قصه مع وقف التنفيذ كامله بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
بره الشغل ... أنت بيبقى وراك حاجة بالليل
قالت كلمتها الأخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره من الخلف مما جعله ينتفض واقفا وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب فى أنهاء حياته العملية من الشركة ولكنها لم تنتظره طويلا واعتبرت صمته تفكير فى الأمر أكثر لتحثه على الموافقة وتعده بما ليس له بل وليس من حقه بدنوها منه إلى هذه الدرجة حتى شعر بانفاسها من خلف أذنيه واشتم رائحة عطرها النفاذ تزكم أنفه رغما عنه لتوقظ بعض مشاعره الدفينة وشعر بدفء جسدها بملامسة ظهره وسمعها تقول بهمس كالفحيح
أيه رأيك نتعشى سوا الليلة
وفجأة فتح الباب ودلف صلاح فى عجلة
طب استأذن انا علشان عندى شغل كتير
بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .
فوجئ بوجود عمرو فى مكتبه ينتظره ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبه ويتابع عمله بصمت وقف عمرو مدافعاعن نفسه وقال
رفع صلاح عينيه إليه قائلا
معملتش اه .. لكن سكت .. و اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
قال عمرو بانفعال وهو يجلس
أنا مكنتش ساكت.. أنا كنت بدور على طريقة مناسبة أهرب بيها من الموقف
الحكاية مش محتاجه تفكير يا عمرو.. أنت پتخاف على شغلك ومستقبلك أكتر ما پتخاف على أى حاجة تانية ... وأنا حذرتك كتير ونبهتك كتير بس أنت شكلك مش هتتعلم ببلاش ..اللى بيسيب الباب موارب يابنى مايزعلش لما يدخله منه شړ بعد كده
آخر من يتم عقد قرانه بينهما وفى هذه الفترة كان عمرو يتهرب من أى لقاء يجمعه بإلهام وكان صلاح يساعده على ذلك ويتصدر هو لأى عمل يتطلب وجود عمرو معها فى مكان واحد. وجاء اليوم المنتظر وكان بسيطا كالذى سبقه تماما يجتمع فيه الأهل والأحبة
والجيران فى منزل العروس ليتم عقد القران بينهم وبحضور الشاهدين فارس وبلال ويالها من مفارقة كانت فى يوم من الأيام تتمناه زوجا وها هو اليوم يشهد على عقد قرانها ويزيل عقدها بتوقيعه المميز .
أجتمعت بعض النساء فى الداخل ينشدون لعزة الأناشيد بقيادة عبير التى كانت قد تحسنت كثيرا بفضل تمارين بلال المكثفة ! كما كان يقول ويبدو أن ضميره هذا قد انعكس على حالتها النفسية كثيرا فلقد كانت تبدو كما لو كانت هى العروس وكأنها فى العشرين من ربيعها وهى تغرد بأناشيدها المحببة وټضرب بالدف فى سعادة وقوة وتتنقل بين النساء كالفراشة التى تتنقل بين الزهور فى بستان المودة والرحمة التى نهلت منه
منذ أن أصبحت زوجة ل بلال وحبيبة لقلبه الفياض وأثناء انشغالها سمعت أمها تهمس فى أذنها أن زوجها يريدها فى الخارج ربما قد يكون الأمر عاديا لولا أن والدتها أنبئتها
متابعة القراءة