قصه مع وقف التنفيذ كامله بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
يدعو الله
أن يكون ما حدث ليلة الأمس كان حلما مفزعا فقط ولكن وضعه وغفوته أنبأته أنه كان حقيقة بائسة فلما نظلم الأحلام معنا دائما .
أعتدل وهو يشعر پألم فى كل خلجة من خلجاته مسح على رقبته التى شعر بها تؤلمه بشدة من اثر غفوته تلك نظر للداخل دون أن يتحرك لم يجد لها اثر وباب غرفة النوم مغلق فعلم أنها مازالت نائمة أو أنها تهرب من مواجهته مرة أخرى.
نهض متثاقلا وبصعوبة توجه إلى الحمام وتوضأ خرج من الحمام لتقع عينيه على حقيبته التى مازالت أمام باب الشقة .
شرد ذهنه وهو يتذكر ليلة أمس عندما طلبت منه أن يحمل حقيبتها للداخل ففعل ثم تذكر جرأتها الشديدة فهى التى تقدمت إليه حتى أنها لم تدعه يتوضا ليصلى بها ركعتين فى بداية حياتهما الزوجية ولم تنتظره حتى يدخل حقيبته هو الآخر ليبدل ملابسه
أن يمنحها بعض الوقت إن كانت كاذبة كانت ستفعل ذلك وإن كانت صادقة فيما قالت أيضا كانت ستفعل ذلك ثم تخبره بالحقيقة وبما حدث لها دون أرادتها فهى تعلم أخلاقه وأنه لن يظلمها أم كانت تتصور لأنه عديم الخبرة أنه لن يكتشف الأمر وستستطيع أن تنهى الموقف لصالحها بعد أن تشعل غريزته دون أن ينتبه .
دارت كل تلك التساؤلات فى عقله وقلبه فى لحظة واحدة وهو مازال مصوب عينيه لحقيبته القابعة مكانها منذ ليلة أمس هز رأسه بقوة ينفض عنه كل تلك الأفكار التى مازالت به لا تفارقه لحظة واحدة لتشعل الڼار بقلبه من جديد .
أخذ حقيبته ووضعها على الأريكة وأخرج ملابس أخرى ارتداها فى سرعة وأخذ هاتفه ومفاتيحه وخرج ليلحق بصلاة الجمعة.
أنتهى من صلاته وتناول مصحف من مصاحف التفسير المرصوصة جنبا إلى جنب على أحد الأرفف وقبع بالمسجد يقرأ لعله يجد المرشد له فيما وقع فيه وهو يشعر أن سنوات عمره مضت هباءا منثورا مع تلك المرأة التى أحبها وخانته ولكن مع الاسف ليس لديه دليلا على خيانتها ېخاف أن تكون تعرضت فعلا فيكون بذلك قد ظلمها وحاكمها بما ليس لها فيه شىء ووسط مشاعره المتلاطمة وقعت عيناه على الآية الكريمة فى سورة النور
ويرشده إلى الطريق .
أغمض فارس عينيه بقوة يحاول السيطرة على مشاعره المكلومة وقلبه المذبوح حاول أن يرتقى بنفسه وبصبره إلى اقصى درجة وتذكر وقتها أيام خطبته بدنيا وتذكر أنه علم الحلال والحرام ورغم ذلك استمرا في الحړام سنة كاملة وظل يغضب ربه من أجلها فجعلها الله عزوجل هى من تشق قلبه وتذبحه فكانت هذه النهاية الحتمية .
إذن فهو أحد المسؤلين عن ما يحدث له معها اليوم فلماذا يحاسبها وحدها لماذا لا يعاقب نفسه أيضا وهل سيختار عقاپا رادعا لنفسه أكثر منها !
متعرفيش يا ماما مهرة عاملة أيه النهاردة
أتسعت عيناها بعض الشىء وهى تقول بدهشة كبيرة
مهرة ! .. أنت سايب عروستك علشان تسأل على مهرة !
أرتبك أكثر وقال بتلعثم
وفيها أيه يا ماما ..أنا أمبارح سايبها وهى تعبانة .. أيه المشكلة انى أطمن عليها دلوقتى
ضيقت عينيها قليلا وهى تقول بأرتياب
هى مراتك فين يا فارس
شعر بغصة فى حلقة
متابعة القراءة