لحن الحياه بقلم سهام صادق
المحتويات
بتبوظ
فكشرت بوجهها لتجد أكرم يضحك بعدما كان عابس الوجه
انت بتضحك يااكرم ... بدل ما تقوله اختي حببتي معايا في اي مكان
فوضع أكرم يده علي قلبه بدراما
الا المشوار ده يامهرة... لو ضاع الامل الاخير .. قلب اخوكي حبيبك هيكسر
فحدقت به بأستياء ثم نظرت لجاسم الذي يطالعها مبتسما وكأنه يقول لها اسمعتي.. وكانت ستدفعه بقدمها وتكرر نفس الأمر وتدهس علي قدمه أسفل الطاوله ولكن وقعت عيناها علي مشهد حميمي دافئ .. امرأة تطعم زوجها ب شوكتها وزوجها يبتسم لها وطفلتهم ذو العامان تطالعهم بتحديق وكأنها تفهم مايدور بين والديها
...................
جلست فريدة بالنادي الرياضي تثرثر مع صديقاتها من نفس طبقتها الاجتماعية .. تنظر من حين لأخر للوقت منتظره قدوم ورد للنادي .. لتدمجها مع وسطهم.. ففي النهايه اكتشفت أن لعبتها ستجعلها تخسر كنان وامواله ففي اخر لقاء بينهم اخبرها انه مدرك لالعيبها حتي انه علم انها من وضعت المخدر لزوجته...ولكن لا مانع ان تعبث معها قليلا وتهينها وسط صديقاتها وتقلل من شأنها
فأقتربت منها ورد بأرتباك وهي تأمل ان تتحسن علاقتهما
وعندما أصبحت ورد أمامها هتفت فريدة بضيق
لماذا تأخرتي هكذا
فهتفت ورد بخجل وهي تري نظرات صديقات فريدة لها ويتهامسون مع بعضهن
كان لدي عمل كثير اليوم
فضحكت فريدة بسخريه وهي تنظر لاصدقائها
عمل ماذا بالطهي وسط الأواني
لتهتف إحداهن دون تصديق
ماذا وكيف كنان يوافق علي ذلك فريدة
وأخذوا يلقوها لبعض بالكلمات الچارحة ومنهم من تخبرها بالأعمال التي تليق بوجهتهم وعراقتهم الاجتماعية ومنهم من تعلق علي ملابسها ومنهم من تعلق علي جسدها وفريده تجلس بزهو وانتصار
كانت ورد تقف حزينة ولا تعلم لما فريدة تحب اهانتها أمام صديقاتها.
صوت ليليان انتشلها من بؤسها ومن نظراتهم المتهكمه.
ورد
وفور ان وقفت ليليان جانبها سألوها عن والدها ووالدتها ومدحوا في مطعمها والاطعمه التي تطهوها ..فما الفرق بينها وبين ليليان
لتهتف فريدة بخبث
جسدك رائع ليليان
فتمتمت ليليان بهدوء
اشكرك علي اطرائك فريدة خانو
ونظرت فريدة نحو ورد بتهكم
يعجبني المرأة التي تحافظ علي رشاقة جسدها
انظري ورد وتعلمي
لتدرك ليليان خبث فريدة .. فضمت ورد إليها بمحبة صادقة
ورد لا تحتاج لأحد ليعلمها ..هي فقط تحتاج للأرشاد
وضحكت وهي تنظر لورد وهتفت بدعابة لطيفة ولكن بمكر
مدام كنان يرغب بهذا فالنفعل ولكن كما اعلم كنان يحب ورد هكذا ومهما أصبحت
فأبتسمت وهي تسمع كلمات ليليان التي اصابت هدفها ف فريدة اشاحت وجهها بحنق اما أصدقائها ابتسموا علي حديث ليليان ففي النهاية هم نساء ويفضلون الزوج الذي يحب زوجته بكل حالتها
...................
غادر أكرم منزل ضحي بسعاده لا توصف وكل لحظه يعانق جاسم بحب ويشكره
انا مش مصدق نفس ياجاسم باباها وافق .. انت فعلا عظيم ياراجل
فأبتسم جاسم فأكرم أصبح الآن وكأنه يمتلك العالم كله وكأن حياته كانت تقف علي موافقة والد ضحي
وربت علي كتفه بأخوة
انت زي كريم ياأكرم .. وانا سعيد ان والد ضحي وافق واقتنع أخيرا
فأتسعت ابتسامة أكرم بفخر
وجودك كان فعلا ليه تأثير كبير النهارده
اوعدك اول طفل ليا لو كان ولد هسميه جاسم
فضحك جاسم بصخب وفتح سيارته المصطفه جانبا
هتيجي معايا تطمن مهرة
فأحتضنه أكرم ومازال لا يصدق الامر
لاء انا هروح اقابل صديق ليا محتاجني في موضوع خيري هنعمله
ليسأله جاسم
ايه هو الموضوع وانا ممكن اساهم معاكم
لتتسع ابتسامة أكرم وهو ينظر له دون تصديق وعاد يحتضنه ..فضحك جاسم وهو يربت علي كتفه
ده انت حضنتني أكتر ما اختك حضنتني ياأكرم ... كفايه أحضان وشكر
فأبتعد عنه أكرم ضاحكا
انت هتقولي ديه مهرة ..كان الله في عونك
ثم تابع بحب
بس حقيقي مهرة طيبه وحنينة جدا ..مش عشان هي اختي احنا سنين كنا بعاد عن بعض... انت محظوظ بيها ياجاسم
فأبتسم جاسم بهدوء وهو يعلم ذلك
تعالا بقي اركب معايا اوصلك لصاحبك وتفهمني ايه موضوع المشروع الخيري اللي هتعملوه
.......................
فور ان عاد من مشواره مع أكرم وجدها تندفع نحوه وأخذت تتسأل دون توقف
ها طمني ..عملتوا ايه ...وافق ..لاء شكلك بيقول موفقش ..انا قولت لو كنت اخدتوني معاكم كنت هقنعه .. بس انتوا اتهونتوا بقدراتي
كانت تصعد خلفه الدرج وهو يسير دون ان يعطيها إجابة واحده ووصل الي غرفته وجلس علي الفراش بأرهاق وهي مازالت تتحدث
شايف وجودي كان هيفرق
لينظر لها جاسم مبتسما بتشفي بها
وافق يامهرة وقرينا الفاتحه كمان والخطوبه بعد شهر .. وكويس اننا وفرنا قدراتك العظيمه لحاجه تانيه أكبر
ونهض من فوق الفراش واقترب منها يربت علي احدي وجنتيها برفق
مخلينك للتقيلة ياوحش
وهنا انتفضت بسعاده حتي أنها نسيت تهكمه عليها وأحتضنته بأمتنان
بجد ياجاسم وافق .. انا مش عارفه أشكرك ازاي
ولم تكتفي بالأحتضان بل قبلته علي خده ثم ابتعدت عنه تهتف بحماس وسعاده
هروح اتصل بأكرم
وأنصرفت نحو غرفتها لتتركه واقف كالهائم في فعلتها مبتسما
......................
تفاجأ كريم بالأمر الذي تخبره به مرام وقد اتخذت قرارها بل وأيضا رتبت لكل شئ
كريم في مؤتمر أسبوع في امريكا ... ومهم جدا
فطالعها كريم بأستياء
عارف بالدعوة ديه واتكلمنا قبل كده ان سفر لاي مكان لاء ..انتي ناسيه مسئوليتك اتجاه أولادك
فحدقت به مرام بحنق
ايوه لما كنت لسا موظفه مبتدئه ف الشركه اما دلوقتي مديرة القسم اللي انا فيه .. ولازم اسافر وأحضر مؤتمرات
واقتربت منه بدلال وقد نست مسؤلية صغيريها
كريم انت وعدتني هتساعدني اوصل لاحلامي
فأشاح كريم عيناه عنها بضيق
أحلامك ديه هتدمر حياتنا يامرام .. انا مبقتش فاهمك
ده اسمه طموح ياحبيبي ... ودلوقتي انا مرات كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي يعني لازم اكون حاجه تشرف
لم يعجبه حديثها ولكن مع لمساتها المغويه بدء يلين قليلا الي ان هتف بهمس بعدما عانقته
افتكري ان انتي اللي عايزه الحياة ديه يامرام
.................
وقف كنان مصډوما وهو يري نسخه من شقيقته المتوفاه.. وكأن هازان عادت من جديد في ملامح تلك الفتاه
نفس العينين نفس لون الشعر والملامح البريئه
وحدق بخطواتها ليجدها تخطو نحو مكتب الموارد البشرية .. فيبدو أنها متقدمه لطلب وظيفة في شركته
..................
وقفت ريم تخبره عن ميعاد ذهابه لمصنع الإنتاج الخاص بالشركه .. فرفع ياسر عيناه نحوها وهو يشفق علي تعلثم صوتها فقد أصبحت تخشاه بشده ..هو لم يكن يفعل معها ذلك الا ليجعلها تتعلم كيف تواجه الحياه وتدافع عن نفسها ولكن نسي ان الفقير ېخاف علي مصدر رزقه حتي لو داس علي كرامته
وعندما طالعها وجدها تخفض رأسها سريعا... فتنهد بيأس فيبدو ان ريم لن تتغير مهما عاملها بجمود وقسۏة
اقعدي ياريم وأهدي وبلاش خوف
فرفعت عيناها نحوه ونظرت إلي المقعد الذي اشار نحوه وعاد يهتف
اقعدي
فجلست سريعا .. ليضحك ياسر فتعجبت منه بل وأتسعت عيناها دون تصديق
ليغلق ياسر الملف الذي أمامه وهي يزفر أنفاسه
هتفضلي في عدم الثقة والارتباك ده لحد امتي ... ريم انتي مش بتشتغلي في شركة عاديه ..اي فرع من فروع مجموعة الشرقاوي ليها اسم ووضع في البلد
فطأطأت رأسها بخزي من حالها
انا عارفه
متابعة القراءة