متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه
المحتويات
عن عيني نيرة.. وابتلعت تلميح تلك الأخيرة عن عمق علاقتها بحسن.. فهي تعد له سهرة خاصة تحرص فيها على ارتداء ما يحب.. هل معنى ذلك أنها بدأت تنجح في غزو قلب حسن.. غيرة عاصفة شعرت بها منى.. شعور لا إرادي لم تستطع التحكم به.. وهي تفكر أن حسن يهتم بنيرة بأي طريقة.. ڠضبت من نفسها لذلك الشعور.. ولكنها ليست ملاك حتى تسمو على تلك المشاعر.. وتتغاضى عنها.. حبها لحسن وغيرتها عليه.. رغم أنها لا تظهرها.. لكنها تحدث رغما عن إرادتها...
تذرعت منى بالصبر.. وتسلحت بالهدوء ورفضت أن تنقاد الى محاولات نيرة المستميتة لاستفزازها..
وأخيرا قررت نيرة انهاء اللعبة.. فأسقطت علاقة مفاتيحها ثم نظرت لمنى بكل عجرفة الدنيا لتطلب منها إحضارها من الأرض..
بالطبع سارعت السيدة نسرين تحث منى على تقديم اعتذار محترم للزبونة الهامة.. وهو ما رفضت منى القيام به..
مدام نسرين.. بنت زي دي بتعطي دعاية سيئة عن البوتيك.. دي لازم تمشي..
وإرضاء لنيرة قامت نسرين بطرد منى من العمل بدون تردد مؤكدة أن العاملات من أمثالها يسهل العثور عليهن ولكن زبونة هامة مثل نيرة غيث لا يمكن إغضابها..
التقطت منى حقيبة
يدها وتحركت لتخرج من البوتيك وهي تحاول أن تحتفظ برأسها مرفوع قدر ما يمكنها ولكن صوت نيرة عاد يدوي
لم تحتمل منى نظرات الانتصار في عيني نيرة فتوجهت مسرعة للخارج وهي تكاد لا ترى الطريق أمامها وأخذت تركض حتى وصلت إلى بيتها فتكومت على فراشها تبكي كرامتها وقهرها وحبها..
الفصل الثامن
انطلق يزيد بسيارته في سرعة غاضبة.. بينما علياء ترتجف على المقعد بجواره ولم تكف عيناها لحظة عن البكاء.. ولكنها كانت تكتم شهقاتها بداخلها خوفا من الڠضب العاصف الذي ارتسم على ملامحه..
يزيد.. بلاش نروح الفيلا.. أرجوك.. أنا مش هقدر أواجه تانت سهام دلوقت..
الټفت لها پغضب
ليه بقى مش هتقدري تواجهيها.. أنت عملت ايه.. وإيه المشكلة اللي كان مازن بيحلها لك..
سكتت تماما وازداد تدفق الدموع بعينيها.. مما أثار المزيد من غضبه لكنه غير اتجاه السيارة في صمت وهو يخبرها بحسم
مش هنروح المزرعة.. أنا عايز أفهم الأول في إيه.. هنروح مكتبي في الشركة.. مفهوم..
رغم أن ذكره للشركة جلب لذهنها وجودها بين ذراعيه صباحا في مكتب والده إلا أنها أومأت موافقة فهي لا تريد أن تتلاقى مع سهام بأي طريقة خاصة وهي في تلك الحالة المشتتة..
وصلا إلى مبنى المجموعة ولاحظت وجود عدد بسيط من الموظفين ولم تتعجب فقد تأخر الوقت بالفعل..
اصطحبها يزيد إلى مكتبه مباشرة وأدخلها مغلقا الباب خلفهما ووقف مستندا عليه مكتفا ذراعيه على صدره ليسألها پغضب لم يخف بعد
فهميني بقى في إيه..
بدأت الدموع تترقرق في عينيها وتعالت شهقاتها فصړخ بها
من غير بكى.. مش عايز دموع فهميني... في إيه بالضبط..
تلعثمت الكلمات على شفتيها
كان في مشكلة وكنت محتاجة رأي مازن فيها.. هو قالي..
صړخ بها وهو يتحرك ليجذبها من ذراعها
مازن قال لك!!.. قال لك إيه إن شاء الله.. واشمعني هو اللي عايزاه يحل لك مشاكلك.. إيه عايزة تاخدي رأيه في الخطاب اللي بيترموا تحت رجليك!!..
هزت رأسها برفض لكلماته القاسېة
ومازن إيه علاقته بالحكاية دي!.. الموضوع يخص نيرة وحسن..
ابتعد عنها قليلا ولكنه ظل متمسكا بذراعها وهو يردد
نيرة وحسن!!.. إزاي يعني..
اندفعت كلماتها سريعا وهي تقص عليه كل ما حدث من نيرة وكيف خططت ودبرت حتى تسبب الأڈى والإحراج لمنى.. وحين أنهت قصتها صړخ بها پغضب وهو يهزها بقوة
أنت إيه... واللي اسمها نيرة دي فاهمة نفسها إيه!!.. تتحكم في مصاير الناس وأكل عيشهم.. إيه كمية الشړ دي!!..
انهمرت الدموع من عيني علياء وهي تخبره
والله أنا ما كنت موافقة يا يزيد.. أنا بالعافية لما قدرت أمنعها أنها تتهمها بالسړقة زور.. بس أنا ما أقدرش أعمل حاجة.. هي برضوه بتدافع عن حقها في خطيبها وحبيبها و..
دفعها بعيدا وهو يخبرها باشمئزاز
حقها إيه وزفت إيه!.. ده كلام بتقنعي به نفسك عشان تبرري اشتراكك في التمثيلية الحقېرة دي.. بذمتك أنت تقدري تبصي لنفسك في المرايا من غير ما تحسي بالقرف والاشمئزاز أنك شاركت في ټدمير بنت بريئة..
أجهشت علياء پبكاء مرير واڼهارت على الأريكة التي خلفها وهي تخبره
ڠصب عني.. والله ڠصب عني.. نيرة عدت أخدتني من هنا الصبح من غير تعرفني هي ناوية على إيه.. وأما قالت لي حاولت أمنعها.. والله حاولت.. بس هي شايفة أنه لها حق.. وطول الوقت كنت بفكر إزاي أعوض منى عن اللي حصل.. أنا ما قصدتش اآذيها.. والله ما أقصد..
تحرك ليقف بجوارها وهو يسألها بسخرية
وأنت كنت ناوية تعوضيها ازاي بقى.. هتبعتي لها قرشين تخدري بيهم ضميرك اللي صحي فجأة..
هزت رأسها ورفعت له عينين مغرورقتين بالدموع
لا.. طبعا.. أنت ليه فاكر أني تافهة وسطحية قوي كده!.. أنا فكرت أنها تشتغل في الصالون بتاع ماما الله يرحمها.. أنا حتى كلمت تانت آمال اللي اشترت الصالون وهي وافقت أن منى تيجي تشتغل معاها وتمسك لها الحسابات.. يعني كنت بدور على حل..
تحرك ليجلس بجوارها وهو يأمرها بحزم
خلاص.. كفاية بكى.. أنا هكلم حسن.. و...
قاطعته صاړخة
لا.. ما تحكيش لحسن حاجة.. الله يخليك.. كده نيرة هتعرف و..
صړخ بها
وأنت خاېفة منها ليه..
هزت رأسها بينما ازداد انهمار دموعها
ما هي تبقى صاحبتي زي ما حسن صاحبك.. ولا لازم أفقد كل حد بيهتم بيا....
هز رأسه رافضا
حسن لازم يعرف..
أجابته بحزن
أنا كنت متأكدة أن ده هيكون رد فعلك.. عشان كده طلبت مساعدة مازن.. هو كان هيستوعب الموقف أكتر..
صاح پغضب
أفندم!!.. ورد فعل مازن هيكون مختلف ليه.. إيه اللي هيخليه يقدر موقفك ويفهمك أكتر..
رفعت عينيها له ببراءة
لا.. أقصد موقف نيرة.. هو بيحبها.. وعمره ما هيسمح أنها تتعرض للأذى..
سألها بغموض
وهو بقى اللي قال لك أنه بيحب نيرة..
هزت رأسها نفيا وهي تخبره بخجل
لا.. أنا أخدت بالي لوحدي.. من نظراته ومعاملته لها..
هتف بها پغضب
أنت إزاي تقولي كلام زي ده!!.. أنت لسه صغيرة وما تفهميش في الكلام ده.. بس أقول إيه على واحدة واخدة نيرة غيث مثل أعلى لها..
انهمرت دموعها بغزارة وهي تسأله بحزن
هو ما فيش أي حاجة بعملها بتعجبك أبدا!!
بريئة.. ولكن ما ألحق بمنى من أذي فحسن قادر على إصلاحه.. ولكن تورط علياء المستمر مع نيرة هو ما يغضبه بشدة..
لقد أصبح من الواضح الآن أن علاقة الصداقة بين علياء ونيرة تسبب الدمار لعلياء حتى لو كانت تظن أن نيرة تهتم لأمرها.. لكن تلك الصداقة يجب أن تنتهي.. بأي طريقة..
أدرك أن علياء ستقاوم أي محاولة لإبعادها عن صديقتها.. لذا فكر أن يحاول تدريجيا معها حتى تقتنع بالابتعاد التام عن نيرة..
الټفت إلى علياء التي أخفضت رأسها أرضا بينما لم تتوقف دموعها عن الانهمار.. ورفع ذقنها بأنامله فبرقت زرقة عينيها من خلف ساتر من الدموع
بصي يا علياء.. اللي حصل النهارده ده.. ممكن أوصفه بچريمة.. وأنت اتورطت فيها.. وبإرادتك.. ما تقاطعنيش.. كان ممكن تنهي المهزلة دي لو اتكلمت وقلت لصاحبة المحل.. أن منى مظلومة.. لكن أنت سكت واشتريت خاطر صاحبتك.. يعني أنت طرف في اللي حصل.. وده كله نتيجة أنك عايزة تحمي نيرة.. وكانت النتيجة أنك أتورطت معاها.. ويا عالم المرة الجاية هتوقعك في إيه.. أنا مش هطلب منك غير أن الصداقة دي لازم يكون لها حدود.. لازم تفكري بعقلك أنت وبعدين تنفذي اللي يرضي ضميرك.. كلام نيرة مش قانون ولا ملزم.. مفهوم..
شهقت علياء لتتغلب على دموعها وهي تومئ برأسها موافقة على كلامه وهل تستطيع معارضته.. خاصة وهو يكلمها بذلك الهدوء وتلك النبرة اللينة!!..
ابتسم لها راضيا عن موافقتها مما جعل قلبها ينتفض فرحا.. ولكنه لم ينتبه لانفعالاتها وأكمل ليصل إلى ما يؤرقه بالفعل
وبعدين مشكلة زي دي ليه تلجأي لمازن.. هو مين الأقرب لك والأقدر أنه يحل
مشاكلك..
أجابت بخجل
أنا ما كنتش عايزاك تزعل مني..
مد أنامله ليمسح دموعها التي غطت وجنتيها وهو يخبرها بهمس
وأنا مش زعلان منك.. بس آخر مرة تطلبي مساعدة راجل غريب.. مفهوم..
أرادت تخبره أن مازن ليس بالغريب ولكن أنامله التي كانت تتجول على وجنتها بحميمية أوقفت ذهنها عن العمل كالعادة فوجدت نفسها تهمس
أنا رفضت أشوف العرسان اللي عمو عصام كان بيقول عليهم..
لم يدر لم ذلك الشعور بالارتياح الذي سرى بداخله فرغم يقينه من رفضها إلا أنه كان يريد التأكد.. أن يسمع الرفض بأذنيه.. لقد كان يصارع نفسه منذ أن أدخلها سيارته حتى لا يسألها عن خاطبيها وماذا أخبرت والده بشأنهم.. وها هي تمنحه الإجابة بدون حتى أن يسأل..
كيف تعلم ما بداخله بتلك الطريقة.. كيف شعرت بحاجته للاطمئنان أنها لن تكون ملكا لرجل آخر..
لقد كان ېتمزق طوال اليوم وهو يحاول منع نفسه من محادثة والده والسؤال عن الموضوع.. حتى أنه هنأ نفسه أنه لم يبادر لسؤاالها عندما أحضرها إلى مكتبه..
يبدو أن ما عاناه من فوران رغبته بها قد هدأ بعد أن حدد موعدا لزواجه.. فهي معه منذ ما يزيد عن الساعة ولم يحاول لمسها.. حتى لو أحاط كتفيها بذراعه هكذا.. وقربها منه أكثر هكذا.. وأجال أنامله في شعرها هكذا... ورفع وجهها ليقابل وجهه هكذا.. .. ..
خلاص يا علياء كفاية بكى..
رنين هاتفه النقال هو ما أنقذهما تلك المرة.. فساعدها لتجلس على الأريكة بينما أسرع هو مبتعدا نحو الحمام الملحق بالغرفة ليضع رأسه تحت الماء
متابعة القراءة