قصه مع وقف التنفيذ كامله بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


دون أن يشعر وهو يقول 
بجد يا ماما بجد كويسه
ابتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدأ فى تناول طعامه ..
نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها .. اقولك ايه بس يابنى اقولك الورده دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى ..
وقفت مهرة فى الليل فى نافذتها ترجو ان تراه ولو لمرة واحدة تطل برأسها للأسفل بشدة لعلها تلمح ظله فتفاجأت بصوت زوجة ابيها تقول ساخرة 
أدخلى من الشباك يا بت انتى ابوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلاميه مع هذه المرأة على الاطلاق .. جلست على الفراش بعد أن اغلقت النافذة وتناولت احد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة ابيها نظرات ساخرة وعادت ادراجها من حيث أتت .. بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيها وجلس بجوارها وامسك يدها وهو يقول بإشفاق 

متزعليش نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
انسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة 
ماما عامله ايه
أومأ براسه وهو يقول 
ما انتى عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت براسها وقالت له متسائلة 
وانت يا يحيى قاعد فين دلوقتى
قال مبتسما 
عند واحد صاحبى هو

مش من هنا اصلا من الارياف .. ومأجر أوضه هنا علشان الدراسه وانا قاعد معاه ومرتاح متقلقيش عليا
أطرقت برأسها ثانية وهى تقول باسى 
يارب دايما تبقى مرتاح يا يحيى
نظر إليها بشفقة ورفع وجهها إليه بيده وقال مبتسما 
هخاليكى تشوفيه متزعليش
أمسكت ذراعيه بلهفة وهى تهتف به 
بجد يا يحيى
أشار لها أن تخفض صوتها ثم قال بخفوت 
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده .. ماشى ..
أومأت برأسها فرحا وهى تمسح دموعها براحتيها وهى تقول
ممتنة
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك .. بس يومين كتير اوى مينفعش قبل كده
كتم ضحكته وهو يقول بمرح 
طب اعملى مكسوفة طيب .. طب استنى
نهض واتجه إلى الباب ليطمئن أن زوجة ابيه لا تتجسس عليهما وبعد ان اطمئن تماما أخرج هاتفه وهو يقول لها بخفوت 
تعرفى توطى صوتك على الاخر وأنتى بتتكلمى فى التليفون 
قفزت من فراشها فرحا كالفراشة وقال بخفوت مماثل 
ربنا ميحرمنيش منك يا يحيى
أشار لها أن تفتح النافذة وتطل منها وهى تتحدث حتى لا يظهر صوتها خارج الغرفة بينما وقف يحيى مراقبا من طرف خفى حتى لا يحدث اى هجوم مباغت من زوجة ابيه عليهما وهى تتحدث فى الهاتف .. انتفض فارس وهو مستلقى فى فراشة سابحا فى شروده وذكرياته على صوت رنين الهاتف .. نظر إليه فوجد رقما غريبا غير مسجل لديه فزفر بضيق ..تركه وعاد إلى استرخاءه من جديد وهو لايعلم أن نصفه الاخر الذى اشتاق إليه هو من يهاتفه الان ...
يحيى الهاتف من مهرة ووضعه فى جيبه فى اللحظه التى دخلت فيها زوجة أبيه واضعة يدها فى قائلة 
أنت هتبات هنا ولا ايه يا يحيى
تنحنح بحرج وهو يقول 
لا انا ماشى دلوقتى
قالت بابتسامة صفراء 
براحتك يعنى انا مش قصدى أمشيك ولا حاجه
ربت يحيى على كتف مهرة وهو يقول بنظرة تفهمها 
هجيلك بكره ماشى
أومأت له مهرة برأسها وهى تمسك بيده التى على كتفها
خرج يحيى من غرفتها واتجه إلى باب الشقة مباشرة حتى لا يحدث احتكاك بينه وبين زوجة ابيه فينتج عنه مشكله اخرى مع أبيه .. 
خرج وأغلق الباب خلفه بينما جلست مهرة على فراشها قدمها كما تفعل دائما وتنظر لارضية الغرفة وكأنها تناديه وتحاول ان تخترقها لتراه ..
خرج فارس يقف فى نافذة غرفته يستنشق هواء الفجر العليل 
ويملىء به رأتيه بقوة ويزفر بهدوء وهو يسبح ويستغفر كما تعلم من بلال .. 
نظر للأعلى مرات عديدة يتلمس ظلها أو ضوء غرفتها سمع صوت هاتفه فهرول إليه ونظر فيه 
فظفر بضيق عندما وجد اسم عمرو هو المتصل .. كان يعتقد انها هى ولكن انقطع الامل ..
عاد مرة اخرى إلى النافذة وهو يجيب عمرو بحنق 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايه اللى مصحيك
 

تم نسخ الرابط