لحن الحياه بقلم سهام صادق
المحتويات
من باب المنزل بأرهاق قد زال فور ان وجد صغيريه يركضان نحوه ومرام تركض خلفهم بطعامهم هاتفه
مش هتهربوا مني غير لما تخلصوا الاكل كله
فتعلق الصغيران بساقيه ..يرغبان بحملهم .. فألقي كريم حقيبة عمله وانحني يحملهما بين ذراعيه
حبايب بابا الحلوين .. تعبين ماما ليه
فأتجهت مرام نحوه تقبله علي خده بحب
حمدلله علي السلامه ياحبيبي
فبادلها قبلتها بمحبه وحنان .. وصغيريه يعانقاه مخبئين وجههم بصدره حتي لا يأكلوا طعامهم
فضحك كريم علي فعلتهم
انتي كنتي بتعذبيهم ولا بتأكليهم يامرام
فضحكت وهي تسحب منه احدهما ثم الاخر
عادت حياتهم القديمه كما كانت .. لا خادمه ولا مربيه .. حياه ادركت معناها بعد درسها القاسې .. مدام الله لم يحرمها من العيشه الرغده والحب لا بأس ان تتنازل عن احد احلامها لتري حلم أخر يتحقق بعد رمي بذوره .. واولادها هم تلك البذور
وبعد مرور ساعه كانوا يتناولون طعامهم ليسألها وهي مندمجه في تذوق الطعام
في حملة دعاية عملاها الشركه للمنتج الجديد .. عايزك تصممي لينا اللوحات الدعائيه
ولا روح المصمم اللي عندك ذهب مع الريح
فأبتعلت طعامها مندهشه من طلبه الذي لم تتوقعه بعد ان استقالت من الشركه
كريم انت بتتكلم جد
فأبتسم وهو يمازحها
لا بتكلم بهزار يامرام
وصدحت صوت ضحكاته عندما وكظته پشراسه
بتهزر يااستاذ ..قول بجد ان العرض حقيقي وانت واثق فيا
فمال نحوها يداعب وجنتيها بحنو
بعد ما نخلص اكل هقولك عن فكرة المنتج
فلم تجد ما تخبره به الا انها نهضت تحتضنه بسعاده وحب.
.........................
وفي نفس الوقت كانت مهرة تخبرها عن أفعال جاسم منذ أن وضعت الصغير حتى أنه أجل سفرة عمله كثيرا وسافر مرغما.. كان مكبر الصوت يجعله يسمع حديث مهرة وقلبه يتآلم على محبوبته التي لم تسرد اي شئ عما حدث ولا سبب ولادتها في غير موعدها بل لم تطلب من أحد ان يأتي إليها لمعرفتها بظروفهم والأحداث التي مروا بها بمصر
آلم جثم على قلبه بثقل وهي يستمع لتلك المحادثه الهاتفية... لتسكن جميع حواسه وهو يسمعها تخبر شقيقتها
وضحكت بمزاح جعلته طبيعيا بعض الشئ
فهمي جاسم من دلوقتي اننا هنقعد في الحاره في بيت ماما
فتعالت ضحكات مهرة وهي تعلم صعوبه الأمر حاليا
هو الموضوع بقى صعب بس انا هكثف مجهودي الشخصيه من دلوقتي
فأبتمست ورد وهي ترى ملامح شقيقتها السعيدة
ايوه كثفي جهودك بس من غير ما تزعلي جاسم.. إلا جاسم مفهوم
فصدحت صوت ضحكاتها متذكره حديث أكرم معها منذ قليل بعدما شعر بحنقها من أمر سفر نرمين معه
هو ايه حكايتكم أكرم يقولي الا جاسم وانتي كمان
فهتفت ورد بأمتنان وحب
جاسم اخويا قبل ما يكون جوز اختي.. متعرفيش انا هنا وسط أهل كنان بكون فخوره بي ازاي.. لو تشوفي الهدايا بتاعت الولاده اللي جبهالي... حتى مخلي حد من معارفه هنا ف تركيا ديما يسأل عني
فلمعت عين مهرة بحب جارف وهي تستمع لكل كلمه عن زوجها.. سنين صبرها وتحمل كل الأڈى من ألسن الكثير وكفاحها المبكر بالحياه.. أتى بعوض بكت يوما تدعو الله فيه أن يجعل لها نصيب من عوضه في الحياه.. دعوة أخرجها القلب في لحظة شقاء وكسر... جاسم كان يستحق صبرها طيلة السنين العطشه
طرف آخر كان يقف ممزقا وهو يستمع إلى زوجته التي وجدت في زوج شقيقتها رجلا حقيقيا تفتخر به.. ولكن ماذا عنه هو.. ماذا أضاف لها بحبه الذي لم يجلب الا الندوب
وانتهت المكالمه التي شملتها مهرة بوصاية كثيره والاهتمام بصحتها إلى أن يلتقوا
فألتفت ورد نحو الباب بعد أن فتحه كنان بأكمله ودلف للغرفه بملامح مرهقه.. اشفقت عليه ولكن قلبها مازال يؤلمها من معرفتها للحقيقة في ذلك اليوم وهتف بصوت خاڤت
دوما
متابعة القراءة