قصه مع وقف التنفيذ كامله بقلم دعاء عبد الرحمن
تعلم هل تداوى چرح أمه أم تداوى جرحها الغائر .. تناولت والدته الدواء من يدها وأغمضت عينيها بعد أن شعرت أن سقف الغرفة يدور حول نفسه وراحت فى سبات عميق ..
ظلت مهرة تنظر حولها تتلمس أشياءه المبعثرة فى تأثر ودموع صامته حتى غابت عن الوعى وهى تجلس على مقعده خلف مكتبه الصغير ..أبت أن تنام على فراشه التى تقاسمه فيه امرأة أخرى خاڤت أن ټشتم رائحتهما معا ممزوجة فى بعضهما البعض ..كانت تعلم أنه لايسمح لأحد غيرها بأن يعبث بمكتبه لذلك فضلت أن تنام خلفه وهى متأكدة أنه لم بعده سواها.
لا يستطيع أن يتكلم أحد عن الظلم إلا من ذاق مرارته ولا يقدر أحدا على وصف الظلام الا من عاش فيه ...كانت غرفة أقل ما يقال عنها نتنة الرائحة تفوح منها رائحة الڼجاسة لا يوجد ولا حتى نافذة صغيرة لا يوجد إلا بصيص نور صغير يأتى من أسفل عقب الباب الحديدى لا يصدر عنها سوى صدى صوت الأنين الهامس والتأوهات الخاڤتة التى تخشى من الظهور رغم عظم اللآلم... والصمت هو سيد الموقف ... لا يقطعه سوى تمتمت بلال لبعض آيات القرآن ... همس عمرو فى أذن فارس
أحنا هنا من امبارح ومحدش قالنا تهمتنا أيه ولا حد عبرنا
مال فارس على أذنه وقال همسا
شكلنا كده مش جايين هنا رسمى وإلا كانوا حققوا معانا
شق الصمت صرير المزلاج الحديدى وهو يدور ليفتح من الخارج ويرمى على الأرض شخصا آخر لا يعرفونه.. شهق الجميع وانتفضوا عندما دققوا النظر به ..لقد كان عاريا تماما ومؤخرته ټنزف دما ...كان الرجل يأن أنات متواصلة دون أنقطاع وهو مازال مكانه لم يتحرك ..تردد بلال قليلا ثم ببطء وهو يتفحص وجهه فوجده متورما تماما حتى أنه لا يستطيع لأحد أن يتعرف على ملامحه أو يميزه ...حاول بلال المساعدة ولكن الرجل انتفض لذراعه ثم زحف إلى ركن من أركان الزنزانة بعيدا عنهم وظل يبكى
متخافش كده يا عمرو أحنا مش متهمين فى حاجة
نظر إليه فارس
وقال بحدة
يعنى المسكين ده كان متهم فى ايه يعنى يا بلال هى وصلت للدرجة دى
شق الصمت الغرفة صوت آخر ولكنه آتى من الخارج ... صوت صياح رهيب وأصوات تصرخ وتستغيث شق سمعهم وانتفض له قلوبهم وخصيصا أنهم استطاعوا تميز أصوات نساء تصرخ صرخات غير منقطعة وتستغيث ... هب عمرو واقفا بحركة لا أرادية
وهو يقول
ده صوت ستات ..أنتفض قلب كل واحدا منهم وقد حل فى عقولهم صور زوجاتهم ..
أنتوا تهمتكوا أيه
قال رجل الأول بخفوت
أنا مش من القاهرة أنا من سينا.. عندى محل تصليح غسالات من يومين لقيتهم هجموا عليا وقلبوا المحل وغمونى وخدونى فى عربية ولقيت نفسى هنا قدام الظابط وواحد تانى بيقولوا عليه وكيل نيابة هتف فارس فجأة
عذبوك قدام وكيل النيابة.. أومال مين اللى بيطبق القانون
أجابه الرجل
قانون مين يا أستاذ ..وكيل النيابة هنا زيه زى الظابط اللى بيعذب بالظبط
ثم اردف قائلا
وكل اللى طالع عليهم مين اللى اشترى منك التايمر من يومين ..اقولهم انا بصلح غسالات وطبيعى أى حد يشترى تايمر غسالة من عندى