لحن الحياه بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
يقف بعيدا يجفف دموعه وهو يري آخر غير والده يحتضن والدته يقبل جبينها .. 
ووالدته تبتسم بأستحياء وكأنه الرجل الأول بحياتها الفرحه كانت تعم المكان فالكل سعيد بهذا الزواج من أقاربهم
فأبن العم الأرمل قد عاد ليتزوج بأمه الارمله
وكأن القدر أراد ان يلتقوا بعد ان افترقوا 
وبعد ۏفاة ابيه منذ عامين عاد الحبيب يدق أبواب حبيبته من جديد فالفرصه قد سنحت له ولها ولكن والدته في البداية رفضت بشده
أما الان هاهي سعيدة وقد نست أبيه 
دموعه أنسابت دون توقف رغم محاولته الممېته بأن يمنع هبوطها...

فوالده ذات يوم أخبره ان الرجال لا يبكون ..
ورفع صورة والده ببذلته العسكرية وقلبه يتقطر ألما الي ان شعر بيد جدته الحبيبه علي كتفه الصغير 
مش هتبارك لماما ياجاسم 
فرفع عيناه نحوها فقد كانت تمسك بيدها اخيه الصغيركريم الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام ..وشقهت پصدمه وهي تري هيئته التي تقطع البدن وأسرعت في ضمھ اليها تربت علي كتفه بحنان
ليسمع صوت والدته القريب منهم والتي ما ان رأت المشهد چثت 
علي ركبتيها أمامه باكية
انا اسفه ياحبيبي .. سامحني
فأشاح وجهه بعيدا عنها ..
ثم ترك أحضان جدته وركض نحو غرفته الصغيره ولم يخرج منها الا عندما رحلت هي وزوجها وشقيقه الذي أخذته معها وتركته طفلا في الثاني عشر تحت رعاية جدته وأصبحت علاقتهما مجرد زيارات حين يسمح عمل زوجها ...ومن هنا بدأت حكاية 
جاسم الشرقاوي 
...............
بدء الضجيج يعم منطقتها البسيطه الدافئه ..وصوت العم اسماعيل يعلو وهو يهتف بأسم الصبي الذي يعمل معه في ورشته الصغيره ففتحت عيناها ببطئ وأخذت تشعث شعرها بحركه معتاده عليها منذ الصغر 
ونهضت من فوق فراشها بمنامتها غير المتناسقه فكل قطعه من منامة أخري وفردت ذراعيها وهي تهتف 
صباح الخير يامنطقتنا العظيمه 
وسارت نحو تلك المنضده الصغيره التي تحمل صورة والدتها 
صباح الخير يا ماما .. وحشتيني اووي 
وسقطت دموعها وهي تتذكر يوم ۏفاتها والذي مر عليه أربعة أعوام والدتها كانت امرأه عظيمه أفنت عمرها عليها وعلي شقيقتها التي تصغرها بعامين... ولكن الغلطه الوحيده التي اقترفتها في حياتها أنها تزوجت من رجل متزوج يبحث عن زوجه كمجرد وعاء تحمل وتلد اختارها من قبل زوجته المحبه وابنة العم الغاليه وام الذكور حاليا 
والتي لم تكن تنجب
وفور ان حملت والدتها بشقيقتها ورد حملت الاخري بالتوأمين كرم وأكرم وكانت هذه كالمعجزه ..فبعد عشرة اعوام من الزواج قد تحقق ما أملت به 
ومع مرور الوقت بدأت المشاكل تظهر الي ان جاء والدها ذات يوم وهي فتاه في الخامسة من عمرها ومازالت تتذكر ذلك اليوم بشدة فقد كانت تقف علي أعتاب باب حجرتها تحمل دميتها بيدها وتنظر إلي دموع والدتها وهي تخبر والدها أنها أحبته وراضيه بأن يأتي إليها يوم واحد فقط بالأسبوع 
ولكن والدها العاشق لتراب زوجته الأولي كان رده الذي حفظته عن ظهر قلب 
الحياه بينا انتهت يازينب .. بناتي هبعتلك فلوس ليهم كل اخر الشهر وهبقي ازورهم من وقت للتاني ثم نطق وهو يزفر أنفاسه بقوه 
أنتي طالق ! 
لتفيق علي صوت يهتف بأسمها من أسفل البناية التي يعيشون فيها وقد كانت إرث والدتها من والديها 
ياست مهرة ياست الأستاذه مهرة ... مش هتفتحي محل البقاله عايزين نشتري طلباتنا
لتتذكر امر بقالتها وتركض نحو المرحاض وضحكات ورد تعلو المكان وهي تضع اطباق الفطار علي المائده وبعد مده كانت تقضم احدي اللقم سريعا 
عندي جلسة في المحكمه بعد الضهر .. أبقي اكويلي الروب وحضريلي الشنطه وحطي الأوراق بتاعت القضيه جواها لتضحك ورد وهي تطالعها 
حاضر ياحضرت الافوكاتو .. علم وينفذ
فضحكت مهرة وهي ترفع خصلات شعرها وتحكم في ربطها فتبدو وكأنها ناظرة مدرسه 
اما أنزل بقي اشوف الواد بندق ده وكادت ان تلتف بجسدها الا أنها عادت إلي كوب الشاي خاصتها ترتشف منه القليل ..ثم وضعته علي المائده مره أخرى ولكن ألتقطته ثانية تحت نظرات ورد 
لاء تعالا انت معايا محتاجه اكملك تحت وانصرفت نحو الأسفل بهيئتها التي تشبه الصبيه في الملابس ولكن كملامح رغم جمودها الا أنها تحمل وجه ملائكي تحاول ان تخفيه فهي رجل هذا البيت والرجال لا يحملون تلك الأوجه 
.............
دخلت بخزي امام حارس تلك البناية الراقيه التي لا يقنطها الا أصحاب المال وبعد برهه كانت تغادر المصعد
وهي تضم كتبها بذراعيها وتقاوم دموعها فوالديها اخبراها ان أحدهم تقدم لخطبتها ..
ودلفت لداخل الشقه التي شهدت حبهم المحرم وأبتسم وهو يسمع خطواتها بعدما أغلقت باب الشقة التي تملك مفتاحها 
جيتي ياحببتي
فأرتبكت مرام وهي تنظر اليه فكيف ستخبره اليوم ان يتعجل في أخبار أخيه بحبهم وان يأتي ليتقدم اليها... سبعة أشهر مروا على علاقتهما ولا جديد
 

تم نسخ الرابط