متاهه مشاعر بقلم نهى طلبه
المحتويات
واشتكي لها همك..
جلس بجوارها واحتار كيف يخبرها ما يريد فسألها
حضرتك فطرت..
أجابته بصبر
أنت عارف أني بصحى من قبل الفجر.. ادعي وأصلي.. وأشرب الليمون بالعسل.. وكمان.. آخد الثوم المفصص والمقطع بتاعي.. أنت عارف هو حلو قوي للمناعة.. وبعدين أفطر فتة اللبن بالعيش.. نظامي وعمري ما هغيره أن شاء الله..
ضحك حسن
ربنا يديكي الصحة..
احكي لي عن همك يا ابن حاتم.. قلبك اللي تاعبك.. وأبوك رماك للڼار.. وهو عارف أنك مغرم بنسمة هوى رقيقة..
حضرتك عارفة كل حاجة أهو يا جدتي..
أومأت
أيوه يا حبيبي.. وأبوك بسرعة عمل الخطوبة وأنا في رحلة الحج.. عشان ما اتدخلش.. بس لو عايزني أدخل.. أنا هساعدك يا حبيبي..
اندفعت الكلمات على لسان حسن وهو يخبرها أنه يحتاج لرأيها فيما يفكر به..
عندما انتهى سألته
ما فيش طريقة تانية يا حسن..
هز رأسه
ما فيش قدامي غير أني أتقمص شخصية حاتم العدوي.. وأفكر زيه.. عشان أحمي منى.. وفي نفس الوقت برضوه ما أسببش أذى كبير لنيرة..
هزت رأسها وهي تخبره بحزن
هقول لك ايه يا ابني!.. حاول على أد ما تقدر أنك ما تأذيهاش كتير.. ولو عايز مساعدة مع نصر.. أنا هكون جانبك.. لأنه أكيد هيرفض جواز بنته بدون موافقة أبوك.. نصر بيحترمني.. أنا أعرفه من هو صغير..
ربنا يخليكي يا روح.. يا روح حسن..
ضحكت جدته وهي تسأله
بقى روح.. هي روح حسن!!.. أومال منى تبقى ايه يا شقي!!..
ضحكا معا وهو يشعر بالارتياح يغمره فقد اكتسب حليف قوي..
جلس حسن مع يزيد بمدرجات التنس وبديا للجميع وكأنهما يتابعان المبارة التي تدور بين نيرة وريناد.. حيث بدت نيرة في مزاج رائق وهادئ تكاد تكون منتشية.. مما مكنها من السيطرة على المبارة بكل سهولة بعكس ريناد التي كانت في مزاج متفجر..
مالها ريناد.. شكلها هتفجر الملعب باللي فيه!..
ابتسم يزيد بسخرية
إيه خاېف إنها تخبط الكورة في نيرة
هز حسن كتفيه
مش معنى أني مش بحبها بالطريقة اللي هي عايزاها.. أني أتمنى لها الأڈى.. بالعكس.. أنا أتمنى لها كل خير.. بس يكون بعيد عني.. برضوه ما قلتش.. أنت لك دخل بمزاج ريناد..
أخيرا أخدت موقف من موضوع تأجيلها للجواز.. وحددت له ميعاد بعد شهر.. وده طبعا مش جاي على هواها.. سيبك أنت.. خلينا في الخطة الجهنمية بتاعتك دي..
شردتا عينا يزيد للحظة وهو يتابع دخول مازن إلى أحد المدرجات كان لا يراهما من موقعه.. لكن يزيد كان يراه بوضوح حيث جلس ليتابع المباراة وبدا أنه في انتظار شخص ما.. فأخذ ينظر في ساعته أكثر من مرة..
حينها هدأ انفعال مازن وهو يراقب تحركات نيرة بنظرات رقيقة.. وملامح عاشقة ولم يكن يدري بالطبع أن حسن يراقب كل ما حدث حيث تحجرت نظراته على وجه شقيقه وهو يقرأ عشقه المحروم والمحرم.. عشق لا يستطيع قراءته إلا عاشق..
أخذ يشير ليزيد بكلمات متعثرة
أنت كنت عارف.. كنت عارف يا يزيد..
تابع يزيد نظرات حسن ليلمح وجه مازن وقد ظهرت إمارات العشق والإشتياق على ملامحه بوضوح.. فحاول تهدئة حسن
اهدى بس يا حسن.. مازن عمره ما حاول يلفت انتباه نيرة أو..
قاطعه حسن
أنت بتقول إيه يا يزيد.. أنت فاكر أني بشك في أخويا.. أخويا اللي كان بيتعذب طول الوقت وأنا مش واخد بالي.. وقاعد أشكي له همي.. وأطلب منه يساعدني.. وهو.. هو مش قادر حتى يلمح لي باللي واجع قلبه.. إزاي.. إزاي ما اتكلمش.. طيب أنا أتصرف إزاي دلوقت.. أواجهه.. أكلمه.. ألمح له.. طيب هقول له إيه.. اللي أنت بتحبها أنا بمۏت وأنا بخطط عشان أبعدها عني.. أنا.. أنا مش عارف أعمل إيه!!!..
لم يستطع يزيد الرد على كلمات حسن العاطفية.. وأخذ يربت على كتفه بمؤازرة..
بينما استطرد حسن
آااااه.. أنا تعبان قوي.. مش قادر أرفع راسي.. مش قادر أفكر.. أنا كنت الأول بحاول أحافظ على كرامة نيرة وشعورها.. باجاريها أحيانا في تصرفاتها.. لكن دلوقت.. إزاي.. إزاي.. إزاي وأنا عارف إنه في كل لحظة بجاريها فيها بمۏت أخويا بالبطئ..
خلاص يا حسن.. هانت.. واللي أنت ناوي عليه هيعطي لمازن فرصة كويسة أنه يتدخل.. أنت ناوي تنفذ خطتك امتى..
أنا كنت ناوي يوم عيد ميلادها.. بعد شهرين.. لكن دلوقت.. مش هنتظر لحظة زيادة.. بس هحتاج مساعدة من ريناد..
لم يسمع أي رد من يزيد الذي تعلقت عيناه بالشخص الذي كان مازن في انتظاره.. ولم تكن سوى علياء التي كان يبدو عليها الإضطراب الشديد وهي تتوجه نحو مازن الذي أمسك بيدها ليصطحبها إلى أحد المقاعد ويجلس بجوارها.. وبدا أنه يحاول تهدئتها بينما هي كانت تلوح بيديها وتحركها في انفعال شديد..
ظل تركيز يزيد موجها نحو جلسة مازن وعلياء.. بينما استمر حسن في شرح ما يريده من ريناد.. حتى فوجئ بشرود يزيد.. وابتعاده بأفكاره كلية..
وكزه حسن في كتفه
الټفت يزيد إليه وكأنه تذكر وجوده
في إيه يا حسن.. أنت عايز حاجة..
ثم عاد ليراقب الثنائي الذي أطار عقله من رأسه.. تابع حسن نظراته ليلمح علياء وهي تجلس مع مازن.... فهتف بتعجب
هي إيه حكاية علياء مع مازن.. أنا مش فاهم حاجة!!..
نهض يزيد فجأة وهو يتمتم
أنا هعرف حالا في إيه بالظبط..
حاول مازن تهدئة علياء التي كانت في قمة انفعالها وهي تخبره في خوف
نيرة أكيد هتزعل مني لو عرفت أني قلت لك.. بس أنا مش عارفة ألجأ لمين.. أو أحكي لمين.. أنت قلت لي أني اتصل بيك لو احتجت لأي حاجة و..
قاطعها مازن مهدئا
اهدي بس شوية يا عليا.. تحبي نروح نشرب حاجة..
هتفت بفزع
لا.. أنا لازم أحكي لك قبل ما نيرة تخلص الشاور بتاعها..
طيب اهدي كده وفهميني بالراحة..
أخذت علياء نفس عميق وبدأت تحكي لمازن ڠضب نيرة الشديد من وجود منى في حياة حسن.. وكيف أنها ترددت على مكان عملها بمحل الملابس حتى أصبحت من أهم زبائنه ثم وصلت لخطة نيرة للزج بمنى في السچن.. پتهمة السړقة.. هنا صاح مازن في ڠضب ممتزج بالذهول
إيه.. أنت بتقولي إيه يا عليا!!.. مش ممكن توصل الأمور للدرجة دي!!..
بدأت علياء تنشج بالبكاء وهي تخبره
والله يا مازن أنا حاولت أمنعها.. والحمد لله أنه ربنا هداني لفكرة وقفتها عن خطتها دي..
سأل مازن بسرعة
فكرة إيه..
أجابته علياء بخجل
قلت لها أنها لو نفذت خطتها وفعلا منى اتحبست حسن هيعرف أنها هي اللي ورا الحكاية دي.. وده هيزود الجفا بينهم أكتر.. وهيقربه من منى أكتر وأكتر..
سألها بلهفة
هيه واقتنعت..
أومأت برأسها
أيوه.. بعد إلحاح شديد مني.. ومحاولات كتير اقتنعت أنها كده هتزود مشاكلها مع حسن مش هتقللها.. بس.. بس..
طيب اهدي بس يا عليا وفهميني حصل إيه بعد كده.. عشان أقدر أساعدك..
لا بعد ولا قبل يا مازن.. لو علياء عندها مشكلة أنا كفيل بحلها.. شكرا على تعبك ووقتك....
كان ذلك يزيد الذي ظهر فجأة خلفهما ليجذب علياء من ذراعها.. ويجرها خلفه بينما مازن يهتف خلفه
استنى بس يا يزيد.. استنى يا مچنون..
لم يستمع يزيد إليه وهو يتحرك بسرعة جاذبا علياء خلفه بدون أن ينتظر لحظة واحدة حتى يستمع إلى تفسيرات مازن الذي تمتم بحيرة
وبعدين في المچنون ده!!.. طيب أنا دلوقت هعرف باقي الحكاية إزاي!!..
ضمت منى ركبتيها إلى صدرها وقد كومت نفسها فوق فراشها.. وانهمرت دموع القهر من عينيها..
كانت كل شهقة تخرج منها كأنها خنجر ېمزق صدرها وهي تتذكر الموقف الذي وضعتها به نيرة.. وكلفها في النهاية عملها..
لم تهتم بخسارة ذلك العمل بقدر ألمها وهي تحاول تحريك شفتيها وتستدعي بعض كلمات الإعتذار الذي أمرتها بتقديمه صاحبة البوتيك... ولكنها عجزت.. شعرت وكأن لسانها يرفض أن يخضع لأوامر عقلها ويقدم اعتذار عن اساءة وهمية لم تصدر منها..
أغمضت عيونها لتسقط الدموع على وجنتيها.. دموع حبستها طويلا والآن بدا أنها بدأت في الانهمار ولن تتوقف.. لقد عاهدت نفسها ألا تبكي من بعد تلك الليلة التي أعلن فيها حسن خطبته على نيرة واحتفظت بتماسكها طويلا.. لم تتنازل ولم تخضع لحبها.. حافظت على كرامة أبيها وحرصت على مبادئها ولكن أي من هذا لم يشفع لها.. عندما قررت نيرة أنه حان الوقت للتخلص منها..
استمرت دموعها بالهطول وهي تتذكر دخول نيرة إلى البوتيك وكأنها الملكة المتوجة للمكان وبصحبتها علياء صديقتها الحمېمة.. حيث توجهت نيرة على الفور إلى صاحبة البوتيك السيدة نسرين.. ودار بينهما حوار ضاحك أظهر عمق العلاقة بينهما..
ثم بدأت نيرة تتجول بين حوامل الملابس وكأنها تنتوي الشراء بالفعل.. فأشارت السيدة نسرين إلى منى لتقوم بعملها وتبدأ بعرض الثياب على الزبونة الهامة..
تحركت منى بتثاقل نحو نيرة وألقت عليها التحية
مساء الخير يا نيرة.. بتدوري على حاجة معينة..
رفعت نيرة حاجبها بعجرفة
نيرة كده!!.. من غير هانم ولا حتى آنسة..
ثم رفعت صوتها لتسمعه صاحبة البوتيك وأكملت حديثها مع منى
إيه الأشكال دي.. مش عارفة تتعاملي مع الناس.. يبقى شوفي شغل تاني.. تنضفي الأرض أو تمسحي الغبار..
انسحب اللون من وجه منى وهي تلمح نظرة متشفية ومتوعدة في نفس الوقت في عيني نيرة.. بينما ارتسم الحرج على وجه علياء وهي تمنح منى نظرة معتذرة ومشبعة بالذنب..
فغمغمت منى بحرج
حضرتك بتدوري على حاجة معينة يا نيرة هانم..
وضغطت على حروف هانم بشدة.. فعادت الابتسامة المتشفية للظهور على وجه نيرة وهي تطلب منها
أيوه.. عايزة فستان سواريه لمناسبة خاصة.. خاصة جدا.. أنا عايزة أعمل مفاجأة لخطيبي.. بس يا ريت يكون الفستان لونه أبيض.. هو بيحب اللون ده علي قوي.. وآه.. يكون مقفول لأنه بيغير علي مووووت..
أغمضت منى عينيها لتخفي ألمها
متابعة القراءة