عهد
المحتويات
يده ليأخذ الهاتف من جانبها
ملك انت اخدته ليه
يوسف لما تبقى تعرفى هتقولى له ايه ابقى تعالى خدى موبايلك
ملك لا انا عايزه موبايلى
هز رأسه بالموافقه ثم فتح الهاتف ليخرج الشريحه التى بداخله ويعيده لها
ملك ايه دا انت كدا عملت ايه انا عايزه شريحة الموبيل
ليهز رأسه بالموافقه ويكسر لها الشريحه إلى نصفين ويفتح يدها ويضع فيها الشريحه المنكسره
ملك ليه كدا ليه انا مصدقت أنى اخد موبايلى
يوسف لا انتى ماصدقتى تلاقى وسيله تكلمى بيها زين
وغمز لها بمكر وتركها
مر باقى اليوم فى هدوء فدخلت حجرتها لتغير ملابسها ثم بدءت فى التحرك فى القصر وعندما أسدل الليل ستائره عادت لغرفتهم لتجده فى قاعته الرياضيه
لم يحدث بينهم اى مشاجرات لعدة أيام مرت الايام فى هدوء حيث كان يغادر صباحا للنادى ثم يعود ليتناول الطعام معها وكانت تحاول أن تتجنبه وغالبا تذهب لهبه فى بيت أبيها أو تأتى لها وتجلس الفتاتان ليتسامرون سويا
يوسف لو تحبى تيجى معايا النادى بدل ما بتكونى لوحدك انا معنديش مانع
ملك انا عايزه ارجع الكليه الدراسه ابتدت من اسبوع
نظر لها فجأة
يوسف وهترجعى ازاى الكليه بتاعتك هتعيشى فين فى القاهره
ملك بيت ماما فى فتره الدراسه وبعدين ارجع
يوسف تمام معنديش مانع
ملك بجد يعنى ارجع من بكره القاهره
نظر لها بعيون ماكره
يوسف اسمها هنرجع
ملك مش فاهمه هو انت هتيجى معايا
يوسف طبعا امال هسيب مراتى لوحدها وعمتا انا عامل اشتراك فى نادى الجزيره فى القاهره هقدر ادخل اتدرب هناك لغاية البطوله بتاعتى
هزت ملك راسها بأستسلام وأنهت طعامها سريعا
كانت تفكر ماذا ستقول لزين لابد أن يعرف الحقيقه كامله وتسأله ماذا بعد أن يعرف الحقيقه هل سترضخ للأمر الواقعانها متزوجه من يوسف الراضى الملاكم الشهير الوسيم الحنون ذو الشخصيه القويه الصبور لأقصى الحدود
وجدت نفسها تفكر بيوسف بإيجابية ولكنها عادت لتتذكر تهديده لها كم كان مخيف عندما علم بامر زين بقدر تفهمه للأمر بقدر كونه مخيف تذكرت كلماته عندما قال لها أنه العيله
من المؤكد تفكر فى هذا المدعو زين
يوسف بتفكرى فى ايه ياملك
هل تقول له أنها تفكر به من المؤكد أنه لم يصدقها
ملك لا
يوسف كدابه
نظرت له لما يظن بها ثم جلس بجانبها بهدوء
يوسف على فكره انا ممكن انا أعرفه انك متجوزة بس مش هيكون بالكلام
ملك مش فاهمه
ابتسم بمكر
يوسف اوعدك انك هتفهمى لو كلامى اتكسر ومعرفتيهوش بنفسك فى اقرب وقت
بلعت غصه فى حلقها لقد فهمت تهديده لينظر لها نظره ماركه ويغادر بهدوء
مر باقى اليوم دون أن يتكلمون سويا فلقد اعتادت أن تتجنب الكلام معه
جاء ميعاد سفرهم فى اليوم التالى لقد جهزت ملك حقيبتها وبالمثل يوسف ليغادروا بسيارته كانت تريد أن تسافر بالقطار ولكنه رفض
استقلت معه سيارته بدء معها الحديث
يوسف قولى لى ياملك هو زين كلية ايه
نظرت له ملك بتوجس
يوسف مالك مش بتردى ليه
ملك انت بقيت بتتكلم عنه كتير
ابتسم بتلقائية
يوسف لازم اعرف خصمى كويس
ملك زين مش خصمك هو ميعرفكش اصلا
يوسف بس انا أعرفه
ملك ممكن نتكلم فى اى حاجه تانى
يوسف وانا موافق احكى لى عن حياتك فى القاهره مع خالتى امل
على الرغم من حدة الحديث السابق إلا أنها أرادت أن تتكلم معه قصت له الكثير عن والدتها عن اسلوبهاعن تحفظاتها واخيرا كم كانت حنونه رغم كل شئ
يوسف انا فاكرها كويس اوى ياملك لما هربت بيكى كان عندى ثمن سنين كنت بحبها جدا عارفه ياملك لما ماما ماټت كنت بدعى كل يوم أنها ترجع بس علشان اشوف وش انى فيها وطبعا لما عرفت بخبر ۏفاتها حسيت پضياع املى فى انى اشوف تؤام أمى بس تعرفى انك شبهم اوى
نظرت له بفضول
ملك انا شبه ماما
يوسف جدا بس انتى على أشقى
ابتسمت لطريقتهفى حقيقة الأمر بدأت تشعر أنه قد يكون صديق رائع لو لم يعرف بامر زين لكانت الأمور بينهم ستسير بخير فلقد كان حنون وهادئ ومتفهم بمشاعرها لأقصى الحدود لكن منذ أن عرف بأمر زين وعلى الرغم من كون رد فعله هادئ إلا أنه قام بټهديدها عدة مرات
لم تدرك كم من الوقت مر فى هذا الطريق الطويل ولكن حقا كان الحديث مع يوسف ممتع فلقد تكلم معها عن بطولاته وتحدث أيضا معها عن بطولة الجمهوريه التى يتدرب جيدا لاجلها الان
وصلوا اخيرا لمنزل والدتها لتشعر بتلك الراحه التى افتقدتها بمجرد دخولها المنزل نظرت لهذا المقعد المفضل لوالدتها رحمها الله لتقترب منه وتجلس عليه ثم تنزل دمعه مع عيونها
لاحظ يوسف تأثرها
يوسف الله يرحمها
أرادت من أعماقها أن تحتضنه الان فذلك الاحتضان الذى منحها اياه يوم الفرح كان كفيل بجعلها مطمئنه وهى الان فى أمس الحاجة لهذا الامان لربما تريد الامان منه هو نفسه
مر باقى اليوم فى هدوء
لتشرق الشمس فى صباح اليوم التالى ليذهبا كل منهم لوجهته
أخرجت هاتف والدتها الذى أخذته من المنزل واتصلت بزين لتخبره انها متواجده فى الكليه لم يصدق زين مايسمع لياتى لها سريعا
لقد قررت أن تخبره بزواجها ولكن بالتدريج
خلعت خاتم الزواج الذى فى يدها ووضعته فى جيب يتطلبها وانتظرته
لم يصدق زين أنه حقا سيراها استأذن من المحاضره وذهب لها سريعا
بمجرد رؤيتها له وعلى وجهه تلك الابتسامه التى طالما جعلتها سعيده انقبض قلبها من الألم لما كان القدر قاسې معهم ليفرقهم
مسك زين يدها
زين انا مش مصدق كل دا ياملك بجد وحشتينى جدا
ملك وانت كمان اوى يازين
زين فهمينى ايه الحكايه وفين موبايلك وليه طول الوقت مقفول
وقبل أن تتكلم سمعت صوت من خلفها ينادى باسمها
لتنظر فتجد يوسف خلفها
اقترب يوسف بعين ماكره
يوسف ملك ياحبيبتى انا التمرين بتاعتى اتاحل للساعه اربعه فقلت اهدى عليكى نروح نتغدا سوا
ثم نظر لزين الذى لا يفهم شئ وبدء يغضب ومد يده ليسلم عليه وبالمثل فعل زين
يوسف اكيد انت زين ملك حكيت لى عنك كتير
ثم نظر لملك
يوسف ايه يا ملك مش هتعرف زين انا ابقى مين
زين لا عرفنى انت بنفسك انت تبقى مين وليه بتقولها حبيبتى
ابتسم يوسف بمكر
يوسف اعرفك بنفسى انا يوسف الراضى بطل الجمهوريه تلت مرات فى الملاكمه والأهم انا جوز ملك
زين ايه اللى انت بتقوله دا جوز مين حضرتك
ثم نظر لملك
زين هو ايه اللى بيقوله الكابتن دا
ليتكلم بسخرية لاذعه
يوسف ايه ياملك انتى ازاى مش قايله لزين انك اتجوزتى
شعر زين أنه فقد عقله هل هى كانت تتلاعب به هل خانت العهد الذى بينهم هل كانت تكذب عليه لقد عشقها بتفاصيلها لقد كانت هى الهواء الذى يتنفسه هل هذا هو جزاء حبه لها لقد كان السند لها دائما
نظر لها نظره اخيره
ولم يعلق بحرف واحد ولكنه هز
رأسه پانكسار وغادر بدون أن يتكلم
ملك زين زين استنى
اقترب يوسف من اذنها بعد أن أمسك بكتفها پعنف
يوسف يلا ياحلوى معايا على العربيه علشان بينا حساب لازم نصفيه
ودفعها للامام بقوه لدرجة أنها كادت أن تسقط أرضا
لقدكان قلبها يعتصر من الالم ڼار تأيد به ارادت أن تبرر لزين ولكنه من المؤكد ظن أنها خائڼه
لتجد تلك اليد الفولاذيه تمسك كتفها پعنف وتدفعها داخل السياره
قبل أن يلف ليركب بجانبها فى حقيقة الأمر تناست للحظات زين من خۏفها من هذا الثائر الذى يتملكه الڠضب الان من المؤكد أنها ستتلقى عقاپ منه
تتبع
الجزء العاشر
ركب السياره ثم قاد السياره سريعا دون النظر اليها
كان هادئ عينيه ثابته على الطريق لم يلتفت لها نهائيا عكس الحال معها فلقد كانت عيناها تنظر لهذا الوريد الذى ينتفض فى عنقه بشده ثم إلى يده التى تمسك بمقود السياره كانت متاكده أن هذا هو الهدوء الذى يسبق العاصفه لا تعلم متى وصلت للمنزل ليترجل من السياره ويسبقها ليفتح لها باب السياره
تنظر له بتوجس ثم تنزل بأستسلام شاور لها لتسبقه نظرت لعينيه التى أصبحت بلون الرماد لا تعلم هل هذا ناتج عن اشتعال بداخله ام ماذا
فتحت باب المنزل بيد مرتعشه على مايبدو له فهو يعلم جيدا أنها مرتعبه الآن ولكن لابد أن يكون هناك عقاپ لها فلقد حذرها كثيرا وتهاون معها كثيرا
دخلت المنزل لتنظر له بتوجس قام بإضاءة المنزل ثم تحرك للاريكه بهدوء وتكلم بطريقه حاسمه
يوسف روحى جهزى شنطتك هنرجع سوهاج
لا تفهم هل هو سيعود بها ليعاقبها هناك ام هو اكتفى بكونه اخبر زين ولكنه توعد لها سابقا أنها ستنال عقاپا أو كما قال لها سيقوم بتربيتها بطريقته هل سيفعل هناك فى مملكته
ملك ليه
انتفض واقفا لتعود للخلف خطوتان
يوسف اولا لما تانى اوعى ترجعى لورا كدا
ثانيا ليه هنرجع سوهاج لان ببساطه انتى مش هتروحى كليتك تانى
نظرت له ما هذا الهراء الذى يقوله هل سيتسبب فى إفساد مستقبلها بقدر خۏفها منه وشعورها بضئالة جسدها مقارنتا به بمقدار الشجاعه التى تكلمت بها والتى لا تعلم مصدرها
ملك ايه اللى انت بتقوله دا يعنى ايه مش هروح كليتى لا طبعا أنا هكمل دراستي وهتخرج من كلية طب وهبقى دكتوره زى ما ماما كانت بتحلم
ترك كتفها ووضع يده فى جيب بنطاله
يوسف كل دا كان هيحصل قبل ما تكسرى كلامى لكن دلوقتى
وهز رأسه بالنفي كانت عيناه جاده لأقصى الحدود شعرت للحظات أنها تريد أن تتوسل إليه أن لا يفعل بها هذا أرادت أن تعترض ولكنها رأت فى عينيه انتظاره لأن تعترض لترى الاسوء على يديه
نزلت دمعه من عيناها شعرت لاول مره بضعفها امامه
ملك يوسف ارجوك
يوسف ملك الكلام خلص روحى جهزى شنطتك
ملك طيب ليه ليه مش هروح كليتى تانى
نظر لها دون أن يتكلم
ملك يوسف شوف اى طريقه تانيه لو عايز تعاقبنى لكن دراستى ومستقبلى لا ارجوك
كان صوت نفسها عالى وبدأت بالبكاء والتوسل له
يوسف انتى مش هتستحملى طريقه تانيه
ملك انا كنت هقوله صدقنى بس مالحقتش
تكلم يوسف پغضب وصوت مرتفع زلزل كيانها ألمها بشده
يوسف بطلى كدب بدل ماهتشوفى وش عمرك ما تتخيله ماتكدبيش
شعرت بالخۏف منه لأقصى الهدوء تراجعت عن اعتراضها على الفور وخصوصا أنه اكمل بصوت مرتفع
يوسف سامعه ولا لا
هزت رأسها بالايجاب
دفعها پعنف كادت أن تقع
يوسف قدامك ساعه تكونى جهزتى شنطتك
هربت من أمامه لتدخل حجرتها وتبكى ما لم تبكيه منذ ۏفاة والدتها كانت تعلم أن له وجه آخر غير هذا الوجه الحنون ولكن لم تتخيل أنه سيكون قاسې لدرجة ټدمير
متابعة القراءة