بابا.
باهر بفرحيعني يا خلود اقتنعتي بكلامنا امبارح
ابتسمت ابتسامه باهته وقالت
اقتنعت ...بس ياريت يا بابا لو جيت في يوم ومرتحتش وعايزة اطلق توافق.
ربت باهر علي كتفها ومسح علي شعرها وقال
وانا اوعدك يا قلب بابا انك هتكوني قويه بيا ديما.
ذهب باهر الي الشركه وزف خبر موافقه خلود لزين الذي لم يستغرب موافقتها لانه بعلم انها انسانه جشعه مثل والديها...تصنع زين الفرح ...واتفقوا علي ترتيبات الزفاف علي ان يتم بعد اسبوع من الاتفاق ...وبعث لهم كبير الصاغه الي المنزل لتنتقي مجواهرتها وهذا الشئ احزنها كثيرا ...كان تتمني ان تقابله ولو لمرة قبل الزفاف علي الرغم من كرهها الشديد له وان زواجها منه زواج قائم علي المصلحه ...لكن رفض زين الالتقاء بها لان مثل الاشياء ليست مهمه بالنسبه لها
بعد مرور اسبوع...تجلس خلود في جناح العروس المخصص لها في فندق من اكبر الفنادق تفرك ايديها بتوتر وقلق مما هي مقبله عليه...تتذكر المرتين التي قابلت زين فيهم ونظراته المستميته لها وتتعجب لما رفض مقابلتها في الاسبوع الماضي ولو حتي مرة واحده قبل الزفاف ...الذي زاد من ڠضبها امره لابيها ان تنزل من علي درج الفندق لاستقباله بمفردها بدون ان تتباطا ذراع والدها مثل اي عروس ...افاقت من شرودها علي دخول والدتها للجناح ...انبهرت والدتها بها فقد كانت ترتدي فستان من اجمل فساتين العالم علي الرغم من استياءها لاحتشامه فقد كان ذو اكمام طويله ورقبه تغطي عنقها بالكامل وظهر مغطي تماما وليس به اي فتحات ..اخبرتها والدتها ان زين ينتظر في القاعه وعليها الاسراع بالهبوط حتي لا يتذمر من تاخيرها...خرجت خلود من الجناح وتوجهت الي الدرج ولم تظهر عليها اي ملامح للفرحه كعروس ...هبطت الدرج تحمل فستانها حتي لا تتعثر به وتمسكت بالثوب جيدا وتمتمت بكلمات لعينه تخص بها زين . 
طبعا كلكم معزومين ومش عارفين مين العروسه...لاني تعمدت مكتبش اسمها في الدعوة...عشان اعرفكم عليها بنفسي.
تعالت الهمهمات بين المدعوين شغفا منهم لمعرفه هويه العروس ...اما عن حاله خلود كانت مذهوله من حديثه ...افاقت من شرودها عندما قال
عروستي تبقي خلود الجويلي...بنت السيد باهر اللي بيشتغل عندي ووالدتها الست هاجر بتشتغل مساعده لامي في الجمعيات الخيريه ...شفتوا بقا انا راجل متواضع ازاي ...مش متكبر زى ما بتتكلموا عني.
ظهرت معالم الاستياء علي وجه ياسمين فحديثه بمثابه ڤضيحه امام صديقاتها...اما عن خليفه فشعر بالحزن علي اسلوب زين
...اما نهي فشعرت بالاسف علي خلود فهي امراءة مثلها ترى ان اسلوب زين محرج وقاسې.
صدمت خلود من حديثه عنها واحست بالاختناق خاصه مع فستانها الثقيل ونظرات المدعوين لها...اشار زين لمتعهد الدي جي ليبدا الحفل وقال للمدعوين لاسكاتهم
ليه عملت كدهقاصدك ايه من ده كلهليه مكتبتش اسمي في دعوة الفرح
ابتسم زين بسخريه ونظر الي عينها نظرة ثاقبه وقال
هو ده كل اللي يهمكان اسمك مش مكتوبطب وبالنسبه لما طلبت ايدك في مكتبيوشبكتك اللي جاتلك من غير ماتختاريهاوفستان فرحكنزلتك من علي السلم من غير ابوك زى اي عروسه دول مش يهموكي...ازاد قوله بقسۏة
لو كنتي اعترضتي علي كل ده صدقيني كنت هحترمك ومكنتش هفكر اعمل معاكي اي حركه تقلل من قيمتك....اقترب منها اكثر وقال
تمام يا حلوة
قبل جبينها مرة اخرى وهمس قائلا
اللي يقوله زين السرجاني...مفيش مخلوق يحاسبه عليه.
انتهت الرقصه وسحبها ليجلس سويا لاستقبال التهاني ...وفجاه ساد الصمت ليعلن عن دلوف شهيرة وهيا تتأبط ذراع حازم...صدم حازم عندما علم ان العروس هيا خلود وتذكر
سؤالها
مش حابب تعرف مين العريسلعڼ نفسه لانه لم يسالها...اتجه اليهم قائلا ببرود
مبروك...ردوا عليها بمثل البرود...اما عن شهيرة هنئتهم بصوتها الرقيق واضافت لتهنئتها وقالت
انا وحازم اتخطبنا...هنا
تم نسخ الرابط