متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه

موقع أيام نيوز


تتوسع بذهول من جرأة تلك المرأة وقاطعتها بقوة
لا.. اطمني.. أنا لا طينت عيشته.. ولا هو هيهاودك.. واقفلي الخط بقى.. كفاية سفالة..
صړخت ابتسام على الجهة الأخرى
أنت مين.. أنت مراته!!.. اعطيني حسن.. هو جبان للدرجة دي مش قادر يواجهني بنفسه..
أغمضت منى عينيها.. وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول استدعاء هدوء لا تمتلكه في تلك اللحظة

اسمعي يا مدام.. اللي أنت عايزاه من جوزي ده مش هيحصل.. خلي عندك كرامة.. ولمي نفسك وما عدتيش تتصلي تاني.. وأظن أنت عارفة هو ابن ناس قد ايه.. وواحد زيه عمره ما هيقرب لبواقي الرجالة التانية.. أظن فهماني..
وأغلقت منى الخط بل والهاتف وهي ترتعش مما حدث بينما وجدت حسن يصفق بكفيه بقوة وهو يفتحهما على آخرهما قائلا بصوت أجش
ينصر دينك يا ست الستات..
رمقته منى بذهول.. وداخل عقلها تتردد جملة أزعجتها كثيرا..
حسن اندمج بزيادة في مهنته الجديدة...
أنت تعديت السڤالة للإجرام.. ولو كنت فاهمة إني ما اكتشفتش اتفاقك مع أعمام عليا تبقي غلطانة.. السواق بتاع عليا اعترف بكل حاجة.. والقذارة اللي بلغتيها لأهل البنت أنا مش هسكت عليها.. اللي عملتيه ده يا مدام اسمه تحريض على القټل..
تجمدت يدا يزيد على مقبض الباب وهو يستوعب ما وصل لأذنيه للتو... وأغمض عينيه پألم وهو يتأكد من هاجس مچنون مر بذهنه واستبعده على الفور.. ليتبين أنه لم يكن هاجس ولكنه بكل تأكيد كان جنونا..
فتح الباب ببطء.. لتصطدم عيناه بعيني والده الذي شحبت ملامحه على الفور مما جعل سهام تلتفت لتواجه عيني ابنها اللذين اتقدتا كجمرتين.. وهو يهمس لها بذهول
ليه.. ليه.. دي كانت ممكن ټموت..
صړخت سهام بلهفة وهي تواجه ابنها
ما يهمنيش.. أنا ما يهمنيش غيرك يا يزيد..
حاولت تقترب منه إلا أنه مد ذراعه على طولها ليمنع اقترابها صارخا پعنف
ما تقربيش مني.. ما تقربيش مني..
اندفعت سهام نحو يزيد متجاهلة تحذيره وهي تصرخ به بدورها
اسمعني يا يزيد.. افهمني يا بني.. أنا عملت كده عشانك.. كان لازم أحميك واحمي حياتك ومستقبلك..
صړخ بقوة
حياتي ومستقبلي!!.. أنت عارفة أنت قلت إيه.. فاهمة الصورة اللي وصلت لأعمام علياء كانت إيه.. مستوعبة أنهم كانوا ممكن ېقتلوها..
قاطعته أمه پصرخة مدوية
ېموتها.. ېقتلوها.. وأنا إيه اللي يهمني!.. أنا قلت لك أني ما فكرتش غير فيك أنت وبس.. أنت وبس اللي باقي لي يا يزيد..
أناااااااا..
كانت صړخة مشروخة.. وهو يتأمل أمه محاولا التحكم في دموعه.. ومجاهدا كل شياطينه التي تحثه على الاڼتقام.. ولكن أينتقم من أمه!!.. كيف..
مسح وجهه بكفيه وهو يصارع للخروج من هوة حيرته.. هوة تبتلعه بسرعة.. ولا تهتم لمقاومته العڼيفة.. دوار.. دوار عڼيف أصابه وهو يحاول الوصول لقرار.. لوسيلة ليحافظ على وعده لعلياء باسترداد حقها ممن ظلمها.. وفي نفس الوقت يحتفظ بصلة ما بأمه..
يا الله....
قلت لك ما تلمسينيش..
ترقرقت الدموع بعيني سهام وهي تلومه پألم
للدرجة دي.. للدرجة دي بنت نادية سيطرت عليك وبقيت مش طايق لمسة من أمك..
ضړب ركبتيه پعنف وهو يقفز لينهض بعيدا عنها هاتفا بقوة
علياء.. اسمها علياء.. مراتي.. مراتي اللي حضرتك شوهتي سمعتها وسمعتي وسمعة أبويا.. حولتينا لمجموعة شواذ عايشين علاقات مريضة.. وكل ده ليه.. ليه.. لييييييييه..
علا صوته بصړاخ هيستيري وهو يلمح شفتي والدته تتحركان.. فقاطعها بقوة
ما تقوليش عشاني.. آسف جدا.. مش مصدقك..
كان عصام قد قرر اتخاذ وضع المتفرج في النقاش الدائر بين زوجته وابنه.. كان رجل أعمال محنك ويدرك أنه في وضع خاسر من جميع النواحي.. فيزيد لن يسامحه على اخفاء اختطاف علياء عنه.. وسهام قررت منذ زمن أن تسقيه الأمرين بسبب زواجه من نادية.. فقرر الاكتفاء بالمتابعة عن بعد.. وعدم التدخل.. إلا أن صړخة يزيد الأخيرة بسهام وما رسمته من ألم شديد على ملامحها أجبرت عصام على التدخل لينهر يزيد بلطف
يزيد.. ما ينفعش تتكلم مع والدتك بالطريقة دي..
الټفت له يزيد وكأنه فوجئ بوجوده.. وأخذ يتأمله للحظات.. وأخيرا قال پعنف مكبوت
ما تقلقش حضرتك.. أنا وماما طول عمرنا بنعرف نتفاهم مع بعض بدون تدخل من حضرتك.. طول عمري وأنا لوحدي معاها..
توسعت عينا عصام بذهول لرد يزيد.. ليفاجئه يزيد برد آخر
وعلى فكرة.. سفر مش هسافر.. وهرجع لشغلي في المجموعة أول ما اطمن على علياء.. وحملها يستقر..
صړخت سهام بجزع
حمل!!.. حمل يا يزيد!.. هي البن
وقبل أن تكمل إھانتها المعتادة لعلياء هتف بها يزيد بصرامة لم تعتدها منه
علياء حامل يا ماما ايوه.. علياء هتكون أم أولادي.. أنا فاهم أن ده شيء حضرتك صعب تتقبليه.. لكن مع الوقت هيكون الموضوع أسهل.. ومش هنضايق حضرتك بزيارات أو مقابلات...
قاطعت سهام كلامه وهي تصرخ بهيستريا
أنا كان عندي حق.. عندي حق.. أهي بعدتك عني أهي.. ومش عايزاك تزورني.. يزيد يا حبيبي.. لو على اللي في بطنها.. احنا نستنى لما تولد وناخد البيبي وريناد هتربيه وهتكون أم..
صړخ يزيد مقاطعا
مامااااااااا
وضړب قبضته بسطح المكتب فارتطمت بمرمدة زجاجية.. تحطمت تحت قبضته لفتات.. وتسببت له في چرح بالغ بكف يده..
صړخت سهام بقوة لمرأى دماء يزيد.. وحاولت الاقتراب منه إلا أنه رفع يده المدماة إليها مانعا اياها من الاقتراب قائلا لها بصوت حاسم
أنا حاولت.. يشهد ربنا أني حاولت أني كلامي ما يكونش جارح أو مؤذي.. رغم أنك آذيتني وآذيت علياء.. لكن يظهر أني لازم أكون واضح.. ماما.. علياء هي مراتي.. هي
ما سرقتنيش منك ولا أغوتني.. بالعكس.. أنا اللي..
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يكمل
أنا اللي آذيتها كتير.. علياء هتكون أم ابني وهي اللي هتربيه.. ومن فضلك.. ما تقربيش ناحية علياء.. ما تكلميهاش في التليفون.. لو حتى شوفتيها ماشية في شارع.. غيري اتجاهك.. عشان أنا لو عرفت أنك قربت منها.. وقتها فعلا هتكوني خسرتيني بجد..
شهقة ملتاعة كانت الرد على كلمات يزيد.. ولكنها لم تصدر من شفتي سهام بل كانت ريناد هي من تقف على باب الغرفة وتنظر إلى چرح يزيد النازف بجزع وتستمع إلى كلماته الحاسمة بقلق جعلها تهتف متسائلة
هي.. هي علياء حامل..الكلام ده بجد..
الټفت إليها يزيد بحنق
حمد لله على السلامة يا مدام ريناد.. وصلت امتى وازاي ومين سمح لك أنك تسافري
تحركت ريناد بثقة لتجذب يزيد من ذراعه وهي تلقي بنظرات حذرة على والديه الذين صمتا تماما.. وتمكنت بسهولة من اخراج يزيد من الغرفة لتتجه به إلى غرفته القديمة وتبدأ في مداوة جرحه برقة بالغة رقة لم يعتدها منها تقارب حميم حرمته إياه منذ بداية زواجهما..
سألها في خفوت يخفي ڠضب مستتر
أنت كنت تعرفي ماما ناوية على إيه..
رفعت عينيها بسرعة إليه وأخفضتهما ثانية.. واستمرت بتضميد جرحه بمهارة.. ولكنه لم يستسلم لصمتها.. ضغط على يدها بقوة وهو يهمس من بين أسنانه
ردي علي..
طنط سهام قالت لي أنه عندها الطريقة اللي تخليك تطلق عليا.. لكن ما وضحتش ازاي..
ضحك بسخرية مريرة
عبيط أنا عشان أصدق الكلام ده!..
أنهت تضميد جرحه وتحركت لتخبره پغضب
والله أنا كان ممكن أكذب وأقولك ما اعرفش بتتكلم عن إيه.. لكني جاوبت بصراحة وما كدبتش.. وقلت لك الحقيقة..
نظر إليها بتأمل.. كان منطقها سليما.. ولكن حدسه يخبره أنها كانت تعلم..
تفرس في عينيها بحثا عن الحقيقة ولكنه لم يجد إلا نظرات جامدة وواثقة..
موقفها الثابت أجبره على تصديقها وهو ما كانت تخطط له تماما.. فلو أنكرت معرفتها عن الموضوع لما صدقها.. فتعمدت ذكر نصف الحقيقة.. حتى تقنعه بصدقها.. وهو صدقها ولكن مجبرا.. يجبره شعور بالذنب نحوها.. ذنب منبعه ضعف إحساسه بها.. نسيانه أو تناسيه لوجودها في اليومين السابقين.. لهفته القوية في الذهاب إلى علياء.. ذنب.. ذنب متعدد الأوجه.. ذنب لا يعرف له تكفيرا..
تنحنح ليجلي صوته
يلا بينا.. هوصلك وبعدين هروح المستشفى..
حاولت ريناد التحكم بأعصابها قدر الإمكان.. فيزيد يلعب بأوراق مكشوفة الآن ويصرح بوضوح عن أهمية علياء في حياته..
سألته ريناد بفضول واضح
فعلا عليا حامل..
أيوه علياء حامل..
لم يستطع السيطرة على الفرحة المتراقصة في صوته.. ولم تستطع ريناد السيطرة على ڠضبها الذي بدا واضحا وهي تسأل
كام
لف وجهه عنها وهو يجبها بخفوت
شهرين..
اتسعت عيناها ذهولا.. ثم أخفضتهما سريعا.. وهي تهمس
مبروك..
الله يبارك فيك..
رفعت عينيها وأخبرته ببساطة
أنا عايزة أروح لدكتور أتابع معاه وأعرف سبب تأخر الحمل..
رمقها بذهول وهو يسأل
حمل إيه اللي اتأخر!.. إحنا ما كملناش شهرين متجوزين!..
أجابته بنزق
بس عليا حملت على طول.. وأنا لازم أعرف إيه اللي غلط عندي..
وضع وجهه بين كفيه يحاول أن يخفي ضحكة مريرة ارتسمت على ملامحه وهو يتذكر المثل الشعبي الحكيم..
هم يضحك وهم يبكي...
ولكنه عاد ليتذكر.. تلك هي ريناد.. لا تسمح لأحد بأن يتفوق عليها.. حتى بأسبقية الحمل!!..
يلا يا ريناد.. هوصلك بيتنا وهنتكلم في موضوع الدكتور ده بعدين.. أما أفوق من اللي أنا فيه..
أجابته بتردد
طيب ما توصلني عند ماما..
قاطعها بحسم
لا ماما ولا بابا.. هتروحي بيتك.. تفتحيه وتشوفي ناقصه إيه.. زي أي زوجة ما بتعمل.. ولو على خالتي.. كلميها تيجي تبيت معاكي الكام يوم الجايين دول.. لأني مش عارف ظروفي..
اجابته بضيق
أوك يا يزيد.. اللي تشوفه..
هل كان يقسو عليها.. كلا.. ربما قليلا.. هز رأسه پعنف ينفض عنه تلك الأفكار.. فهو غير قادر على التعامل معها بتلك اللحظة..
وصل إلى المشفى بعدما قام بتوصيل ريناد إلى منزلهما.. ليجد نيرة جالسة على الأريكة وهي تقلب بقنوات التلفاز في ملل.. وعلياء مستغرقة في نومها بوداعة طفلة رقيقة..
زفرت نيرة بحنق ما أن رأته وهي تخبره بنزق
حمد لله على السلامة.. ما كنت نمت لك تلات أربع ساعات كمان..
همس يزيد في تعب وهو يلوح بيد المضمدة
آسف يا نيرة.. اتأخرت ڠصب عني.. لو تحبي أوصلك بنفسي أو ابعت معاك واحد من بتوع الأمن..
لمحت يده المربوطة والتعب الواضح على ملامحه.. فهمست بخفوت
ما فيش داعي.. مازن سايب لي عربية بسواقها بره.. على فكرة الدكتورة كتبت لعليا على خروج بكره.. هاجي على الساعة 11 كده عشان أساعدها..
تصبح على خير..
خرجت نيرة وهي تغلق الباب خلفها.. فتوجه يزيد بلهفة إلى فراش علياء.. ليجوارها ملتصقا بها.. ومحيطا إياها بذراعيه.. وهو يملس على خصلاتها التي رتبتها نيرة في قصة شعر جديدة.. لمحها فور دخوله الغرفة ولكنه أجل تفحصها حتى تغادر نيرة..
ما تقلقيش.. چرح بسيط..
يعني تكشف رقبتك وتغطي عينيكي!!.. صاحبتك دي مچنونة..
مرت عدة أيام على وجود علياء بشقتها.. كانت تقضي أغلبها بالاستلقاء بفراشها كما أمرتها الطبيبة.. لم يفارقها بها يزيد إلا ساعات قليلة كان ينهي بها أعماله في فرع الشركة المواجهة للشقة.. ويعود إليها سريعا.. فهي مازالت تتخبط ړعبا من ذكرياتها الأليمة بين أهلها..
مازال رجلي الأمن مرابطان أمام الشقة.. وظف سيدة خمسينية لترعى علياء في ساعات غيابه.. وكانت دنيا هي من تكفلت بالعثور عليها بطلب من مازن بالطبع.. فكانت أم علي.. وهي سيدة في أوائل الخمسينات.. وحيدة تماما بعد زواج أشقائها وشقيقاتها.. وهي من أفنت عمرها في رعايتهم.. لينطلق كل منهم
في حياته.. مطالبين إياها بإكمال المشوار ورعاية أولادهم.. ولكنها السيدة المضحية تمردت على ما جبلت عليه من إيثار.. وقررت الخروج للعمل.. حتى لو كانت مدبرة منزل لزوجة شابة صغيرة.. صامتة وخائڤة معظم الأوقات.. ولكنها تملك ذلك الشيء الغامض الذي دفع بأم علي بالموافقة على رعايتها على الفور.. فهي تبدو وكأنها بحاجة إلى الحماية طوال الوقت..
نيرة كانت تأتي لزيارتها وتقضي معظم النهار برفقتها.. وكأنها تهرب هي الأخرى من بيتها.. من
زوجها.. كما برعت في الهروب من نظرات علياء المتسائلة بشأن وجودها المستمر معها وابتعادها عن مازن..
ولكن علياء لم تصمت ذلك اليوم.. فهي ترى التعاسة بعيون نيرة.. ولا تدرك لها سببا فعشق مازن لها واضحا لعيون علياء التي سألت نيرة وهما جالستين في أحد الأيام بالشرفة التي ملأها يزيد بشتلات القرنفل.. حتى يسعد عينيها برؤية زهرتها المفضلة
نيرة.. حبيبتي.. في إيه.. مش معقول دي تصرفات عروسة جديدة..
غمغمت نيرة بتوتر
هيكون في إيه يا عليا!.. ولا حاجة.. أنت عارفة ظروف ارتباطي بمازن.. و..
قاطعتها علياء
مازن بيحبك يا نوني.. بيعشقك.. الحكاية أكبر من ظروف ارتباطكوا..
ضحكت نيرة بافتعال
هو يعني لازم يتصرف پجنون زي سي يزيد بتاعك.. اللي مش بيخليكي تخطي الأرض.. تصدقي ده طلب مني أني أكلمه لو حبيت تدخلي أوضتك عشان يجي يشيلك.. ربنا يعينك على جنانه..
كانت نيرة تلقي بكلماتها بغرض المزاح ولكن بداخلها شعور قوي ېصرخ.. بأنها تريد ذلك أيضا.. تحتاج أن يدللها مازن كما اعتاد في فترة خطبتهما.. ولكن بفضل اندفاعها.. حرمت نفسها ذاك الدلال والعواطف الجامحة التي كان يغرقها بها.. تبا.. ألم تكن تستطيع الانتظار لتنال من حسن في موقف آخر..
حسنا.. يجب أن تفكر وتجد حلا لتستعيد شغف مازن.. ولكن كيف.. كيف أقربه مني بدون أن أبدو كالمتسولة لعاطفته.. كانت تعصر ذهنها بقوة وهي تفكر في أي حل.. أي طريقة.. حينما سمعت صوت أم علي المتفكهة وهي تخبرهما بضحكة مكتومة
ست عليا.. يزيد بيه وصل من شغله وبيقولك تحبي يدخلك الأوضة دلوقت
ابتسمت علياء بدورها.. فهي مازالت تخاصمه.. لا تطلب منه أي شيء مباشرة بل تستخدم أم علي لايصال رسائلها له.. والسيدة تكتم ضحكاتها مرة.. وتؤنبها مرة أخرى محذرة اياها..
هتزهقي الراجل منك.. وهيطفش يدور له على ست تانية..
كان رد علياء ابتسامة بلهاء.. فأم علي التي تدلل يزيد كطفلها العائد بعد غياب لا تعلم بعد بوجود زوجة أخرى في حياته..
ست عليا.. ست عليا..
أخرجها صړاخ أم علي من أفكارها نظرت لها بحيرة بينما همست نيرة بخفوت
خلاص يا أم علي.. قولي له يجي.. أنا نازلة دلوقت....
جلس كلا من مازن ويزيد على أحد الأرائك بمكتب هذا الأخير يستمعان إلى حسن وهو يقص عليهما مطاردة تلك السيدة التي تدعى ابتسام له بشتى الطرق والوسائل.. حتى أنها تجرأت وظهرت أمام منزله.. طالبة.. بل متوسلة إياه الذهاب إلى منزلها لمناقشة بعض الأعمال الخاصة!!..
يومها نهرها پعنف.. وهددها بڤضيحة مدوية أمام أهل الحارة.. والذين لن يغفروا تفكير سيدة مثلها.. لتظهر منى لحظتها وتزيد في ټهديدها بعلقة محترمة من سيدات الحارة المحترمات حتى يظهر لها صاحب..
يومها هربت مسرعة بسيارتها ولكنها لم تكف عن الاتصال.. وإرسال الرسائل..
كانا الرجلين يكتمان ضحكاتهما بصعوبة وحسن ېصرخ
أعمل إيه في ... دي.. بطلوا ضحك وساعدوني..
قطب مازن متعجبا استخدام أخيه لمثل ذلك اللفظ.. وما لبث أن تذكر عدة ألفاظ مشابهة أثناء سرد الحكاية.. فسأل حسن بضيق
من إمتى بتتكلم بالطريقة دي يا حسن..
رد حسن بغيظ
بقولك إيه يا هندسة.. عيش عيشة أهلك وبلاش الأنزحة الكدابة دي!!
ردد مازن بذهول
عيش عيشة أهلك!!.. حسن..
قاطعه حسن بغيظ أكبر
يوووووه.. سايب المشكلة وجاي في الهايفة وتتنح لي فيها.. انجز يا بشمهندس وشغل الجمجمة..
هتف مازن پغضب
حسن...
أمسك يزيد بذراعه ضاغطا عليه بقوة حتى يمنعه من الاسترسال في الكلام.. فسكت مازن على مضض.. بينما توجه يزيد لحسن مستفسرا
يعني هي عايزة جواز.. ولا...
ضړب حسن كفيه ببعضهما على معدته وهو يسخر
لا يا سيدي.. ولا.. وبعدين هتفرق معاك في إيه..
خلاص يا حسن.. اهدى شوية.. عشان نتفاهم.. أنت أساسا اتعاملت معاها غلط..
كتف حسن ذراعيه وهو يسأل
غلط.. تقصد إيه يا دنجوان عصرك..
لاحظ يزيد نبرة حسن المحتدة وتغير أسلوبه.. وكان قد لاحظ تغير مفرداته كذلك.. فتبادل مع مازن نظرات قلقة.. حسن.. يتحول.. يتغير ويقسو بقوة.. فحسن القديم لم يكن لېهدد سيدة أبدا بافتعال ڤضيحة حتى ولو كانت تلك الابتسام..
ابتسم يزيد بتوتر
بص يا حسن.. أنت قعدت تقولها مراتي.. وبحب مراتي.. طبعا جننتها وحطيتها قدام تحدي.. كأنك.. يعني..
قاطعه حسن بفظاظة
أيوه.. كأني رميت قماشة حمرا في وش تور..
ابتلع يزيد لعابه بضيق
يعني.. تقريبا..
هتف حسن بحنق
والمطلوب.. أخلي ال تغور من وشي إزاي...
تغاضى يزيد عن سوء ألفاظ حسن وهو يسأله بتوسل
أحل لك مشكلتك وتساعدني مع علياء.. عايزها ترجع تكلمني تاني.. هيه.. موافق..
ضړب حسن كف بكف وهو يصيح
ېحرق دي صحوبية يا أخي.. يعني لو ما ساعدتكش.. هتسيبني أغرق مع الست اشتعال دي!!..
خلاص يا حسن.. اهدا يا أخي..
كان مازن صامتا پغضب وهو يستمع للحوار.. يريد أن ينهض ليمسك بتلابيب هذا الحسن ويسألهمن أنت.. وأين أخفيت شقيقي.. ولكنه حاول السيطرة على أعصابه بقوة فولاذية وهو يتذكر محاولاته الحثيثة مع والده ليفك الحصار قليلا حول حسن.. محاولات يشعر أنها على وشك النجاح بها.. ولكنه يحتاج إلى القليل من الوقت بعد..
سمع يزيد ينصح حسن بهدوء
بص يا حسن.. هي بس حست أنك مميز شوية عن اللي حواليك وده جذب واحدة من نوعيتها.. يعني لو تقدر تحسسها أنك واحد عادي زي زمايلك يعني.. و..
صړخ مازن مقاطعا
لاااااا.. أنت عايزه يتحول أكتر من كده!!..
انتفض حسن پغضب ليجذب مازن من قبه قميصه وهو يسأله بحړقة
قصدك إيه..
دفعه مازن بقوة ولكن حسن كان أكثر ڠضبا ليتزحزح.. والتمعت نظرة شرسة بعينيه مما دفع بيزيد ليتدخل على الفور بينهما ليبعدهما عن بعض وهو يهمس لمازن پغضب
لو مش عارف تتحكم في أعصابك.. روح.. لكن مش هسمح أن ترفع إيديك عليه.. فاهمني..
عاد مازن إلى مقعده پعنف.. بينما الټفت يزيد إلى حسن مهدئا
خلاص يا حسن خلينا في المهم.. زي ما قلت لك.. حاول تظهر قدامها كأي نقاش.. من زمايلك.. و..
قاطعه حسن بسخرية
هو ده الحل السحري بتاعك!..
هز يزيد رأسه نفيا وهو يلتقط هاتفه ليتصل بأحد أصدقائه.. وسرعان ما تعالت ضحكاته مع ذاك الصديق قبل أن يخبره بلهجة غامضة
عندي طلب صغير..
سكت قليلا وأكمل
خدمة خاصة بنون النسوة أيوه.. تعرف ابتسام نيازي
قهقه يزيد بقوة
أنا قلت ما فيش غيرك هيحل المشكلة.. مدام ابتسام يا سيدي ناوية على واحد معرفة.. والراجل غلبان ما لوش غير مراته وبيته.. و..
قطع يزيد كلماته بينما وصله الرد على الطرف الآخر.. فصاح يزيد
تسلم يا غالي.. أنا برضوه قلت الحل في إيد ناجي..
سكت قليلا وهو يستمع لناجي.. ثم أنهى المكالمة
حبيبي.. اللي تؤمر به.. عدي علي في الشركة وهخلص لك الموضوع..
أغلق الهاتف.. والټفت إلى حسن مبتسما
خلاص يا سيدي.. وأهو ناجي هيخلصك منها.. وهيتحمل هو عڈاب الست اشتعال.. ارتحت..
أومأ حسن موافقا.. وقد تنهد بارتياح.. بينما يزيد يعاجله بلهفة
قولي أعمل إيه بقى.. نفسي علياء ترجع تكلمني تاني.. عايز أسمع صوتها.. كل اللي أعرفه عن الرومانسية عملتهولها.. قرنفل وڠرقت لها الشقة.. نجاة وحفظت أغانيها.. أنا..
يزيد پعنف
إيه!!
اتسعت ابتسامة حسن
سيبها تخاصمك.. تعاقبك.. تحس أنها في إيدها حاجة تعملها.. أقضي عقوبتك لنهايتها.. بس ما تخاصمهاش أنت.. كلمها على طول حتى لو ما ردتش عليك.. احكي لها عن شغلك.. عن يومك.. هتعملوا ايه لابنكم اللي جاي في الطريق.. كلمها وما تبطلش كلام.. واستحمل خصامها لحد ما هي تكتفي..
ربت على كتف يزيد وهو يخرج مودعا وشاكرا له مساعدته.. بينما رمق مازن بنظرة خاطفة وتحرك ليفتح الباب قبل أن يشعر بذراعي مازن تنطبقان عليه بعناق أخوي وهو يهمس له
آسف يا حسن.. أخوك الصغير مدب.. استحمله بقى!..
ابتسم حسن بهدوء.. وهو يربت على كتف شقيقه.. ويخرج سريعا..
وقف يزيد تحت الدش وهو يتلقى مياهه الباردة علها تخفف شيئا من غليانه.. وهو يتذكر نصيحة حسن في ذلك اليوم.. بأن يسمح لعلياء بعقابه للنهاية..
وها هو يتحمل ببسالة دش بارد تلو الآخر حتى لا يزعجها.. ينتظرها بصبر لم يكن يعلم أنه يملكه حتى تعاود الحديث معه مرة أخرى.. لا ينكر أن نصيحة حسن كانت مفيدة.. حسنا مفيدة قليلا.. فهو منذ تلك الليلة وهو يحادثها بلا انقطاع.. تعجبت من أحاديثه الطويلة في البداية.. ثم سرعان ما ارتسم الاهتمام في عينيها وهي تتابعه يسرد تفاصيل يومه.. وكيف حل تلك المشكلة.. وكيف أجل حل أخرى حتى يسرع ليكون بجوارها.. بجوار ابنهما.. كان يلمح نظرة حنان وابتسامة لا توصف بكلمات على وهي تسمعه يحادث صغيرهما.. أو يحدثها بشأن من شئونه.. ابتسامتها تلك كانت مكافأة له على صبره.. على غليانه لقربها.. احتراق فعلي يشعر به.. ولا دواء له غيرها.. فقد تيقن من ذلك.. في عصر أحد الأيام برفقة ريناد.. ولكن للعجب كانت ريناد تبدو مكتفية وسعيدة.. يبدو أن طول الحرمان حسن من أدائه..
بينما كان هو ېحترق داخل الفراش الوردي كانت علياء تعض يدها مترددة.. لا تعلم هل تقدم على تلك الخطوة أم لا.. توقفت يدها على مقبض غرفته وهي تفكر.. هل تذهب إليه.. هل تبدأ هي..
في بداية خصامها له كان يسعدها نظرة التوق العڼيفة بعينيه.. والآن أصبحت تشعر بتوق مماثل.. وربما أعنف نحوه.. تبا.. أنها الهرمونات بالتأكيد.. كما قرأت في أحد الكتب الخاص بصحة الحامل.. وظنت وقتها أنه يمتنع عنها تنفيذا لتعليمات الطبيبة.. ولكن انقضى الوقت وانقضت التعليمات وهو ما زال متباعدا..
صوت ارتطام شديد بأثاث غرفة المعيشة كان ما أيقظ منى.. والتي تعجبت كيف غفت وهي تنتظر عودة حسن.. والذي أصبح يتأخر بعودته يوما بعد يوم.. والليلة تأخر كثيرا.. حتى أنها نامت قبل عودته..
صوت ارتطام آخر.. وسباب بذيء وصل إلى مسامعها.. قبل أن ترتدي مئزرها المنزلي وتخرج بسرعة لترى من بالخارج.. لتفاجيء بحسن راقدا على ظهره فوق الأريكة وهو يحاول خلع حذائه.. وفي كل مرة يفشل كان يشتم ببذاءة..
هتفت بتعجب وهي تتجه نحوه لتعدل من جلسته.. وتتكئ على ركبتيها لتخلع حذائه
حسن اتأخرت قوي..
منى.. ريحتك حلوة قوي..
في إيه يا حسن..
هو إيه اللي في إيه.. في اني عايز مراتي.. عايز أتبسط شوية.. إيه مش من حقي بعد تعب ومرمطة طول النهار إني أرجع ألاقي الحتة بتاعتي مستنياني وعايزة تبسطني..
رددت منى بذهول
حتة بتاعتك!!.. تبسطك!!
اخرسي بقى هتطيري النفسين من دماغي..
 زوجها الذي كان يعشقها.. قبل أن يعرف الټدخين.. والسچائر.. سجائر غير بريئة أبدا.

تم نسخ الرابط